رجل وشاب
كان هناك رجل كبير في السن يرى شاباً غريباً يمر به كل يوم ويقف امامه ناظراً اليه لفتره طويلة تعلو وجهه إبتسامة غريبة. في احد الايام سار نحو الشاب وقال له:
مالي اراك يا فتى
تنظر لي محدقاً مدقق!
أتراك لحظت بوجهي عيباً؟
ام تراك هازئٌ ملفق!
صمت الفتى وانصرف على استحياء غير قادرٍ على الجواب. وبعد ايام عاد الى الوقوف في نفس المكان والتحديق بوجه الرجل. حين لمحه الرجل هذه المرة قال بغضب ظاهر:
انت يا هذا!
ألا ترى في فعلك ما يشين!
انا شيخٌ كبيرٌ لي هيبتي
وانت في عمرٍ يعرف ما يهين!
قل لي فقط مالسبب؟
فأنا قد نال مني العجب!
ازاح الشاب دمعه من عينه وقال بغصة:
حاشاك سيدي مما يشين
لو كان هذا مقصدي
لأطفأت النور المشع وسط العين
انا ما فعلت كذا إلا لأمرين
اولهما اني سمعت ان الله
خلق لكل شخصٍ اربعين
شبهاً في الشكل
لا في الخُلقِ والدين
وثانيهما اني رأيت تناقضاً
لما تراه المقلتين!
عذراً سيدي فأنت تشبه والدي
هو غائب عني يسكن تحت التراب
لكن بهيئتك المشابهة , اعدته لي
عذراً لتحديقي بوجهك الصبوح
ألف عذر..
لكن رجاءاً لا تحرمني غذاء الروح
فأنا احيا بمرآك كل يوم
فلا تكن قاسياً وكن املي الذي يدوم
سارة الصالح