رؤساء وزراء حكموا العراق في العهد الملكي

في الفترة بين عامي 1921 و1958، شهد تاريخ العراق العهد الملكي الذي شمل أحداثًا هامة، منها انضمام العراق إلى عضوية عصبة الأمم المتحدة. في هذه الحقبة، شكلت عدة وزارات وتعاقب عدة رؤساء وزراء. إليك أسماء رؤساء الوزراء الذين خدموا في تلك الفترة، وذلك لتمكين القراء من فهم تطورات الحقبة الملكية في تاريخ العراق:

  1. نوري السعيد
  2. ياسين الهاشمي
  3. جواد العلي
  4. أحمد مختار
  5. محمد فضل الجميلي
  6. حسين المجالي
  7. نوري السعيد (ثاني ولاية)
  8. جواد شكري
  9. محمد محمد صالح
  10. أحمد محمد صالح
  11. عبد الله السلام
  12. نوري السعيد (ثالث ولاية)
  13. محمد فضل الجميلي (ثاني ولاية)
  14. عبد الله السلام (ثاني ولاية)
  15. أحمد مختار (ثاني ولاية)

تلك الشخصيات البارزة شغلت مناصب الرئاسة في ذلك الوقت لتكون جزءًا من السياق التاريخي للعراق في الفترة الملكية.
عبد الرحمن الكيلاني النقيب (1841 – 1927)، نقيب أشراف بغداد ورئيس المجلس التأسيسي العراقي بعد مؤتمر القاهرة، وُلِد في بغداد لعائلة صوفية. اختير كأول رئيس للوزراء بعد سقوط الدولة العثمانية في 1920. قام بتأسيس الدوائر والوزارات العراقية وانتخاب ملكًا للعراق، حيث انتخب المجلس الأمير فيصل الأول ملكًا في 23 أغسطس 1921.

عبد المحسن بيك السعدون (1889 – غمره غموم 1925)، عضو المجلس التأسيسي وثاني رئيس وزراء في العهد الملكي بعد النقيب الكيلاني. من أسرة آل سعدون، وكان عضوًا في مجلس النواب العثماني. شارك في معارك ضد الانتداب البريطاني وأثناء تأسيس الدولة العراقية. تولى رئاسة الوزراء أربع مرات بين عامي 1922 و1929. توفي في ظروف غامضة بعد إعلانه مناهضة للسياسة البريطانية ورفضه التوقيع على معاهدة عام 1925، حيث انتحر في ذلك العام.

جعفر باشا العسكري (1886 – 1936)، رئيس وزراء في العهد الملكي العراقي، شغل المنصب مرتين في عامي 1924 و1927. خدم في الجيش العثماني خلال الحرب العالمية الأولى، وكان له أفكار قومية عربية. انضم مع زوج أخته نوري باشا السعيد إلى لورنس في معاركه ضد العثمانيين، وعُيِّن وزيرًا للدفاع في أول حكومة عراقية من قبل الملك فيصل الأول. شغل أيضًا منصب وزير الدفاع في حكومة ياسين الهاشمي. قتل جعفر العسكري في انقلاب قاده بكر صدقي عام 1936.

ياسين الهاشمي (توفي في 1937)، رئيس وزراء عراقي في العهد الملكي، شغل المنصب مرتين. كان ضابطًا في الجيش العثماني قبل الانتداب البريطاني. شغل رئاسة الوزراء لمدة 10 أشهر، وعندما أُطيح به، أصبح عبد المحسن السعدون رئيسًا للوزراء. اشتهر بكونه أول رئيس وزراء عراقي يتم الإطاحة به عن طريق انقلاب عسكري قاده بكر صدقي عام 1936. بعد الانقلاب، فر الهاشمي إلى سوريا وتوفي هناك بعد شهرين.

توفيق السويدي (1891 – 1968)، سياسي عراقي، شغل رئاسة الوزراء في العهد الملكي في العراق، حيث كان رئيسًا للوزراء في أربع حكومات في السنوات 1929، 1930، 1946، و1950. خدم في مناصب حكومية أخرى كوزير التعليم ووزير الخارجية. توفي في لبنان عام 1968 بعد أن سُجن في العراق عقب الإطاحة بالملكية.

نوري باشا السعيد (1887 – 1958)، أبرز سياسيي العراق خلال العهد الملكي. شغل منصب رئاسة الوزراء 14 مرة من 23 مارس 1930 إلى 1 مايو 1958. كان عسكريًا وسياسيًا بارزًا وشارك في تأسيس المملكة العراقية. قاد حياة حافلة، غادر العراق مرتين بسبب انقلابات، وتوفي في 1958.
نوري باشا السعيد تأثر بالأحداث الكبيرة مثل الحرب العالمية والثورة العربية الكبرى. تخللت حياته مشاركته في الثورة العربية وخدمته في الجيش العثماني. بعد الانقلابات والتحولات السياسية، أظهرت المراسلات بين البريطانيين أهمية نوري باشا كشخصية مؤثرة وقوية في الساحة العراقية.
نوري باشا السعيد، لغزٌ كبير بدأ بعد عام 1927، خاصة بعد مقتل رئيس الوزراء عبد المحسن بيك السعدون. دبلوماسي بارع يجيد الإنجليزية، وكانت صفاته الحادة والعصبية والجدية تميزات تصعب الإقناع بها في بلد غير معتاد على الخضوع. نوري باشا السعيد، السياسي الدبلوماسي، تحكم في 14 حكومة في العراق ولعب دورًا حاسمًا في قرارات هامة، مثل تشكيل حلف بغداد في عام 1954 والاتحاد الهاشمي بين العراق والأردن في 1958.
كان نوري باشا مثالًا للسياسي الذي يعيد تعريف اللعبة، حيث اتسم بالمرونة والقوة في اتخاذ القرارات. بينما كان يظهر في مظهر جاد، كان يمتلك طابعًا حاسمًا، وكثيرًا ما يوجه رسائل غامضة تحمل فيها إشارات متعددة. كان لديه تأثير كبير في العالم العربي، وشارك في تأسيس الجامعة العربية وكان يطمح لتولي رئاسة هذه الهيئة.
في وصيته الأخيرة، حذر من تبعات سياسات الغرب في المنطقة، وتنبأ بكوارث مقبلة. رغم هيبته وحجمه السياسي، كانت نهايته بشعة في يوم 15 مايو 1958، وتمت سحقًا على أيدي الإرهابيين.

ناجي شوكت، السياسي العراقي البارز خلال العهد الملكي، وُلد في عام 1891. شغل رئاسة الوزراء في العراق لفترة قصيرة من سبتمبر 1932 إلى مارس 1933. في فترة الحرب العالمية الثانية، شغل منصب وزير العدل في حكومة رشيد عالي الكيلاني. قام الكيلاني بمهمة سرية إلى أنقرة في يوليو 1940 لمقابلة السفير الألماني، حيث كان ينوي دعم ألمانيا في حال دخول الحرب لضمان استقلال العراق.

رشيد عالي الكيلاني، رمز وطني عراقي، شغل منصب رئيس الوزراء ثلاث مرات خلال العهد الملكي في الأعوام 1933، 1940، 1941. اشتهر برفضه للانجليز ودعوته لتحرير الدول العربية وتحقيق الوحدة بينها. وُلد في بغداد في عائلة سياسية، وكان له دور بارز في تأسيس المملكة العراقية. كما أن لديه علاقات ود مع عدة شخصيات سياسية هامة في العراق، وقاد حكومة الإنقاذ الوطني خلال الحرب العالمية الثانية.
شيئاً فشيئاً، بدأ ناجي شوكت يتبنى إجراءات وطنية مناهضة للهيمنة البريطانية في العراق، حيث اعتمد بشكل كبير على حليفه مفتي القدس أمين الحسيني واتحدوا في الدفاع عن الأمن العربي والاستقلال. استند الكيلاني إلى الانتصارات الناجحة لدول المحور في الحرب العالمية الثانية، وقام ببناء علاقات مع ألمانيا وإيطاليا، زار هتلر في برلين وأسس إذاعة “حيو العرب من برلين” تدعم العرب في نضالهم ضد الاستعمار البريطاني والفرنسي. نشجع الكيلاني على تحمل دور الزعيم الثائر، حيث أصبح صوتًا رائدًا يدعو للتحرر والثورة ضد الهيمنة البريطانية والفرنسية. انتقد الخطط الأجنبية لتسوية القضية الفلسطينية وحث مصر وسوريا على الثورة. رغم وصاية عبد الإله، تجاوز الكيلاني تأثير الانتماء لبريطانيا خلال الحرب ورفض قطع العلاقات مع إيطاليا. الوضع السياسي والاقتصادي المتراكم أدى إلى فرض حصار اقتصادي شديد على العراق من قبل بريطانيا، وبعد هروب عبد الإله، أُسقط النظام الملكي وعاد الكيلاني ليشهد التغيير. غادر العراق بعد الهجوم البريطاني وعاش في لبنان حتى وفاته في بيروت عام 1965.

جميل بيك المدفعي (1890 – 1958)، كان واحدًا من السياسيين البارعين في فترة الحكم الملكي في العراق. شغل منصب رئيس الوزراء لخمس حكومات خلال الفترات 1934، 1935، 1938، 1941، و1953. وُلد في الموصل عام 1308 هـ (1890م)، حيث أكمل دراسته العسكرية في بغداد، ثم سافر إلى إسطنبول وأتم دراسته في الهندسة العسكرية.
تخرج جميل كضابط في المدفعية في عام 1911م وانضم إلى جمعية العهد في إسطنبول عام 1913م. شارك في حرب البلقان وخدم في الجيش العثماني خلال الحرب العالمية الأولى. انضم إلى الثورة العربية وكان قائدًا للمدفعية مع الملك فيصل الأول. بعد احتلال الشام، عين قائدًا لموقع دمشق وعمل كمستشار للملك فيصل.
شارك بفعالية في ثورة العشرين، حيث قاد حركات من الموصل وتلعفر ودير الروز. بعد ذلك، عمل في الأردن وتولى مناصب حكومية هناك. عاد إلى العراق في 1923م وشغل عدة مناصب وزارية، بما في ذلك وزارتي الداخلية والمالية. تم نفيه إلى الأردن في 1941م، لكنه عاد بعد فشل انقلاب مايس.
كان جميل المدفعي رجلاً هادئًا وصبورًا، يميل إلى التواضع ويسعى لحل المشاكل بطرق سلمية، دون رغبة في الانتقام. توفي في 26 تشرين الأول 1958، وشُيع بموكب كبير ودُفِن في مقبرة الخيزران قرب قبر الشاعر معروف الرصافي.

علي جودت الأيوبي: كان سياسيًا بارزًا في فترة الحكم الملكي في العراق، شغل منصب رئيس الوزراء ثلاث مرات في السنوات 1934، 1935، 1938، 1949، 1950، وأخيرًا في 1957. وُلد في بغداد عام 1896 وتوفي في بيروت في مارس 1969.

حكمت سليمان: سياسي عراقي في الفترة الملكية، وُلد في بغداد عام 1889، تربى بروح الخدمة والتعليم. شغل عدة مناصب حكومية ووزارية، وقاد حكومة العراق من 1936 إلى 1937. كان ذو علاقات جيدة مع الفلاحين وشُيع بعد وفاته في 1964.

طه الهاشمي: عسكري وسياسي في فترة الحكم الملكي في العراق. شغل مناصب مختلفة، بدأت برئاسة الوزراء لشهرين في 1941. وكان متخصصًا في الجغرافيا البشرية. عُين رئيسًا للوزراء بعد إقالة حكومة رشيد عالي الكيلاني. انتهت ولايته عندما هرب الوصي على العرش في 1961.

ارشد العمري (1888 – 1978)، سياسي عراقي في فترة العهد الملكي، وُلد في الموصل حيث كان والده محافظًا. أكمل دراسته في الهندسة في اسطنبول عام 1908، وقبل دخوله المجال السياسي، قاد مشروع إعمار المسجد الأقصى في القدس. شغل منصب رئيس الوزراء في العراق مرتين، في يونيو 1946 لستة أشهر ومن جديد في عام 1954. كما تولى وزارة الدفاع عام 1948. انسحب من الحياة السياسية في 1968 وتوفي في عام 1978 عن عمر ناهز 90 عامًا.

صالح جبر (1895 – 1957)، وُلد في الحلة جنوب بغداد، شغل مناصب حيوية في الدولة العراقية، بدءًا من متصرف ومحافظ إلى وزير وعضو في مجلس النواب والأعيان، وأخيرًا رئيسًا للوزراء. يرتبط اسمه بمعاهدة (بورت سموث)، حيث شهدت حياته السياسية العديد من الأحداث، وعلى الرغم من الانتقادات التي واجهها بسبب المعاهدة، إلا أن تفسيرها المغلوط من قبل العناصر المعادية له أدى إلى انتفاضة عام 1948، تسببت في سقوط العديد من الأبرياء. ترك منصبه وسط هذا الجدل وأرسل برقية لمجلس الوزراء لتوضيح الأوضاع والحقائق. توفي في 6 يونيو 1957، وبقيت إرثه يتصل بضرورة فهم مشروع معاهدة (بورت سموث) وتأثيره على مستقبل العراق.

أحمد مختار بابان (1900 – 1976)، سياسي عراقي، شغل رئاسة الوزراء في عام 1958. وُلد في بغداد وينتمي إلى سلالة بابان ذات الأصول الكردية. قضى حياته الوظيفية في تولي مناصب عديدة، بدءًا من قضاء 17 عامًا في المحاكم العراقية، والعديد من المناصب الوزارية، من بينها وزير العدلية ووزير الدفاع. أصبح رئيسًا للوزراء في مايو 1958 حتى الانقلاب القاسمي. وُقِّف في محكمة الشعب وحكم عليه بالإعدام، لكن ابنته ووالدته توسلتا لعبد الكريم قاسم بالعفو عنه، فتم الإفراج عنه. عاش في لبنان وألمانيا حتى وفاته في 24 أكتوبر 1976. يُذكر بتواضعه ونزاهته في خدمة العراق دون تمييز اجتماعي، ورغم الثراء الذي حظيت به عائلته، إلا أنهم ظلوا ملتزمين بالتواضع وعدم استغلال الوظائف لمصلحتهم الشخصية.