النتائج 1 إلى 3 من 3
الموضوع:

انتبه من السقوط في فخ الديماغوجية الرقمية!

الزوار من محركات البحث: 6 المشاهدات : 279 الردود: 2
جميع روابطنا، مشاركاتنا، صورنا متاحة للزوار دون الحاجة إلى التسجيل ، الابلاغ عن انتهاك - Report a violation
  1. #1
    من أهل الدار
    تاريخ التسجيل: November-2020
    الدولة: بغداد
    الجنس: ذكر
    المشاركات: 37,464 المواضيع: 10,849
    التقييم: 30218
    مزاجي: متفائل دائماً
    المهنة: موظف حكومي
    أكلتي المفضلة: البرياني
    موبايلي: غالاكسي
    آخر نشاط: منذ 15 ساعات

    Rose انتبه من السقوط في فخ الديماغوجية الرقمية!


    هنا تغيب أخلاقيات الإعلام ويتجلى فقدان قيم المواطنة الرقمية
    يخطر على بالي أحيانًا، ماذا لو بقي المتلقي متلقيًا فقط، دون أن يقحم نفسه في مسارات صناعة الرسالة الإعلامية، ويحمل على عاتقه مسؤولية التعبير عن آلام وأحلام ومشاكل مئات أو آلاف أو ملايين الناس ممن يعتقد بأنه يمثلهم، (كنوع من الافتراض الجدلي القابل للطعن)؟ هل سيكون حال مجتمعاتنا أفضل مما هي عليه؟ هل سيكون هناك فرصة لنضوج وتطوّر أدواتنا الفكرية والحضارية وقيمنا المشتركة في بيئة صحية أكثر؟
    لقد افتقد مسار الرسالة الإعلامية قديمًا، ما يسمى بالتغذية الراجعة، أو الفرصة التي يُسمح من خلالها للمتلقي بأن يتفاعل مع الرسائل التي يتلقّاها، ويعبّر عن تصوراته الإيجابية أو السلبية، مما يدور حوله. فكانت صناعة الرأي العام عملية مجهدة، تضطلع بها الوسائل التقليدية، من صحف ومجلات وراديو وتلفزيون، فيما ينحصر المواطنون ضمن مساحة ضيّقة لفعل محدود.
    في حين كان تطور وسائل الإعلام بفعل التكنولوجيا أمرًا حتميًا، قلل من سلطوية وسائل الإعلام التقليدية، فإن سياسة الباب المفتوح على الفوضى الرقمية، جعلتنا نتحسس إيجابية الرسائل أحادية الاتجاه أحيانًا، وإن اعتبرها البعض نوعًا من الدكتاتورية الاتصالية
    اليوم وعلى النقيض من الأمس البعيد، فتحت لنا التكنولوجيا، بابًا عريضًا وعلى مصراعيه، حوّلت من خلاله عدمية الـ"Feedback" أو "التغذية الراجعة"، إلى سيل تعبيريّ جارف، يأخذ في طريقه دون مبالغة، بعضًا من جودة الحياة التي ننشدها.
    تخيّل أنك تمشي في سوق مكتظة، تترامى على أطرافها دكاكين عشوائية، وبضاعة متناثرة تفترش الأرصفة. الجميع يصرخ بأعلى صوته، بنداءات مفهومة، وطلاسم غير مفهومة؛ بهدف استقطابك ثم إقناعك بالشراء. فإذا كنت تجهل الخامات والنوعيات الجيدة، فستقع حتمًا في صفقة شراء رخيصة لكنّها خاسرة. هذا هو الحال اليوم في الساحات الافتراضية. سوق رخيصة، تجّارها كثر، بضاعة فكرية ثمينة وأخرى رديئة.
    إن الحنين إلى عودة الرسالة الإعلامية أحادية الاتجاه، نوع من النوستالجيا المختلطة، ففي حين كان تطور وسائل الإعلام بفعل التكنولوجيا أمرًا حتميًا، قلل من سلطوية وسائل الإعلام التقليدية، فإن سياسة الباب المفتوح على الفوضى الرقمية، جعلتنا نتحسس إيجابية الرسائل أحادية الاتجاه أحيانًا، وإن اعتبرها البعض نوعًا من الدكتاتورية الاتصالية.
    بيد أن هذا النوع من الدكتاتورية وإن كان في جانب منه يتجاهل حق المتلقي في الرد على الرسالة التي تصله، لكنه في الوقت عينه، يحمي فئات كبيرة من الوقوع فريسة لانفلات الخطاب الإعلامي، وتحول الساحة الرقمية إلى حلبة سجال تهدد في كثير من الأحيان الأمن المجتمعي، بالإضافة إلى الصحة النفسية للمستخدمين.




    أخطر نتائج هذا النوع من الانسياق، تعميق الصدوع خلال الأزمات، واستثارة الحساسيات والتوترات، والحشد والتعبئة ضد فئة من الناس وهو ما يحدث الآن من قبل بعض المرهَقين نفسيًا أو المؤدلجين
    الاتزان الرقمي
    ولا يمكن غض الطرف عن حقيقة أن التطور التكنولوجي لوسائل الإعلام وتحولها إلى أدوات متاحة بيد الجميع، تزامن مع ترهل البنى الاجتماعية في منطقة الشرق الأوسط عمومًا؛ وأدى إلى تغير طريقة تشكيل الوعي الجمعي ضمن مرحلة تتسم بالحرج.
    فالحروب والأزمات المعاصرة، حفرت في صميم من تعرضوا للاضطهاد وهم فئة كثيرة، ندوبًا نفسية وتشوهات فكرية، كما أفقدت بعضهم التوازن في رؤية وتفسير الأحداث من حولهم. وهو ما يقودنا إلى الحديث عن الاتزان الرقمي.
    هذا الثوران الجماعي نحو استخدام المنصات الرقمية لغرض التعبير وإبداء الرأي، في جزء منه حالة من التفريغ الانفعالي (العاطفي) اللاواعي، ينتج عنه وعي جمعي مشوّه، وسلوك قطيع سائد.. أو ما يمكن تسميته بالديماغوجية الرقمية، والديماغوجي كما ورد وصفه في معاجم اللغة: (متعصب، محرض، متهور، حارق، محرض، مثير للرعاع، راديكالي، متمرد، ثوري، مثير للمشاكل).
    هنا تغيب أخلاقيات الإعلام، ويتجلى فقدان قيم المواطنة الرقمية، التي تنص على معرفة المواطن الرقمي لمسؤولياته تجاه نفسه ومجتمعه والمتلقين الآخرين بوعي وحكمة عند استخدامه للتكنولوجيا.
    ليتجلى حينها فقدان الاتزان الرقمي إن كان لناحية صناع الرسالة الإعلامية على مواقع التواصل الاجتماعي أو ناحية المتلقين، فتضيع لديهم القدرة على التحكم في الرسائل القادمة إليهم (تصبح هي من تتحكم بردة فعلهم)، والموازنة بين ما هو جيد أو سيئ بالنسبة لهم.




    وأخطر نتائج هذا النوع من الانسياق، تعميق الصدوع خلال الأزمات، واستثارة الحساسيات والتوترات، والحشد والتعبئة ضد فئة من الناس وهو ما يحدث الآن من قبل بعض المرهَقين نفسيًا أو المؤدلجين. فالرسالة الإعلامية من المفترض أن تكون موجهة بدقة وعناية، ومضبوطة اللغة والصياغة، بعيدًا عن الهذيان الرقمي.
    اليوم ومع تحول الجميع إلى أفواه ناطقة من خلال منصاتهم الرقمية، لم يبقَ آذان كثيرة صاغية، فصوت العقل خافت وسط جلبة الشعبوية، سيدة المشهد بلا منازع، ومع ذلك فإن التحدي المطروح لمواجهة هذا الواقع، هو محاولة الانتقاء والبحث والرصد، والتحلي بالكثير من الإيجابية التي تساعدنا على التروي والتعقل واستبدال الانفعال بردود فعل منطقية، ترتقي بالسوية الفكرية والاجتماعية وتطرح الحلول، بدل أن تعمق الشروخ.

  2. #2
    عضو محظور
    تاريخ التسجيل: June-2024
    الدولة: الدوحة
    الجنس: ذكر
    المشاركات: 313 المواضيع: 9
    التقييم: 426
    مزاجي: الحمدلله
    المهنة: وزارة الخارجية القطرية
    أكلتي المفضلة: ماعندي أكلة بس أحب الكرك ✌
    موبايلي: iPhone
    ولا يمكن غض الطرف عن حقيقة أن التطور التكنولوجي لوسائل الإعلام وتحولها إلى أدوات متاحة بيد الجميع


    صادق

  3. #3
    من أهل الدار
    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة محمد آل ثاني مشاهدة المشاركة
    ولا يمكن غض الطرف عن حقيقة أن التطور التكنولوجي لوسائل الإعلام وتحولها إلى أدوات متاحة بيد الجميع


    صادق

    اشكرك جدا لاثرائك للموضوع
    تحياتي مع كل الود

تم تطوير موقع درر العراق بواسطة Samer

قوانين المنتديات العامة

Google+

متصفح Chrome هو الأفضل لتصفح الانترنت في الجوال