بعد غسق باهت تتجلى جماليات خفية وبعيدة عن سيطرة المشاعر، يتم اكتشاف المعنى الحقيقي لأحلامنا، التي تهمس بأسرارها في قلوبنا وتدعونا إلى الغوص في الأعماق واكتشاف الذات وتجاوز الحدود.
تتسلل إلينا ليلًا كالنسيم الرقيق الذي يدغدغ مشاعرنا، فتفتح أمامنا آفاقًا واسعة من الخيال، تجعلنا نحلق في فضاء واسع كالفراشات تتراقص في ظلمة الليل تحت ضوء القمر حيث ترفرف بأجنحتها نحو النور.
فالأحلام مبشّرة تحمل في طياتها القوة والإلهام الذي يكون بمثابة نداء للروح للسعي وراء الأجمل، فهي تزرع فينا بذور التغيير والتحول والانسلاخ من شرنقة السبات لنغدو كفراشة حالمة متلونة بألوان الحياة، تاركة بصمتها على الزهور. فكل حلم يضيف لمسة من السحر والجمال إلى حياتنا.
بلا حلم نجد صعوبة في العثور على الذات ونفقد المعنى والهوية والدافعية للنمو والتطوير، كما نجد صعوبة في مواجهة التحديات الحياتية اليومية، ونركن إلى الفراغ ونشعر بعدم الانتماء ونكون فريسة سهلة للقلق والأمراض النفسية.
احلم أيها الإنسان، الحلم هو الشيء الوحيد الذي تمتلكه في هذه الحياة، هو الذي يأخذك إلى عوالم بعيدة حيث لا قيود ولا حدود ولا روتين ولا عادات ولا تقاليد.
حلمك يجعلك كالفراشة التي تلهمك الإيمان بقدرتك على التحليق نحو تحقيق الذات وتجاوز الحدود، كل حلم هو خطوة نحو تحديد الهدف والغاية.
أحلامنا ليست مجرد أطياف تزورنا في ليالينا وتتلاشى مع بزوغ الفجر وإن بدت هشة وسريعة الزوال إلا أنها تترك أثرًا من سحرها العابر.
أحلامنا هي التي تمنحنا القدرة على تصور واقع مختلف نسعى من خلاله للعمل على تحقيقه.
كل المنجزين في هذا العالم بدأت إنجازاتهم بأحلام راودتهم ليلًا، قادتهم في نهاية المطاف إلى تحقيق طموحهم وتغيير العالم من حولهم وتركوا بصمات خالدة في صفحات التاريخ البشري