صفحة 10 من 13 الأولىالأولى ... 89 101112 ... الأخيرةالأخيرة
النتائج 91 إلى 100 من 121
الموضوع:

رسالة الى حبيبتي بغداد ( متجدد ) - الصفحة 10

الزوار من محركات البحث: 74 المشاهدات : 2349 الردود: 120
جميع روابطنا، مشاركاتنا، صورنا متاحة للزوار دون الحاجة إلى التسجيل ، الابلاغ عن انتهاك - Report a violation
  1. #91
    من أهل الدار
    تاريخ التسجيل: November-2020
    الدولة: بغداد
    الجنس: ذكر
    المشاركات: 35,622 المواضيع: 10,453
    التقييم: 29332
    مزاجي: متفائل دائماً
    المهنة: موظف حكومي
    أكلتي المفضلة: البرياني
    موبايلي: غالاكسي
    آخر نشاط: منذ 4 يوم
    الفنان الكبير المرحوم / ناظم الغزالي






    ناظم الغزالي ولد في منطقة الحيدر خانة في بغداد يتيمًا،بمنتهى الصعوبة استطاع أن يكمل دراسته الابتدائية والمتوسطة، في المدرسة المأمونية، وبعد تردد طويل ألتحق بمعهد الفنون الجميلة قسم المسرح، ليحتضنه فيه فنان العراق الكبير حقي الشبلي نجم المسرح وقتها، حين رأى فيه ممثلاً واعداً يمتلك القدرة على أن يكون نجماً مسرحياً، لكن الظروف المادية القاسية التي جعلته يتردد كثيراً في الالتحاق بالمعهد نجحت في إبعاده عنه، ليعمل مراقباً في مشروع الطحين بأمانة العاصمة.
    أبعدته الظروف عن المعهد، لكنها لم تمنعه من الاستمرار في قراءة كل ماتقع عليه يداه، و الاستماع إلى المقام العراقي المعروف بسلمه الموسيقي العربي الأصيل، كما كان يستمع أيضاً إلى أم كلثوم، ومحمد عبد الوهاب وفريد الأطرش وأسمهان وليلى مراد ونجاة علي، وكانت أغنياتهم وقتها تملأ الأسماع في مناخ كان يدعو كل منهم إلى الاجتهاد والإجادة لإمتاع متذوقي الطرب، ولجعل ناظم يتعلق أكثر فأكثر بالغناء ويحفظ أغنياتهم عن ظهر قلب، ليكتشف ويكتشف المحيطون به أنَّ هناك موهبة غنائية لن تكرر في حنجرة مراقب مشروع الطحين. هذه الفترة، أكسبته طموحاً غير محدود وعناداً وإصراراً على إكمال الطريق الذي اختاره رغم الصعاب المالية والنفسية، التي واجهته، وجعلته حين يعود للمعهد يبذل قصارى جهده ليحصل على أعلى الدرجات. أمّا قراءاته فجعلته يمتاز عن زملائه بثقافته، تلك الثقافة التي ظهرت عام 1952 حين بدأ ينشر سلسلة من المقالات في مجلة "النديم" تحت عنوان "أشهر المغنين العرب"، وظهرت أيضاً في كتابه "طبقات العازفين والموسيقيين من سنة 1900 ـ 1962"، كما ميزه حفظه السريع وتقليده كل الأصوات والشخصيات، وجعلته طوال حياته حتى في أحلك الظروف لايتخلى عن بديهته الحاضرة ونكتته السريعة، وأناقته الشديدة حتى في الأيام التي كان يعاني فيها من الفقر المدقع.

    الممثل مطرباً

    عاد ناظم الغزالي إلى معهد الفنون الجميلة لإكمال دراسته، ليأخذ حقي الشبلي بيده ثانية ويضمه إلى فرقة "الزبانية" ويشركه في مسرحية "مجنون ليلى" لأمير الشعراء أحمد شوقي في عام 1942، ولُحِّن له فيها أول أغنية شدا بها صوته وسمعها جمهور عريض، أغنية "هلا هلا" التي دخل بها إلى الإذاعة، والتي حول على إثرها ناظم اتجاهه، تاركاً التمثيل المسرحي ليتفرغ للغناء، وسط دهشة المحيطين به الذين لم يروا مايبرر هذا القرار، خاصة أنَّ ناظم كان يغني في أدواره المسرحية، إلّا أنَّ وجهة نظره كانت أنَّهُ لكي يثبت وجوده كمطرب فإنَّهُ لابدَّ أنْ يتفرغ تماماً للغناء.

    تقدّم إلى اختبار الإذاعة والتلفزيون، وبين عامي 1947 و1948 انضم إلى فرقة الموشحات التي كان يديرها ويشرف عليها الموسيقار الشيخ علي الدرويش والتي كان بها عدد كبير من المطربات والمطربين.

    كان صوته ويعتبر من الأصوات الرجولية الحادة (التينور) الدرامي وهو الصوت الرجالي الأول في التصنيفات الغربية، أمَّا مجاله الصوتي فيراوح بين أوكتاف ونصف إلى أوكتافين، والأوكتاف أو "الديوان" بالعربية يتضمن ثماني نوتات أو درجات، وتنحصر حلاوة الأماكن في صوت الغزالي بين النصف الأول والثاني من الأوكتافين. بهذا الشكل تكون مساحة صوت ناظم قد زادت على أربع عشرة درجة في السلم الموسيقي، ومع انفتاح حنجرته كانت قدرته غير العادية على إجادة الموال وتوصيل النوتات بوضوح، بجوابه المتين وقراره الجيد في مختلف ألوان المقامات وأنواعها، وإضافة إلى ذلك كله فقد ساعدته دراسته للتمثيل على إجادة فن الشهيق والزفير في الأوقات الملائمة. لقد أجاد الغزالي الموال باعتراف النقاد وكبار الموسيقيين الذين عاصروه، وماكان يميزه في ذلك معرفته وتعمقه في المقامات العراقية وأصولها إضافة إلى ذلك انفتاح حنجرته وصفائها، وكذلك جوابه المتين وقراره الجيد في مختلف ألوان المقامات وأنواعها.

    في فلسطين مع جنود العراق

    لم ينته عام 1948 حتى سافر ناظم للمرة الأولى خارج العراق، وكانت فلسطين هي أولى محطاته، إذ ذهب مع الوفد الفني للدعم المعنوي وشحذ همة الجيش العراقي والجيوش العربية المتواجدة في فلسطين لمحاربة إسرائيل، والتقى هناك بعبد السلام عارف الذي أصبح لاحقاً رئيساً للجمهورية العراقية بعد انقلاب 1963، حيث تمتنت علاقة الصداقة بينهما بسبب حب عارف لفن الغزالي والمقام العراقي عامة، وأخذا يلتقيان في فترات متباعدة لم تنقطع حتى بعد تولي عارف رئاسة الجمهورية.

    ومنذ بداية الخمسينيات بدأت أغنيات الغزالي تعبر الحدود، فسافر إلى عدة دول، وأقام عدة حفلات في كثير من الدول العربية، وأصبح سفيراً للأغنية العراقية. وبداية الخمسينيات هي الفترة التي شهدت تطوراً وربما انقلاباً ملحوظاً في غالبية مقاييس الغناء في العراق ومواصفاته، وبدأت بوادر الأغنية المتكاملة تظهر مع أغنيات ناظم التي نفاجأ اليوم حين نسمعها بوجود لوازم موسيقية ضمن توزيع موسيقي تعدد فيه الآلات الغربية والشرقية، لقد قلب الغزالي غالبية مقاييس الغناء في العراق.

    عند سماعنا أغاني ناظم الغزالي نجد لوازم موسيقية مشغولة وتتضمن توزيعاً موسيقياً مع تعدد الآلات الموسيقية، وكذلك إدخال بعض الآلات الغربية، وكذلك غنى لأشهر الشعراء العرب مثل إيليا أبو ماضي، أحمد شوقي، أبو فراس الحمداني. غنى لأبي فراس الحمداني: "أقول وقد ناحت بقربي حمامة"، ولأحمد شوقي: "شيّعت أحلامي بقلب باك" وللبهاء زهير "يامن لعبت به شمول"، ولإيليا أبي ماضي: "أي شيء في العيد أهدي إليك يا ملاكي"، وللمتنبي: "يا أعدل الناس"، وللعباس بن الأحنف "يا أيها الرجل المعذب نفسه"، ولغيرهم من كبار شعراء العربية.
    ولولا وفاته المبكرة ربما لم يكن ليترك كلمة في عيون تراث الشعر العربي إلّا وغناها وأمتعنا بها. هكذا أخرجَ القصائد من دواوينها وجعلها تجري على لسان أبسط الناس الذين أحبّوا كلماتها، وأحبّوا أكثر الصوت الذي نقلها إلى أذنهم بنبرة الشجن الشائعة في الأصوات العراقية، وإن زاد عليها نبرة أكثر حزنًا بأدائه الدرامي الذي اختلطت فيها الحياة القاسية التي عاشها، وما درسه بمعهد الفنون الجميلة.

    زواجه بسليمة مراد

    كان زواج الغزالي من سليمة مراد من الزيجات المثيرة للجدل، فالبعض يقولون أن قصة حب ربطت بين الفنانين على الرغم من فارق السن بينهما، أما البعض الآخر فكانوا يقولون أن سليمة مراد تكبر الغزالي ربما بعشر سنوات أو أكثر، وأن الغزالي كان بحاجة إلى دفعة معنوية في بداية طريق الشهرة. المعروف أن سليمة مراد باشا (هكذا كانت تلقب أيام الباشوية)، إذ أصبحت مغنية الباشوات وكانت أستاذة في فن الغناء، باعتراف النقاد والفنانين جميعاً في ذلك الوقت، تعلم الغزالي على يدها الكثير من المقامات، وكانا في كثير من الأحيان يقومان بإحياء حفلات مشتركة، يؤديان فيها بعض الوصلات فردية وأخرى ثنائية.

    تم الزواج عام 1953، وخلال عشر سنوات تعاونا على حفظ المقامات والأغنيات. وفي عام 1958 قاما بإحياء حفل غنائي جماهيري كبير، فتح آفاقاً واسعة لهما إلى خارج حدود العراق فكانت بعدها حفلات في لندن وباريس وبيروت.

    وفاته

    قبل وفاته سافر إلى بيروت، وأقام فيها 35 حفلاً، وسجل العديد من الأغاني للتلفزيون اللبناني، ثم إلى الكويت، وسجّل قرابة عشرين حفلة بين التلفزيون والحفلات الرسمية. وفي العام نفسه أجتهدَ وبذلَ جهداً كبيراً ليتمكن بسرعة أنْ ينتهي من تصوير دوره في فيلم "مرحباً أيّها الحب" مع المطربة نجاح سلام، وغنّى فيه أغنية "يا أم العيون السود". هناك رواية أنّهُ أفاق في صباح 23 أكتوبر 1963 وطلب قدحاً من الماء الساخن لحلاقة ذقنه، لكنَّه سقط مغشياً، وبعدها فارق الحياة، في الساعة الثالثة ظهراً.

    كسرت إذاعة بغداد القاعدة، وقطعت إرسالها لتعلن الخبر الذي امتدَّ تأثيرهُ ليصيب العالم العربي كلّه بحزن بالغ، كان قطع البث الإذاعي يلازمه دائماً إعلان "البيان الأول" لأحد الإنقلابات العسكرية، ولم يكن قد مرَّ سوى 7 أشهر على انقلاب فبراير، لكن هذه المرة اختلف الوضع واستمع من تعلقت آذانهم بجهاز الراديو إلى الخبر الذي أحدث إنقلاباً في نفوسهم، وأبكاهم طويلاً، "مات ناظم الغزالي".

  2. #92
    من أهل الدار
    هدية اينشتاين‏ الى الدكتور عبد الجبار عبد الله اول رئيس لجامعة بغداد



    الحكمة: لا تعين الفاشل لينجح، بل لقنه درسا في الاخلاق واتركه علّه يتعظ او تدفنه رمال الأيام...
    بقلم:الدكتور خالد عيسى

    ولد الدكتور عبد الجبار عبد الله في قلعة صالح – لواء العمارة ( محافظة ميسان ) عام 1911.
    - اكمل دراسته الاعدادية في بغداد عام 1930.
    - نال شهادة البكالوريوس في العلوم من الجامعة الامريكية في بيروت عام 1934.
    - حصل على شهادة الدكتوراه في العلوم الطبيعية (الفيزياء) من معهد مساتشوست للتكنولوجيا MIT في الولايات المتحدة الامريكية. ومعهد مساتشوست للتكنولوجيا يعتبر ارقي جامعة علمية في العالم على الاطلاق حيث كان و ما يزال.
    - عين استاذاً ورئيساً لقسم الفيزياء في دار المعلمين العالية في بغداد من سنة 1949 الى 1958. و في خلال هذة الفترة رشح استاذا باحثا في جامعة نيويورك الامريكية بين سنتي 1952 و 1955.
    - في عام 1958 عين أميناً عاماً لجامعة بغداد ووكيلاً لرئيس الجامعة. واستمر في هذين المنصبين حتى عام 1959. في عام 1959 عين رئيساً لجامعة بغداد.
    - له العديد من البحوث العلمية التي نشرت في ارقى المجلات العلمية الامريكية و الاوروبية.
    - عضو في العديد من الجمعيات العلمية في امريكا واوروبا.
    - استمر بمنصب رئيس جامعة بغداد حتى قيام انقلاب 8 شباط الدموي حيث اقيل من منصبة.
    - اعتقل وعومل معاملة مهينة عند اعتقاله بعد انقلاب 8 شباط 1963 .
    والحقيقة ان كل عراقي يفتخر في ان تكون بلاد مابين النهرين قد انجبت عالما عبقرياً ووطنياً وأباً مربياً مثل الدكتور عبد الجبار عبد الله.
    وقد لمس الزعيم عبد الكريم قاسم منه هذه المكانة العلمية العالمية العالية والوطنية وإخلاصه لتربة العراق وثورة 14 تموز، وقد قرر ان تكون لجامعة بغداد الفتية منزلة علمية عالمية عالية من خلال ترؤس شخصية مثل الدكتور عبد الجبار عبد الله رئاسة جامعة بغداد.

    والدكتور عبد الجبار عبد الله عراقي ينتمي الى طائفة الصابئة المندائيين، ولم يعن هذا بالنسبة للزعيم أي محدد فأولاً واخراً هو عراقي .
    واليكم هذه القصة :
    حدثني أستاذي في الرياضيات في الجامعة الأستاذ الفاضل طالب محمود علي (خريج جامعة لندن بمرتبة الشرف في الرياضيات)، وكان الأستاذ طالب احد الذين اعتقلوا اثناء انقلاب 8 شباط 1963 ، وقد حشر في احدى الزنزانات الصغيرة التي ملئت بالمعتقلين من شتى المستويات.
    عرفت الدكتور عبد الجبار عبد الله كأحد المعتقلين في هذه الزنزانة، وكنا في الزنزانة واحداً بجانب الآخر وظهورنا مستندة الى الحائط و بهذه الوضعية كنا ننام يوميا ولا مجال للحركة فيها نهائياً.
    يقول الأستاذ طالب :"كنت لا استطيع ان ارفع عيني في مواجهة عين الدكتور عبد الجبار عبد الله، لما له من مكانة علمية وشهرة عالمية. وكنت اختلس النظرات واشاهده يغوص في تفكير عميق ثم تنهمر الدموع من عينيه، في احد الايام استثمرت فترة اخراجنا لدورة المياه وجلست بجانبه.
    القيت عليه التحية وعرفته بنفسي وانا اخجل من كل كلمة اتحدث بها اليه، بعد ان توطدت الصداقة بيننا، سألته يوما عن سبب انهمار الدموع من عينيه قال:


    الحرس القومي

    "كان في قسم الفيزياء الذي ادرس به طالب فاشل..حاولت عدة مرات مساعدته لكي يعدل من مستواه ولم يتعدل ومع ذلك عاونته. في يوم 14 رمضان 1963 جاءت مجموعة من الحرس القومي لاعتقالي من بيتي، ميزت منهم طالبي الفاشل بسهولة، وطلبت منهم امهالي عدة دقائق لكي ابدل ملابسي واذهب معهم وانا اعرف انه ليس لدي ما احاسب عليه.
    بدلت ملابسي وخرجت لهم، وفجأة ضربني تلميذي (راشدي) قوي افقدني توازني، وكدت اسقط على الأرض، وقد استخدم عبارة (اطلع دماغ سز).
    ولم يكتف تلميذي وانما مد يده بجيب سترتي واخذ مني قلم الحبر الذي اعتز به ولم يفارقني ابداً، هذا القلم الحبر هو من الياقوت الأحمر، هدية من العلامة المشهور البرت انشتاين، استخدمه لتوقيع شهادات الدكتوراه فقط، وهذا هو سبب حزني وانهمار دموعي كلما اتذكر هذا الحادث.


    وفي عام 1966 غادر العراق الى الولايات المتحدة الأمريكة حيث بدأ بعد فترة وجيزة يعاني من مرض عضال وبقى يصارع مرضه حتى وافاه الأجل في التاسع من تموز 1969 حيث نقل جثمانه الى العراق وتواراه الثرى في مقبرة الصابئة المندائيين في أبوغريب بناءاً على وصيته...
    ومن الطرائف التي تروى عن الدكتور الراحل أنه شوهد يحمل مظلة شمسية أثناء قدومه للدوام الرسمي في أحد أيام الصيف وعند سؤاله عن السبب قال بأن الدنيا ستمطر اليوم....
    لم يقتنع أحد بطبيعة الحال بما تنبأ به الدكتور العالم بالأنواء الجوية
    وبالفعل ... أمطرت السماء قبل ظهر ذلك اليوم .



    كتب عبد الرزاق عبد الواحد قصيدة في رحاب العالم عبد الجبار عبد الله ، في ذكرى رحيله ؛ و اليكم مقاطع من تلك القصيدة :

    هذا اوانك لا اواني ورهان مجدك لا رهاني

    وصداك انت المالئ الدنيا فما جدوى بياني ؟

    مرماك اوسع من يدي وثراك ابلغ من لساني

    وسناك ابعد في المروءة ان اراه ، وان يراني

    وحضورك الباقي ..... وكل حضور من ولدوك فاني

    يامن له كل المكان وليس يملك من مكان


    يا ايها القديس يحمل صمته حمل الاذان

    وتدورعمق الكون انجمه ..... ونحسبها دواني

    واقول قد القاك ... قد يرضى زمانك عن زماني

    فأراك ... ألمح مقلتيك على كتابك تحلمان

    وارى لجسمك وهو مثل الطيف .. يعبر في ثواني

    فأحس كل مروءة الدنيا تغلغل في كياني

    واحس ضوءك وهو يملؤني ، ويمسح من دخاني

    ويعيد لي صفوي ...... ويمنحني شجاعة ان اعاني


    قالوا.. وانت تموت... كانت مقلتاك ترفرفان

    كحمامتين غريقتين عن العمارة تبحثان

    وبقيت حتى اخر الانفاس تلهج في حنان

    لو نسمة هبت بقلعة صالح لك بالامان

    لو نهرها ناداك آخر مرة ......... والشاطئان

    لو طوّقاك فنمت في حضينيهما والفجر داني

    فترى الى شمس العراق ومقلتاك تحدّران

    مشبوبة هي في المياه وانت مشبوب المحاني


  3. #93
    من أهل الدار
    بغداد قلب الجمهورية العراقية النابض تحتضن البطلتين الجزائريتين (جميلة بوحيرد) و(زهرة ظريف)




    استقبل شعب العراق المجاهدتين الجزائريتين جميلة بوحيرد وزهرة ظريف استقبالا حارا وحماسيا عند وصولهما بغداد في الساعة الثانية من بعد ظهر الخميس الموافق 18/10/1962 في زيارة للجمهورية العراقية.
    وقد اعد استقبال رائع للبطلتين في مطار بغداد عندما وصلتا قادمتين من دمشق.
    واشترك في الاستقبال ممثلون عن الحكومة وممثلون عن الهيئات الشعبية وحضر المستقبلون إلى بهو المطار قبل موعد وصول الطائرة بأكثر من ساعة.
    وكانت تقل البطلتين المجاهدتين طائرة عسكرية سورية خاصة تابعة للقوات الجوية في الجمهورية العربية السورية وقد رافقت الضيفتين الكبيرتين بعثة شرف سورية عسكرية تتألف من 4 ضباط.
    وعند هبوط الطائرة كان العشرات من المستقبلين في ساحة المطار وجماهير أبناء الشعب خارج مبنى المطار يلوحون لجميلة بوحيرد التي أصبحت مثلا للجهاد والنضال ورفيقتها في النضال السيدة زهرة ظريف.
    وقد صعد إلى الطائرة ممثل من وزارة الخارجية ورئيس البعثة الجزائرية وسفير الجمهورية العربية السورية ببغداد.
    ثم ظهرت البطلتان ووقفتا على سلم الطائرة ورفعت كل منهما يدها تحية للمستقبلين من أبناء الشعب الذين كانوا يرددون الهتافات بحياة البطلتين وبحياة الجزائر المكافحة وبحياة الثورتين الجزائرية والعراقية.
    ثم تقدم للترحيب بهما باسم الجمهورية العراقية اللواء عبد المجيد حسن أمين العاصمة والزعيم الركن عبد الوهاب شاكر متصرف لواء بغداد والسيد نزار القاضي المدير العام للتشريفات بوزارة الخارجية والسيد عبد الرحيم الصافي مدير الاستعلامات في وزارة الإرشاد وكذلك السيد محمد القصوري رئيس البعثة الجزائرية ببغداد والسيد ثامر الجيبه جي القائم بالأعمال العراقي في الجزائر. ومرت البطلتان بين سقوف المستقبلين الى منصة التحية فوقفتا عليها حيث عرفت فرقة موسيقى الشرطة النشيد الجزائري.
    وبعد ذلك صافحت كل من المجاهدتين الجزائريتين واحدا واحدا، فبدأت بأعضاء السلك الدبلوماسي العربي ببغداد ثم الصحفيين ومراسل وكالات الأنباء فممثلات الجمعيات والمنظمات النسوية اللواتي تبادلن مع المجاهدين البطلتين العناق والقبل، وقد ترقرقت الدموع في ما في الكثير منهن لهذا اللقب التاريخي.
    وبعد ذلك قامت كل من المجاهدتين بمصافحة ممثلي الفلاحين وعلى رأسهم رئيس الاتحاد العام للجمعيات الفلاحية ثم ممثلي العمال وعلى رأسهم رئيس الاتحاد العام لنقابات العمال ثم قامتا بمصافحة حوالي 150 طالبا جزائريا يدرسون في المعاهد العراقية بينهم عدد كبير من الضباط الذين يتدربون في المعاهد العسكرية العراقية.
    وفي هذه الاثناء كان مندوبو الصحف والإذاعة ووكالات الأنباء ومصورو سينما والتلفزيون والمصورون الفوتوغرافيون يسجلون لقاء المجاهدتين الجزائريتين بأخواتهما واخوانها من ابناء الشعب العراقي.
    وكانت الإعلام العراقية والجزائرية تنتشر على مبنى المطار بينما وضعت لافتة كبيرة في المدخل كتب عليها (أهلا بالمجاهدتين الجزائريتين في جمهورية 14 تموز).
    وقبل ان تدخل المجاهدتين الى بهو المطار قامت طفلتان عراقيتان بتقديم باقات من الزهور اليهما.
    وفي بهو المطار أمضت المجاهدتان الجزائريتان فترة استراحة حيث تصدرتا البهو وجلس الى جانبيهما امين العاصمة ومتصرف لواء بغداد اللذان كررا الترحيب بالضيفتين الكبيرتين.

    (جميلة تتكلم)
    وقد أدلت المجاهدة الجزائرية جميلة بوحيرد بتصريح لوكالة الأنباء العراقية في المطار أعربت فيه عن سرورها الشديد بزيارة الجمهورية العراقية وقالت إنني بهذه المناسبة احيي الشعب العراقي الكريم اما المجاهدة السيدة زهرة ظريف عقيلة نائب رئيس وزراء الجزائر فقد صرحت لوكالة الأنباء العراقية قائلة (إنني مسرورة كثيراً لهذه الزيارة وإنني باسم الجزائر الثائرة وباسم شعبها احيي شعب الجمهورية العراقية وسيادة رئيس الوزراء الزعيم عبد الكريم قاسم).
    وخلال فترة الاستراحة ألقت إحدى عضوات جمعية حقوق الإنسان كلمة حيت فيها المجاهدتين الثائرتين باسم الهيئات الشعبية العراقية وأشادت بكفاح شعب الجزائر البطل كما ألقى سكرتير الاتحاد العام لنقابات العمال في الجمهورية العراقية كلمة رحب فيها بالضيفتين الجزائرتين في عراق الزعيم عبد الكريم قاسم.


    صورة نادرة لثلاث مناضلات جزائريات/ من اليمين:زهرة ظريف وجميلة بوحيرد و باية حسين
    وبعد ذلك غادرت الضيفتان الجزائريتان بهو المطار الى فندق بغداد حيث تنزلان مع مرافقيهما ضيوفا مكرمين على وزارة الارشاد ويرافق البطلتين الجزائريتين السيد محمد الغسيري رئيس البعثة الجزائرية في دمشق والسيد محمد الشاذلي والسيد عبد الرحمن بعازيزي.
    وفي الطريق من المطار الى فندق بغداود كان ابناء الشعب على جانبي الطريق يقفون لتحية المجاهدتين الكبيرتين وكانت الهتافات تنطلق من الحناجر تحية لشعب الجزائر وثورة الجزائر.
    (جميلة وزهرة في كلية الطيران)
    قامت البطلتان الجزائريتان جميلة بو حيرد وزهرة ظريف بزيارة لكلية الطيران وكان ابناء الشعب قد تحشدوا امام فندق بغداد منتظرين خروج الموكب لتحية المجاهدتين الجزائريتين، وامام مدخل الفندق وقفت مواطنتان شابتان واهديتا الى المجاهدتين سلسلتين ذهبيتين تضمان مصحفين شريفين.
    وما ان غادر الموكب فندق بغداد حتى اخذ المواطنون يجرون وراءه يحيون البطولة والشرف والتضحية والفداء في شخص المجاهدتين.
    وصحبت الموكب من الجو طائرة هليوكوبتر تابعة للقوة الجوية العراقية. وكان في استقبال المجاهدتين امام مدخل كلية الطيران الزعيم الركن جلال الاوقاتي قائد القوة الجوية والعقيد الركن احمد الشيخلي آمر الكلية وعدد كبير من ضباط القوة الجوية وجنودها البواسل.
    وكان ما يقارب الـ 50 طائرة من مختلف الانواع تربض على مدرج الكلية وامامها الطلاب الشجعان وهم في ملابس التدريب وبينهم 14 طالبا من اخواننا الجزائريتين يتدربون في كلية الطيران العراقية.
    وصافحت المجاهدتان الطلاب الجزائريين فردا فردا. وشاهدت المجاهدتان خلال زيارتهما لكلية الطيران عرضا جويا اشترك فيه الطلاب الجزائريون وادوا تجارب عملية على الطيران في انواع مختلفة من الطائرات كما قام ثلاثة من الطيارين العراقيين البواسل بالطيران بطائرات اخترقت حاجز الصوت امامهما.
    وبعد ذلك حيت المجاهدتان الطلاب الجزائريين الذين اجروا التجارب امامهما ثم صافحتا الضباط العراقيين.
    والقى السيد محمد الضيري رئيس البعثة الدبلوماسية الجزائرية في دمشق والذي كان يرافق المجاهدتين الجزائريتين كلمة شكر فيها الحكومة العراقية على اهتمامها بتدريب الطلاب الجزائريين على الطيران ليكونوا نسورا في حراسة الجمهورية الجزائرية واكد السيد الغسيري وحدة الشعور العربي وقال ان الدفاع عن الجزائر هو الدفاع عن العراق وان الدفاع عن العراق هو دفاع عن الجزائر.
    وفي ختام كلمته دعا السيد الغسيري بالعمر المديد لسيادة الزعيم الامين عبد الكريم قاسم وحيا حكومتنا الوطنية والشعب العراقي العظيم كما حيا شهداء الجزائر وابطالها في عهدها الجديد عهد الاستقلال والبناء.
    والقى بعد ذلك السيد محمد القصوري رئيس البعثة الدبلوماسية الجزائرية ببغداد كلمة قصيرة حيا فيها ضباط القوة الجوية العراقية البواسل وشكرهم على اهتمامهم ورعايتهم للطلاب الجزائريين.
    وبعد ذلك غادر موكب البطلتين الجزائريتين كلية الطيران بحفاوة وتكريم بالغتين ووسط عاصفة من التصفيق والهتاف بحياة الجمهوريتين الشقيقتين الجزائرية والعراقية.

    البطلة جميلة بو حيرد تدلي بتصريحات حول انطباعاتها عن زيارتها للعراق ومقابلتها لسيادة الزعيم.
    أدلت المجاهدة الجزائرية جميلة بوحيرد بتصريحات خاصة لوكالة الأنباء العراقية قبل مغادرتها بغداد مع زميلتها المجاهدة زهرة ظريف ضمنتها انطباعاتها عن زيارتهما للجمهورية العراقية.
    وقالت البطلة جميلة إن كل شيء في الجمهورية العراقية الحبيبة جميل مؤثر، ولا يمكن لمن زارها من أبناء العروبة إلا أن يشعر بأنه بين أهله وبني عمومته، فقد كان الشعب والحكومة والجيش في حفاوتهم وترحيبهم في أعلى مستويات الشعور بالإخاء والعزة القومية والكرم العربية، ولن تنسى أبدا هذه المظاهر الرائعة التي استقبلنا بها من طرف الشعب العظيم في كل ناحية شاهدناها في عاصمة الجمهورية الخالدة فإلى الجميع أطيب تحياتنا مقرونة بأجمل تشكراتنا سائلين من الله جل جلاله أن يسدد خطى الجميع لما فيه خير الأمة العربية المجيدة.
    وقالت المجاهدة الجزائرية ردا على سؤال لوكالة الانباء العراقية حول مشاهداتها في بغداد فقالت ان ابرز ما شاهدته في بغداد الخالدة انها تسير حنينا في طريق التجديد والتطور الاقتصادي والصناعي والحياة الاجتماعية والثقافية، ويمكن ان تقول بان بغداد التاريخية في عهودها الزاهرة عادت فبرزت للوجود، وما هذه الحصون والقلاع والمباني النموذجية لابناء الشعب الا طليعة لميلاد بغداد العاصمة التاريخية العظيمة مع كثير من الامل في انها ستفوق في نهضتها اية نهضة سلفت حين تتصور ان الحقوق فيها لكل المواطنين على السواء في عهد يتسم بنشر العدالة الاجتماعية بين افراد الشعب. ولا مكان فيه للطبقات المتشاكسة وإنما هناك شعب واحد يتساوى كل أفراده في الحقوق والواجبات.

    وردا على سؤال للوكالة حول الأثر الذي تركته مقابلة سيادة الزعيم الامين عبد الكريم قاسم في نفسها قالت البطلة جميلة بوحيرد ان اجتماعنا بالزعيم عبد الكريم قاسم رئيس الوزراء والقائد العام للقوات المسلحة كان اجتماع اخ الى اخواته واخوانه، وما كان حديثه الينا الا حديث اخ يعالج مشاكل الإخوة في إطار الأخوة الصادقة بين أبناء الأمة العربية ولا يهمه إلا أن يندد بالاستعمار والمستعمرين كيفما كان لون ذلك الاستعمار، ومن كان أولئك المستعمرين، وغني عن البيان ان الزعيم عبد الكريم قاسم كإخوانه من قادة ورؤساء الدول العربية يهمه دائما ان يجمع الشمل ويرأب الصدع وان لا يستهدف الجميع إلا المصلحة العليا للامة العربية قاطبة مع شيء كثير من التسامح ونسيان الذات اثناء معالجة المشاكل. والله من وراء القصد. ومع الذين اتقوا والمحسنين.

    مجلة (المعرفة) /تشرين الثاني 1962

  4. #94
    من أهل الدار
    أوائل المصورين في العراق.... وأين أختفى المصور الشمسي ؟؟



    أوائل المصورين في العراق.... وأين أختفى المصور الشمسي ؟؟

    صديق الگاردينيا الدائم

    مازلنا نتذكر المصور الشمسي وكاميرته الخشبية، المثبتة على ستاند خشبي، وكان المصور يدخل رأسه من خلال قماش اسود داخل الكامرة ليكمل انجاز الصورة..
    كان هؤلاء ينتشرون قرب الدوائر الحكومية وبخاصة الأحوال المدنية والسفر والجنسية، والمعارف، والتصديقات، والمستشفيات، وفي أماكن معلومة من بغداد، وكان التقاط الصورة يعتمد على النگتف ثم يتم تحويلها الى پوزيتف ولم يكن استخراج الصورة يستغرق خمس دقائق.. هكذا كان الحال قبل ظهور الكاميرات الضوئية الحديثة ومن ثم الديجيتال.
    وكان المصورون الشمسيون ينتشرون في الساحات العامة فضلا عن الأماكن التي تطرقنا إليها.


    مقدمة عن فن الفوتوغراف في العراق
    دخلت آلة التصوير للعراق عام 1895 أي قبل الحملة البريطانية على العراق ويقال أن المصور عبد الكريم ابراهيم يوسف تبوني وهو مسيحي كلداني من اهالي البصرة كان قد سافر الى بومباي بالهند للدراسة هو من اوائل الذين مارسوا فن التصوير في العراق, في البصرة, بعد عودته للعراق حيث جلب معه استوديو للتصوير الفوتوغرافي


    ومع دخول القوات الانجليزية المحتلة الى بغداد أنتقل اليها وافتتح ستوديو للتصوير الى جانب المصور عبوش الذي كان قد جاء من لبنان للعمل مع تاجر تصوير يهودي يدعى حزقيل وافتتحا ستوديو في معسكر الهنيدي (معسكر الرشيد) , ثم افتتحا محلين آخرين عند رأس جسر الاحرار ... الاول باسم عبوش وشريكه والثاني مصور ميسوبوتيميا (وادي الرافدين) , ومعظم عملهما اقتصر على تصوير الجنود الهنود من السيخ والكركا وجنود وضباط الجيش البريطاني


    ثم اشتهر المصور (بويزنجر) الذي كان يعمل بالجيش البريطاني والذي صور الجنرال (لجمن) الذي اغتاله الشيخ ضاري .
    ويمكن ان نقول ان هذا الفن انتشر وازدهر مع بداية الاحتلال البريطاني للعراق , وكذلك البعثات الآثارية استعملوا آلة التصوير لتوثيق الآثار خاصة التي يصعب حملها ونقلها . وفي دراسة أنثروبولوجية للبروفسور (هنري فيلد) عن وادي الرافدين ألتقط صورا كثيرة لسكان العراق في انحاء القطر ...ساعده فيها المصور(شوكت) أبن اخت المصور (عبد الكريم) الذي اوردنا ذكره أعلاه . وقد سجل البروفيسور هنري شكره للمصور شوكت في مقدمة كتابه مما يدل على براعة المصور العراقي رغم حداثة دخول هذا الفن في العراق . كما ان للبعثات التبشيرية التي كانت تأتي لزيارة الاماكن المقدسة والمعالم الدينية والمدنية كان ايضا لها الدور الفاعل في ادخال هذا الفن وانتشاره في العراق

    ونظرا لكون من امتهنوا التصوير كانوا من الرجال فقد كانت هناك ردود أفعال كثيرة في المجتمع العراقي الملتزم بالدين وتسوده تقاليد اجتماعية , حيث كانت معظم العوائل ترى في التقاط الصورة أو كما يسمونه(الرسم) عيبا كبيرا . حتى جاءت مصورة أرمنية الاصل من ايران الى بغداد تدعى (ليليان) أختصت بتصوير العوائل والعائلة الملكية


    ويذكر الكاتب أمين الريحاني في كتابه ملوك العرب – اضطرار الملك فيصل الاول لتصوير زوجته بسبب الحاجة الماسة للعلاج في سويسرا ... أن جاء المصور الى القصر الملكي وقام بتصويرها صورة واحدة فقط , ثم أتلف الفيلم السالب . هذه الحادثة تعكس جانبا من نظرة المجنمع الى فن التصوير آنذاك كنتيجة افرازات اجتماعية ودينية بينما التصوير لم يكن منهيا عنه جملة وان النهي كان عما هو مسف ويحول بين العبد وربه ويسئ الى الاسلام .
    أين المصور الشمسي !!! ؟؟؟

    المتحف البغدادي
    رغم انتشار ستوديوهات التصوير والتي تعتمد على الاجهزة والتقنيات الحديثة في التقاط الصور وطبعها . مع ذلك فقد بقي قلة منهم لايعدون على أصابع اليد . ان أغلب المصورين الشمسيين هم من الارمن النازحين بعد الحرب العالمية الثانية الى العراق . والغالبية منهم استقروا في بغداد والموصل. وكانوا يعملون بتصليح الساعات والاجهزة الدقيقة والتصوير الفوتوغرافي .
    ويعتقد ان أول مصورا يدعى (طاطران) هو أول من عمل بالتصوير الشمسي ... وزاول عمله عند مدخل الاعدادية المركزية في الموصل

    أن دخول التكنولوجيا الحديثة الى مهنة التصوير أدى الى عزوف الناس عن أخذ صورة شمسية . واغلب الناس تحب التقاط الصور حتى الشخصية منها لاغراض المعاملات يريدونها بالملون . وهكذا شيئا فشيئا أنحسرت مهنة المصور الشمسي ان لم نقل انتهت وماتت , ونحتاج أن نحنط فنان التصوير الشمسي بتمثال ونضعه في المتحف البغدادي باعتباره ارثا حضاريا كان له الدور الاساسي في حفظ تاريخ العراق من الضياع

    أسماء في الذاكرة

    التصوير الفوتوغرافي هو فن قبل ان يكون مهنة مثل باقي الفنون وله مبدعيه ورواده الاوائل منهم :
    المصور الاهلي في الحيدرخانة الذي أرشف لنا تاريخ بغداد بصوره . وستوديو بابل لصاحبه المرحوم جان ,وستوديو قرطبة – في شارع النضال منذ الخمسينات للمصور الصحفي امري سليم , والفنان المصور حازم باك والمصور آكوب خال المصور الفنان مراد الداغستاني . كوفاديس ماكريان ,سامي النصراوي,احمد القباني,جاسم الزبيدي, فؤاد شاكر والمرحوم المصور الصحفي رشاد غازي وآخرين غيرهم

    فن التصوير حاليا
    أنتعش هذا الفن من جديد من حيث توفر الاجهزة والكاميرات ومستلزمات الطبع اضافة الى تزايد الاقبال على شراء الكاميرات وخاصة الرقمية(الديجتل) . لكننا نرى غياب الحس واللمسة الفنية , فالمصور هو قناص وصياد اللقطة الفنية التي يقتنصها من الزاوية الفنية التي يراها مناسبة لاخذها . ورغم اننا نقرأ أو نشاهد بين الحين والآخر معرضا للصور الفوتوغرافية الا انه ليس بالمستوى المطلوب . نريد من المصور الفنان أن يقوم برصد وتوثيق كل مفردات حياتنا
    وهكذا تنتهي رحلتنا مع فن التصوير بعد مرور 116 عاما على وجوده بيننا لم يترك لنا سوى هذا الزمن الذي تخثر في صور فوتوغرافية جميلة

    الموضوع منقول بتصرف من مجلة الف باء1995



  5. #95
    من أهل الدار
    بغداديات ..حياة سوق الغزل في بغداد‏




    بقلم / خالدة بابان

    تعد الأسواق الموجودة في جميع أنحاء العالم ظاهـرة حضارية واقتصادية فمنها القديم ومنها الجديد،وسوق الغزل في بغداد من اشهرهـا حيث كان مركزا تجاريا لبيع الغزول القطنية والصوفية لذا كان يؤمه الرجال والنساء ،وسوق الغزل يقع قرب جامع الخلفاء في الشورجة وهـو من معالم الطراز الإسلامي في العهد العباسي وسمي بسوق الغزل نسبة الى تجارة الغزول في العصر العثماني..
    والمعروف عن هـذا السوق انه يعقد غالبا أيام الجمع شأنه في ذلك شأن سوق المتنبي لبيع الكتب بالمزاد ...

    ومنذ أوائل الخمسينات تحول هـذا السوق تدريجيا فغلبت عليه خصوصية بيع الطيور وبقي اسمه كما هـو ولم يتغير.. حتى منارة جامع الخلفاء بدأت ترى العجب والمفارقات الكبيرة من هذه المشاهد حيث يغرق المكان في صخب وضجيج لا الحدود لهما ، فترى عشرات المحال لبيع الطيور ومئات الباعة افترشوا الرصيف لعرض وبيع بضاعتهم من الطيور والعصافير والدجاج والبط والاسماك والأرانب والبوم والسلاحف والنسور والصقور والماشية والأفاعي والكلاب والقطط والقرود وغيرهـا من الحيوانات ..

    ومع ان السوق مخصص لبيع الطيور إلا ان الباعة والتزاحم فيما بينهم في البيع والشراء وباعة الأطعمة والأشربة المشبعة بالروائح والغبار زاد هـذا التزاحم ..
    ويأتي لهذا السوق هـواة ومحترفون من أطراف بغداد والمحافظات ويحملون بضاعتهم معهم ويسود السوق هـرج ومرج وتزاحم كبير ..

    ومن أنواع الطيور التي تباع في هـذا السوق الحمام الهنداوي والاورفلي والألماني والبلجيكي والپاكستاني والقبرصي والأحمر والأزرق والريحاني والأصفر والزيراي والحمر المقپطات .. والهومر التي تعد من أغلى الأنواع وطيور الحب الهولندية والعادية وطيور الفنجز والكناري والبلابل والببغاوات والبجع والطواويس وأسماك الزينة ( بالمناسبة كان عندي في دارنا في السليمانية قفص كبير يحوي العشرات من طيور الحب )..

    أما بالنسبة لبقية الحيوانات الموجودة في هـذا السوق فهناك الكلاب ومنها الكبيرة العادية والذئبية وكلاب حراسة مختلفة كالـ( الدوبرمان والولف والبوكسر والهاوشار والجاوجاو والپيت بول والبول دوگ وكلاب الزينة منه الپودل واليوكشاير والتيريار وبكينز وشيزو والفوكس والچي واوه وغيرهـا..) وكذلك أنواع من القطط الشامية والسيامية والفارسية .

    وهـنالك آراء عديدة حول تربية الحيوانات في البيوت ،فهناك عوائل ترفض تربية الحيوانات والطيور داخل منازلها لأسباب عديدة منها ان بعضها ينقل الفايروسات والجراثيم التي تسبب الأمراض ل أفراد الأسرة وهـذا غير صحيح لان أمراض الحيوانات لا تنتقل الى الإنسان الا في حالات نادرة عند عدم غسل الخضروات والفواكه التي يتناولها الشخص ومن المحتمل ان يكون قد تبول عليها حيوان ما ..

    وهـنالك عوائل ترفض تربية تلك الحيوانات بسبب معتقدات دينية او ان بعضها يجلب الحظ السيئ (الفقر) وبعض الناس يعتقد ان البيت الذي فيه كلب تحل عليه اللعنة لان الكلب يمثل الشيطان في معتقداتهم ولإن الأغلبية الساحقة في المجتمع العراقي تدين (بالإسلام) وهـذه هـي نظرة المسلمين الى بعض الحيوانات وخاصة الكلاب . ..
    أما بعض العوائل فلها رأي يؤيد تربية هـذه الأنواع من الحيوانات في المنزل حيث تقول ان تربية حيوان أليف في البيت شيئ محبب للنفس ويجدون متعة كبيرة عندما يحتضنون قطا اوكلبا ( كما تفعل ابنتي الصغيرة مع قطها ) ..

    ومن المعروف والبديهي ان الله (سبحانه ) خلق الحيوانات والطيور بجميع اشكالها وألوانها وأحجامها وصفاتها وطبائعها لتكملة الطبيعة وتحقيق التوازن الحياتي والبيئي وبعدم وجود هـذه المخلوقات ستكون الطبيعة جامدة .
    وللحيوانات حقوقها في العناية والرعاية الصحية البيطرية ، وتصاب الحيوانات بالأمراض نتيجة لتغير الجو من حار الى بارد وبالعكس او بسبب بعض الفايروسات والأمراض الانتقالية التي تنتقل من حيوان الى آخر حيث يقوم الأطباء البيطريون بعلاجهم واعطائهم الأدوية الخاصة بهم وهـنالك تلقيحات دورية خاصة بهم ..
    عموما الحيوانات والأليفة خاصة هـي مخلوقات خلقها الله عز وجل لتكون مع الإنسان لتلبية حاجاته المتعددة ، وعندنا بعض العوائل المتحضرة والميسورة تربي بعض الحيوانات في بيوتها ومنها القطط والكلاب خاصة الأجنبية ذات الشعر الطويل فهي تضفي جمالية على البيت وأصحابها يعتنون بها جداً ويقدمون لها افضل أنواع الطعام الخاص بها من المعلبات المستوردة حيث الشركات المتخصصة بهذا المجال ...

    على ذكر القطط والكلاب حضرتني طرفة جميلة .. عندما كنا ساكنين في بغداد ( المنصور) ،وفي احد الأيام دخل ابني البكر آلان وبيده صندوق صغير فيه قط صغير وجميل ابيض كالثلج وقال لقد اشتريته ب 500 دينار ،أسميناه ( سلاير ) أي السفاح وقي الحقيقة لم يكن اسم على مسمى لانه كان أليفا جداً حيث كانت ابنتي الصغيرة أڤين تحممه وتنشفه وتنثر عليه ألپودرة المعطرة ولا يحرك ساكن وعندما كبر بدأ بالذهـاب الى الجيران وكان عندهـم قطة سوداء احبها ولم يستطع فراقها وشيئا فشيئا فقدناه وحزنا عليه..

    ويعرض في سوق الغزل بعض الأحيان حيوانات وطيور نادره قد تصل اسعارهـا الى مبالغ خيالية ، والباعة عموما في هـذا السوق يلتزمون بتسعيرة يحددونها وفق نوع الحيوان او الطير ودرجة ندرته .. فببغاء الكاوسكا الافريقي مثلا يصل سعره الى كذا دولار او أكثر وسعر الغزال يقال ان سعره تجاوز المليون و٢٠٠ ألف دينار عراقي ..
    ويلفت انتباه الزائر لسوق الغزل تجمهرالناس حول ما يعرض من حيوانات توصف بالخطيرة كالأفاعي ..

    أما بائعو الديكة فحدث ولاحرج حيث يقيمون سباقات مستمرة للمنازلة بين ( ديكة الهراتية ) وكانوا ينتشرون في ساحة باب المعظم وغيرهـا من الساحات لأقامة تلك المنازلات .. وكثيرا ما كان الشخص يرى ان هـذا السوق يعمه الازدحام والفوضى والضجيج بين نداء باعة الاطعمة وتغريد البلابل وزقزقة طيور الحب وعواء الكلاب ومواء القطط وصياح الديكة والدجاج والقبجً.

    قد لانتمكن من إحصاء الأنواع المختلفة للحيوانات والطيور في هـذا السوق ولا أعداد الناس الذين يرتادونه للشراء او لمجرد الفرجة ولكن من المؤكد ان ما يديم الحياة فيه هـو الدافعية المستمرة لدى الناس لاقتناء الحيوانات والاستمتاع بتربيتها ومشاهـدتها حتى وان كانت في بعض الأحيان خطيرة او غالية الثمن ...
    ويعد هـذا السوق سوقا سياحيا وتراثيا يجب الاعتناء به وادامته .. فالناس يأتون اليه من جميع أطراف بغداد والمحافظات لاسيما يوم الجمعة لذا يزدحم ازدحاما لا نظير له فيأتيه المحترف والهاوي والمتفرج .. وينتمي عشاق هـذا السوق الى مختلف الطبقات الاجتماعية والانتماءات الثقافية فمنهم ضابط متقاعد وأستاذ الجامعة والكاتب والإعلامي والتاجر والصبي ذو العشر سنوات من العمر والعجوز البالغ من العمر سبعين عاما حيث يتبادلون أطراف الحديث عن نوعية الحيوانات والطيور ومواطنها ومواقيت هـجرتها وخارطة انتشارهـا وكيفية الاعتناء بها ... وتغيب أحاديث السياسة والطائفية في هـذا السوق والتي غالبا ما تتداول في الأسواق الأخرى ويطغى عليها الحديث عن الحيوانات وطبائعها في أجواء من الألفة والانسجام .. وتختفي الحياة

    في سوق الغزل بعد الساعة الثالثة عصرا ويغادر الزبائن السوق بهدوء على أمل اللقاء في الأسبوع المقبل في ذات المكان ببضائع جديدة ......

  6. #96
    من أهل الدار
    شعشوع قصر ارتبط بامثال عراقية ولايزال محافظا على القه



    شعشوع قصرارتبط بامثال عراقية ... ولايزال محافظا على القه




    مالكه الحالي شهاب احمد بنية أشار إلى تاريخ هذا القصر بالقول "بدأ بناؤه عام 1906 وانتهى عام 1908

    بغداد -المدى: برغم انتشار العديد من البنايات الفارهة والقصور الخيالية الحديثة في بعض مناطق بغداد، إلا انه ما زالت للبنايات القديمة نكهة خاصة تشعرك بأجواء جميلة تضفي عليك الراحة وتعطيك انطباعاً مميزاً وإحساساً بديعاً ونكهة معتقة برائحة التراث...
    قصر (شعشوع) إحدى أقدم بيوت بغداد والذي مضى على بنائه 105 أعوام،وارتبط هذا القصر بالأمثال التي يتداولها العراقيون بينهم، إذا أراد أحدهم بناء بيت واستغرق مدة طويلة يقال له (قابل دتبني قصر شعشوع ؟؟)، وهكذا يبقى هذا القصر القديم في بنائه المتواضع وفخامته مشهوراً دائماً.

    وعلى رغم شيخوخة القصر، فلا يزال تحفة فنية ومعمارية، وما زال كبيرا وجميلا ورائعا ومنسق البناء بمكانه المميز المطل على نهر دجلة، ومن الجدير بالذكر أن شخصيات مهمة سكنت القصر. تسوّر حديقتاه بأندر الأزهار والأشجار المنسقة والتي يحرص مالك البيت الحالي الاعتناء بها بنفسه.
    مالكه الحالي شهاب احمد بنية أشار إلى تاريخ هذا القصر بالقول "بدأ بناؤه عام 1906 وانتهى عام 1908 واستعمل فيه الآجر والاسمنت والشيلمان (روابط حديدية للتسقيف)، في وقت كان الطابوق الطيني (اللبن) المادة الشائعة في البناء آنذاك". وأضاف: مساحته أربعة آلاف متر، غرق منها بحدود ألف متر بسبب الفيضان الذي اجتاح العراق في الخمسينيات (عندما حدثت فجوة في السدة التي على النهر فتدفق الماء ليُغرق بغداد والمناطق المحيطة بها وعنها أخذت منطقة (الكسرة) اسمها وما زال هذا الاسم يطلق عليها حتى الآن).


    جلالة الملك / فيصل الأول
    وأكد بنية انه عاش في هذا القصر عدد كثير من الملوك والأمراء والمشاهير أولهم راؤول شعشوع وهو الذي تولى بناءه وبعدها الملك فيصل الأول عندما تم تنصيبه عام 1921 ولم يكن قد بنى داراً له حينما وصل إلى بغداد، ثم شغل القصر بعده البلاط الملكي خلال وزارة ناجي السويدي".. وبعد ذلك انتقلت السيدة فرحة شعشوع شقيقة المالك لتسكن فيه...

    ومن بعدها شغله الزعيم الوطني (جعفر أبو التمن) وزير المالية، ومنذ عام 1953 انتقلت ملكية القصر إلى السيد احمد البنية الذي اشتراه لنفسه وسكن فيه وعائلته حتى الآن".



    وتزين الجدران والسقوف زخارف ونقوش الجميلة التي لا تزال صامدة كما هي برغم كل تلك السنوات ولكل غرفة وقاعة في القصر حكاية وتاريخ وذكريات.

    كما ينطوي القصر على قاعة يطلق عليها (المتحف) وتضم صور أعيان ووجهاء بغداد القدامى وملوكها منذ تأسيس الدولة العراقية فضلا عن أدوات وقطع أثاث يعود تاريخها إلى ما قبل مئة وعشرين عاما، مثل الرّحى والحب والهاون الضخم الذي يصل ارتفاعه إلى أكثر من متر ونصف المتر من مادة الحديد وغيرها من الأدوات التي لم نرها من قبل.

    سرداب القصر وحسب المالك شديد البرودة هناك، وبالنزول إلى 36 درجة توجد بحيرة الصغيرة في نهاية السرداب وهي السبب في برودته.



  7. #97
    من أهل الدار
    جامع قمرية.. تاريخ شاخص منذ أكثر من7 قرون


    من التحف الإسلامية العظيمة في العصر العباسي


    بغداد – محمود النمر:هو من المساجد القديمة في بغداد ويشكل خامس اثر تبقى من العهد العباسي ، يقع في جانب الكرخ على ضفة دجلة مقابل دارالحكومة العثمانية ، بني سنة 626 هـ في عهد الخليفة المستنصر بالله.
    والقمرية اسم امراة من اسرة الناصر لدين الله العباسي، او اسم المكان الذي بني عليه المسجد.
    جرت على هذا المسجد ترميمات كثيرة اهمها الترميم الذي قامت به السيدة عائشة بنت احمد باشا والي بغداد سنة 1163هـ وكانت زوجة عمر باشا والي بغداد سنة 1177هـ
    ثم اختل البناء ومال الى الانهدام وتضعضعت منه القواعد والأسس لولا أن تداركه سعيد باشا والي بغداد فاعاد بناءه بأحسن مما كان عليه.
    ومن خصائص هذه المنارة البغدادية، الاختلاف الواضح في نسب كتلتها الاسطوانية عما هو مألوف من رشاقة المنائر البغدادية ذات الاتجاه العمودي الشامخ، ويلاحظ المتأمل أن سعة قطر المنارة ساعدت على إقامة الحوض على مساند آجرية بسيطة تتضاءل بجانبها أهمية المقرنص المألوف في شكل المنائر البغدادية المتأخرة.
    شيخ جامع قمرية انس صابر اشار خلال حديثه لـ "الصباح"، ان "هذا المسجد يشكل علامة مميزة من علامات العهد العباسي حيث رمم عدة مرات من قبل الحكومات المتعاقبة ولكنه احتفظ بقيمته المعمارية خاصة ان قبة المسجد بقيت كما هي وتعد من انفس المنارات في العالم، والمسجد مازال يؤمه المصلون في كل فرض ونحن نتمنى ان نحافظ على هذا المسجد لانه تحفة من التحف الاسلامية" .
    كما اكد المعمار الدكتور خالد السلطاني ان " المسجد عباسي وما تبقى منه هو المنارة التي مازالت محتفظة بكينونتها رغم كل الظروف التي مرت عليها من احتلال هولاكو لبغداد العام 1258م الى يومنا هذا ،
    وبين السلطاني ان "منارة قمرية هي من الاثار المتبقية من العصر العباسي التي بقيت منها خمس ،هم منارة سوق الغزل والمدرسة المستنصرية والقصر العباسي ومسجد قمرية وجامع الخفافين" .
    واضاف السلطاني علينا ان "نحافظ على ارثنا الثقافي والمعماري ومنه تلك المنارة العظيمة في قمرية التي هي رمز واضح المعالم على العمارة الاسلامية المتقدمة في هيكليتها وزخارفها وقيمتها المعمارية الكبيرة".

  8. #98
    من أهل الدار
    وصول أول سيـارة الى بغداد.....

    وصول أول سيـارة الى بغداد....



    علي ابو طحين
    في مساء يوم الأثنين 23 تشرين الثاني من عام 1908 وصلت بغداد أول سيارة قادمة من مدينة حلب عبر الصحراء الغربية. ولم يكن الحدث بالطبع عادياً، حيث يصفه الدكتور علي الوردي في الجزء الثالث من اللمحات صفحة 240، فيقول: «وفي عام 1908 وردت الى بغداد من حلب أول سيارة، فخرج أهل بغداد للتفرج عليها،وصار بعضهم ينظر تحتها لكي يكتشفوا الحصان الكامن في بطنها على زعمهم إذ لم يكن من المعقول أن تسير عربة من غير حصان يجرها.»..
    كان قائد تلك الرحلة هو ديفيد فوربس، من عائلة أسكتلندية الأصل، تشتغل في تصدير عرق السوس من تركيا الى أوروبا والولايات المتحدة، ولهم شركة تدعى «ماك أندرو وفوربس» في الولايات المتحدة، وللشركة فروع في أسطنبول والأسكندرونة وكذلك في البصرة كما يذكر لوينغريك في كتابه عن تاريخ العراق المطبوع عام 1953.

    وبصحبة ديفيد فوربس كان هناك سائق السيارة ويدعى واط، وكذلك ميكانيكي من مدينة الأسكندرونة حيث أنطلقت السيارة الى حلب في طريقها الى بغداد، وفي مدينة حلب التحق بالمجموعة طباخ وكذلك أحد البدو كدليل للطريق. وكان قد تم وضع خزانات وقود إضافية الى السيارة وكذلك خزان لوضع بعض اللوازم الإضافية من فؤوس وجرافات وحبال. وضع ديفيد فوربس مقالة طويلة في أحدى المجلات الأمريكية يصف فيها تلك الرحلة.

    الرحلة من حلب الى بغداد

    بعد الوصول الى حلب من الأسكندرونة والأستراحة فيها، أنطلقت الرحلة الى بغداد مع فجر يوم الأثنين 16 تشرين الثاني 1908. صادف ليلة الأنطلاق أمطار غزيرة في حلب ألا أن الطريق كان سالكاً الى حد ما، تتخلله بعض الصعوبات في اجتياز الأراضي الوعرة والوديان المتعددة. إضافة الى معوقات أخرى، فالبرد القارس في الصباح كان يؤخر تشغيل السيارة وكذلك وصول رمال الصحراء عن طريق خزان الوقود الى مصفى الوقود (الفلتر)، حيث تم تنظيف المصفى مرات عديدة منذ الأنطلاق من حلب حتى الوصول الى بغداد.

    في يوم الأربعاء 18 تشرين الثاني وصلت السيارة الى مدينة ديرالزور، حيث تم التزود بالوقود الذي كان قد أرسل سابقأ ووضع في أحد خانات المدينة. وكان هذه مدعاة لتجمع أعداد كبيرة من الأهالي لرؤية السيارة ما يتطلب تدخل الشرطة لتفريق تلك الجماهير.

    وصلت الرحلة الى مدينة (عانه) مروراً بمدينة القائم يوم 19 من الشهر، ولمدينة عانه موقع جغرافي رائع وفريد في سهل وادي الفرات، حيث يخترق النهر جانب المدينة وهناك شارع طويل ضيق لعدة أميال بين حافة الوادي وحيطان البيوت القريبة. كان على السيارة أختراق هذا الزقاق الطويل وبصعوبة للوصول الى خان المدينة، ولم يكن باب الخان يسع لدخول السيارة فتركت السيارة في الشارع حتى صباح اليوم التالي مغلقة الشارع تماماً أمام المرور.


    في تلك الفترة كانت الشركات الألمانية تقوم بأعمال مد خط سكة حديد بغداد- برلين عبر الأنضول، وكانت الناس تأمل بتحقيق ذلك الحلم الكبير بالنتقل بين بغداد وأسطنبول بسهولة. وحينما وصل ديفيد فوربس بسيارته الى عانه، يقال أن مأمور التلغراف في المدينة سارع لإبلاغ بغداد «لقد وصل أخيراً الشمندفر (القطار) في طريقه الى بغداد.»

    كانت خطة ديفيد فوربس بالعبور الى الضفة الأخرى من نهر الفرات في مدينة عانه، فتم احضار عبارة في اليوم التالي، لكن كانت المشكلة في صعوبة تحميل السيارة الى العبارة، أضافة الى ضحالة مياه الفرات في عانه. أقترح أهالي عانه بالنزول زهاء الساعة عن المدينة حيث تكون المياه أكثر عمقاً وربما هناك أرض اسهل لتحميل السيارة. خلق هذا مشكلة جديدة، فالوصول الى تلك المنطقة يتطلب العبور العديد من الترع والسواقي المخصصة لسقي الأراضي الزراعية. فقضي معظم أوقات نهار ذلك اليوم بردم تلك السواقي حتى الوصول الى المكان المطلوب، ولم يكن من السهل تهيئة الأرض لتحميل السيارة الى العبارة عندما حل الظلام. في صباح اليوم التالي، وكان يوم جمعة، صادف مرور مجموعة من الجنود من بغداد في طريقهم الى ديرالزور، فكانوا عوناً كبيراً في تحميل السيارة الى العبارة وأنزالها في الجهة الأخرى من النهر، وكان الأمر في غاية الصعوبة حيث كادت السيارة ان تنحدر في النهر في أحدى اللحظات، ولم تتم العملية الا بعد منتصف النهار.


    الطريق من عانه الى بغداد كان سهلاً في أغلب الأوقات، وكان من الممكن حتى كتابة رسالة وبدون صعوبة، لكن في بعض الأحيان يكون الطريق خطراً للغاية، فبعض المناطق الصخرية أدت الى أتلاف عدد من الأطارات. وحينما لاحت في الأفق مآذن وقباب الصحن الكاظمي قبل المغيب في يوم 23 من الشهر حدث عطل جديد في أحد الاطارات، وكانت جميع الأنابيب المطاطية الداخلية (الجوب) الاحتياطية قد نفدت فكان لابد من ملء الاطار بالحشائش والمزروعات والسير ببطء حتى الوصول الى بغداد. لم تتمكن السيارة العبور الى الرصافة عندما نفذ الوقود بالكامل بالقرب من الجسر، فتركت السيارة مع الميكانيكي في حظائر العربات القريبة في الكرخ.!!.
    يقول ديفيد فوربس في اليوم التالي رجعت لتفقد السيارة وكانت هناك جمهرة كبيرة من الناس في الشارع الضيق الى مدخل الكراج وكان صاحب الكراج يستوفي أجور لقاء الدخول ومشاهدة السيارة. فقد أشيع في بغداد بأن الشمندفر قد وصل الى بغداد. كانت رغبة فوربس بالعودة بالسيارة الى الشام لكن نفاد الوقود وعدم توفره في بغداد، حال دون ذلك إذ كانت الرحلة قد استهلكت 136 غالوناً (أكثر من 500 لتر) من الوقود، وكذلك إصابة السائق واط بالتيفوئيد من شرب المياه الملوثة في الطريق، ترك ديفيد فوربس السيارة في بغداد ورحل الى البصرة ومنها الى الهند عائداً الى بلاده.


    تذكر الكثير من الأدبيات العراقية أن حمدي بابان، كان أول من امتلك سيارة في بغداد، فربما أن السيارة التي تركها فوربس هي ذاتها أصبحت ملكاً لحمدي بابان، خصوصاً أن تلك المصادر لم ترو لنا كيف وصلت السيارة الى بغداد. وكان حمدي بابان من أغنياء بغداد وهو عضو في المجلس البلدي لمدينة بغداد في العهد العثماني.

  9. #99
    من أهل الدار

    "مشهد النذور او قبر النذور وفيه اكتشف قبر الخليفة المستنصر بالله في محلة النصة في الاعظمية"


    "النذر" سلوك ديني مارسه الإنسان منذ الفترة الأولى التي بنى بها المعابد، ولكون منطقة العراق بيئة حضارية مغرقة بالقدم، لذا عرف ساكنوا هذه المنطقة النذور منذ آلاف السنين، حيث كان سكان المنطقة كالسومريين والأكاديين والبابليين والاشوريين يؤمنون بتعدد الآله، فلم تكن النذور والقرابين والتقيد بالاصول الدينية هو كل ما تحتاجه آلهة وادي الرافدين من عبادها، بل كان الاعتقاد عند سكان وادي الرافدين القدماء، ان عطف وبركات الآلهة لا تنزل إلا على اولئك الذين يحيون حياة طيبة، والذين هم آباء صالحون، وابناء بررة، وجيران طيبون، ومواطنون صالحون، والذين يقومون بالمعروف ويأتون العمل الصالح، وحتى عندما تبلور فكرة الوحدانية والله في أذهان الناس، وعلى الرغم من تغير تجلياتها، فإن هذا الاهتمام ما زال قائما ويجر خلفه ميراثا شعبيا من فترات التوحيد القديمة وعقائد ما قبل الإسلام، ولهذا تأثر العراقيون والعرب ببعض من طقوس بلاد الرافدين وتعددت افكارهم ومعتقداتهم، وما كانوا بعبادتهم الطبيعية والكائنات الحية والحجر، ولهذا لم تقتصر مسألة النذور على دولة أو مذهب، فهي موجودة لدى الصابئة المندانين و المسيحيين، قد اعتاد المسيحيون تقديم النذور إلى القدّيسين للحصول على النعم السماوية، وتتم النذور بمعاهدة أحد الشُفعاء بتقديم مقابل إذا ما تمّ للطالب مطلبُه،

    وقد يكون النذر مبلغاً مالياً يقدم الى صندوق تبرعات الكنيسة وقد يكون على هيئة وقف إلى ممتلكات الكنيسة، وفي الدين الإسلامي على سبيل المثال جاء ذكر النذر في "القرآن الكريم" بسورة آل عمران بقول الله تعالى: <<إذ قالت امرأة عمران ربّ إني نذرت لك ما في بطني محررا فتقبل مني انك انت السميع العليم>>، وعلى الرغم من ظهور الإسلام الذي يعد أقل الديانات تجسيدًا، وان بعض فرقه الدينية، تعتبر تقديسَ القبور ونذر النذور للأضرحة وطلب الشفاعة عملًا مخالفًا للشرع، بينما احتلت المقامات والمزارات والتبرك بها مرتبة بارزة في التقاليد الدينية لطائفة اخرى، وتعتبر زيارتها واجباً مقدساً، وهي أماكن مباركة برفاة أصحابها من العباد الصالحين الذين يملكون كرامات معينة، ويقصدها الكثيرون طلباً للخير والشفاء والرزق، فإن هذه الظاهرة لم تنقطع كإرث ثقافي وطقس روحي في التواصل بين الإنسان والخالق، فطلب الشفاعة من الأولياء، الأموات منهم والأحياء، وزيارة القبور والأضرحة المقدّسة، استمرّت كجزء من التقاليد الاجتماعية ذات الإرث الديني، واتخذت رمزيتها الكبيرة ومنزلتها كأماكن للتبرّك والشفاعة ودفع البلاء والاذى الشرور عن كاهن الانسان البسيط، اما عن الأشياء التي تقدم كنذور في زمننا الحالي فهي كثيرة، وأشهر الأشياء التي توزع في إيفاءاً للنذر هي الأضاحي، والمال، والذهب،

    والاشياء العينية، او خبز العباس....

    أو عدداً من شموع الخضر تطوفها على خشبة في ماء دجلة اوالفرات في زكريا، او بعض النسوة تنذر، إذا استجاب الله لدعائها، أن تذهب حافية من مدينة إلى أخرى، أو تسير حافية في الشوارع ،

    او قيام بعض الفتيات الراغبات في الزواج إلى التواجد في أضرحة أولياء الله الصالحين، للاستعانة بكرامتهم في ايجاد عريس تقترن به، ليخطفها من طابور العنوسة، او ان تلجأ النساء اللاتي تأخر إنجابهن بالذهاب لأضرحة الأولياء والكنيسة، ويوقدن الشموع طلبًا للبركة لتحقيق أمنية إنجاب الأطفال.

    كما هو معلوم فان العراق يحوي على اكبر واهم عدد من الأضرحة والمزارات المقدسة، كأماكن دينية يرتادها الناس للعبادة أو السياحة الدينية والتبرك بها، فأموال النذور يدفعها المواطنون للمساجد التي يوجد بها أضرحة ومقامات الأولياء، بناء على اعتقادات منهم، وهي تعبر بشكل مادي عن شغف البسطاء بأهل البيت وأولياء الله الصالحين،

    وهي اموال طائلة، و كذلك الهدايا، بالإضافة واردات "الصندوق" أي شباك الضريح، كانت العتبات تدار في زمن النظام السابق من قبل وزارة الاوقاف والشؤون الدينية، وبعد تغيير النظام في عام 2003 تم حل وزارة الاوقاف وتشكيل ثلاثة دواوين للوقف (شيعي وسني ومسيحي)، وباتت العتبات المقدسة في النجف وكربلاء وسامراء والكاظمية مرتبطة بديوان الوقف الشيعي، فأموال العتبات المقدسة تصرف وبشكل مفتوح وبدون محاسبة على المنتسبين والقائمين على إدارة العتبات من رجال تستروا بالدين ومن يقف خلفهم من مؤسسات ومرجعيات دينية، وبدون رقابة الدولة عليها، حيث تحول قسم من هذه الأموال إلى حسابات شخصية في البنوك والمصارف الدولية الخارجية، اي بمعنى تحويلها إلى حسابات سياسية تحددها مصالح دنيوية لا علاقة لها بالمقدس، تقم خلفهم مؤسسات حزبية مغطاة باسم مرجعيات دينية، البعض منها مرتبطة بولاية الفقيه في ايران، وهكذا يتم استغلال العتبات المقدسة ووارداتها الخاصة بالشعب العراقي، فيسرقون أموال الناس بحجة ترميم وتوسيع العتبات، وتشييد المؤسسات التي تعود بمنافع شخصية لهم.

    في جلسة بين الاصدقاء غاصت بنا الذاكرة، وشعرنا بعطر الحكاية في الأصداء التي تهمس مستدعياً الذكريات لترى العصور الماضية تنهض في لوحة الزمن القريب يأتي بيت ابو رابعة مشهد النذور أو قبر النذور عند محلة النصة في الاعظمية، التي تذخر كحي قديم وبيوتاته المطرزة بالشناشيل، فيها عبق التاريخ وسحر الحكايات، محلة النصة وهي المحلة القريبة من جامع الامام الاعظم، فيها بعض الاماكن الاثرية والتراثية، سميت بهذا الاسم لأن ارضها واطئة وكانت اول ماتجتاحها المياه عند حدوث الفيضانات في نهر دجلة وتراها دائما مبتلاة بالمياه الجوفية (النزيز) المرتفع نسبيا والقريب الى سطح الارض وفيها منطقة تعرف بالنزيزة المقابلة لبريد الاعظمية، درابينها ضيقة ومنها ذات التواء ونذكر منها حسب ما ذكرها المؤرخ " هاشم الدباغ، وهي تشترك مع محلة الشيوخ:
    دربونة عبد الله السلام مقابل مقهى حجازي، و فروعها دربونة بهاء الدين البياتي والد المحامي أكرم البياتي، و دربونة عيسى عبد الأعمى و هي قرب بيت مصمم وصانع ساعة جامع ابو حنيفة الاسطة عبد الرزاق محسوب، و دربونة إبراهيم دلَّه قرب بيت عبد الله عدول بن الحاج حافظ، و دربونة حسون السكران، و دربونة الحاج حجازي و دربونة ريمة المسلمانية أو صبار وحيد الخطاط مقابل بيت رشيد شلال و قرب بيت عبد الرحمن البحري، و دربونة زماوي و سليم فريج و هي مجاورة لعلوة حسون السكران في السوق مقابل بيت عبد الباقي النجار كان فيها مدرسة أولية، و دربونة حسين حنود (حسين بلدية) والد عبد الكريم الصيدلي صاحب صيدلية الأعظمية، و دربونة خليلان التي فيها دربونة عبد الرحمن عبد الكريم الريس، و دربونة حسن كافر و أبو سبع و حمودي القصاب و دربونة إبراهيم الجاسم و نجية الخبازة و دربونة حسن قواس (دربونة مكينة الطحين العائدة للحاج عوّاد بن عماد)، وجامع الحاج نعمان، وليس بعيد عن مشهد النذور يوجد عدد من المعالم الأثرية والإسلامية القديمة من بين الأزقة، لترى الدكانين العتيقة، تكية نجيبة التي تقام فيها حلقات الذكر ودراسة القرآن وبقية العلوم الدينية وتولى الارشاد فيها الشيخ عبد الوهاب بن الشيخ ابراهيم، وسقاية سالم الحيدري حيث شيد مسجدا على ارض اشتراها، والحق بها سقاية ذات طابقين، وسقاية هيبة خاتون، وسقاية جاسم الحجية شيدها جاسم الحاج محمد خلف الحجية، خان الشابندر، بيوت بعض شخصيات المجتمع وافراده والائمة وسادني جامع الامام ابو حنيفة، منهم:
    اللواء الركن عبد المطلب الامين الوزير والمتصرف والسفير ومن اولاده محمد والصديق استشاري جيولوجيا النفط والحاصل على شهادة الماجستير من جامعة لندن الصديق خالد والسيدة عاتكة زوجة السفير طه الداود، نعمان ابن عبد اللطيف بن محمد الاعظمي العبيدي متولي اوقاف الامام ابو حنيفة وكان له مجلساً، نوري بن السيد عبد العزيز الاعظمي العبيدي، وعبد الستار الاعظمي، ونعمان عبد الله بن بكر الاعظمي، والعقيد فاضل عباس الفضلي ومن اولاده الدكتور عاطر والمحامي غسق الدكتورة ورقاء وسحر، وشاكر الهاشمي ومن اولاده الأصدقاء الدكتور عامر الاختصاصي في علم الامراض والمرحوم العالم الدكتور وسام الهاشمي الذي خطف واغتيل عام 2003 وثامر ومحمود، وامين زكي ومن اولاده الاصدقاء اللواء الطيار هشام والمهندس خالد، ووليد الخوجة، والدكتور الجراح المعروف سبهان الخضيري، الاستاذ احمد حسين خضير رئيس ديوان الرئاسة في العهد الوطني والموقوف حاليا، اللهم فك اسره ، شهاب الدين الشيخلي، وسامي العجيلي، توفيق المفتي ومن اولاده نمير والدكتور سمير، سليم الدرة، عمانوئيل والد الصديق مازن وكان بيتهم يعرف ببيت جدة خاتون فرنسيس، ومحمود الفحل صاحب ورشة عمل التنانير، وفاروق ورافع، والعقيد محمد عبد اللطيف، واثق ناجي لاعب كرة القدم والحكم الدولي للكرة، شيخان العربنجي، شمس الدين محمد الحنفي، ملا حمادي ياس المختار، وملا محمد العبيدي، والد ملا صالح وناجي ومهدي، وصبري الخطاط، ونعمان بن احمد بن الحاج اسماعيل الاعظمي، ومحمد امين الاعظمي ومجلسه العامر، وملا جواد الاعظمي، وسالم العسافي، وخليل حسن ملا ابراهيم الاعظمي، وقاسم لطف الله، وفؤاد المصلاوي، والدكتور الصيدلي غسان تحسين نقيب الصيادلة في الحكم الوطني، واحمد المصلاوي، وعبد المجيد سيد وهيب الاعظمي العبيدي، والحاج ياسين الاعظمي، ومعروف بن عبد الرزاق الاعظمي العبيدي ومن العائلة الدكتور ناجي معروف والدكتور بشار والاستاذ احمد معروف والاستاذ عبد الهادي، وقاسم مقصود، وحمدان الساحر، وصفي طاهر، ونعوش، وودود العباسي، وابو نورية، ونزار، وابو صبري، ساطع وطارق الداود، وحيدر، وهاشم العبيدي، المحامي نعمان الدليمي ابو ثابت والذي كان من اوئل البعثيين في الاعظمية واخوه دكتور سعد الذي كان رئيس الاتحاد الوطني لطلبة العراق في انكلترا، قاسم حسن فريد، والحديدي من اولاده اسماعيل وصباح احد ثورة تموز1968، والعزي من اولاده السياسي والقائد في حزب البعث نزار العزي الذي اغتيل في يوم الاحتلال عام 2003 وفاروق، وهبش، وقصي صبري الصلاغ، وطوبان من اولاده عميد قوات خاصة ثامر، والعميد صفاء الملايا، وسعدي الاعظمي"فاروق"، مظفر السامرائي، وزينل، وثابت بن حمدة، وقاسم الطنبوري، والصفرة ومن الاولاد صبري وسمير ونزار، وكريم رشيد"الاسود" بطل العراق والعرب بالمصارعة، والمصلاوي ومن اولاده المصارع العميد قوات خاصة خالد والمدرس علي، وثابت بن حمدة، سكنت احدى العوائل في المحلة في بيت استأجرته من السيد وصفي طاهر، ثم غادروا بعد ثورة عالي رشيد الكيلاني، طرف المحلة يضم سوق الأعظمية القديم للخضر والفواكه واللحوم، ومحل حكمت، ومحل حمودب ملا ياس، ومسجد الشيخ جلال "وهو الشيخ جلال الدين محمد بن الشيخ محمد الحنفي الكوفي" الذي ازيل عند بناء جسر الائمة وتوسيع الشارع المؤدي له، والمطاعم الشعبية للمشاوي ومنهم، ارسلان وحقي وابو عرب، ومطعم الكبة لجوقي، وكباب مصطفى هبوبي، ومطعم قلي السمك، ومقهى عباس حسن كافر وهي مقهى واجهتها مؤطرة بالزجاج ثم تحولت إلى صيفية ولم يبق لها أثر فقد أقيمت مكانها بناية جمعية منتدى الإمام، في الجهة اليمنى منه حلويات فرج نعوش ومقهى شهاب توشة، مقابل باب جامع الامام الاعظم المطل على الساحة، صيفي وشتوي وكان اكثر المقاهي حركة ورواداً، اذ يجتمع فيه الشباب للتظاهرات في المواقف الوطنية، كان من روادها الشخصية الظريفة جاسم محمد هتلر المعظماوي وقصصه وفعالياته المحبوبة، أحبه أهل الاعظمية وغيرها وله اثر في ذاكرة المجتمع البغدادي، وهذه المقهى لم يبق لها اثر اذ ازيلت ببناء عمارة تجارية، اسكلة الحاج حمودي شهاب الاعظمي، والشريط الاخضر للكماليات وصاحبه الصديق الانيق قاسم الصفار، وفيها انشأت أول مدرسة في الاعظمية بعد سقوط الحكم العثماني عام 1917 وهي <<المدرسة الاعظمية الابتدائية>> كما وافتتحت أول مدرسة للبنات بداية الثلاثينيات من القرن الماضي هي <<مدرسة الخنساء الابتدائية للبنات>> وتقع في بيت سيد نعمان الحاج محمد الاعظمي، يحس من يزور النصة بان اهلها يمتازون بمشاعر الدفيء والجيرة والصلة الوطنية الصادقة والأنسانية الحميميةلا ن مشاعرهم خالية من اية شائبة ومرض أجتماعي أو من أختلاف مذهبي أو سياسي، أذ يتميز أهلها كبقية مناطق بغداد الاصيلة بكل مشاعر الأحترام وألأعتزاز المقرونة بألود والمحبة، كما انها كالأعظمية على مر الزمن تمتزج فيها بتجانس فكري العروبه والاسلام، فميول اهلها كانت عروبية واسلامية، رغم وجود احزاب يسارية، الا ان منظومة القيم والاخلاق والتربية التي نشأ عليها مجتمع الاعظمية الكريم فان الصداقات والعلاقات الاخوية ظلت قائمة بين اصحاب تلك الافكار والمناهج المتباينة.
    في محلة النصة يوجد مسجد من مساجد بغداد الاثرية هو: مشهد النذور أو قبر النذور في العصر العباسي، سمي بذلك لأنه كما قيل لا ينذر عنده أحد الا صح نذره ، أو قبر عبيد الله بن عمر بن علي بن الحسين عليه السلام، أو المدرسة العصمتية او المصلى العتيق، وفيه قبر ابو رابعة نسبة إلى السيدة رابعة العباسية بنت الأمير احمد بن الخليفة المستعصم بالله العباسي من زوجته عصمة الدين شاه النبي الأيوبية زوجة الخليفة المستعصم بالله ووالدة نجله احمد، حيث كان الناس هناك يقيمون فيه صلاة العيدين، كان البويهيون يتعهدون هذا المشهد ويقدمون له النذور منهم عضد الدولة البويهي الذي وضع صندوقا في القبر ينفق منه على الفقراء والزائرين، ومن العادات التي اعتادها أهالي الاعظمية إنهم كانوا يخرجون يومي الأربعاء اللذين يليان عيدي الفطر والأضحى لزيارة القبر وقضاء أوقاتهم محتفلين بهذين اليومين أسوة باحتفال الناس في سلمان باك، إلا إن هذه العادة اختفت لان أهالي المنطقة بدأوا يقتطعون من المشهد قطعا يقيموا عليها مساكن لهم حتى لم يبق من المشهد إلا البئر التي كان الناس يستحمون بها لان مياه البئر شافية لبعض الأمراض الجلدية ولذلك بقي القبر وقبة صغيرة الموجود واختفى البئر.
    اختلفت الروايات واختلف المؤرخون او بعض مصادر الكتب حول مشهد النذور والراقدين فيه، منها قديمة ومتوارثة ومنها معاصرة، رواية تقول انه يحوي قبر الشيخ حماد الدباس احد أصحاب الشيخ عبدالقادر الكيلاني وهذه رواية وهم لا ترتقي الى ذلك، لان الشيخ حماد مات سنة 525 هـ ودفن بمقبرة الشوينرية في الجانب الغربي من بغداد (منطقة الكرخ – وهي مقبرة الشيخ معروف الكرخي) ، ومنها تفيد أن القبر هو قبر رابعة بنت الشيخ جميل، القرامطة الذين قتلهم الخليفة المكتفي بالله ولم يعرف عددهم بالضبط سنة 201 هـ ، أبو داود بن سياه مرد بن أبي جعفر وهو رجل من البويهين مات سنة 339 هـ، نقيب الطالبين الحسن بن علي بن حمزة العلوي الاقساسي الذي مات سنة 593 هـ، الواعظ الشهير أبو الفضل البوشنجي المتوفي سنة 625 هـ، أبو محمد الحسين بن علي ابن المسلمة المتوفي سنة 634 هـ ، وهناك مصدر واحد يذكر انه بقيت جثة الخليفة المستعصم بالله في العراء لعدة أيام حتى قامت السيدة عصمة الدين والدولة زوجة احمد نجل الخليفة بنقل الجثة ودفنها في مشهد النذور، الخواجة هارون صاحب الديوان ونائبه شمس الدين زردبان وعز الدين جلال (كاتب السلة) وهو المسؤول عن تسلم العرائض من المواطنين وإحالتها إلى المسؤولين، إضافة إلى نظام الدين ابن قاضي البندنجيين الذي قتلهم المغولي تتراقيا سنة 683 هـ ، سنة 685 هـ توفيت رابعة ودفنت جوار والدتها عصمة الدين شاه لبنى، وفي سنة 688 قتل منصور ابن الصاحب علاء الدين عطا مالك الجويني شقيق رابعة لامها ودفن في المدرسة العصمتية قرب والدته وشقيقته (رابعة)، بعد ذلك بأيام أمر السلطان غازان باعتقال مظفر الدين علي ابن الصاحب علاء الدين (المار ذكره) وأمر بقتله ودفنه في دار المسناة (القصر العباسي قرب وزارة الدفاع)، ثم نقل بعد ذلك إلى جوار والدته وأخيه في المدرسة العصمتية، في سنة 646 هـ غرق المشهد بفيضان دجلة مما أدى إلى غرق آلاف الكتب الثمينة والنفيسة التي لا تقدر بثمن، وفي سنة 725 هـ غرق المشهد مرة اخرى وتكررت نفس المأساة .

    كتب المرحوم العلامة مصطفى جواد حول الموضوع وأورد في كتابه سيدات البلاط انه يوجد بجانب قبر أبي رابعة رباط (تكية) عمرته وجددت بناءه امرأة تقية هي السيدة زمرد خاتون زوجة الخليفة المستضيء بأمر الله، وهذا الرباط بجانب قبر أبي عبيد الله العلوي (أبو رابعة) ووصفه صاحب المراصد بان بينه وبين سور بغداد أي السور الذي بقي أثره شمال القلعة – نصف فرسخ وهذا يوافق مكان قبر أبو رابعة شرقي الاعظمية، كما أورد الدكتور ناجي معروف في كتابه الموسوم (علماء النظامية) إنها أم رابعة وإنها حفيدة الخليفة المستعصم بالله العباسي وقال (رابعة وأمها عصمة الدين شمس الضحى من فونتان في مشهد ام رابعة المعروفة..
    وقال الشيخ هاشم الاعظمي رحمه الله في كتابه الموسوم (تاريخ جامع الإمام الأعظم) ما نصه "مرقد أبي رابعة يقع بالاعظمية – محلة النصة ، مساحته 400 متر تقريبا ولهذا المكان الذي يرقد فيه أبو عبيد الله والذي يسمى بابي رابعة له تاريخ يتجاوز ستة قرون".

    اما الكاتب والرياضي الموسوعي التراثي عزيز الحجية، فقد كتب:
    "ابو بو رابعة، ومنهم من يسميه أم رابعة او رابعة بنت جميل، ومذهب الدكتور مصطفى جواد ان بالقرب من جامع الرصافة، قبر عبدالله العلوي وموضع هذا القبر يعرف اليوم بأسم (ابي رابعة) و(أم رابعة) وهو يقع على مسافة قليلة من شرق شارع الامام الاعظم بازاء منعطف الضريح الملكي، والسبب في نسبته الى أم رابعة ان السيدة شمس الضحى شاهلبني الايوبية بنت عبد الخالق بن ملكشاه بن صلاح الدين زوجة الامير ابي العباس احمد بن المعتصم بالله العباسي ثم زوجة علاء الدين عطا ملك الجويني والى العراق والاحواز وكانت قد انشأت عند هذا المشهد رباطا للصوفية ومدرسة سميت بالمدرسة العصمتية ويفهم من اسم المدرسة ان هذه السيدة كانت تلقب بعصمة الدين اى ذات العصمة ولما توفيت سنة 678 هــ دفنت في التربة التي بنتها بجوار مدرستها عند مشهد عبدالله المذكور .وفي سنة 685 هــ توفيت ابنتها رابعة العباسية بنت الاميلا احمد ودفنت في تربة والدتها فرابعة وأم رابعة مدفونتان هناك.
    وقد زرت قبر ابو رابعة بتاريخ 15-3-1968 ويقع في الاعظمية محلة النصة على بعد 500 متر تقريبا من الطريق الذي يلي عمارة فاروق الجدة في داخل البيت المرقم 63 وهو بيت بسيط مشيد بالطابوق والجص ذو طابق واحدوبابه خشبي يتألف من فردتين .ويفتح باب الدار على ممر مكشوف طوله حوالي عشرة امتار ويؤدي الى باب حديد حديث الصنع مصبوغ بلون اخضر وفتحه لي صاحب الدار (نعمان مسعود)الذي ورث قيمومة رابعة بنت جميل عن اجداده وقد ابرز الي ورقة مسجل عليها اسماءهم هذا نصها (مهدي ونعمان اولاد مسعود بن محمود بن احمد بن حبيب بن فياض بن نافع بن عميرة بن ابراهيم بن على بن بطرس بن احمد بن شهيد العبيدي).ويفضي الباب الحديدي الى ممر (طوله حوالى ستة أمتار وعرضه حوالى مترين) مبنى بالطابوق والجص وقد عقد سقفه على شكل اقواس وفي منتصف الجدار الايسر من الممر باب خشبي واحد في وسطه صفان من مسامير نحاسية دائرية الشكل قطر الواحد حوالى اربعة انجات وفي كل صف خمسة مسامير ثبت الناب بالجدار بأطار خشبي وفي الجهة البعيدة من الجدار حلقة قطرها خمسة انجات تقربيا فوقها سلسلة حديدطولها حوالى قدم واحد وتتألف من ثلاثة زردات(حلقات) والغرفة مربعة الشكل طول ضلعها حوالي اربعة امتار وسقفها معقود على شكل (عرقجين) نصف كرة بالطابوق والجص وفي كل جدار شباك مربع الشكل مغطى بأطار خشبي (قيم) مربعات صغيرة وارض الغرفة مبلطة بالطابوق ومفروشة بحصير الخوص والكمبار وفي وسط الغرفة صندوق من الخشب الجاولي ارتفاعه عن الارض حوالى متر وهو مغطى بقماش اخضر لماع (كريم ستن)وفيه يرقد الشيخ حماد الدباس بن مسلم الذي يعتقد السيد نعمان انه زوج رابعة بنت جميل، اما قبر رايعة فهو في داخل الجدار المقابل لمدخل الغرفة وقد اثبت على الجدار شباك خشبي مربع الشكل طول ضلعه حوالى قدمين وهو مقسم الى مربعات صغيرة وفوقه توجد رازونه صغيرة فيها صخرة على هيئة شبه منحرف وحجمها يملأ الكفين وقد اخبرني السيد نعمان انها مكتوبة بحروف صغيرة ولكني لم اتمكن من رؤيتها كما اخبرني بأن عددا من الزائرين الاجانب رغبوا في شرائها، الا انه رفض بيعها لاعتقاده لقابليتها على شفاء (وجع البطن) اذا وضعت
    على مكان الالم. هذا وقد انيرت الغرفة مؤخرا بمصباح كهربائي".

    استمر الجدل مع كثرة الروايات حول الشخصيات المفونة في مشهد النذور، وفي عام 1972كتب الدكتور عماد عبد السلام المؤرخ المحقق والمفكر بحثا حول المشهد لا سيما حادثة دفن الخليفة الشهيد فيه في مجلة الرسالة، التابعة لوزارة الاوقاف، وسعى الى ان تقوم الدولة بذلك، واستمرت محاولاته عدة سنوات، اجرت الدولة في بداية التسعينات تنقيبات في هذا الموقع الذي حدده الدكتور عماد، وقد تولت الهيئة العامة للآثار في العراق إجراء تلك التنقيبات، فاكتشفت وجود ثلاثة قبور ترقى إلى العهد المغولي المبكر، هي قبر المستعصم، وكنته عصمة الدين، وابنتها رابعة، كما اكتشفت آثار مقبرة جماعية لا يعرف سببها، وبهذا اكتشف الدكتور عماد عبد السلام رؤوف قبر المستعصم الذي قتله هولاكو في قصر من قصور الخلافة في بغداد الشرقية في سنة 656 هـ وغيب المغول جثمانه عمداً سنوات عدة، حتى قامت السيدة أم رابعة عصمة الدين زوجة أبي العباس احمد نجل الخليفة، وحفيدة السلطان صلاح الدين الأيوبي، بنقل الجثة ودفنها في مشهد النذور في الاعظمية، ثم أعادت الدولة تسميته نسبة إلى دفينه، وتم ترميم المرقد وبني بجانبه مسجد، وتبلغ مساحة البناء 1000م2، ومساحة حرم الجامع 300م2، وبني مبنى المسجد بعمارة حديثة جميلة، واعيد بناء المقام وبني له غرفة خلف الحرم يفصل بينه وبين الحرم بساحة طارمة كما بني في المسجد غرفة للامام ومرافق منوعة باسلوب حديث، وأصبح يعرف بين الناس مسجد المستعصم بالله، وبهذا اميط اللثام والجدل عن مشهد النذور وعائدية قبوره، ودكتور عماد عبد السلام له الفضل باكتشاف قبر المؤرخ الطبري أيضاً في حديقة الرحبي في شارع عشرين في الاعظمية الملاصق لمحلة النصة، وشرعت الدولة في التخطيط لمشروع بناء القبر، لولا الاحتلال الأميركي الذي أوقف المشروع، كما انه وصل الى العديد من الحقائق العلمية الجديدة في مجال خطط بغداد وبعض المدن العراقية الاخرى، كما حدد بدقة قبر الشاعر المتنبي في ضوء وثائق عثر عليها في المحكمة الشرعية ببغداد، وقبر الامام احمد بن حنبل في بغداد، هذه المقابر أي باب حرب هي ما عرف في العهود المتأخرة بمقبرة الهبنة الى الشمال الغربي من قصبة الكاظمية وما تزال بقاها ماثلة قرب مستشفى الكاظمية التعليمي، بدلا من وجود قبر للإمام أحمد بن حنبل في شارع الرشيد في منطقة (الحيدر خانة) في مسجد عارف آغا.
    السبب في نسبته الى أم رابعة ان السيدة شمس الضحى شاهلبني الايوبية بنت عبد الخالق بن ملكشاه بن صلاح الدين زوجة الامير ابي العباس احمد بن المعتصم بالله العباسي ثم زوجة علاء الدين عطا ملك الجويني والى العراق والاحواز وكانت قد انشأت عند هذا المشهد رباطا للصوفية ومدرسة سميت بالمدرسة العصمتية ويفهم من اسم المدرسة ان هذه السيدة كانت تلقب بعصمة الدين اى ذات العصمة ولما توفيت سنة 678 هــ دفنت في التربة التي بنتها بجوار مدرستها عند مشهد عبدالله المذكور، وفي سنة 685 هــ توفيت ابنتها رابعة العباسية بنت الامير احمد ودفنت

    يعد المستعصم بالله آخر خليفة عباسي لبغداد، وحكمها فى الفترة بين 1242م و1258م بعد أبيه المستنصر بالله، وكان يتميز بأنه كان كريماً حليماً سليم الباطن حسن الديانة متديناً متمسكاً بالسنة كأبيه وجده، ولكنه لم يكن مثلهما في التيقظ والحزم وعلو الهمة، ولم يستطع المستعصم أن ينجو ببغداد من يد المغول بعد خيانة وزيره إبن العلقمي له، الذى ساعد هولاكو وجيشه فى خطتهم الموضوعة للاستيلاء على بغداد، حيث استطاع بحكم منصبه، واختلف المؤرخون فى كيفية قتل الخليفة المستعصم، فمنهم من يذكر أنه قد مات إثر الخنق، وقيل إنه وضع فى كيس وقاموا بركله حتى مات، بناء على أن أحد المنجمين قال لهولاكو إذا قتل الخليفة فإن العالم سيصير أسود ومظلم وستظهر علامات يوم القيامة ولهذا السبب صمم هولاكو على قتله دون إراقة دماء فقتله بهذه الطريقة.
    يأخذ الاحتفال بالمولد النبوي الشريف وروحانياته في النصة اسوة لباقي منطقة الاعظمية وجامع الامام ابو حنيفة الننعمان، بتزيين الدرابين بالمصابيح الملونة وبيوتاتها المطرزة بالشناشيل التي تتدلى منها الأضواء الملونة بأنوارها الساطعة، وفي اللوحة ذاتها يطل مسجد المستعصم المقام ببهائه التاريخي، ومسجد الحاج نعمان، ودكاكينه التي زادها الزمن صلابة وجمالاً إلى توزيع الحلوى والطعام على جموع الوافدين لها، والسهر حتى ساعات الفجر الأولى على أصوات المدائح النبوية والصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم، تضفي طابعًا مميزًا لا يوجد في مكان سواه.
    ليس كل ما هو موجود في محلة النصة مجرد بيوت متلاصقة اومتجاورة على الجانبين وطريق للمارة، هناك درابين تحوي اكثر من هذا، تعني بعضها ذكرى بعض اشخاص ولكن هناك درابين سطر علي ارضها وحوائطها صفحات من تاريخ بيوتها تكون شواخص، المرتبطة بمسجد ابو حنيفة النعمان الذي استمدت المنطقة منه مكانته الروحية، وفيها ابطال لبعض الحكايات التي تذخر بها كتب التاريخ، تأريخ محفوظ بين ترابها ومبانيها التراثية ومساجدها وتكياتها وشخوصها، فهي حياة تنبض بالمعرفة والتاريخ والحكايات والسير الانسانية التي تتجدد مع تجدد العصر والزمان، قد يغيب عنها بعض التفاصيل الا انها، ستبقى شامخة غنية بتراثها وتاريخها وتستحق ان نقف اجلالا واكراماً لها، ومن الله التوفيق.

  10. #100
    من أهل الدار

    ناجي جواد الساعاتي و تراث بغداد


    في عام ١٩٧٥ بلغ عمر والدي المرحوم ناجي جواد الساعاتي ثلاث وخمسون عاما، قضى منها اكثر من أربعين عاما ما بين تعلم تصليح الساعات على يد عمه المرحوم عبد اللطيف جواد الساعاتي، ومساعدة أشقاءه الأكبر، المرحومين كاظم وإبراهيم ومهدي وفخري، في إدارة محلاتهم التجارية في سوق الكمرك او سوق الساعاتية ، قرب المدرسة المستنصرية. ثم خطا الخطوة الأجرأ والمتمثلة بمشاركته لابن عمه المرحوم عبد الجبار لطيف الساعاتي في افتتاح محل لهما في شارع الرشيد، الذي كان يمثل الشارع التجاري الرئيس وقبلة المتبضعين.

    ثم استقل بعمله وافتتح محله الخاص به قرب ساحة الوثبة، او ما تعرف بساحة حافظ القاضي، في بداية الخمسينات. وتطورت وازدهرت أعماله التجارية حتى اصبح من اكبر تجار الساعات في العراق حتى تأميم التجارة الخارجية في السبعينات.

    طوال حياته المهنية حرص والدي المرحوم ناجي جواد على جمع كمية من الساعات القديمة والنادرة، والتي كان يحتفظ بها ويعرضها في احدى اركان محله الكبير في شارع السعدون، وفِي العمارة التي بناها في الستينيات والتي عرفت باسمه، عمارة ناجي جواد.
    وكان من بين تلك الساعات ساعة تعود الى المرحوم الملك فيصل الاول، واُخرى نقش عليها اسم المرحوم الملك غازي والتي كان يقدمها كهدايا للمتفوقين وساعات اخرى لمسؤولين كبار في الدولة العراقية حتى ذلك الوقت، لا بل وساعات لبعض الشخصيات الأجنبية. مع مجموعة كبيرة توضح تطور تقنيات صناعة الساعات الجيبية وساعات اليد والساعات الجدارية. وكان بعض المتخصصين من تجار (العنتيكات) او السلع القديمة الثمينة يحاولون إغراءه بأثمان كبيرة لكي يشتروا منه بعض هذه القطع النادرة، ولكنه كان يرفض وبإصرار. وحتى عندما حُرِمٓ من الاستيراد، الذي حُصِرٓ بالدولة، لم يقبل ان يفرط بهذه المجموعة من الساعات القديمة والنادرة.

    وفِي عام ١٩٧٥، وبعد ان افتتح المتحف البغدادي (١٩٧٠)، من قبل أمانة بغداد وأصبحت له مكانة بين العراقيين، تألقت روح والدي البغدادية المعروفة وحبه الكبير لبغداد التي ولد وترعرع ودرس ونشر جهوده الأدبية فيها، و قام بحمل هذه المجموعة الاثرية التي جمعها على مدى عقود وأهداها للمتحف البغدادي، والذي قام بتخصيص ركن خاص لهذه المجموعة ووضع اسمه عليها. وهكذا ضرب ناجي جواد الساعاتي (رحمه الله) بذلك مثلا على إيثاره لجعل تراث بلاده ميسرا و متاحا للجميع، بدلا من ان يبقى مخزونا لديه فقط. ولما عاتبته على فعل ذلك بعد ان عدت من دراستي، وانه لا يوجد ما يضمن انه سيتم المحافظة على هذا التراث النادر. أجابني ان هذا واجب وطني وبغدادي يجب ان يحتذي به الجميع، وانه واثق بان العاملين على المتحف سيحافظون عليه وعلى ما معروض فيه.
    بعد احداث ٢٠٠٣ تحققت مخاوفي، بعد ان تمت مهاجمة المتحف أسوة بالمتاحف والمكتبات التي تحوي النادر من تراث بغداد. وحاولت ان اعرف مصير هذه المجموعة، ولجأت الى اخي الوفي وصديق العمر المهندس عصام عبد الغفور الخانجي، الذي شغل منصب مدير عام التصميم الأساسي في أمانة بغداد حتى تقاعد، فقال لي ان الجواب عند اخينا وصديقنا الفنان (الرسام) علاء الشبلي (رحمه الله)، الذي كان يشغل منصب مدير المتحف البغدادي ، فذهبنا اليه ، وبمجرد ان رآنا المرحوم علاء في باب داره حتى ضحك ضحكته المعتادة وقال لي لا تقلق، فقبل ايام من العدوان قمت بجمع كل الساعات واخفيتها في خزانة امينة. وكم كانت سعادتي كبيرة عندما أرسل لي الأخ عصام قبل ايام صور المجموعة معروضة في المتحف البغدادي من جديد. و ترحمنا انا وهو على روح الصديق الفنان علاء الشبلي الذي يعود الفضل له في سلامة هذه المجموعة.
    وفِي نموذج اخر على حرص المرحوم الوالد على ان يجعل تراث البلاد متيسرا للجميع للاطلاع عليه، اسمحوا لي ان انقل لكم مبادرة اخرى، و التي ومع الاسف كانت نتيجتها مغايرة تماما لمبادرته المتعلقة بمجموعة الساعات.

    فعندما أعلن متحف الفن الحديث في الثمانينات عن رغبته في جمع لوحات الفنانين العراقيين الرواد، حتى بادر وبدون تردد بتقديم لوحة زيتية نادرة للفنان المرحوم جواد سليم ، رسمها لزوجته (زوجة والدي) المربية الفاضلة المرحومة سعاد نافع السراج قبل اقترانهما في بداية الخمسينيات. وكان يعلم جيدا ان هذه اللوحة تساوي ثروة كبيرة. كما قدم معها المخططات الأولية ( السكيجات) للوحة، والتي كانت بنفس القيمة النادرة فنيا وماديا. ولم تنفع كل محاولاتي لثنيه عن فعل ذلك. وكان رده نفس الرد عندما حاولت ان اجعله يتراجع عن اهداء الساعات. ولكن النتيجة هذه المرة كما ذكرت، كانت مختلفة، حيث ان اللوحة سرقت ضمن ما سرق من المتحف ومن مركز صدام للفنون بعد احتلال ٢٠٠٣. ولا نعلم عن مصيرها، وأين استقرت، ومن هو هاوي التحف الذي اقتناها واحتفظ بها. وبهذا حُرِمٓ العراق وحُرِمنا نحن عائلة المرحوم ناجي جواد من هذه التحفة الفنية النادرة. اما المرحوم الوالد فظل حتى اخر ايام حياته يصر على ان مافعله هو عين الصواب؟ وان ما قام به هو واجب وطني. هكذا كان جيل ابائنا وهكذا كان حبهم لوطنهم و لبغداد.

صفحة 10 من 13 الأولىالأولى ... 89 101112 ... الأخيرةالأخيرة
تم تطوير موقع درر العراق بواسطة Samer

قوانين المنتديات العامة

Google+

متصفح Chrome هو الأفضل لتصفح الانترنت في الجوال