08, Apr, 2013
مارغريت ثاتشر "المرأة الحديدية" التي قادت بريطانيا 11 عاماً



تعد مارغريت ثاتشر التي توفيت إثر إصابتها بالسكتة الدماغية، واحدة من أكثر الشخصيات السياسية تأثيرا في القرن العشرين.

وقد طبع إرثها السياسي تأثيره الواضح على من خلفها في الحكم، من المحافظين والعمال، وتميزت فترة حكمها التي امتدت 11 سنة بأسلوب من الحزم والمواجهة أحيانا.

تأثير الأب

في الثالث عشر من أكتوبر/تشرين الأول عام 1925، ولدت مارغريت هيلدا ثاتشر في مدينة غرانثام بمقاطعة لينكونشاير.
وكان لوالدها ألفريد روبيرتس، الذي حصل على عضوية حزب المحافظين البريطاني وعضوية المجلس المحلي، تأثير كبير على حياتها وعلى السياسات التي كانت تتبناها فيما بعد.
والتحقت ثاتشر عام 1943 بكلية سومرفي بجامعة أكسفورد لتتخصص في علم الكيمياء، وأصبحت ثالث سيدة تشغل منصب رئيس جمعية المحافظين بجامعة أكسفورد.
وبعد تخرجها، عملت تاتشر في قطاع البحث الكيميائي في مجال الصناعات البلاستيكية، كما التحقت أيضا بالمنظمة المحلية التابعة لحزب المحافظين.
وتزوجت من رجل الأعمال دينيس تاتشر عام 1951.

بدأت ثاتشر سيرتها المهنية كباحثة في الكيمياء

وفي حديثها عن والدها ذات مرة، قالت ثاتشر: "يرجع الفضل بالطبع إلى أبي في كل شيء. لقد عمل على تنشئتي وغرس لدي كل القيم التي أؤمن بها الآن."
إلا أن مواقفها السياسية وأسلوبها في الإدارة في الفترة الأخيرة من توليها هذا المنصب جعلت منها شخصية سياسية يدور حولها الجدل، مما نتج عنه في النهاية حدوث اختلافات داخل حزبها، إضافة إلى انعكاس ذلك على الرأي العام البريطاني.

مناصب سياسية

في عام 1959، انتخبت تاتشر لتكون عضوة في البرلمان البريطاني لحزب المحافظين عن مقاطعة فينتشلي.
كما شغلت منصب وزير التعليم عام 1970 تحت رئاسة رئيس الوزراء البريطاني الأسبق تيد هيث.
إلا أن عدم التزام هيث بالسياسات الاقتصادية لحزب المحافظين، دفع تاتشر لأن تنافسه على زعامة الحزب وتربح الرهان عام 1975.
وبين عامي 1979 و 1990، فازت ثاتشر في الانتخابات بثلاث فترات متتالية لتصبح أول سيدة بريطانية تتقلد منصب رئيس وزراء بريطانيا.
واهتمت في فترة رئاستها لمجلس الوزراء البريطاني بإحداث إصلاحات في النظام المالي للدولة، إذ عملت على تقليص دور الدولة ودعم السوق الحرة في البلاد.

ودخلت الى 10 داوننغ ستريت رئيسة للوزراء عام 1979

كما كان تصحيح معدل التضخم هدفا من أهداف حكومتها، التي سرعان ما اتخذت تدابير مالية تضمنت زيادة في معدلات الضرائب وخفضا في معدلات الإنفاق.
وشهدت تلك الفترة تحقيق الآلاف من البريطانيين لمكاسب على الصعيدين الاجتماعي والاقتصادي، حيث استطاع عدد كبير منهم أن يحصل على أسهم في الصناعات التي جرت خصخصتها مثل شركتي "بريتيش غاز" و"بي تي".
ومع بدايات عام 1982، بدأ الاقتصاد البريطاني في التعافي.
إلا أنه وفي نفس العام، اتخذت ثاتشر قرارا بالمواجهة مع الأرجنتين في حرب جزر فوكلاند الخاضعة للإدارة البريطانية والواقعة في جنوب المحيط الأطلسي.
وكانت كلتا الدولتين تسعيان لفرض سيادتهما على هذه الجزر. إلا أن القيادة الأرجنتينية استسلمت في نهاية الأمر لمطلب البريطانيين في يونيو/حزيران من نفس السنة.
وقد شهدت فترة رئاستها لمجلس الوزراء عددا من أحداث الشغب والإضراب العمالي إذ اندلعت الاشتباكات بين قوات الشرطة والمحتجين من عمال المناجم بعد أن رفضت حكومة تاتشر تعديل برامج مجلس الفحم الحجري القومي التي تعنى بإغلاق المناجم.
إلا أن عمال المناجم تخلوا بعد عام كامل عن هذا الإضراب.

إيرلندا الشمالية

وفي أيرلندا الشمالية، واجهت ثاتشر المضربين عن الطعام من أفراد الجيش الجمهوري الأيرلندي بموقف حازم، إلا أن موقفها المتشدد ذلك كان سببا في إثارة موجة من السخط حتى في أوساط المعتدلين والنقاد ممن قالوا إن ذلك قد تسبب في دفع العديد من شباب الكاثوليك نحو العنف.

وواصلت حضور جلسات مجلس اللوردات

ففي عام 1984، نجت تاتشر بأعجوبة من محاولة اغتيالها بقنبلة موقوتة كان أحد أفراد الجيش الجمهوري الأيرلندي قد زرعها في مبنى الفندق، وانفجرت أثناء حضورها مؤتمر حزب المحافظين في فندق غراند هوتيل بمدينة برايتن البريطانية.
أما سياستها الخارجية فكانت تهدف إلى بناء واجهة بريطانيا في الخارج، وهو أمر كان قد تأثر بالسياسات التي تبنتها الحكومة تحت إدارة حزب العمال من قبل.
وكانت علاقة ثاتشر بالرئيس الأمريكي رونالد ريغان قوية جدا، حيث اشترك الاثنان معا في تبني عدد من الرؤى الاقتصادية وتطبيقها.
كما أيدت سياسات الرئيس السوفييتي ميخائيل غورباتشوف.
وفي الفترة الأخيرة من رئاستها لمجلس الوزراء ومع تصاعد حالة الاستياء وتزايد حدة المعارضة بين أعضاء البرلمان حتى من حزب المحافظين إزاء السياسات المالية التي تتبناها، تقدمت ثاتشر باستقالتها عام 1990 بعد تأكدها من عدم قدرتها على الفوز بانتخابات زعامة حزب المحافظين، لتستمر في مجلس العموم حتى سنة 1992.
وقد منحت ثاتشر لقب "بارونة كيستيفين بمقاطعة لينكونشاير"، الأمر الذي منحها عضوية بمجلس اللوردات.

أشهر مقولات مارغريت ثاتشر


توفيت رئيسة وزراء بريطانيا السابقة مارغريت تاتشر، عن عمر يناهز السابعة والثمانين عاما. ونرصد هنا اشهر مقولاتها:

سياسية تسعى لاقناع الآخرين

"أحب النقاش. أحب تداول الامور. لا أتوقع أن يجلس الجميع ويتفق معي - هذه ليست وظيفتهم": 1980
"لست سياسية إجماع. انا سياسية إقناع": 1979
"لا أمانع ان يتحدث وزرائي كثيرا، طالما ينفذون ما أقول": 1980
"الى الذين ينتظرون بأنفاس محبوسة هذه العبارة التي تحبها وسائل الاعلام - تحول كبير - لا يوجد لدى ما اقوله لكم سوى شيء واحد. تحولوا إذا اردتم. هذه السيدة لن تبدل موقفها مطلقا": العاشر من أكتوبر 1980 - مؤتمر حزب المحافظين.

تبدي رأيها بوضوح

"لن يتذكر اي منا الساماري الطيب إذا كان شخصا حسن النوايا فقط. فقد كان شخصا لديه الكثير من المال": 1980
"كان علينا أن نحارب العدو الخارجي في جزر الفوكلاند. ولكن علينا أن نحذر العدو الداخلي، وقتاله اصعب بكثير وخطره أكبر بكثير على الديمقراطية": في إضراب عمال المناجم عامي 1984 و1985.
"لا يوجد ما يعرف بالمجتمع. يوجد أفراد سواء كانوا نساء او رجالا وهناك أسر": 1987

إمرأة في عالم الرجال

"لن تصل امرأة الى رئاسة الوزراء أو تتولي وزرارة الخارجية في عصري - لن يصلن الى المناصب العليا. على أي حال لا أحب ان اكون رئيسة وزراء، حيث يجب ان تكرس نفسك بنسبة مئة بالمئة للمهمة" : 1969 عند خوض الانتخابات لعضوية البرلمان عن حزب المحافظين.
"أي امرأة تفهم التعامل مع مشاكل إدارة المنزل ستكون اقرب من فهم مشاكل ادارة البلاد": 1979، وهو العام الذي تولت فيه رئاسة الوزراء.
"أصبحنا جدة" : عند مولد اول حفيد لها عام 1989

عن اوروبا

"ردوا لي نقودي": في قمة الاتحاد الأوروبي في دبلن عام 1980.
"لم نقلص حدود سلطة الدولة بنجاح في بريطانيا حتى نرى سلطة جديدة تفرض علينا من أوروبا عن طريق دولة تبسط سلطتها من بروكسل": 1988

نهاية عهدها بالسلطة

"اواصل الكفاح وأكافح لانتصر" :21 نوفمبر / تشرين الثاني 1990 اثر فشلها بالفوز باصوات كافية لمنع حدوث دورة إعادة في انتخابات رئاسة حزب المحافظين، واستقالت في اليوم التالي مباشرة.
"كانت خيانة ذات وجه مبتسم. ولعل هذا اسوأ ما حدث": 1933 لزملائها في مجلس الوزراء الذين نصحوها بالاستقالة.

عن حياتها بعد ترك السلطة

"المنزل هو المكان الذي تذهب اليه عندما تفتقر لشيء افضل لتقوم به": مايو / آيار 1991، بعد ستة اشهر من ترك رئاسة الوزراء.

قالوا عنها

"لديها عيون كاليغولا وفم مرلين مونرو": الرئيس الفرنسي فرانسوا ميتيران
"كانت دائما امرأة نشيطة. لم تكن فقط بجاذبية نجوم السينما، ولكن كان بامكانها ايضا ان تتصرف كنجوم السينما اذا ارادت ذلك. سير برنارد انغام، المسؤول الإعلامي لرئاسة الوزراء عندما كانت ثاتشر رئيسة للوزراء.
"هذه امرأة عنيدة ومعتدة بآرائها بدرجة خطيرة": شركة أي سي أي للتوظيف التي رفضت طلبا للتوظيف عام 1948 من ثاتشر، التي كان اسمها آنذاك قبل ان تتزوج مارغريت روبرتس.

بالصور: مسيرة حياة مارغريت ثاتشر

تولت مارغريت ثاتشر منصب رئيسة وزراء المملكة المتحدة من عام 1979 حتى 1990.


ولدت مارغريت، واسمها قبل الزواج مارغريت هيلدا روبرتس، في قرية غرانثام بمقاطعة لينكونشير الإنجليزية في عام 1925. وكان والدها صاحب محل بقالة.


تزوجت مارغريت في عام 1951 من دينيس ثاتشر، وهو رجل أعمال مُطّلق، وبدأت دراساتها وتحضيراتها لإمتحان المحاماة في المحاكم العليا، وبالفعل نجحت في عام 1953، وفي العام نفسه أنجبت توأميها مارك وكارول.


صورة لمارغريت وهي تتحدث لمنظف مداخن في منطقة دارتفورد بلندن أثناء حملتها الإنتخابية في عام 1951. باءت الحملة بالفشل، ولكنها نجحت لاحقا في تمثيل حزب المحافظين في البرلمان عن منطقة فينشلي بلندن.


تولت ثاتشر منصب رئيسة الوزراء في عام 1979، لتصبح أول امرأة تتولى هذا المنصب. وعدت ثاتشر شعبها بأن حزبها المحافظ سوف يخفض ضريبة الدخل، ويقلل من الميزانية العامة، وسيسهل على أفراد الشعب شراء منازلهم كما سيحد من نفوذ النقابات.


لقبت بـ "المرأة الحديدية" بعد توليهارئاسة الوزراء لصرامتها وجديتها المفرطة.


عزز من سمعتها "الحديدية" قرارها بالتدخل العسكري ضد الأرجنتين في جزر الفوكلاند.


نجت مارغريت ثاتشر من انفجار بفندق برايتون، نفذه الجيش الجمهوري الإيرلندي (IRA)، حيث كانت تحضرمؤتمر حزب المحافظين. وأسفر الحادث عن مقتل خمسة أشخاص.


كانت ثاتشر على علاقة وطيدة مع الرئيس الأمريكي حينذاك، رونالد ريغان، والذي وصفته بـ "رفيقها الروحي" في السياسة. وعند وفاته، وصفته مارغريت بأنه كان أمريكيا عظيما انتصر في الحرب الباردة.


بدأت قوتها في قيادة الحكومة تتلاشى، بعدما تسببت في انقاسامات داخل حزب المحافظين بشأن الاتحاد الأوروبي والضرائب.


أزيحت من قيادة الحزب ثم من منصب رئاسة الوزراء في عام 1990. وغادرت مقر رئاسة الوزراء بالدموع أمام وسائل الإعلام العالمية.


تم تكريم ثاتشر ببناء تمثال لها في مجلس العموم البريطاني سنة 2007، في خطوة تعد الأولى من نوعها لرئيس وزراء ما زال على قيد الحياة.


أصيبت ثاتشر بعدد من السكتات الدماغية غير الخطيرة، أثرت على ذاكرتها، ولكن هذا لم يمنعها من الظهور في المناسبات العامة، وإن كان ذلك بشكل محدود.


تعد مارغريت ثاتشر من أكثر الشخصيات السياسية تأثيراً في بريطانيا بعد تشرشل، ومن أكثر السياسيين هيمنة بالمملكة المتحدة في القرن العشرين.