محلــة الحيدر خانة


الحَيْدر خانة محلة شعبية قديمة تقع في الجهة الشرقية من مركز بغداد وتحتل الجهة اليمنى من شارع الرشيد حاليا من جهة الماضي من العاقولية الى محلة الميدان. ينتصب في هذه المحلة البغدادية العريقة جامع الحيدر خانة الكبير الذي يعدّ من اتقن جوامع بغداد القديمة، والبغادلة القدامى يسمونه بـ (الجامع الثائر) لأنه كان مسرحا ومنبرا للجهات الوطنية بأحزابها السياسية وشخصياتها الدينية والسياسية ابان ثورة العشرين على الحكم البريطاني في العراق سنة 1920. (الحيدر خانة) كانت في العصر العباسي تسمى محلة سوق الثلاثاء، وهي محلة واسعة تتفرع الى دروب لكل منها اسم خاص به، وكل درب اصبح في العهود المتأخرة محلة قائمة بنفسها، مثل درب الخبازين (العاقولية فيما بعد) ودرب دينار (شارع المأمون فيما بعد) ودرب زاخا (قسم من شارع المتنبي فيما بعد) وغيرها. وقد عرف سوق الثلاثاء نفسه، في وقفيات القرن الحادي عشر للهجرة (17م) بسوق السلطان أو السوق السلطاني او السوق الطويل. اما المحلة نفسها فكانت معروفة بـ(الحيدر خانة) في القرن العاشر للهجرة (16م) ما يدل على وجودها قبل ذلك التاريخ بمدة غير محددة.
و(الحيدرخانة) اسم تكية قديمة لايعرف تاريخها منسوبة الى من يعرف بـ(حيدر)، وكان موقع هذه التكية في مدخل سوق الحيدر خانة القديم على يمين شارع الرشيد حاليا من جهة الماضي من العاقولية الى الميدان. واشير اليها في وقفية متأخرة تاريخها 1890 بوصفها تحد دارا في محلة الحيدر خانة وقد باعها بعض متوليها سنة 1926 فهدمت وحولت الى فندق، ولا علاقة لحيدر هذا بحيدر جلبي الشابندر صاحب الحمام المؤسس سنة 1650، وقد نوه جونز بهذه المحلة سنة 1846، فذكر ان فيها خمسة عقود (أي دروب) ومنها: عقد الخشالات وهي اسر نزحت من نواحي ديالى، وخمسة مقاه، وجامع هو جامع الحيدر خانة الذي انشأه الخليفة الناصر لدين الله العباسي ثم اعيد تجديده مرات الى ان اعاد بناءه داود باشا سنة 1827. ويعد من ابرز معالم المحلة وافخمها في العصر العثماني. ومن معالمها الاخرى جامع والي بغداد حسين باشا السلاحدار المشيد سنة 1673 ودار والي بغداد احمد باشا البازركان (1690 ـ 1693) تقابل جامع الحيدرخانة، وقد تحولت الدار بعد ان باعها ورثتها اثر انتهاء الحرب العالمية الاولى الى مدرسة (شماش) الاعدادية اليهودية، ثم اعدادية (شرافت) الايرانية ، ثم نقضت أخيراً.