جامع الحيدر خانة في بغداد
يُعَدّ جامع الحيدر خانة من الجوامع الكبيرة في بغداد خصوصاً والعراق عموماً، ويقع في منطقة الحيدر خانة، واليها نُسب أسمه، ويشرف الجامع على شارع الرشيد بواجهة واسعة، يتوسطها الباب الرئيس للجامع، وعلى شمالها باب آخر.
تاريخ وشكل البناء:
أُسس هذا الجامع على يد داود باشا أخر الولاة المماليك الذين حكموا بغداد من سنة 1163-1246هـ /1749-1830م.
ويتكون جامع الحيدر خانة من ساحة واسعة وحرم للصلاة تعلوه قبة كبيرة تكتنفها قبتان أصغر منها، وبُنيت هذه القباب من الخارج بالقرميد الملون، ومُليت رقبة القبة الكبيرة بحزام كُتبت عليه سورة الليل، وسورة الشمس، وآية الكرسي، وعن يمين هذه القباب ارتفعت منارة الجامع التي سبق أن سقطت وأعيد بناؤها على الأسس القديمة سنة 1339هـ 1920م، كما يحوي الجامع على مصلى صيفي مرتفع قليلاً عن ساحة الجامع يتوسطه محراب عمل من القرميد الملون وإلى جانبيه جنبات ذات أقواس مدببة وكتابات بالخط الكوفي المربع.
كما يوجد أمام المصلى الشتوي رواق معقود تعلوه خمس قباب صغيرة، ولهذا الرواق مدخل كبير مقابل باب الحرم وإلى جانبه أربعة مداخل أصغر منه، والمدخل الكبير ذو قوس مدبب يتصل من الخارج بقوس مدبب أخر أعلى منه، وتصل بين القوسين الأعلى والأسفل دلايات ومقرنصات تتوسطها آية قرآنية وكتابة تؤرخ بناء الجامع، ويحيط بالحافة العليا للبناء شريط من الزخارف الهندسية الحفرية على شكل معينات متكررة، وقد ظهر هذا الشريط على جميع الجدران الخارجية للجامع.
حكاية الجامع الثائر:
كانَ لتأسيس جامع الحيدر خانة ثم المدرسة التي لحقت به أثر كبير في نشر الوعي وبث النهضة الدينية والفكرية، ولم تقتصر أهميته على النطاق المحلي، بل وصلت إشعاعاتها إلى مناطق عديدة من البلاد العربية والإسلامية. حيث ينتصب في هذه المحلة البغدادية العريقة الجامع الذي يعدّ من أتقن جوامع بغداد القديمة، والبغادة القدامى يسمونه بـ (الجامع الثائر)؛ لأنه كان مسرحاً ومنبراً للجهات الوطنية وشخصياتها الدينية والسياسية إبان ثورة العشرين على الحكم الاستعماري البريطاني في العراق سنة 1920م.