الابتلاء بالعصر..
ومن الناس من يبتلى بأن يأتي في غير زمانه ومكانه، فهذا أبو الحسن قد ابتلي بأن قذفته الأقدار في غير محله، فولد في عصر محال ان ينتج مثله، وأنى لعصره ومكانه أن يأتيان بمثل هذه القيمة الانسانية التي لا تدانيها قمم الجبال سموا ، ولكن ما حيلة علي غير ان يعيش مثلما يعيشون، ويصمت حين ينطقون ، ويأن أنين الثكلى مما يفعلون؟! ويفصح عن سموه على أهل زمانه فيقول : ينحدر عني السيل ولا يرقى اليَّ الطير. ولكن الدهر يأبى ان يكف عن الحط منه حتى يشكوه :... ثم لم يرض الدهر لي بذلك، حتى أرذلني فجعلني نضيرا لابن هند وابن النابغة، لقد استنت الفصال حتى القرعى!!
لعمري ان ابا الحسن لم يترك عذرا لمعتذر ممن يشكو زمانه.
آن للأسرة الهاشمية أن تدفع ثمن تمثيل الحق والعدل اختتاما بالطفوف وقعر السجون الهارونية.
اضطهاد الأسرة الهاشمية جاء بفضل الإجماع بين النبوة والخلافة وهذا أحد مؤشرات ظهور بوادر الانفكاك في الجموع الإسلامية ؟!!!
العزل السياسي لهذه الأسرة واختراق السنة النبوية بفروعها الثلاث (القول والفعل والتقرير) واللجوء إلى كتاب الله وتجاهل سنة النبي صلى الله عليه وآله وسلم أحد أهم المبررات لسلك النهج في ممانعة الانقياد الهاشمي في رسم السياسات والخطط المنهجية الأخلاقية ؟!!