موقع دير سانت هيلاريون البيزنطي يمتد على مساحة هكتارين في تل أم عامر جنوبي غزة (مواقع التواصل)

أدرج دير القديس هيلاريون في قطاع غزة على قائمة اليونسكو للتراث العالمي المعرض للخطر، على ما أعلنت منظمة الأمم المتحدة للتربية والعلوم والثقافة اليوم الجمعة.
وكتبت المنظمة التي تعقد اجتماعا للجنة التراث العالمي في العاصمة الهندية نيودلهي، عبر منصة إكس، "إدراج جديد على قائمة التراث العالمي وقائمة التراث العالمي المعرض للخطر: دير القديس هيلاريون/تل أم عامر في فلسطين".
وقالت المنظمة في بيان "يعترف هذا القرار بالقيمة العالمية الاستثنائية لهذا الموقع وواجب حمايته من المخاطر الوشيكة".
وجاء في البيان "نظرا للتهديدات الوشيكة لهذا التراث في ظل النزاع الدائر في قطاع غزة؛ لجأت لجنة التراث العالمي إلى إجراء طارئ في إطار اتفاقية التراث العالمي".
أقدم أديرة الشرق الأوسط
وكتبت اليونسكو على موقعها الإلكتروني "تعود آثار دير القديس هيلاريون الواقعة على تلال ساحل النصيرات إلى واحد من أقدم الأديرة في الشرق الأوسط، وتُعدّ بمنزلة شهادة استثنائية ومنقطعة النظير على نشأة المسيحية في المنطقة".
وفي عام 1993 اكتشف الموقع المفتوح للجمهور منذ بضع سنوات، وأخذ اسمه من راهب ناسك عاش في القرن الرابع الميلادي في غزة، ويتضمن ردهة وحمامات فضلا عن 4 كنائس متراكبة. وعمدت سلطات الاحتلال -التي كانت تسيطر على قطاع غزة قبل عام 2005- إلى نهب القطع الأثرية وسرقتها من الموقع، بحسب وكالة الأنباء الفلسطينية (وفا).




ويضم الموقع دير القديس هيلاريون أنقاض كنيستين ومكانا للدفن وقاعات للعمّاد والطعام، ومرافق صحية وصهاريج مياه، إضافة إلى الأرضيات المصنوعة من الحجر الكلسي والفسيفساء الملونة والمزينة بالرسوم والنقوش المختلفة والبلاط الرخامي، وكذلك حمامات بخارية كبيرة ونافورة، إلى جانب الديماس (غرفة تحت الأرض) والمصلى وغرف الرهبان والساقية.



وأوضح مدير التراث العالمي إيلوندو لازاري لوكالة الصحافة الفرنسية أن "الطلب صدر عن فلسطين" التي تعدّ اللجوء إلى اليونسكو "الملاذ الوحيد لحماية الموقع من الدمار في الظروف الحالية"، في ظل الحرب المدمرة بين إسرائيل وحركة حماس في قطاع غزة.
وكانت فلسطين انضمت بصفة عضو كامل الحقوق إلى منظمة اليونسكو في 2011، في خطوة دفعت الولايات المتحدة الأميركية إلى تعليق مساهماتها في ميزانية المنظمة الأممية في عهد الرئيس الأسبق باراك أوباما، ليمثل ذلك ضربة كبيرة للمنظمة الأممية. وغادرت أميركا المنظمة الدولية في وقت لاحق عام 2017 في ظل رئاسة الرئيس السابق دونالد ترامب، وانسحبت إسرائيل أيضا من المنظمة بزعم أنها "مسرح للعبث يشوّه التاريخ بدلا من الحفاظ عليه".
وقبل عام، عادت الولايات المتحدة رسميا إلى المنظمة الأممية، إثر تصويت خلال مؤتمر عام استثنائي للمنظمة في باريس، وذلك بعد قرابة 5 أعوام من انسحابها بدعوى "انحياز المنظمة الأممية ضد إسرائيل".
وتعرضت مساجد وكنائس ومبانٍ تاريخية ومؤسسات تعليمية وثقافية ومواقع تراثية لأضرار بالغة خلال الحرب الإسرائيلية الحالية على غزة.
ويرى مراقبون أن إسرائيل ترمي من وراء من هذا الاستهداف إلى "كيّ الوعي الثقافي" للشعب الفلسطيني، وقطع الصلة بينه وبين تراثه وتاريخه.