صفحة 3 من 13 الأولىالأولى 12 345 ... الأخيرةالأخيرة
النتائج 21 إلى 30 من 121
الموضوع:

رسالة الى حبيبتي بغداد ( متجدد ) - الصفحة 3

الزوار من محركات البحث: 74 المشاهدات : 2340 الردود: 120
جميع روابطنا، مشاركاتنا، صورنا متاحة للزوار دون الحاجة إلى التسجيل ، الابلاغ عن انتهاك - Report a violation
  1. #21
    من أهل الدار
    تاريخ التسجيل: November-2020
    الدولة: بغداد
    الجنس: ذكر
    المشاركات: 35,622 المواضيع: 10,453
    التقييم: 29332
    مزاجي: متفائل دائماً
    المهنة: موظف حكومي
    أكلتي المفضلة: البرياني
    موبايلي: غالاكسي
    آخر نشاط: منذ 4 يوم

    بغداديات - - تعلوله رمضانيه


    بغداديات - - تعلوله رمضانيه

    التعلوله هي الفتره الزمنيه التي تعقب صلاة العشاء والتراويح وينصرف فيها الناس الى السهروتنقسم الى تعلوله رجاليه وتعلوله نسائيه وتستمر من هذا الوقت الى وقت متأخر من الليل وفي بعض الاحيان الى موعد قريب من السحور .

    تعود اهل بغداد في رمضان على نمط من الفعاليات اليوميه لغرض العباده والترفيه وخاصة بعد خروج الرجال الى العمل او الوظيفه حيث ينصرف النساء الى اعمال البيت وتهيئة مامطلوب لغرض التنظيف والغسيل والاعمال المنزليه التي توضع لها جدول غير مكتوب ومنها غسل الستائر وغسل الاغطيه واعادة ندف الفرش وتهيئة البيت تدريجيا لاستقبال العيد وهذه الاعمال لاتدخل في الاعمال اليوميه حيث يوضع لها جدول خاص ,,
    يبدأ يوم ربة المنزل متأخرا نوعما في رمضان بسبب التاخر في السحور وتقوم بممارسة اعملها اليوميه من تنظيف روتيني وغسيل الملابس والصحون وتهيئة مواد الفطور قبل الطبخ وقد تحتاج الى التسوق من السوق بعض الحاجات لعدم توفر الثلاجه او المجمده الى ان يحين موعد الفطور ..
    تعلولة الرجال
    يعود الرجال والشباب من اعمالهم او وظائفهم او مدارسهم متعبين عطاشى وجائعين وكثيرا منهم يخلد الى النوم وتسمى نومة الظهر ( القيلوله ) وقسم منهم يقضي بعض الاحتياجات المنزليه كأن يصلح شيئا في البيت او يجلب حاجه ولكن الكثير منهم يخلد الى النوم في باحة الدار المبلطه بالطابوق الفرشي الاصفر والذي جاهدت ربة البيت في غسله وترطيبه ووضع الحصيره عليه مع المخده واذا كان متيسرا مروحه منضديه او يستخدم العاكول لتبريد المكان وقبل الفطور ينهض الرجل الى الاغتسال او السباحه في دجله ويتهيأ للذهاب الى المسجد لاداء صلاة المغرب وياخذ معه قليلا من التمر للافطار عليه وغالبا ما يجد التمر والماء البارد متوفرا من احد الكرام للمسجد كثواب واجر

    وبعد اتمام الصلاة يعود الى البيت لاكمال الافطار وعندما يتنهي يروم الى الراحه وشرب الشاي من على المنقله والفحم وبعدها يحين موعد صلاة التروايح ليقضيها في المسجد وبعد اكمال الصلاة تبدأ تعلولة الرجال وكثيرا ماتكون في المقهى والشباب صغار السن في احدى الدرابين والاطفال الصغار عند احد البيوت بالقرب من احدى العجائز لتقص عليهم قصص جميله ,,
    في المقهى تنقسم التعلوله الى عدد من الفعاليات فلعبة المحيبس تتصدر الفعاليات وقد يكون هناك فريق زائر من محله اخرى او السباق بين الدرابين ضمن المحله ويكون الرهان من صينية بقلاوه او زلابيه او حلقوم او من السما وحسب المتيسر وتجد عند مقهى اخر لعبة الصينيه وهي مشابه للمحيبس ولكنها بكؤوس تختفي تحت احدها خرزه وبعد انتهاء هذه الالعاب تبدأ فعاليه اخرى وهي القصخون

    الذي يروي قصص خاصة بالكبار مثل ابو زيد الهلالي وشجاعته ومغامراته او عنتر وعبله او الزير سالم او قصص دينيه وقد تستمر هذه الفعاليات الى قرب موعد السحور حيث يقوم الجميع للسحور وصلاة الفجر والامساك .

    تعلولة النساء
    في الشتاء تجلس النساء وأطفالهن حول ( منقلة ) وهي الكانون ، أو الموقد المصنوع من الطين في إحدى الحجرات أو حول سماور. ويقدم الشاي وبعض المأكولات مثل الكليجه والزبيب والحمص والجوز واللوز مع التمر أو أي فاكهة متيسرة كالتين اليابس أو البرتقال والنومي (الليمون الحلو) .والبعض يعملن الشاي والكعك ويقدمن الحلويات مثل البقلاوه والزلابيه وفي بعض الاحيان تصلهم حصة من تعلولة الرجال عندما يفوز فريق المحله ..
    أما في الصيف ، فينعقد المجلس في الحوش، أي في فناء الدار حيث تسكن مجموعه من عوائل الأعمام والأخوال ،ويعقد أحيانا على سطوح البيوت إذا كان البيت يتكون من أكثر من طابق واحد ،ولاسيما في الليالي المقمرة ويتداولن القصص والاحاديث وقد تنبري احداهن وهي القصاصه وتروي لهم بعص القصص او يتحول المجلس الى القشب او مشاكل البيت والزوجيه وكل منهن تروي حالها وتناقش الاسباب والمعوقات واخرها تحمد الله على نعته .
    وينهضن لتهيئة السحور واستقبال الزوج العائد من تعلولته ثم بانتظار يوم جديد من ايام رمضان المبارك ..





  2. #22
    من أهل الدار
    من الذاكرة البغدادية .. ذكريات تاريخية طريفة عن الشورجة


    من الذاكرة البغدادية .. ذكريات تاريخية طريفة عن الشورجة

    يجري الحديث مؤخرا عن اعادة مشروع احياء شارع الرشيد، قلب بغداد النابض، وذكر ان منطقة الشورجة المطلة على الشارع اختيرت ضمن المناطق التي تستحق التجديد والاحياء..

    عزيز الحجية يتحدث عن الشورجة
    بعد الانتهاء من ساحة الرصافي تأتي دربونة الدشتي التي يسكن فيها ال كنو البقالون منهم وغير البقالين ودربونة الدشت هي الدربونة الوحيدة في هذه المنطقة التي ينظم فيها موكب عزاء عاشوراء (السبايا) برئاسة عبود كنو وادارة علوان مدرع الشاعر الشعبي وكان مركز تجوالها نفس الدربونة مع الذهاب إلى مدخل سوق الصفافير ثم ترجع إلى محلة الامام طه ثم في الازقة التي تسمى الآن (عقد الجام) ثم تعود إلى الدشتي وتتفرق ثم يأتي حمام (بنجة علي) ويكاد يختص بأهالي وعمال سوق الصفافير والشورجة وسوق البزازين ثم خان فتح الله عبود ثم مدخل سوق الشورجة ثم جامع مرجان الذي كان جداره متصلا بالشارع مباشرة وقامت الحكومة بهدمه بحجة انه مائل للانهدام وكان مائلا فعلا وقيل أن البلدية سربت الماء إلى الأساسيات فجعلته يميل ثم هدم وارجع الجدار الجديد عدة امتار إلى الوراء فأصبح الشارع أكثرعرضا وجعلت له رصيفا واسعا امام البنك المركزي العراقي ولقد كانت المناوشات مستمرة بين الحكومة وأمانة العاصمة بشأن جامع مرجان الذي يدخل كالقوس في الشارع وحاولت تهديمه عدة مرات لولا وقوف مديرية الآثار العامة والعلماء والمثقفين في بغداد ضد الفكرة ومن الطريف أن أحد أمناء العاصمة عقد مؤتمرا صحفيا في قاعة الأمانة وقال (إني استغرب هذا الاهتمام الشديد بجامع عتيق خرب وأنا مستعد أن ابني مكانه بعد تهديمه جامعا أكبر وافخر فلم هذا الإلحاح والتمسك به؟) وهكذا فقد طلعت الجرائد في اليوم الثاني تشيد بذكاء هذا الأمين وثقافته وتمسكه بالمحافظة على التراث أكثر من تمسك (المس بل) التي رفضت تهديم جامع مرجان لأنه اثر ثقافي تاريخي، ومع هذا فقد أنعمت عليه الحكومة بان نقلته إلى وظيفة مهمة كبيرة أخرى في الدولة.

    وبعد جامع مرجان تأتي بنايات ودكاكين حتى رأس القرية حيث المكتب التجاري الكبير لشركة عبد علي الهندي المستورد وصاحب معامل الثلج والصودا والنامليت والسيفون وتستمر الدكاكين والخرائب إلى طريق العبخانة وكان على ناصيته الخياط الهندي (جي اس فارما) الخياط الخاص للملك فيصل الأول ويعد طريق العبخانة وهو الشارع العرضاني الوحيد الواسع ثم السينما الوطني ثم شارع الميكانيك والمضخات الزراعية ومواقف السيارات الذاهبة إلى الصويرة

    وبعدها شركة عدس لبيع سيارات فورد ثم قهوة ابن ملا حمادي ثم شارع باب الشيخ ثم عدة بساتين صارت الآن محلة السنك ونصل إلى حديقة الألعاب الرياضية التي أنشأها المصارع الخطاط المرحوم صبري بالتعاون مع المصارع يعقوب وكان الاشتراك الشهري في هذه الساحة ربية واحدة، كنا انا وصديقي وابن صفي المرحوم ناظم الطبقجلي من المشتركين فيها .

    ثم شركة دخان (لوكس ملوكي) التي كان يملكها جماعة من الأرمن ثم الزقاق المؤدي إلى شركة كتانة وشركة يوسف سعد، ثم مدرسة الصنايع فالكنيسة الإنكليزية وهي آخر بغداد من الجانب الأيسر من شارع الرشيد

    أما الجانب الأيمن ونحن قادمون من باب المعظم فبعد شارع الدنكجية تأتي رويال سينما ثم النجارون في باب الاغا ودكاكينهم الواسعة جدا طولا وعرضا ويختصون بعمل الكواريك للاطفال والتوابيت وكراسي حبوب الماء وخزانات الثياب من خشب الصناديق الاعتيادي وتسمى (المرفع) ثم الصناديق الخشبية الصغيرة والكراسي الواطئة ثم شركة عزرا مير حكاك وأشهر ما تستورده الدراجات والكرافانات ثم مرأب نقليات الحجي أحمد الشيخلي لنقل البضائع إلى الكوت والعمارة وقد اقتطع من الساحة الكبرى التي يشغلها باقر الكبابجي ثم سوق الصفافير ثم دكان الحلاق كاظم ومعاونه عبود وهو من أشهر الحلاقين في هذه المنطقة وليس فيها من يزاحم الحجي كاظم بكشيدته ولحيته المقرنصة وحياصته الحريرية وهو حلاق جميع الموجودين في سوق الصفافير والبزازين وما جاورهم وهو يفتح في الصباح الباكر ولا يغلق الا بعد الظلام لان الصفارين يبقون يشتغلون حتى المساء ويبقى ينتظرها إلى أن يغلقوا دكاكينهم وبعده يأتي مكتب نقليات حييم نثانيل اليهودي الشهير الذي له فروع في سوريا ولبنان وأوروبا ويكاد يماثل شركة توماس كوك في نقليات البضائع وبعد أن ترك العراق استقر في بيروت على الميناء في آخر شارع اللنبي واشترك معه في العمل بالايام الاخيرة بعض العرب والعراقيين (تحت العباءة) والمشهور عن مكتبه في بغداد انه وقف ذري ولكنه انقلب إلى ملك صرف على طريق (كل من يدعي حق التملك) وبعدها تأتي الساحة الكبيرة الواسعة التي تقابل جامع مرجان وفيها يتجمع الباعة ليبيعوا لليهود العائدين إلى بيوتهم مساء كل ما يخطر على البال وأولها (الششة والخريط) اما الششة فهي مجموعة البزور وحامض حلو وباقلا يابسة وحمص وحب شجر اما الخريط فهو قطع صغيرة من الطين الأصفر الأخضر ويقال انه من قصب البردي وليس له طعم ولا رائحة ولكن اليهود يتزاحمون على شرائه.

    ولابد من سبب لذلك وفي هذه الساحة نصبت أول ماكنة سيفون والجنجر والصودا وذالنامليت وكان قبل ذلك يباع جاهزا بالقناني المغلقة بالكرات الزجاجية والتي يجب أن تكبس باليد لفتح البطل وكثيرا ما كانت القنينة تنفجر فيصاب الإنسان بالجروح البالغة ومن نهاية هذه الساحة يبدأ شارع البنك بخان (الاورطمة) أي خان مرجان على جهة اليمين وخان علي صائب الخضيري على جهة اليسار ثم صارت بعدئذ مكتب صيرفة ادوار عبودي و (بنكودي روما) في الثلاثينيات وهو الآن البنك المركزي وبنك الرافدين ثم دربونة فيها خانات تجارية تسمى دربونة (النملة) وتتصل بشارع المستنصر (شارع المهر)

    ثم محل بيت مسيح لبيع العرق وبعده دربونة جامع الخاصكي وبعد الدربونة مباشرة فتح أول محل في العراق لكي الملابس بالبخار وقد جلبه الارمني (توماس ميمريان) وسماه مكوى توماس ميمريان وكان عجبا عند أهل بغداد وأجرة الكي ربية واحدة وهو مبلغ محترم جدا في تلك الايام.

    هدم جامع مرجان
    ويبدو ان الوعي بحماية الشارع والحفاظ على تراثه، قد بدأ منذ ثلاثينيات القرن الماضي، فمما ذكره المرحوم محمود صبحي الدفتري في بعض ما املاه، انه في عهد امانته للعاصمة في الثلاثينيات اراد توسيع شارع الرشيد في بعض مناطقه، الا انه واجه معارضة شديدة، فرد على منتقديه انهم سيندمون على معارضتهم في المستقبل!، وفي عام 1946 بدأت امانة العاصمة في تطوير شارع الرشيد، الا انها اختارت وسيلة هدم بعض المؤسسات التراثية، ومنها جامع مرجان فقد كان حائط الجامع على الشارع كبيرا وجميلا، الا ان معاول الهدم لم تبق عليه، ما اثار حملة نقد كبيرة لجرأة الامانة بهدم هذا الاثر الذي يرقى الى العهد المغولي، ولعبت جريدة (صوت الاهالي) دورا كبيرا في ذلك. وكان المقال الشهير لصاحبها الاستاذ كامل الجادرجي، تحت عنوان (هدم جامع مرجان بآثاره الفريدة جناية على الفن) حديث الرأي العام، فبعد حديثه عن تارخ بغداد الغني الحافل وفقره بالوقت نفسه بآثاره القديمة، قال :
    فوجئ الناس بهدم الجامع والظاهر ان امين العاصمة الذي عدّ هذه القضية قضية شخصية، عد نفسه مخذولا، فجدد نشاطه، واستعمل نفوذه الشخصي لدى الوزارة الحاضرة التي لم تعتبر قرار الوزارة السابقة بهذا الشأن قرارا نهائيا، فأستصدرت قرارا مستعجلا بهدم الشارع. وكم كانت دهشتي عظيمة عندما رأيت العمال يهدمون البناء من دون ان تكون هناك عناية بالمحافظة على تلك الاثار النفيسة، فكانت الكتابات والزخارف تتحطم وتنهار تحت الانقاض من غير ان يكون هناك مراقبة ما من جانب مديرية الاثار، فذهبت الى تلك الدائرة مستفسرا عن هذا العمل الشائن، فقيل لي انه لم يكن للدائرة سابق علم بهذا القرار الاخير، وانها في تلك الحالة لم تتمكن من انقاذ تلك الاثار الا بنسبة ضئيلة، وهكذا تلاشى هذا الاثر النفيس نتيجة قرار طائش.

    صادق الازدي يتذكر
    العملة الهندية، فهي تتالف من الروبية، وكانت من معدن الفضة، ثم نصف الروبية، فربعها، وهو”القران"، وهو اربع آنات، والآنة المصنوعة من النيكل وحافتها مقرنصة، وهي اربع بيسات، وكنا في العراق يعرفها باسم”بيزه”وهي من النحاس، وكانت البيسة قابلة للتحويل الى اثنتي عشرة”پايا”بالباء الاعجمية. ولم تكن هذه العملة متداولة في العراق، إلا انها تسربت الى الأيدي عن طريق الجنود الهنود الذين عملوا في العراق ضمن قوات الاحتلال البريطاني، وكنا نسميها”نص بيزه”وقد سألت في الاربعينيات احد معارفي من الدبلوماسيين العراقيين الذين عملوا في الهند.
    - ما الذي يفعله الهندي بعملة غاية في تفاهتها كالباي؟
    فقال:”الهنود تحت ظل الاستعمار البريطاني تعيش كثرتهم في فقر مدقع، وقد يعجز الهندي عن شراء علبة كبريت، فيشتري ثلاث او اربع عيدان بـ”الباي” الواحد!.
    اما”القرش”فهو اسم عملة عثمانية، ويطلق حتى اليوم على بعض العملات المستعملة في بعد البلدان العربية، فـ”القرش الصاغ”في مصر العربية هو العملة المعدنية التي قيمتها”عشرة ملاليم".

    وكان هو سعر المجلات المصرية التي كنا نشتريها في العشرينات حتى بداية الأربعينيات، ومنها مجلات”المصور، كل شيء، الفاكهة، العروسة، الدنيا المصورة، الكواكب، اللطائف المصورة!.
    ومما ورد في مذكرات وذكريات الدكتور محفوظ قوله:”كان العطارون يحفظون العقاقير والمواد الطبية والادوية والحاجات العطارية في اكياس من القماش والخام مشدودة بخيوط تعلق على مسامير مثبتة على جدران الدكان، فاذا اراد العطار شيئا جر الكيس!".

    مع انني من مواليد بغداد سنة 1918، وكثيرا ما ذهبت الى سوق الشورجة وانا في سن الطفولة، فلست اذكر الاكياس المعلقة على جدران دكاكين العطارين، وانما اذكر”القواطي”المصبوغة من الصفيح، ثم الادراج – المجرات -، واعرف جيدا ان العطارين كانوا يضعون المادة التي يشتريها منهم اي زبون في كيس من القماش، وذلك قبل ان نعرف الاكياس الورقية، ثم الاكياس المصنوعة من ”النايلون" ، ولكن من اين كان يحصل العطار على تلك الاكياس؟!.
    ولو عدنا الى بداية هذا القرن – قرأنا الحالي- نجد ان محلة بغدادية كانت بيوتها من الطين تعرف باسم”محلة الخرك"، اي الخرق، وكانت اخر محلة باتجاه” مقبرة الشيخ عمر السهرودي"، وقد اطلق ذلك الاسم على تلك المحلة، لان نساءها وفتياتها كن يجمعن الملابس، والاجزاء المتروكة منها مع نفايات البيوت البغدادية، ويقمن بغسلها في مياه”النزيزة”غير بعيد عن بيوتهن، ومن ثم تقطيعها، وخياطتها، وتحويلها الى اكياس، يقمن ببيعها الى العطارين، وهم بدورهم يستعملونها كأكياس الورق والنايلون اليوم، وفي الثلاثينات، منعت مديرية الصحة العامة استعمال تلك الأكياس القذرة.

    الشورجة.. الموقع والتسمية
    يذكر الاستاذ معن حمدان علي: تبدأ دار الخلافة العباسية- وهي قصور الخلفاء- من جنوبي المدرسة المستنصرية، وتقريبا من بداية شارع النهر او المستنصر اليوم، جناحها الغربي يحده نهر دجله، اما الشرقي فيمتد جدارها الى رحبة جامع الخلفاء، والمرجح ان تكون رحبة هذا الجانب الذي شيده الحاكم العباسي المكتفي بالله سنة 256هـ، هي الأرض التي شيد دير الاباء اللاتين وتوابعه سنة 1750م مقابل الجامع اليوم، ثم يهبط جدار الخلافة قبالة رحبة جامع الخلاني اليوم ثم يتجه غربا الى نهر دجلة، لان الجدار على شكل نصف دائرة.
    لدار الخلافة ثمانية ابواب اهمها باب العامة، الواقع امام رحبة جامع الخلفاء التي كانت اهم مركز تجاري في العصور العباسية المتأخرة، وفيها المساجد والدكاكين والاسواق.

    وأهم اسواقها سوق الطيوريين وهو اليوم سوق الغزل الذي لم تتغير بضاعته منذ ذلك الحين، وهي بيع الطيور، وسوق البزوريين اي الحبوب الجافة، وسوق الصفر، اي سوق الادوات المنزلية وغيرها، وهي السوق المعروفة اليوم بأسم الشورجة، التي حافظت على نفس المهنة التي ورثتها من الماضي.
    بعد الغزو المغولي وما تبعه من عهود لم تبق دار الخلافة العباسية كعهدها بل زالت شيئا فشيئاً، فنشأت ابنية أخرى في موقعها، ولعل اهمها الذراع الغربي من سوق الشورجة، الذي أنشئ في العهد العثماني وهو المحصور ما بين شارع الخلفاء وشارع الرشيد، اذ ينتهي هذا القسم من الشورجة عند بوابة جامع مرجان، الذي يقابله من الجانب الآخر ما عرف بأسم سوق الجوخجية، والجوخ نوع ثمين من القماش، وهو اليوم معروف بأسم سوق القماش.
    لم يبق الزمن ايا من اسماء الشورجة القديمة، وهي سوق البزوريين، ثم سوق الريحانيين ثم سوق العطاريين، وقد اختلف الباحثون في أصل كلمة الشورجة وتعددت آراؤهم، فمنهم من يردها الى كلمة الشيرج وهو دهن السمسم اذا كانت معاصره هناك وكان يستخدم في الطعام والاضاءة سابقاً، ومنهم من يرى ان بئرا مالحا كانت هناك لذلك عرفت باسم شوركاه، اي محل الشورى فحرفت الى الشورجة، واخيرا وليس آخرا ان هذا السوق شهد بيع الشورى اي سباغ الأرض التي كانت تستخدم في تسميد المزارع، والحقت”جة”وهي اداة تصغير عثمانية بالكلمة.
    وهكذا بقيت هذه السوق عامرة لغاية هذا اليوم تصارع الزمن، وهي تمثل اهم مركز تجاري للعراق لا لبغداد وحدها، وهي فضلا عن ذلك منطقة غنية بالآثار والشواخص التراثية التي تؤكد اصالتها.

  3. #23
    من أهل الدار
    جولة مصورة في الجامعة التكنلوجية































  4. #24
    من أهل الدار
    جولة مصورة في جامعة بغداد
































































































































  5. #25
    من أهل الدار
    جولة مصورة في الجامعة المستنصرية






























  6. #26
    من أهل الدار

    بنت المعيدي وحكاية صورتها الشهيرة


    بنت المعيدي وحكاية صورتها الشهيرة

    المدى/جواد الرميثي:لا يزال الجدل يحتدم حول أصل الموناليزا العراقية أو ( صمانجي قيزي)أو(كچي كافروش) أو(بنت المعيدي)وأيهما هو الصحيح!!
    ما زالت المخيلة الشعبية التركمانية العراقية تحتفظ بالكثير من الصور والحكايات المثيرة، والحوادث النادرة التي تجاوزت أحياناً حدود المعقول إلى عالم من الخيال والأسطورة مع مرور الأيام،
    من جراء التحديث الذي يجري عليه عادة وبما يكسبه من الإغناء الشعبي، التداول من شخص الى اخر لتدفع بها نحو آفاق إنسانية ورومانسية رحبة.
    وخاصة في تلك القصص الدرامية الفطرية المتداولة، والتي حملت في طياتها حوادث مأساوية أو اكتنفتها فواصل مؤثرة، فما زال الكثير من شيوخنا وأمهاتنا في كركوك وأربيل يذكرون ويتذكرون، ويتداولون حكاية رومانسية مؤثرة تحمل اسم (صمانجي قيزي) وتعني بالتركمانية ابنة التبان..
    تلك الصورة الجميلة ونظرة صاحبتها الحائرة المحيرة بين الألم والمسرة، بين الحزن والفرح.. والتي اكتسبت شهرة واسعة في العراق بنظرتها كما في نظر وشهرة صورة موناليزا في أوروبا والتي تشابهها باعتقادنا في النظرة الحائرة المحيرة ولكن تباينها في الجمال الطبيعي إذ تتفوق جمالية صورة فاطمة (موناليزا العراقية) على رديفتها الايطالية (جيوكاندا) بالجمال والاشراقة والحضور!
    الناقد تشكيلي كاظم الجيزاني يحاول أن يقارن بين اللوحتين فيقول:
    ـ الجيوكاندا التي رسمها الرسام الايطالي الشهير ليونارد دافنشي بين عامي 1500-1504 تعني بالايطالية الشمعة المحترقة بعد أن لاحظ على المدام ليزا مدى حزنها لأنها تزوجت رغم إرادتها من رجل لا تحبه! اعتقد هنا نقطة التشابه بين اللوحتين في النظرة الحزينة المحيرة على خلفية الزواج الذي تعرضن له رغم إرادتهن! فاطمة أيضاً زوجت من ضابط انكليزي رغم إرادتها ورحلت إلى انكلترا سرا (حسب اغلب الروايات).
    ـ إذن مسحة الحزن على الوجه المشرق الجميل كانت لربما إحدى ميزات اللوحة التي عشقها جيل أو أجيال من شبابنا كنموذج وأصبحت فتاة أحلام الفقراء والمتعبين من عامة الناس الطيبين الذين لم تفارق صورة بنت التبان جدران غرفهم وأكواخهم وحقائبهم الخاوية وحتى محفظاتهم الجلدية في جيوبهم.. ولربما كانت هذه الصورة بلسما لوجعهم الدائم, وشفاء مؤقتا للفقر الذي لازمهم منذ الأزل رغم طوفان نفوطهم وكنوزهم إلى الهامة.
    صمانجي قيزي يمكن اعتبارها، بحق فتاة الغلاف لعقود متعددة أي ان بوسترات صورها الملونة المؤطرة كانت لا تفارق واجهات وجدران الدكاكين والمطاعم والمقاهي الشعبية وكذلك جدران البيوت سواء في المدن او الارياف العراقية وخاصة في اربيل وكركوك وسائر المناطق العراقية الاخرى، فيما كانت حكايتها المثيرة لا تفارق الألسن ولم تنقطع من التداول وليومنا هذا ولكن بدرجة اقل، وخاصة في عقد العشرينيات وحتى الثمانينيات من القرن الماضي وما تلتها من عقود حيث لم نتوصل لتحديد تاريخ الحدث بالذات، وإنما كان هناك تداول ملموس لمجريات قصة هذه الحسناء التركمانية الطاغية الجمال والتي اختلط جمال وجهها بدرامية مأساتها فيما انعكست لربما بشكل ما على الحس الوطني العراقي لتعمق جرحا بليغا في وجدانه الأخلاقي والقيمي، حين تركت بصماتها الواضحة على ذوق المجتمع العراقي وعلى حسه الجمالي.. هذه الصورة الحاضرة عبر العقود والتي تمثل بحق الجمال الأنثوي العراقي الطبيعي والتي أصبحت أنموذجا فريدا لمقاييس الاختيار وموديلا معياريا لمديات الحسن والرقة والجمال أمام أجيال الشباب، وعلى مدى عقود متعددة، ولعلها أيضا أصبحت فتاة الأحلام لهم ومصدر الهام للكثير من الشعراء والعاشقين، حينا من الزمن! فما زالت تلك الصورة عالقة في أذهان الناس، وحكايتها ما زالت حاضرة بين البعض.. يقول أيوب جامجي (صاحب محل زجاج وإطارات منذ ربع قرن في كركوك) الذي يحتفظ بصورتها الأصلية المطبوعة في لندن: عشقت القصة قبل الصورة، منذ سمعتها متداولة على ألسن والدي وبعض المعمرين من الاختيارية في قريتي منذ صغري! وبحثت سنين طويلة عن صورة أصلية لها إلى أن اشتريتها بمبلغ محترم منذ أكثر من سبع سنوات وقد دفع بها احد الهواة مؤخرا مبلغا كبيرا من المال دون جدوى لأنني اعتبرها جزءا مهما من حياتي وشخصيتي الكركوكلية!

    وينسب الكاتب إسماعيل قلعالي في بحث له في (جريدة المصير الأسبوعية التركمانية الصادرة عن الجبهة التركمانية العراقية في ديالى) أصل الموناليزا العراقية (صمانجي قيزي) إلى أسرة تركمانية من مدينة أربيل من الحي السكني القديم الواقع في أحضان قلعتها التاريخية استنادا إلى روايات موثوقة لأشخاص يعرفونها جيدا ويرتبطون بعائلتها بصلة القرابة يسكنون محلة قلعة أربيل، عندما يتطرق من خلالها إلى أصل قصة هذه الفتاة الحسناء مسجلا:
    ـ تنحدر هذه الفتاة من عائلة تركمانية متعففة الحال ومن أب يعمل تبانا (صمانجي)، وكانوا يسكنون محلة القلعة التي يعود تاريخها إلى آلاف السنين، وفي يوم من الأيام وعندما كانت تقوم بكنس وتنظيف عتبة الدار صادف مرور مجموعة من الضباط الانكليز! بهر احدهم بجمالها وتسمر بمكانه مصدوما من فرط جمالها ومعجبا ببياض وجهها ورقتها.. وما هي إلا أيام حتى جاء إلى أهلها مع بعض الوجهاء والمتنفذين في المدينة طالبا يدها للزواج، وامام رفض والديها بسبب اختلاف الدين واسباب اخرى! استقتل الضابط الانكليزي وأعلن استعداده لدخول الدين الإسلامي للاقتران بها! و بعد عدة محاولات باءت بالفشل مارس الضابط الانكليزي ضغوطاً نفسية ومادية وحكومية! تمت الموافقة وحسب استحقاقات معينة في تلك المرحلة! تم زواجه منها (وكانت سابقة اجتماعية مثيرة للجدل انذاك في مجتمع لم يعهد ولم يستوعب هذه الحالة)! وبعد زواجهما بأشهر غادر الزوجان مدينة أربيل إلى لندن اثر انتهاء مهام عمل الضابط البريطاني في العراق.
    وقيل بأنهما أقاما في لندن بقية عمريهما و عاشا عيشة سعيدة! وبما أنها اشتاقت لأهلها! فقد استعان الزوج بأحد أشهر الرسامين الانكليز ليرسمها )بورتريت) فاندهش الرسام أيضا بهذا الجمال الصارخ فأنتجت فرشاته هذه اللوحة الفنية الرائعة. فأرسلها الزوج من باب الوفاء إلى أسرتها للتخفيف عنهم من وطأة فراقها! فكان أن انتشرت الصورة بشكل سريع بعد ان قامت شركة طباعية بريطانية بطبعها وتوزيعها على نطاق واسع لتزدان بها بيوت قلعة اربيل على اعتبارها (بنت المحلة) ومن باب الافتخار او الفضول لتنتشر الصورة على نطاق واسع في المدن العراقية الاخرى وفي سائر انحاء العراق كما انتشرت قصة رحيلها الى انكلترا ولكن بروايات متعددة وبتفاصيل مغايرة ومحورة! نسبت ايضا الى عدة اقوام ومناطق! حيث ذهب البعض بانها عربية من السماوة فيما ذكر البعض الاخر بانها من مدينة الحلة او من البصرة او العمارة او غيرها من مدن الجنوب وحملت لقب (بنت المعيدي) وهكذا ولربما هناك روايات اخرى لم تطرق سمعنا! فيما ينسبها البعض احيانا الى المناطق الكردية و يسمونها (كجي كافروش) وهذا المصطلح هو ترجمة حرفية لـ (ابنة التبان) العربية و(صمانجي قيزي) التركمانية ومن الجدير ذكره ان المقصود هنا ابنة عامل اوبائع التبن (كمهنة) وهي ليست منسوبة على الاغلب لاسرة آل (صمانجي التركمانية المعروفة في كركوك)...
    ونعتقد بان تعدد الالقاب والنسب او الانتماء يعود سببه الى عاطفية الشعب العراقي والشفافية التي يتسم بها حين امتزجت جمالية الصورة بدرامية قصة (صمانجي قيزي) وفقدان البطلة من بعد كما يقول الباحث نجاة كوثر (رئيس تحرير جريدة تركمن ايلي) الكركوكلية مؤكدا بان بطلة القصة وصاحبة الصورة تركمانية وقصتها الحقيقية ما زالت حاضرة في ذاكرة شيوخنا وعجائزنا، والذين يروونها بحذافيرها عن ظهر قلب رغم مرور عدة عقود...
    فكرة انتماء الموناليزا العراقية الى محلة القلعة في اربيل.. فيما يعتبر الروايات التي أثارت وتثير الحفيظة وتجرح مشاعر العراقيين والتي مفادها قيام الضابط الانكليزي بخطفها بعد الغدر بابيها او زوجها والذهاب بها ( وهي في حالة تخدير) إلى انكلترا! بعيدة عن الواقع! وحسب وجهة نظره يرى أن رواية زواجها في أربيل اقرب إلى الحقيقة مستشهدا بوجود أغنية تركمانية تندرج ضمن قائمة الأغاني التراثية لرائد الأغنية التركمانية في اربيل محمد احمد اربيللي عن (صمانجي قيزي) وهذه الاغنية مسجلة في دار الإذاعة العراقية منذ الستينيات من القرن الماضي والتي يقول في مطلعها (صمانجي قيزي... اون دورت ياشينده) اي ابنة التبان ذات الأربعة عشر عاما...

    ويقول ايوب جامجي (عاشق موناليزا العراق) كل الذي أريد قوله عن تعلقي بهذه الصورة كونها تعبر بصدق عن الجمال العراقي الطبيعي البريء وكذلك لانحدارها من اسرة متعففة! وقصة تزويجها من ضابط بريطاني بقوة النفوذ وسطوة السلطة او تأثير المال ومن ثم سرقتها او تهريبها بطريقة ما (كما تقول بعض الروايات) الى بريطانيا هي المأساة بعينها! وكلما انظر الى الصورة يقفز سؤال ازلي الى ذهني: لماذا يستحوذ المستعمر او المحتل على كل شيء جميل وثمين في بلادنا... لماذا؟ مهما قيل في موناليزا العراق ومهما روي عنها، تبقى لوحتها ونظرتها العميقة تحكي الحقيقة مع الزمن، وحتما ستترك انطباعات واحاسيس مختلفة على ناظريها حالها حال لوحة الموناليزا العالمية ونظرتها المحيرة.. وستبقى الموناليزا التركمانية هي الأجمل في نظرنا لأنها موناليزا عراقية بحسنها الفطري ووجها الصبوح وهي الأجمل دائما من تلك الموناليزا العجوز الكئيبة الجيوكاندا! في نظرنا على الأقل وستبقى تحكي الوجع العراقي الأزلي مع الزمن.
    وهنالك رأي آخر أورده الكاتب خالد النجار في احد المواقع الالكترونية (منتديات العراق) يقول فيه:
    أن فتاة كردستان المذهلة أو كما كانت تسمى في الحضارة الكردية بـ"كجي كافروش" تلقت الاهتمام نفسه الذي تلقته "الموناليزا" في الحضارة الأوروبية الحديثة فقد كانت تلك الفتاة رائعة الجمال وجذابة ومثيرة وكان صعبا جدا أن يخلو بيت من بيوت كردستان من صورتها الرائعة وحتى أن البعض كان يعلق صورتها في كل غرفة من غرف الدار، ومن جمالها كان يضرب بها الأمثال، فحين توصف أي فتاة جميلة في كردستان يقال عنها "كجي كافروش".
    فمن هي "كجي كافروش" ومن هو رسامها؟
    قبل أن تصبح صورتها الرائعة تحفة فنية خالدة قال عنها البعض إنها فتاة حقيقية فهذه الجميلة "كجي كافروش" لها قصة أسطورية كقصص ألف ليلة وليلة، حتى أن اسمها قد تغنت به حناجر المطربين من خلال الأغاني الفولكلورية الكردية في جميع أنحاء كردستان، وقد تغنى بها المطرب الكردي الراحل وبلبل كردستان الفنان "حسن زيرك" عام 1950 والفنان "محمد احمد اربيلي" عام 1970 ولها أغنيتان شعبيتان جدا تصفان جمالها وحسنها.
    ويقال عن "كجي كافروش" إنها ألهمت البريطانيين الشعر من جمالها ورقتها عندما هجموا على كردستان عام 1918 حتى أن البعض من قادتهم عشق صورتها قبل أن يأخذوها "أسيرة" معهم بالطائرة حيث تقول الرواية بأنها رفضت أن تكون سجينتهم أو أسيرتهم لذلك قفزت من الطائرة وفضلت الموت على أن تكون مع الغزاة.

    وبالرغم من مأساوية الحادثة سواء كانت "حقيقة أم غير حقيقة" لكنها ألهمت الأدباء والشعراء وكل من سمع بتلك القصة العزم والثبات وانبهر الجميع بشجاعتها وعنفوانها في الشرق والغرب وفي دول العالم.
    وقد كان للرسامين والفنانين حصة بذلك حيث قام الرسامون الكلاسيكيون برسم صورتها وأبدعوا في أن يجعلوا منها لوحات تاريخية مؤثرة وانتشرت بشكل مكثف صورها وأصبحت "كجي كافروش" موناليزا وكردستان، موضع إعجاب الرسامين الانكليز وكذلك الألمان وأصبحت صورها لوحة عالمية مثل الموناليزا والعشاء الرباني وغيرها من الرسوم العالمية وأصبحت ثابتة في متاحف الفن في أوروبا وحتى أمريكا، هذا بالإضافة إلى شهرتها في الشرق حيث أصبحت فتاة كردستان او موناليزا كردستان تسمى في تركيا "بنت الحدباء" وفي الدول العربية تسمى بـ"فاطمة" وفي بغداد كانت تسمى بنت المعيدي وان كجي كافروش "موناليزا وكردستان" قد أصبحت جزءا من الحضارة وتحفة فنية إنسانية رائعة.
    وهذا رأي آخر للكاتب ئه فين جرمكَا نشره على موقع قوس قزح الالكتروني جاء فيه:
    من ضمن مقتنيات والدي التي يعنز بها كثيراً ، صورة فتاة جميلة وجذابة رسمها ريشة فنان مبدع وكبير .. لايمكن أن يكون غير فناناً عالميا مشهورا !!!.
    ياترى ما سر تلك الصورة؟؟؟ ولم كل هذا ألأعتزاز بها ...؟؟؟.
    في جلسة مطولة سألت والدي عنها... ضحك وبدعابته المعروفة معنا و قال :
    ـ أنها فتاة جميلة وأنتهى !!!.. ولماذا تريدين معرفة المزيد؟؟.
    قلت له :
    ياوالدي العزيز.. أعرف أننا من عشيرة / كافروشي ونحن من نترأس هذه العشيرة عن سابع أجداد... هذا هو القصد.. ما علاقتنا بهذه الفتاة ؟؟؟... هل هنالك من ربط وعلاقة بها ؟؟؟.
    حينها بدأ يسرد قصتها :
    أنها / كجة كافروشيكة .. وأهلنا في جنوب الوطن يطلقون عليها ( بنت المعيدي ) .. وهذه الصورة دخلت أغلبية دور العراقيين من الشمال الى الجنوب ومن الشرق الى الغرب.. يكفي بأن الشعراء والمطربون تغنوا بها منهم المطرب الكبير / حسن زيرك بالكردية ومحمد أحمد أربيلي بالتركمانية ـ يمانجة قزي ـ .
    أحتفظ بها منذ سنوات طويلة.. كانت معلقة في دار العائلة.. وكنا نملك أكثر من صورة لها.. حيث في غرفة الضيوف وغرفة العائلة .. ولسنا وحدنا من كان يملكها.. لاء لقد أمتلكها كل الناس.. صورتها كانت لابد منها .
    هنالك روايات عديدة والملفت للنظر أن الروايات الكردية متطابقة تماماً مع الرواية العربية ومنها :
    أولا : عند دخول الإنكليز إلى العراق / 1918 شاهدوا هذه المرأة الجميلة.. بعد تخطيط وتفكير يختطفوها إلى بريطانيا.. ويقال أنها لم تستطع تحمل هذه القرصنة والاعتداء لذلك رمت بنفسها من الطائرة وانتحرت طبعا!.
    ثانياً : أن زوجها كان حارساً عند أحد المسؤولين الإنكليز.. أنبهر بحبها.. لابل أصبح مجنونها.. يتغنى بها... فكر بطرق عديدة أن يغريها ويقترب منها ولكن هيهات!!!.
    وأخيرا وبطريقة شيطانية ومصيدة أستطاع إجبارها وخداعها على الهروب معه الى بريطانيا ومن هناك يرسل صورتها الى زوجها الذي أصيب بالجنون لحبه لها ولسوء حظه وسمعته بين أهله وناسه وأهالي المنطقة.
    ويقال أنه (زوجها) انتحر بسبب تلك الفضيحة والحادثة المؤلمة.
    وبدوري أصبحت أفتش عن هذه التحفة الجميلة.. هذه اللوحة الرائعة.. للأسف الشديد لم يكتب عنها إلا القليلون ، وحينما أقارن بين اللوحتين ( مونا ليزا دافينشي وكجة كافروشي ) أحن وأنجذب أكثر الى ( الثانية ) ... فلا تتعجبوا يا ناس.. بعد سماعي قصتها ومعرفة أصلها ونسبها أحببتها وكأنها قريبة مني وأعرفها من زمان.. لذلك طلبت من والدي أن أعلقها في غرفتي لأصبح على وجهها الجميل ( صباح الخير يا أجمل أمرأة في الكون ) .. وقبل النوم أقول لها : تصبحين على خير ياوجه الخير ... هل من يلومني..؟؟؟. ...




  7. #27
    من أهل الدار
    الدنيا موخوش دنيا.. حكاية جميلة حدثت بين المرحومين/ توفيق السويدي والرصافي



    الدنيا موخوش دنيا.. حكاية جميلة حدثت بين المرحومان/ توفيق السويدي والرصافي..


    يقال ان الشاعر معروف الرصافي كان على خصومة مع الوزير توفيق السويدي ،وقد عمد أصدقاء الطرفين الى مصالحتهما، فأقام أحد الاخيار من ذوي الجاه واليسار وليمة كبيرة، دعا إليها الرصافي والسويدي مع كبار شخصيات بغداد، وفي أثناء الجلسة وتبادل الأحاديث، قال أحد المدعوين مخاطبا السويدي عن قصد: معالي الوزير، شلون حال الدنيا والأصدقاء وياك؟


    فردّ عليه السويدي غامزا:

    (الدنيا مو خوش دنيا، بس المهم الواحد يسوي "معروف" ويشمره بالشط!!!).

    ونطق مفردة (معروف) بصوت عال بحيث سمعها الرصافي، فأدرك الرصافي أنه المعني بهذا المثل الشعبي، وأن السويدي يستفزه قاصدا، فبلعها الرصافي وسكت، وأجبر نفسه على عدم الردّ لانه في وليمة صلح، ولكن فجأة التفت الشخص عينه، ووجّه السؤال ذاته الى الرصافي، قائلا له:
    أفندينا، انته شلون حال الدنيا وياك؟


    فما كان من الرصافي إلا أن يقتنص الفرصة، فعدّل سدارته وأجاب باسترخاء: (عمي الدنيا خوش دنيا..... بس "توفيقنا" طايح حظه!!)

  8. #28
    من أهل الدار



    من هي المعمارية زها حديد ؟

    زَها حديد واسمها الكامل زَها محمد حسين حديد اللهيبي (زَها يُلفظ بفتح الزاي ) ، هي معمارية عراقية بريطانية، وُلدت في بغداد لأسرة موصلية الأصل يوم 31 تشرين الأول/أكتوبر 1950 وتُوفيت في ميامي يوم 31 آذار/مارس 2016. والدها محمد حديد، كان أحد قادة الحزب الوطني الديمقراطي العراقي والوزير الأسبق للمالية العراقية بين عامي 1958-1960م. وظلت زها تدرس في مدارس بغداد حتى انتهائها من دراستها الثانوية، وحصلت على شهادة الليسانس في الرياضيات من الجامعة الأميركية في بيروت 1971،
    ولها شهرة واسعة في الأوساط المعمارية الغربية، وحاصلة على وسام التقدير من الملكة البريطانية.
    تخرجت عام 1977 من الجمعية المعمارية بلندن،
    وعملت كمعيدة في كلية العمارة 1987، وانتظمت كأستاذة زائرة في عدة جامعات في دول أوروبا وبأمريكا منها هارفرد وشيكاغو وهامبورغ وأوهايو وكولومبيا ونيويورك وييل. وعندما سئلت عن أي نصب تذكاري بغدادي تفضل أن يكون «رمزًا إعلاميًا لبغداد» لم تتردد إنها ترى نصب «كهرمانة» الأفضل لأنه يرمز لعصر الرشيد الذهبي لبغداد وقصص ألف لية وليلة وهذا مرتبط أساسًا بالمخيال الجمعي العالمي لبغداد، ونصب الشهيد لأنه الأكثر تعبيرًا عن شموخ وتضحيات العراقيين في التاريخ المعاصر.التزمت زها بالمدرسة التفكيكية التي تهتم بالنمط والأسلوب الحديث في التصميم، ونفذت 950 مشروعًا في 44 دولة. وتميزت أعمالها بالخيال، حيث إنها تضع تصميماتها في خطوط حرة سائبة لا تحددها خطوط أفقية أو رأسية. كما تميزت أيضًا بالمتانة، حيث كانت تستخدم الحديد في تصاميمها. وتُعد مشاريع محطة إطفاء الحريق في ألمانيا عام 1993، مبنى متحف الفن الإيطالي في روما عام 2009 والأمريكي في سينسياتي، جسر أبو ظبي، ومركز لندن للرياضات البحرية، والذي تم تخصصيه للألعاب الأولمبية التي أقيمت عام 2012، محطة الأنفاق في ستراسبورج، المركز الثقافي في أذربيجان، المركز العلمي في ولسبورج، محطة البواخر في سالرينو، ومركز للتزحلق على الجليد في إنسبروك، ومركز حيدر علييف الثقافي في باكو عام 2013 من أبرز المشاريع التي أوصلت حديد بجدارة إلى الساحة العالمية.نالت العديد من الجوائز الرفيعة والميداليات والألقاب الشرفية في فنون العمارة، وكانت من أوائل النساء اللواتي حصلن على جائزة بريتزكر في الهندسة المعمارية عام 2004، وهي تعادل في قيمتها جائزة نوبل في الهندسة؛ وجائزة ستيرلينج في مناسبتين؛ وحازت وسام الإمبراطورية البريطانية والوسام الإمبراطوري الياباني عام 2012. وحازت على الميدالية الذهبية الملكية ضمن جائزة ريبا للفنون الهندسية عام 2016، لتصبح أول امرأة تحظى بها. وقد وصفَت بأنها أقوى مُهندسة في العالم، وكانت ترى أن مجال الهندسة المعمارية ليس حكرًا على الرجال فحسب، فقد حققت إنجازات عربية وعالمية، ولم تكتفِ بالتصاميم المعمارية فحسب بل صممت أيضًا الأثاث وصولًا بالأحذية، وحرصت أسماء عالمية مرموقة على التعاون مع حديد، ما جعل منتقديها يطلقون عليها لقب ليدي جاجا بعالم الهندسة، وقد اختيرت كرابع أقوى امرأة في العالم عام 2010.تُوفيت في 31 آذار/مارس عام 2016 عن عُمر ناهز 65 عامًا، إثر إصابتها بأزمة قلبية في إحدى مستشفيات ميامي بالولايات المتحدة، كما أعلن مكتبها في لندن، حيث قال:
    «بحزن كبير تؤكد شركة زها حديد للهندسة المعمارية أن زها تُوفيت بشكل مفاجىء في ميامي هذا الصباح، وكانت تعاني من التهاب رئوي أصيبت به مطلع الأسبوع وتعرضت لأزمة قلبية أثناء علاجها في المستشفى».

    حياتها العلمية

    تلقت زها تعليمها الابتدائي والثانوي بمدرسة الراهبات الأهلية، والتي قالت عنها في حوار مُسجل لها:
    «ألتحقت بمدرسة الراهبات في بغداد، كنت فتاة مسلمة في الدير، وهناك فتيات يهوديات، كنا ملتزمات بالذهاب إلى الكنيسة، والصلاة بها».

    وأردفت قائلة أنه عند عودتها إلى المنزل كانت تسأل والدها، لماذا لا نصلي مثلهم، وما كان من والدها إلا أن أخبرها بأنهم ليسوا مسيحيون، وبالتالي، ليس عليهم الذهاب إلى الكنيسة. وقد أشارت حديد إلى أنها تلقت تربية عصرية في العراق، واستفادت من تربية والديها المُستنيرة لها ولدعمهما غير المشروط، وأنهما كانا المُلهمين الكبيرين لها. إضافة إلى أن حماسهما وتشجيعهما هو ما أيقظ طموحها وأعطاها ثقة كبيرة في نفسها.في سن السادسة من عمرها، اصطحبها والداها إلى معرض خاص بفرانك لويد رايت في دار الأوبرا ببغداد، ووقتها كانت قد انبهرت كثيرًا بالأشكال التي شاهدتها. وفي سن الحادية عشر، حددت زها اهتماماتها لتصبح معمارية، فقامت بتصميم ديكور غرفتها، وكانت تراقب التصميمات المعمارية للمباني.تعلمت الرياضيات في الجامعة الأمريكية ببيروت وحصلت على الليسانس في الفترة من 1968 حتى 1971. وذاع صيتها في الأوساط المعمارية الغربية، حيث درست العمارة في الجمعية المعمارية في لندن في الفترة من 1972 حتى 1977، حيث مُنحت شهادة الدبلوم.تميزت زها حديد بنشاط أكاديمي واضح منذ بداية حياتها العملية، فقد بدأت التدريس في الجمعية المعمارية. وكانت بداية نشاطها المعماري في مكتب ريم كولاس وإليا زنجليس أصحاب مكتب أو أم إيه، ثم أنشأت مكتبها الخاص في لندن عام 1979، ليبدأ صيتها بالانتشار حول العالم بمشروعات خرجت عن المألوف مثل مشروع نادي الذروة في هونغ كونغ عام 1983، ومشروع دار كارديف باي للأوبرا في ويلز ببريطانيا عام 1994.أقامت زها حديد العديد من المعارض الدولية لأعمالها الفنية تشمل التصاميم المعمارية والرسومات واللوحات الفنية. وقد بدأتها بمعرض كبير في الجمعية المعمارية بلندن عام 1983. كما أقامت مجموعة من المعارض الأخرى الكبيرة في متحف جوجنهايم بنيويورك عام 1978 ومعرض GA Gallery بطوكيو عام 1985 ومتحف الفن الحديث في نيويورك عام 1988، وقسم الدراسات العليا للتصميم في جامعة هارفارد عام 1994، وصالة الانتظار في المحطة المركزية الكبرى بنيويورك عام 1995. كما شكلت أعمال زها حديد جزءًا من المعارض الدائمة في متحف الفن الحديث بنيويورك ومتحف العمارة الألمانية في فرانكفورت.في عام 1994، عُينت أستاذة في منصب كينزو تاجيه، في مدرسة التصميم التابعة لجامعة هارفارد وفي كلية الهندسة في جامعة إلينوي في شيكاغو وجامعة كولومبيا وجامعة الفنون التطبيقية في فيينا، ومنصب سوليفان في جامعة شيكاغو بمدرسة العمارة بوصفها أستاذ زائر. كما شغلت منصب أستاذ زائر في جامعة ييل. وقامت بإلقاء سلسة من المحاضرات في أماكن كثيرة من العالم، وكانت عضو شرفي في الأكاديمية الأمريكية للفنون والآداب والجمعية الأمريكية للمعماريين.

    أسرتها

    قالت حديد في إحدى مقابلاتها أنه لديهم بيت لا يزال قائمًا ببغداد، يعود إلى الثلاثينات بقطع أثاث من الخمسينات. حيث بدأت حديد دراستها خارج العراق في السادسة عشرة من عمرها. كانت والدتها ربة بيت، بينما كان والدها محمد حديد، رئيس شركة صناعية وناشطًا سياسيًا وأحد القادة في الحزب الوطني الديمقراطي العراقي والوزير الأسبق للمالية العراقية، الذي اشتهر بتسيير اقتصاد العراق خلال الفترة من عام 1958 حتى 1963. كانت والدة حديد تُحب الرسم وتمارسه بشكل جيد، وهي من علمتها الرسم، حيث كان لها ذوق رائع ونظرة حادة للأشكال الجميلة. وقد زرع والديها بها حب المعرفة وأهمية الدراسة والتحصيل العلمي كجواز سفر الإنسان في الحياة. فقد اعتبرتهم زها بمثابة الإنارة في حياتها، الذين وفرا لها الدعم الكبير حين اختارت دراسة العمارة في الخارج.لا توجد مصادر حول حياتها الشخصية ولكن بعد وفاتها ذكرت إحدى الجرائد البريطانية أن زها لم تكن متزوجة وليس لديها أطفال عند وفاتها

  9. #29
    من أهل الدار
    (( مجموعة صور متنوعة من تصاميم المهندسة المعمارية زها حديد ))





























































  10. #30
    من أهل الدار
    من هو الاستاذ والدكتور علي الوردي




    علي حسين محسن عبد الجليل الوردي (1913- 13 تموز 1995 م)،

    وهو عالم اجتماع عراقي، وأستاذ ومؤرخ وعُرف بتبنيه للنظريات الاجتماعية الحديثة في وقته، لتحليل الواقع الاجتماعي العراقي، وكذلك استخدم تلك النظريات بغرض تحليل بعض الأحداث التاريخية، كما فعل في كتاب وعاظ السلاطين وهو من رواد العلمانية في العراق. لقب عائلته الوردي نسبةً لجده الأكبر الذي كان يعمل في صناعة تقطير ماء الورد.حياته
    ولد في بغداد في مدينة الكاظمية عام 1913م. ترك مقاعد الدراسة في عام 1924 ليعمل صانعاً عند عطار، ولكنه طرد من العمل لأنه كان ينشغل بقراءة الكتب والمجلات ويترك الزبائن، وبعد ذلك فتح دكاناً صغير يديره بنفسه. وفي عام 1931 التحق بالدراسة المسائية في الصف السادس الابتدائي وكانت بداية لحياة جديدة. وأكمل دراسته وأصبح معلما. كما غير زيه التقليدي عام 1932 وأصبح أفندي. وبعد اتمامه الدراسة الثانوية حصل على المرتبة الأولى على العراق فأرسل لبعثة دراسية إلى الجامعة الأمريكية في بيروت وحصل على البكالوريوس. وأرسل في بعثة أخرى إلى جامعة تكساس حيث نال الماجستير عام 1948 ونال الدكتوراه عام 1950. للوردي أربعة أبناء هم حسان ويعمل طبيبا جراحا في مستشفى اليرموك ومن مواليد عام 1944 وهو الآن خارج العراق، وجعفر مهندس يعمل في القطاع الخاص منذ أن تخرج إلى الآن ومن مواليد 1945، وسيناء تعمل صيدلانية في مستشفى الحبيبية من مواليد 1952، فيصل خريج كلية اللغات ويعمل مترجما، وقد هاجر إلى السويد وهو من مواليد عام 1955.
    حياته الدراسية والعلمية
    • تخرج في كلية جامعة بيروت الأمريكية في عام 1943.
    • حصل على الماجستير عام 1948م، من جامعة تكساس الأمريكية.
    • حصل على الدكتوراه عام 1950م، من جامعة تكساس الأمريكية.
    • قال له رئيس جامعة تكساس عند تقديم الشهادة له: (أيها الدكتور الوردي ستكون الأول في مستقبل علم الاجتماع).

    المواقع والمناصب التي شغلها
    عام 1943 عين في وزارة المعارف مدرسا في الاعدادية المركزية في بغداد. عين مدرسا لعلم الاجتماع في كلية الآداب في جامعة بغدادعام 1950، أحيل على التقاعد بناء على طلبه ومنحته جامعة بغداد لقب (أستاذ متمرس) عام 1970.
    كتب وألف العديد من البحوث المهمة والكتب والمقالات ولم يلتفت إلى مستقبله الشخصي، وإنما كانت حياته معاناة وتعب واجتهاد واختلف مع الحكام في بعض الأمور، وفي هذه المعاناة وحدها رأى المستقبل يصنع بين يديه.
    كتب عنه: سلامة موسى، عبد الرزاق محيي الدين، ومئات الصحف والموسوعات والكتب ورسائل الماجستير والدكتوراه، ومنذ أواخر السبعينات انشغل بكتابة مذكراته لإخراجها في كتاب.تأثره بمنهج ابن خلدون في علم الاجتماع
    كان الوردي متأثرا بمنهج ابن خلدون في علم الاجتماع. فقد تسببت موضوعيته في البحث بمشاكل كبيرة له، لأنه لم يتخذ المنهج الماركسي ولم يتبع الأيدولوجيات (الأفكار) القومية فقد آثار هذا حنق متبعي الأيدولوجيات فقد اتهمه القوميون العرب بالقطرية لأنه عنون كتابه«شخصية الفرد العراقي» وهذا حسب منطلقاتهم العقائدية إن الشخصية العربية متشابهة في كل البلدان العربية. وكذلك انتقده الشيوعيون لعدم اعتماده المنهج المادي التاريخي في دراسته.تحليلاته في بنية المجتمع العراقي الحديث
    تعتبر دراسة علي الوردي للشخصية العراقية هي الأهم من نوعها ومن الممكن أن نستفيد منها كمنهج للبحث لباقي بلدان الشرق الأوسط.
    حلل علي الوردي الشخصية العراقية على اعتبارها شخصية ازدواجية تحمل قيم متناقضة هي قيم البداوة وقيم الحضارة ولجغرافيا العراق أثر في تكوين الشخصية العراقية فهو بلد يسمح ببناء حضارة بسبب النهرين ولكن قربه من الصحراء العربية جعل منه عرضة لهجرات كبيرة وكثيرة عبر التاريخ آخرها قبل 250 سنة تقريبا.
    وصف علي الوردي العراق بالبوتقة لصهر البدو المهاجرين ودمجهم بالسكان الذين سبقوهم بالاستقرار والتحضر. فتنشئ لديهم قيمتان: قيمة حضرية وقيمة بدوية. فالعراقي ينادي بقيم الكرامة والغلبة. ولكن حياته تجبره على الانصياع لقيم التحضر.
    حلل أغلب مناطق العراق ما عدا المناطق الكردية في العراق بسبب عدم إلمامه باللغة الكردية حسب قوله في كتاب «دراسة في طبيعة المجتمع العراقي». بالإضافة إلى تأثر الدكتور الوردي بابن خلدون فلا ننسى تأثره أيضا بالجاحظ في نظرته الموضوعية ومنهجه العقلاني وتحليلاته الاجتماعية والنفسية للسلوك البشري.
    مميزات أبحاث ومؤلفات الوردي



    الوردي 1993

    تفرد العالم الدكتور الوردي بالدخول بتحليلات علمية عن طبيعة نشأة وتركيب المجتمع العراقي الحديث خصوصا بعد عهد المماليك وفيضانات دجلة والفرات وموجات أمراض الطاعون التي أما فتكت بأعداد هائلة من المواطنين الذين كانوا يقطنون الولايات العراقية على عهد العثمانيين أو أدت إلى هجرة أعداد غفيرة من مواطني الشعب العراقي إلى الولايات والأمارات العثمانية شرق نجد والخليج أو إلى الشام "سوريا ولبنان والأردن وفلسطين أو إلى مصر. ولا زالت الكثير من العوائل من الأصول العراقية محافظة على ألقابها العراقية.
    ينقلنا الدكتور علي الوردي من خلال كتبه عبر مواضيع نحلق معه وخلالها في أجواء النفس وخباياها وما ورائياتها، مواضيع تقترب أو تبتعد بعناوينها عن التحليلات النفسية، ولكنها وعندما تطرق بجزئياتها أبواب الفكر الوردي تأخذ منحنى آخر لتستعرض مختبر اجتهاداته، لتخرج لابسة أبعاد كثيراً ما يفاجأ الذهن بعناوينها، ففي أسطورة الأدب الرفيع، يأخذ العنوان القارئ إلى مدى الأدب ليسميه على الوردي، وإلى فضاء تحليلي من نوع آخر. فالكتاب يحتوي على مناقشة فكرية جميلة بين مدرستين، الأولى معتزة بالشعر واللغة إلى درجة التزمت والتعصب والثانية يمثلها الكاتب تنتقد الشعر والأدب السلطاني والقواعد اللغوية المعقدة التي وضعها النحاة.
    يطرح الكاتب ويناقش أثر الأدب واللغة على المجتمع العربي، ويضع أسباب اهتمام الخلفاء والسلاطين بها بشكل خاص حتى أصبح العرب من أكثر الأقوام اهتماماً بالشعر. وفي كتابه وعاظ السلاطين يطرح الوردي أموراً مختلفة منها أن منطق الوعظي الأفلاطوني هو منطق المترفين والظلمة، وأن التاريخ لا يسير على أساس التفكير المنطقي بل هو بالأحرى يسير على أساس ما في طبيعة الإنسان من نزعات أصيلة لا تقبل التبديل، والأخلاق ما هي إلا نتيجة من نتائج الظروف الاجتماعية. ومن خلال كتابيه «خوارق اللاشعور» و«الأحلام بين العلم والعقيدة» يأخذنا الوردي عبر التحليلات النفسية في مناحي تمس جميع الناس، فمن منّا لا يحب أن يعلم الكثير حول ذاك الشعور المكتنف بالغموض والذي يجترح العجائب، وعن تلك الأحلام التي تنثال صوراً عند انطلاق لا شعوره من معتقله عند نومه؟!!الصبغة الأنثربولوجية لمؤلفات وأبحاث الوردي
    يعتبر على الوردي رائد علم الاجتماع في العراق وهو من القلائل الذين كتبوا عن هذا المجتمع ونذروا له حياتهم، وإلى الآن لم يخلفه أحد. صرّح علي الوردي في مقابلة قبل وفاته بفترة قصيرة أنه ألف عدة كتب وطلب من ورثته نشرها بعد موته، ورغم مرور أكثر من عشرة سنوات لم نر أي كتاب من تلك الكتب التي بقيت بحوزة الورثة.
    • كما حلل أصول المهاجرين وتميزت مؤلفات وأبحاث الوردي بالصبغة الأنثربولوجية حيث ما أنفك يبحث عن الكثير في واقع مجتمع العراق والمجتمع البغدادي وعاداته وتقاليده المتحدرة من عهود الخلافة العباسية.وعن المناسبات الدينية وأهميتها في حياة الفرد البغدادي كالمولد النبوي الشريف وذكرى عاشوراء.
    • وشن حملة شعواء ضد بعض رجال الدين خصوصا في كتابه وعاظ السلاطين ومهزلة العقل البشري وأتهمهم بالوقوف إلى جانب الحكام وتجاهل مصالح الأمة على حساب مصالحهم الضيقة متخاذلين عن واجبهم الديني.
    • ودعا إلى نبذ الخلاف الطائفي بين الشيعة والسنة وطالب بالنظر إلى موضوع الخلاف بين الإمام علي ومعاوية على إنه خلاف تاريخي تجاوزه الزمن ويجب على المسلمين عوضا عن ذلك استلهام المواقف والآراء من هؤلاء القادة التاريخيين.
    • يعتقد الوردي ان مذهب زيد بن علي هو العقيدة الوسطى في الإسلام، وأعلن إعتناقه لهذا المذهب.


    • ذكر الدكتور علي الوردي كيف كان حكام الدول الإسلامية يستخدمون الوعاظ لتبرير ظلمهم. وذكر السبب الذي من ورائه انجر الوعاظ لمسايرة السلاطين

    وهو حب النفس. ولقد ادعى الوعاظ أنهم يفعلون ما يفعلون لـ «مصلحة الإسلام والمسلمين».
    • وكان الدكتور علي الوردي، عراقي حتى النخاع في كل شيء، فكان يعيب على المؤرخين العراقيين نسبتهم أبي حنيفة إلى بلاد الأفغان ويقول انه رجل عراقي صميم من «نبط العراق» الذين استوطنوه قبل الإسلام «العرب»، وإن الحلاج ولادة بيضاء الجنوب وليس بيضاء فارس وعبد القادر الجيلاني ولادة جيلان (العراق) لا الطبرستان، في ظل روايات تاريخية «مهملة قصدا» تقول بعراقية ولادتهم، ونسبة الجواهري لفارس وهو العراقي الصميم، وكان يشعر بالأسى لنسبة رموز بغداد إلى غيرها.


    • يميل الدكتور الوردي للواقعية في تحليلاته الاجتماعية على طريقة ابن خلدون وميكافيللي، ويعتبر مجدد علمهم في العصر الحديث.

    مؤلفاته وطروحاته


    علي الوردي في الثمانينيات.

    كتب الوردي ثمانية عشر كتابا ومئات البحوث والمقالات. خمس كتب منها قبل ثورة 14 تموز 1958 وكانت ذات أسلوب ادبي -نقدي ومضامين تنويرية جديدة وساخرة لم يألفها القارئ العراقي ولذلك واجهت افكاره واراءه الاجتماعية الجريئة انتقادات لاذعة وبخاصة كتابه «وعاظ السلاطين» الذين يعتمدون على منطق الوعظ والإرشاد الافلاطوني منطلقا من أن الطبيعة البشرية لا يمكن إصلاحها بالوعظ وحده، وأن الوعاظ أنفسهم لا يتبعون النصائح التي ينادون بها وهم يعيشون على موائد المترفين، كما اكد بانه ينتقد وعاظ الدين وليس الدين نفسه.
    ومما يروى عن الاستاذ حسين علي محفوظ حيث سأل في أواخر أيامه عن صديقه ورفيق دربه عالم الاجتماع علي الوردي بوصفه لم يكن قريبا للعلامة الراحل فقط بل كان رفيق درب في التعليم والثقافة والتأليف والمدينة أيضا، هل كان الوردي علمانيا غير متدينا؟ وماذا يتذكر عنه؟، فأجاب محفوظ قائلا: (عند الوردي خصلة اتمنى ان يمتلكها الجميع وهو انه لا ينزعج من النقد ولا يكره احدا بل كان يفرح عندما ينتقده أحد.. فهو كان مؤمنا بالله قطعا.. لكنه يتجاوز الولاء للهويات الضيقة.. كان يثير الناس لينتقدوه. وكان له عالمه الخاص به.. أنا لا اعتقد أنه لم يكن يصلي.. ربما يكون متهاونا بالفرائض.. ولكن أتذكر عندما كان يمشي على الجسر يقرأ من القرآن الآية:(والليل إذا سجى) دائما كدلالة على علاقته بالله).
    اما الكتب التي ألفها وصدرت بعد ثورة 14 تموز 1958م فقد اتسمت بطابع علمي ومثلت مشروع الوردي لوضع نظرية اجتماعية حول طبيعة المجتمع العراقي وفي مقدمتها كتابة دراسة في طبيعة المجتمع العراقي ومنطق ابن خلدون ولمحات اجتماعية من تاريخ العراق الحديث الذي صدر في ثمانية اجزاء.
    كانت معظم طروحات الوردي التي ملأت كتبه والتي يلقيها في محاضراته تزعج السلطة الحاكمة، الأمر الذي دعا بها إلى التضييق عليه تدريجيا، ابتداءً من سحب لقب أستاذ متمرس، ووصولا إلى سحب معظم كتبه من المكتبات وحظرها بداعي ما اسموه «السلامة الفكرية»، ومرورا بمحاولات تهميشه وافقاره ماديا وهو ما آل اليه حاله. حيث مات منسيا في شهر تموز عام 1995، بسبب المرض رغم العلاج الذي تلقاه في المستشفيات الأردنية. وقد اقيم له تشييع محتشم غاب عنه المسؤولون وجازف من حضر من المشيعين.
    لقد استفاد الوردي من طروحات ابن خلدون كثيرا واعتبره منظراً حقيقياً ودارساً متمعناً للمجتمع العربي في تلك الفترة، وكان ابن خلدون موضوع اطروحته للدكتوراه. وكان الوردي أول من دعا إلى «علم اجتماع عربي» يدرس المجتمع العربي في ضوء خصوصياته الجغرا- ثقافية، انطلاقا من طروحات ابن خلدون. وركز الوردي على عامل البداوة وقيمها وأثرها في تكوين الشخصية العربية.
    لقد تنبأ الوردي بانفجار الوضع مثلما تنبه إلى جذور العصبيات التي تتحكم بشخصية الفرد العراقي التي هي واقع مجتمعي تمتد جذوره إلى القيم والأعراف الاجتماعية والعصبيات الطائفية والعشائرية والحزبية التي ما زالت بقاياها كامنة في نفوسنا. وكذلك إلى الاستبداد السلطوي، الزمني والتزامني، الذي شجع وما يزال يشجع على إعادة إنتاج الرواسب الاجتماعية والثقافية التقليدية القديمة وترسيخها من جديد، كما يحدث اليوم.
    كما حمل بشدة في معظم طروحاته على أسلوب الخطابة والحماسة الكلاسيكي الذي مجد الذات وأعلى شانها دون النظر إلى سلبياتها وهوانها وهو ما درجت عليه النخب وانتشرت حتى لدى المثقفين.
    لم يثر كاتب أو مفكر عراقي مثلما أثاره علي الوردي من أفكار نقدية جريئة. وكان من البديهي أن يتعرض للنقد والتجريح والهجوم من أقصى اليمين إلى أقصى اليسار (حيث صدرت حول أفكاره خمسة عشرة كتابا ومئات المقالات)، حتى انطبق عليه المثل العراقي المعروف «مثل السمك مأكول مذموم»
    • الازدواجية الشخصية للفرد العراقي، والتي عممها على الفرد العربي.
    • التناشز الاجتماعي، وهي تحوير لأطروحة وليم اوغبرن «الفجوة الثقافية».
    • مهزلة العقل البشري.
    • وعاظ السلاطين.
    • خوارق اللاشعور (أو أسرار الشخصية الناجحة).
    • هكذا قتلوا قرة العين، وهي قصة مقتطفة من الجزء الثاني من كتاب لمحات اجتماعية من تاريخ العراق الحديث.
    • لمحات اجتماعية من تاريخ العراق الحديث (6 أجزاء).
    • الأحلام بين العلم والعقيدة.
    • منطق ابن خلدون.
    • قصة الأشراف وابن سعود.
    • أسطورة الأدب الرفيع.
    • دراسة في طبيعة المجتمع العراقي
    • شخصية الفرد العراقي، بحث في نفسية الشعب العراقي على ضوء علم الاجتماع الحديث.
    • أكثر من 150 بحثا مودعة في مكتبة قسم علم الاجتماع في كلية الآداب جامعة بغداد.

    رؤيته الاجتماعية للفرد العراقي
    كان علي الوردي أول عالم اجتماع عراقي درس شخصية الفرد العراقي وطبيعة المجتمع العراقي بجرأة وصراحة وحلل الظواهر الاجتماعية الخفية والسلوكيات الفردية والجمعية ووجه الاهتمام إلى دراستها وتحليلها ونقدها. وهو بهذا دفعنا إلى إعادة النظر في خطابنا الفكري والاجتماعي والسياسي وإلى ضرورة ان ننزل من ابراجنا العاجية وان نعي واقعنا بكل ايجابياته وسلبياته.
    فقبل أكثر من نصف قرن قال على الوردي بان على العراقيين ان يغيروا انفسهم ويصلحوا عقولهم قبل البدء بإصلاح المجتمع، لان التجارب القاسية التي مر بها الشعب العراقي علمته دروسا بليغة، فاذا لم يتعظ بها فسوف يصاب بتجارب اقسى منها.! وعلى العراقيين ان يتعودوا على ممارسة الديمقراطية حتى تتيح لهم حرية الرأي والتفاهم والحوار دون أن تفرض فئة أو قبيلة أو طائفة رأيها بالقوة على الاخرين. كما قال: «بان الشعب العراقي منقسم على نفسه وفيه من الصراع القبلي والقومي والطائفي أكثر من أي بلد آخر. وليس هناك من طريق سوى تطبيق الديمقراطية، وعلى العراقيين ان يعتبروا من تجاربهم الماضية، ولو فلتت هذه الفرصة من ايدينا لضاعت منا امدا طويلا.»
    وفاته

    توفي علي حسين الوردي في 13 تموز 1995 بعد صراع مع مرض السرطان، ولم يتمكن الأطباء من معالجته لافتقار المستشفيات العراقية آنذاك إلى الأدوية والمستلزمات الطبية بسبب الحصار الاقتصادي المفروض على العراق، حيث سافر إلى الأردن ليتلقى العلاج في مدينة الحسين الطبية وبعدها عاد إلى العراق ليقضي نحبه فيه.
    و قد كتب احدهم في وقتها مقالة اتهم فيها الولايات المتحدة الأمريكية بقتل الوردي بسبب الحصار الظالم التي فرضته على العراق مما شح معه من الغذاء والدواء

صفحة 3 من 13 الأولىالأولى 12 345 ... الأخيرةالأخيرة
تم تطوير موقع درر العراق بواسطة Samer

قوانين المنتديات العامة

Google+

متصفح Chrome هو الأفضل لتصفح الانترنت في الجوال