النهرُ فرّ من الضفاف ولم يؤشر دفتره
من أين يأتي والجسور مفارزٌ قامت عليها المقصلة؟
النهرُ قُيد بالسلاسل والموج يحلم بالخلاص.
إن فرّ أو قصد السواقي مات رمياَ بالرصاص.
كلّ البحار تصير أخوةَ يوسفَ
والفرات هو الضحية.
في أي جبّ غاب عن ضمأ الحسين؟
لو كان نهراً لأعتلى القمرين
وأعتصر الضيا نوراً على شفة الحسين.
ما زلت تجري يافرات، وأراك تجري في كبد
الموج يقتل بعضه بعضاً وتنهمر الدماء
سوداء يصبغها الكمد
من يومها لم تروِ من ضمأٍ أحد.
يا أيها النهر الذي ما ذاق من ضمأ الحسين
لو ذقت منه لسار موجك
في الضياء وفي الحياة الى الأبد
ولصرتَ قبلة كل ماء في السماء
وتوضأت فيك البحارُ ورتلت:
يا أيها النهر الصمد،
يا أيها النهر الصمد.
موفق محمد