قلعة الدمام “قلعة الجلاهمة” – بقلم صادق علي القطري
تقع قلعة الدمام على الساحل الجنوبي الشرقي من منطقة القطيف. وعلى الأرجح تم تسمية القلعة بالدمام بسبب وجود طبل كبير وضعته الدولة البرتغالية في القلعة لإنذار القلاع المجاورة من هجمات الاعداء ، ولأن الطبال في لهجة أهل نجد وجنوب العراق يلقب بالدمام ، فمن هنا اطلق سكان المنطقة والبادية أسم الدمام على القلعة.
قلعة الدمام. مصدر الصورة: بعثة كاليفورنيا-شركة ستاندرد أويل العربية في المملكة العربية السعودية، 1934-1935.
لا يعرف بالضبط متى أسست حيث ان هناك فرضيتن، الأولى انها بينت قرابة عام 930هـ من قبل الغزاة البرتغاليين اثناء احتلالهم للبحرين والقطيف حيث يدكر الشيخ حمد الجاسر، عن قلاع المنطقة الشرقية التالي: “حين امتد نفوذ البرتغاليين على سواحل الخليج العربي، فاتخذوا فيه قلاعا في الدمام وتاروت والقطيف” وأيضا أشار عبد الرحمن عبد الكريم العبيد عن قلعة الدمام التالي: “تشير الشواهد التاريخية إلى ان البرتغال هم أول من بنى قلعتها المسماة بـ «قصر الدمام»”.
والفرضية الثانية وبحسب بعض المؤرخين بان قلعة الدمام بنيت من قبل رجل يدعى رحمة بن جابر الجلاهمة، الذي هاجر إلى الدمام نازحا إليها من قطر عام 1225هـ. والفرضية الأولى هي الأكثر قبولا من الفرضية الثانية ولعلل ان الرجل المهاجر “الجلاهمة” رممها وسكن فيها ونسبت اليه.
وصفها الرحالة “ج. ج. فورستر سادلر” حيث وصفها وقال: “تقع داخل البحر ويوجد بها برج واحد وحصن محاط بالماء ويسمى الدمام وقد رممه مؤخرا رحمه بن جابر”. ودكر دليل الخليج القسم الجغرافي عام 1904م “كانت مجهورة انداك ويوجد بها ينبوع ماء وبجوارها قلعة صغيرة ولا توجد بها نخيل”.
قلعة الدمام ١٨٠٩م.
والقلعة مستطيلة الشكل مبنية من الحجارة البحرية والطين، تقع وسط البحر، ومحاطة بمياه البحر من جميع الجهات، ويبعد مبنى القلعة عن الشاطئ الرئيسي قرابة كيلو متر واحد، تقريبا؛ ويعتقد ان القلعة بنيت في الأساس على جزيرة صغيرة، حيث تصف الوثائق العثمانية هيئة وتصميم قلعة الدمام عام 1287هـ على النحو التالي: “وأطلقت المدفعية إحدى وعشرين طلقة، وعوينت القلعة، واتضح أنها أمتن مما يعتقد العامة، فهي محاطة بثلاثة أسوار حصينة، وبها أحد عشر مدفعا”.
قلعة الدمام عام 1904م
وفي عام 1282هـ دمرت بريطانيا قلعة الدمام وتمت مهاجمة “قلعة الدمام” تحت قيادة الكابتن “فيلويز” بهدف تدمير السفن الحربية وبإنزال فرقة من المشاة إلى البر، ولكن القوة البريطانية فوجئت بوجود أعداد كبيرة من المقاتلين في قلعة الدمام، فاضطرت القوة المهاجمة للانسحاب إلى القوارب، بعد أن خسرت ثلاثة قتلى وجريحين، وفي اليوم التالي عاودت القوات الإنجليزية هجومها على قلعة الدمام، وقت ارتفاع المد، وذلك بإطلاق القذائف، والصواريخ والرصاص، فمالت أسوار قلعة الدمام نتيجة هذا القصف، ولكنها لم تدمر تماما.
قلعة الدمام (الجلاهمة) في الخمسينيات الميلادية. مصدر الصورة:
قلعة الدمام 1924م.
قلعة الدمام بداية القرن العشرين.
المهندس صادق علي القطري