قصة ( التاجر واللــــص )
كان رجل يتاجر من بلاد الشام إلى المدينة ولا يصحب القوافل توكلا منه على الله تعالى
فبينما هو راجع من الشام عرض له لص على فرس، فصاح بالتاجر: قف، فوقف التاجر، وقال له: شأنك بمالي، فقال له اللص: المال مالي، وإنما أريد نفسك، فقال له: أنظرني حتى أصلي، قال: افعل ما بدا لك، فصلى أربع ركعات ورفع رأسه إلى السماء يقول: يا ودود يا ودود، ياذا العرش المجيد، يا مبدئ يا معيد، يا فعال لما يريد، أسألك بنور وجهك الذي ملأ أركان عرشك، وأسألك بقدرتك التي قدرت بها على جميع خلقك، وأسألك برحمتك التي وسعت كل شيء، لا إله إلا أنت، يا مغيث أغثني، ثلاث مرات.
وإذا بفارس بيده حربة، فلما رآه اللص ترك التاجر ومضى نحوه فلما دنا منه طعنه فأرداه عن فرسه ثم قتله، وقال للتاجر: اعلم أني ملك من السماء الثالثة، لما دعوت الأولى سمعنا لأبواب السماء قعقعة فقلنا: أمر حدث، ثم دعوت الثانية، ففتحت أبواب السماء ولها شرر، ثم دعوت الثالثة: فهبط جبريل عليه السلام ينادي: من لهذا المكروب؟ فدعوت الله أن يوليني قتله. واعلم يا عبد الله أن من دعا بدعائك في كل شدة أغاثه الله وفرج عنه.
أمل لم ينقطع بخالقه حتى آخر لحظة.. وحيدا كان في صحراء مترامية.. مع قاطع طريق مسلح.. ورغم ذلك لم ييأس من رحمة ربه صلى له وتضرع أن يفرج كربه.. ويخلصه من شر هذا اللص!