قصة واقعية ...
يروي دكتور جامعي عراقي مازال موجود أنه كان في مؤتـمر بلندن وفـــجأة شـــعر بآلام في الصدر،
ذهب إلىٰ الطبيب وبعد إجراء الفحوصات تبـيـن أنه يعاني من انسداد في شرايين القلب ويحتاج جراحة طارئة ،
سأل الطبيب أن يـمهله بضعة أيام حتىٰ يعود لبلده لإنهاء أعـماله ويكتب وصاياه، فأمـــهله أربعة أيام ووصف له بعض الأدوية الضرورية.
وصل بلده ورتب أموره، وقبل سفره بيوم ذهب إلى صديق له يودعه،
وبينما يـتبادل الحديث مع صديقه لاحظ عبر النافذة في الجهـة المقابلة امــرأة عـجوزًا جاوزت الســـبعين تقريبًا تـقـــف عند مـحل لبيع اللـحوم،
كلما سقطت قطعة عظم أو شـحم من البائع أخذتها ووضعتها في حقيبة!
قطع الحديث مع صديقه وذهب لها علىٰ استحياء يسألـها عن حالها،
فأخبرته أن لـها ست بنات لم يأكلن الـلحم لأكثر من عام وهي تُصبرهن بذلك العظم والشحم.. فـــغلب هــمُّها هـــمّه!
أخذها لبائع اللـــحم واشترىٰ لها اللـحم وأخبر البائع أن تلك السيدة ستأتي له كل أسبوع ليعطيها نفس الكمية من اللـحم
وأعطاه ثـمن سنة كاملة مُقدمًا... فبكت المرأة من الفرح!
رتب أغراضه وسافر مع أسرته إلىٰ لندن.. أخبره الطبيب بموعد الجراحة وطلب منه إجراء فـحوصات جديدة للاطمئنان علىٰ حالته،
أُجريت الفحوصات وأُرسلت للطبيب.. اتصل به الطبيب وطلب منه الحضور إلىٰ المُستشفى
لأن هناك خطأ ما وعليه أن يُعيد الفحوصات والأشعة!
ظن الرجل أن حالته ازدادت سوءًا بسبب تأخره ، أعاد الفحوصات..
لكن بعد فترة اجتمع مـجموعة من الأطباء وأخبروه مُندهشين أن الأشعة الجديدة تبدو وكأنها لشخصٍ آخر
حيث إن الشريان الـمسدود في الأشعة الأولى ظهر متســــعًا يعـــمل بكامل طاقته !
ثم بدأت الأسئــلة توجه للدكتور وكأنها المطر.. ماذا أكل؟
وماذا شــرب؟
هل اســتخدم أي أدوية غير التي وُصفت له؟
هل تناول أي أعشاب خـــلال إقامته في بلده؟
وهكذا تسابق الأطباء ليعرفوا سر تلك الوصفة التي وسعت الشريان الضيق في بضعة أيام..
لكن الوصفة لم تكن طعامًا أو شرابًا، ولكنها حكمة قيلت علىٰ لسان سيد الخلق صلى الله عليه وآله
«داوو مَـرضاكُـم بالصَّدقة».