مَن هم آل مُحمّد وأهل بيته،وما الدليل؟
هم : علي وفاطمة والحسن والحسين والأئمّة التسعةَ المعصومينَ من ذريّةِ الحسين عليه السّلام ، علي بن الحسين ، ومحمّد بن علي ، وجعفر بن محمّد ، وموسى بن جعفر ، وعلي بن موسى ، ومحمّد بن علي ، وعلي بن محمّد ، والحسن بن علي ، والإمام الحجّة بن الحسن عجّل اللّه تعالى فرجه، وأمّا الدليلُ على اختصاصِهِم بذلك دونَ غيرهم من نساءِ النبي صلّى اللّهُ عليهِ وآله وسلّم وأقاربه وعصبته، حديثُ الكساءِ المُتّفقُ على صحتِهِ والمروي عن طريقِ الشّيعة والسُّنّة : (عن أمّ سلمة أنّ رسولَ اللّه (ص) قال لفاطمة ائتيني بزوجِكِ وابنَيكِ ، فجاءت بهم فألقى عليهم كساءً فدكياً ، قال ثم وضع يده عليهم ثم قال: اللهم إنَّ هؤلاء آل مُحمّد فاجعل صلواتُكَ وبركاتُكَ على مُحمّدٍ وعلى آلِ مُحمّد إنّك حميدٌ مجيد . قالت أمُّ سلمة فرفعتُ الكِساءَ لأدخُلَ معهُم فجذبه من يدي وقال : إنّكِ على خير )(١) . حيثُ أطلقَ النبيّ صلّى اللّهُ عليهِ وآلهِ وسلّم لفظةَ الآل على فاطمة وعلي والحسن والحسين عليهم السّلام، وعليهِ متى ما استُخدِمَت هذه اللّفظة في القرآنِ الكريم والرّوايات الشّريفة والأدعية فإنَّهُ يُراد بها المعنى المذكور في حديثِ الكساء، وأمّا المعاني اللّغوية للفظة الآل وأهل البيت فإنّها غير مرادة إلّا إذا قام دليلاً وقرينة على إرادتها ، ونجِد مثيل ذلكَ في القرآنِ الكريم حيثُ استُعمِلَت لفظة الصّلاة في عدّة موارد بمعنى الحركات المخصوصة التي يؤدّيها المُسلم عندَ قيامه إلى الصّلاة، من دونِ إرادة المعنى اللّغوي وهو الدّعاء منها قوله تعالى: ﴿ وَأَنْ أَقِيمُواْ الصَّلاةَ وَاتَّقُوهُ وَهُوَ الَّذِيَ إِلَيْهِ تُحْشَرُونَ ﴾ (٢)،وإنّ جذب الكساء مِن أمُّ سلمة خيرُ دليلٍ على خروجِ نساءِ النبيّ صلّى اللّهُ عليهِ وآلهِ وسلّم وأقاربه من كونِهِم آله وأهلُ بيته، ومضافاً إلى أنّ النبيّ صلّى اللّهُ عليهِ وآلهِ وسلّم كانَ يذهب إلى بيتِ فاطمة صباحاً ستّةَ أشهُرٍ أو تسعةَ أشهر حسبَ رواياتُ بعضَ أهلُ السُّنّة ويقول :
« الصّلاة الصّلاة ، ( إِنَّمَا يُرِيدُ اللَّهُ لِيُذْهِبَ عَنكُمُ الرِّجْسَ أَهْلَ الْبَيْتِ وَيُطَهِّرَكُمْ تَطْهِيرًا )(٣)،
والسؤال كيفَ يدخل الأئمة التّسعةَ المعصومينَ من ذرّيةِ الإمامِ الحسين عليهِ السّلام في مفهومِ أهلُ البيتِ والآل؟
إنّ آيةَ التطهيرِ دالةٌ على عصمةِ أصحابُ الكساءِ الخمسة عليهم السّلام، وعليهِ يكون كلَّ قولٍ وفعلٍ يصدرُ منهم يعكِسُ كلامَ اللّه ويُمثّل إرادته، وأمّا شمولَ هذه الألفاظ للأئمة التسعة المعصومين من نسلِ الإمامِ الحسين عليهِ السّلام ، فإنّه يكونُ بتصريحِ النبيّ صلّى اللّهُ عليهِ وآلهِ وسلّم وعليّ والحسن والحسين عليهم السّلام بإمامتِهِم وعصمتِهِم ودخولهِم تحتَ الآية المُباركة ، منها هذه الرواية ( حدّثنا علي بن الحُسين بن محمّد ، قال : حدّثنا هارون ابن موسى التلعكبري ، قال حدّثنا عيسى بن موسى الهاشمي بسرِ مَن رأى ، قال حدّثني أبي ، عن أبيهِ ، عن آبائهِ ، عن الحسين بن علي ، عن أبيهِ علي عليهِ السّلام قال : دخلتُ على رسولِ اللّه صلّى اللّهُ عليهِ وآلهِ وسلّم في بيتِ أمُّ سلمة وقد نزلت هذه الآية " إنما يُريدُ اللّه لِيذهِبَ عنكُم الرّجسَ أهلَ البيتِ ويطهّركم تطهيرا " فقال رسولُ اللّه صلّى اللّه عليهِ وآلهِ وسلّم : يا علي هذه الآية نزلت فيكَ وفي سبطيّ والأئمة من ولدِكَ . فقلتُ : يا رسولَ اللّه وكم الأئمة بعدك ؟ قال : أنتَ يا علي ، ثم ابنائك الحسن والحسين ، وبعدَ الحسين علي ابنه ، وبعد علي محمّد ابنه ، وبعد محمّد جعفر ابنه ، وبعد جعفر موسى ابنه ، وبعد موسى علي ابنه ، وبعد علي محمّد ابنه ، وبعد محمّد علي ابنه ، وبعدَ علي الحسن ابنه ، والحجّة من ولد الحسن ، هكذا وجِدَت أساميَُهم مكتوبةً على ساقِ العرش ، فسألتُ اللّهَ تعالى عن ذلكَ فقال : يا محمّد هم الأئمة بعدكَ مطهّرونَ معصومونَ وأعداؤهم ملعونون )(٤)
المصادر :
١_مسند أحمد 323/6، الدرّ المنثور / المجلّد : ١٢ / الصفحة : ٤٤ / الناشر : مركز هجر للبحوث
٢_ الأنعام:٧٢
٣_الاحزاب: ٣٣.
٤_كفاية الأثر - الخزاز القمي-١٥٦
٥-الآل لغةً: تشمل عصبة الإنسان من صلبه وأقاربه القريبين.
٦_ أهل البيت لغة: تشمل عصبة الإنسان ونساءه.