أطلقت اليونسكو يوم الثلاثاء 21 إبريل مشروع “المكتبة الرقمية العالمية”،فى مقر منظمة الأمم المتحدة للتربية والثقافة فى باريس ،والتى تضم سبع لغات منها اللغة العربية بهدف تطوير تعدد اللغات، وإفساح المجال أمام أكبر عدد ممكن من الأشخاص للإطلاع مجانا على محتويات كبرى المكتبات الدولية.
ذوتم الاحتفال بحضور الأمين العام لليونسكو اليابانى كويشيرو ماتسورا، ومدير مكتبة الكونجرس الأمريكى جيمس بيلنجتون، كما شارك فى الاحتفالية الدكتور إسماعيل سراج الدين؛ مدير مكتبة الاسكندرية.
الأمين العام لليونسكو كويشيرو ماتشيرا
كان جيمس بيلنجتون؛ مدير مكتبة الكونجرس، قد اقترح في عام 2005 إنشاء مكتبة رقمية عالمية مسترعيا الانتباه إلى أن مشروعا كهذا” يعود بالنفع على الشعوب حيث يُعلي شأن الثقافات المختلفة بعمقها وتفرّدها من خلال مشروع عالمي واحد”. وقد تم تبني الفكرة عقب طرحها بشكل رسمي في منظمة اليونسكو عام 2006، لينضم إلى المشروع شركاء دوليون؛ من بينهم: اليونسكو، والاتحاد الدولي لجمعيات المكتبات (IFLA)، بالإضافة إلى عدد من المكتبات الكبرى في قارات آسيا وأوروبا وأفريقيا والأمريكتين.
ويهدف المشروع – إلى جانب تعزيز التفاهم الدولي – إلى توسيع حجم المضمون الثقافي وتنوعه عبر الإنترنت، وتوفير الموارد للمعلمين والعلماء وعامة الجمهور، إلى جانب تضييق الفجوة الرقمية بين البلدان وداخل كل منها عن طريق بناء القدرات الرقمية داخل البلدان الشريكة.
وقال الدكتور سراج الدين إن القائمين على هذا المشروع الضخم استعانوا بالمساعدات التقنية من فريق عمل متخصص من مكتبة الإسكندرية، مشيرا إلى أن مكتبة الكونجرس الأمريكي – والتي كان لمديرها السبق في اقتراح فكرة المشروع – كانت قد وقّعت اتفاقا مع مكتبة الإسكندرية عام 2007 للمشاركة في تصميم وتنفيذ المكتبة الرقمية العالمية ووضع البنية التحتية لموقعها الإلكتروني، إضافة إلى دعم قدرات البحث والعرض باللغة العربية في هذا المشروع نظرا لخبرتها الطويلة في هذا المجال.
وأكد أن مكتبة الإسكندرية تعد رائدة في رقمنة الكنوز الثقافية في العالم العربي، لافتا إلى أنها أسهمت في المكتبة الرقمية العالمية بإضافة كتاب وصف مصر ضمن محتوياتها، وهو الكتاب الذي رقمنته مكتبة الإسكندرية عام 2007 ويرجع تاريخه إلى حملة نابليون بونابرت على مصر عام 1798.
من جانبه، ألمح الدكتور مجدي ناجي إلى أن تدشين المكتبة الرقمية العالمية جاء في إطار المفهوم العالمي الجديد للمكتبات وامتدادا للاتجاه العالمي نحو إتاحة المعرفة للجميع. وأضاف أن الموقع الإلكتروني للمكتبة الرقمية يمثل نافذة لعرض الجواهر الثقافية النفيسة لشعوب العالم؛ حيث تضم أعظم الأعمال التي وردت في تاريخ البشرية، إضافة إلى الوثائق والمخطوطات النادرة والمواد الفريدة الأخرى من الشرق والغرب، لتشمل الثقافات المتعددة في العالم أجمع.
جدير بالذكر أن اليونسكو تنوى من خلال “المكتبة الرقمية العالمية “نشر القيم التى تدافع عنها كالتنوع اللغوى والفهم بين الثقافات ،حيث توفر المكتبة الجديدة إمكانات للبحث والتصفح عبر الإنترنت من خلال سبع لغات “الإنجليزية ،والعربية ،والصينية، والإسبانية ،والفرنسية ،والبرتغالية ،والروسية”،كما تقترح مواضيع ومحتويات بحثية فى لغات عديدة أخرى.
وعمل فريق من “مكتبة الكونغرس”على تطوير هذا المشروع بمساعدة تقنية من مكتبة الأسكندرية فى مصر ،فيما حثت اليونسكو أعضاءها على توفير محفوظات من تراثهم الثقافى ،ويشرح منسق اليونسكو التونسى عبد العزيز عبيد “أن المحتويات المتوافرة ليست حصرية للمكتبة الرقمية العالمية ،وفى وسع المنظمات المشاركة تقديمها هى نفسها إلى مكتبات أخرى ،على أن تبقى هى المالكة لهذه المعلومات.
وقد كانت لدول منطقة الشرق الأوسط؛ كمصر والعراق والسعودية وقطر والمغرب، إسهاما ملحوظا في المواد العربية التي تمت إضافتها إلى المكتبة الرقمية العالمية، مما يؤكد على أهمية هذا المشروع في إبراز حقيقة الهوية العربية والإسلامية. كما تضم المكتبة مواد ثقافية أخرى من البرازيل والصين وفرنسا وإسرائيل واليابان ومالي والمكسيك وهولندا وروسيا وصربيا وسلوفاكيا والسويد وأوغندا وجنوب أفريقيا والمملكة المتحدة والولايات المتحدة الأمريكية. وهذا التنوع من الحضارات والثقافات يؤكد على عدم الانحياز إلى أية اتجاهات فكرية أو ثقافية.
ومن ضمن الكنوز التي ستبرزها المكتبة الرقمية العالمية: مخطوطات علمية عربية من إسهام داري الكتب والمحفوظات المصريتين، وصور فوتوغرافية قديمة عن أميركا اللاتينية من مكتبة البرازيل الوطنية، و”توراة إبليس”؛ المصنف الشهير الذي يرقى إلى القرن الثالث عشر من المكتبة الوطنية السويدية، ومصنفات عربية وفارسية وتركية في الخط الجميل من مجموعات مكتبة الكونجرس.