خالتي والقنبلة الموقوتةخالتي رحمها الله كانت معلمة مدرسة ابتدائية وانسانة متواضعة ومثالية كان كل همها الوحيد (مثل الكثير من سيداتنا العراقيات ) هو الاهتمام بعائلتها , اعتنت بوالدتها المريضة الى ان توفت ثم بوالدها الذي اصاب بفقدان البصر بسبب خطأ طبي ولم تتزوج لاجلهما ,
بقلمي عبير الياسمين
الكل كان يحبها لانها كانت انسانة محترمة و خلوقة وكانت دائما تتقاسم ويانا الهدايا اللي كانت تجيها من صديقاتها المعلمات ,
ومرة من كانت في زيارتنا قلت لها ان ساعتي التي اهداها لي والدي خربت , فاخذتني من يدي الى السوق واشترت لي ساعة جديدة وصلحت القديمة ولبستها وضلت الساعة عندها لسنين طويلة .
لكن الساعة مع مرور الزمن تغير صوتها من تك تك تك الى تك تك تك,
وفي احد الايام ذهبت خالتي الى احد الدوائر الحكومية في بغداد لانجاز معاملة وكان الوقت يقارب نهاية الدوام والدائرة فارغة الا من احد الموظفين ,
ولما وقفت خالتي خلف الكاونتر ومدت المعاملة گمزالموظف من مكانه وقال من وين جاي ها الصوت شكو بجنطتج ؟؟؟
وخالتي كانت على نياتها وقالت ياصوت ؟هاي شوف الجنطة مابيها شي غير جزدان ومفاتيح وغراض عادية.
قال لعد هذا شنو صوت ال تك تك تك كانه صوت قنبلة موقوتة!
ردت خالتي اشو اني مده اسمع شيء بعدين انتبهت ان الصوت كان صوت ساعتها
قالت يا معود هاي ساعتي شوفها ,
الموظف ورا ماشاف الساعة ارتاح بعدين اخذ المعاملة منها وخلصها وخالتي طلعت من الدائرة والموظف كان يدردم من وراها , هاي ساعة يدوية لو ساعة حائط ما افتهمت !شكد صوتها عالي !عبالي قنبلة موقوتة خرعتني!
بقلمي عبير الياسمين
هذا واحد من مواضيعي القديمة واعدت كتابته