الأمان هو أن تثق ثقة عمياء مطلقة خالية من أي شك.
الأمان هو أن تصدق ما يقوله لك الطرف المقابل من دون أن يتكلف عناء التبرير والمبررات لك ولا يتسلل إلى نفسك الاتهام أو الشك أو حتى وضع أحكام مسبقة أو لحظية أو حتى مستقبلية.
الأمان هو شئ لا تراه ولكنه شعور يتسلل إلى جذور روحك فلا يدع للسؤال أي مكان.
الأمان شعور حاضر يقظ طوال الوقت في جوارحنا وينعكس على سلوكنا وتفكيرنا فيضعها في مسارها ويوجهها.
وحين تشعر به تجلعه سلوكًا منعكسًا على جميع تفاصيلك وتعاملاتك في الحياة.
تجده حاضرًا منذ اللحظة الأولى وأنت على فراشك حين تستشعر أنك بعثت للحياة من جديد بيد رب رحيم تبصر عيناك النور يتسلل إلى جنبات روحك كأنفاس الصباح.
وتجده عندما تختلي بنفسك تجده معك عندما تدير مفتاح سيارتك ذاهبًا إلى عملك مؤمنًا بالله -عز وجل- مكان رزقك ومصدره.
الأمان تجده في عيني طفلك عندما يحتضنك وأنت عائد إلى منزلك وأسرتك.
الأمان تجده في قلب امرأة منحتك إياه مع مرتبة الشرف. تجده في قلبك عندما يدنو منك صديق في ساحات الاحتياج خاصة وتجده أنت أيضًا في قلبه عندما تريد أن تبوح بسرك. تجده في يد فقير قد لاذ بحاجته وفاقته إليك بعد الله ليبعث الله -عز وجل- برسالته ((يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا أَنْفِقُوا مِنْ طَيِّبَاتِ مَا كَسَبْتُمْ وَمِمَّا أَخْرَجْنَا لَكُمْ مِنَ الأَرْضِ)) [البقرة:267].
تجده في حضن أمك حين تغدو أحضانها برأسك لتضع أحمالك وهمومك في مكان حوى الكون فيحتويك.
تجده في طعام شهي قدم لك بكل الحب والاحتفاء.
الأمان تجده في توجيه مديرٍ وتوكيله لك بمهام يصعب إنجازها ولكنه وجهها لك أنت.
تجده في عصفور صغير اعتاد أن يغرد بصوته حين يسمع صوتك ويألفك أنت الوحيد فيأتي ليأكل من يديك.
الأمان هو الجلباب الذي يصلح لكل موقف ومناسبة.
هو ذاك الشعور الخفي الذي يجعلك تجد الحل لأي مشكلة.
الأمان هو سلاحك في كل حرب فرض عليك فيها إثبات الوجود.
الأمان هو القشة التي تتمسك فيها كرد فعل لأي موقف يجابهك فتتشبث به لأنك تعلم وبداخلك أمان وإيمان مطلق بأن الله هو الأمان.