فيديو] نخلة في القطيف اسمها “قليل أدب”
حبيب محمود
يبدو لي؛ أن الاسم لم يأتِ من بذاءة؛ بقدر ما هو آتٍ من سُخط متّحدٍ بتهكُّم قاذع. ذلك الفقير الذي أطلق اسماً بذيئاً على صنف من النخيل؛ لم يكن لديه ما يكفي من الجرأة للتحرُّش اللفظي بالأغنياء، وذكر عوراتهم. ولا موهبة تعينه على هجائهم شعراً. ولا حول له ولا قوة أمام سطوة الغنيّ على الفقير.
ثمّ في لحظة تجلٍّ كاريكاتوريٍّ فاضحٍ؛ استحضر خيالُه العفويّ معادلة التشبيه، فوضع “؟؟؟؟ الأغنياء” مقابل نوعٍ أصفرَ كبير الحجم من الرطب. كأنه أراد تفريغ شحنة سُّخطٍ طبقيٍّ يستنطقُ، عبرها، الصورة التي تشدّه في الأغنياء حين يودّعهم. ثمة أجسادٌ سمّنتها الدّعة حتى تضخّمت. ثمّ صارت علامة باقية في نوع من الرطب..!
لم أعثر على من يروي القصة الأصل. ذلك الفلّاح الذي هجا الأغنياء بقصيدةٍ على طريقته؛ غير معروف. لكنني عثرتُ على كثيرين لا يعرفون النخلة إلا بهذا الاسم عيناً. ويكاد ذلك يحسم أمراً اجتماعياً لسانياً في آن، هو أن التسمية/ التشبيه حصلت على مصادقة مجتمع الفلّاحين، بانتشار اسم “؟؟؟؟ غِنْيَهْ”، وتوارثه عبر الأجيال، وكأنه تعبيرٌ عن لسان حالهم الجَمعيّ الساخط المتهكم..!
أليس للنخلة اسمٌ آخر..؟
كررتُ هذا السؤال على آحادٍ من الفلّاحين؛ دون إجابة تضع اسماً رديفاً حتى الآن. ولا مناص من التوثيق على الاسم الذي اتّفق عليه المجتمع..!
“؟؟؟؟ غِنْيَهْ”؛ صنف من رطب القطيف، ينضجُ في أواخر وسط الموسم. لونه أصفر، وحجم بسرته كبير نسبياً، أصغر من “الخواجي”.
وتُظهر الصورتان حالة الرطب عصر السبت (8 يوليو تموز 2017)، وهو في بداية اكتساب اللون “التشهيل”.
شاهد الفيديو