صفحة 9 من 13 الأولىالأولى ... 78 91011 ... الأخيرةالأخيرة
النتائج 81 إلى 90 من 121
الموضوع:

رسالة الى حبيبتي بغداد ( متجدد ) - الصفحة 9

الزوار من محركات البحث: 100 المشاهدات : 2557 الردود: 120
جميع روابطنا، مشاركاتنا، صورنا متاحة للزوار دون الحاجة إلى التسجيل ، الابلاغ عن انتهاك - Report a violation
  1. #81
    من أهل الدار
    تاريخ التسجيل: November-2020
    الدولة: بغداد
    الجنس: ذكر
    المشاركات: 37,186 المواضيع: 10,773
    التقييم: 30064
    مزاجي: متفائل دائماً
    المهنة: موظف حكومي
    أكلتي المفضلة: البرياني
    موبايلي: غالاكسي
    آخر نشاط: منذ 7 ساعات
    رسام بغداد


  2. #82
    من أهل الدار
    مَوطني...نريد وطن


  3. #83
    من أهل الدار
    شاخ الزمان جميعاً والعراق صبي


  4. #84
    من أهل الدار
    "الشورجة" حكاية أقدم سوق بغدادي يعود للعصر العباسي


  5. #85
    من أهل الدار
    Baghdad - Al-Mansour/بغداد - المنصور


  6. #86
    من أهل الدار
    زها حديد .. أسطورة بغداد التي غيّرت وجه الهندسة



    زها حديد.. أسطورة بغداد التي غيّرت وجه الهندسة
    الجزيرة/أيوب الريمي:جمعت المجد من كل أطرافه، واخترقت مهنةً ظل النجاح فيها حكرا على الرجال، حتى أصبحت أسطورة الهندسة المعمارية في العصر الحديث، ولها في القارات الخمس بنايات هي عبارة عن تحف نادرة تحمل توقيع "ملكة المنحنيات" كما تُطلق عليها صحيفة "غارديان". إنها المهندسة المعمارية "زها حديد" العراقية الأصل والبريطانية الجنسية، صاحبة الأسلوب المتفرد في التصميم، العصي على التقليد أو المحاكاة.
    فلم يكن مستغربا إذا أن تصبح هذه السيدة مرادفا للتميز، تتسابق الدول والمؤسسات للظفر بواحدة من أفكارها التي لا نظير لها، حتى بات لها في أرقى وأكبر حواضر العالم شواهد مبهرة، كان آخرها تلك القطعة الفنية التي تركتها قبل وفاتها، ويتعلق الأمر بملعب الوكرة لكأس العالم 2022 أو "استاد الجنوب" الذي صممته زها حديد قبل وفاتها، ورأى النور منتصف شهر مايو/أيار 2019، واختار منظمو حفل الافتتاح لهذا الملعب الذي يشبه في هندسته المراكب الشراعية المقلوبة أثناء الصيانة، أن يخلدوا ذكرى امرأة استثنائية ولدت في العراق لتحلق خارجه وتحقق نجاحات وإنجازات لم يسبقها لها أي مهندسة في العالم.

    متحف ميسنير كورونيس على جبل كرونبلاتز في إيطاليا والذي صممته المعمارية زها حديد
    "كوكب في مجرتها"
    ولدت زها حديد في العاصمة العراقية بغداد سنة 1950 في كنف أسرة غنية، والدها هو محمد الحاج حسين حديد الذي كان يعتبر من الطبقة الصناعية في البلاد ومن مؤسسي الحزب الوطني الديمقراطي العراقي الذي كان له حضور قوي في الساحة السياسية العراقية، وهو ما أهله لتولي منصب وزير المالية في العراق بعد الانقلاب العسكري سنة 1958. أما والدتها فهي وهيجة الصابونجي الكاتبة والرسامة، وترجح العديد من المصادر أنها كانت أول من ألهم زها حديد الاهتمام بالأشكال والجمال الكامن فيها.
    وهكذا اجتمع في بيت زها حديد ما تفرق في غيره، وأتيحت لها الفرصة للاحتكاك بعوالم السياسة والاقتصاد والفن، وفتحت عيناها على بنايات بغداد حاضرة العالم ومركز التراث الإنساني، هناك أبدعت كل أمة في ترك آثار لها.
    هذه البيئة منحت زها حديد زادا من الخيال والجمال، سيكون معينها خلال سنوات الدراسة، وكانت البداية بالانتقال لدراسة الرياضيات في الجامعة الأمريكية في بيروت، ثم الانتقال للعاصمة البريطانية لندن سنة 1972 للدراسة في "جمعية الهندسة المعمارية (l’Architectural Association School of Architecture) التي تعتبر أقدم مدرسة للهندسة في المملكة المتحدة. لم تكن كل من زها أو لندن يدركان أن مصيرهما سيتشابك خلال العقود القادمة، وأن الشابة القادمة من بغداد ستغير وجه عاصمة الملكة وتترك بصمتها على أشهر البنايات وأجملها في لندن.
    وخلال دراستها ستلتقي بأعلام الهندسة في العالم، لعل أشهرهم المهندس الهولندي ريم كولهاس والمعماري السويسري برنارد تشومي. ولم يكن لدراسة زها في هذه الجامعة العريقة أن يمر مرور الكرام، بل تركت أثرا طيبا لدى كل أساتذتها وزملائها، لدرجة أن أستاذها كولهاس وصفها في حفل التخرج بأنها "كوكب في مجرتها الخاصة"، وكان هناك إجماع خلال نفس الحفل بأنها "من أفضل الطلبة الذين مروا على المؤسسة إن لم تكن أفضلهم".
    أما أستاذها المهندس اليوناني إليا زنغيليس فيقول عنها "إنها مبتكرة الزاوية 89 درجة، ولم تك أبدا تصل للدرجة 90، لم تكن تحمل هما للتفاصيل، كانت روحها دائما موجهة نحو الصورة في معناها الشامل ومعها حق في ذلك".
    هذه النظرة الفلسفية والمتمردة التي حملتها زها حديد للهندسة عكستها في مشروع تخرجها الذي يوضح كيفية صباغة فندق على شكل جسر، والذي استلهمته من الفنان الروسي كازيمير ماليفيتش مؤسس حركة التفوقية التي دافعت عن فن تجريدي خالص أساسه عناصر الدائرة والمستطيل والمثلث البسيطة، لتعلن بذلك زها عن نفسها معمارية تحمل رؤية عميقة للأشياء وخيالا لا ينضب في ابتكار الأشكال وتمردا على كل ما هو نمطي، وهي صاحبة مقولة "لماذا عليّ أن أكتفي بزاوية واحدة للنظر مادام هناك 360 زاوية".

    محطة الإطفاء القديمة في بلجيكا التي صممتها المهندسة المعمارية زها حديد
    بداية محبطة في ويلز
    لم تكن بداية زها في العمل الميداني مفروشة بالورود، بل منيت بأول خيبة لها سنة 1994 عندما تقدمت بتصميم لمبنى الأوبرا في كارديف في ويلز، ونال تصميمها موافقة لجنة التحكيم، لكن حكومة ويلز رفضت شراء التصميم من زها دون إبداء الأسباب، وسلمت المشروع لمهندس أقل كفاءة منها.
    وهي ضربة قوية لها في بداية مشوارها، ومع ذلك استمر اسمها في الانتشار في أوساط المعماريين والفنانين العالميين بفضل عملها الأكاديمي، والصور المتخيلة والملونة لعدد من البنايات التي لم تجد طريقها للتصميم، وسيصبح اسمها ذائع الصيت خارج بريطانيا وأوروبا سنة 1988 عندما تم اختيارها ضمن سبعة مبدعين لعرض رسوماتها في متحف نيويورك للفن الحديث.

    مركز حيدر عليف الثقافي في أذريبجان والذي نالت زها حديد جائزة متحف لندن للتصميم لعام 2014 عن هذا المركز
    سيكون لهذا المعرض دور في التسويق لتصاميم زها حديد، لذلك وفي سنوات قليلة فقط وتحديدا سنة 1993 ستحصل على أول زبون لها، ويتعلق الأمر بالشركة السويسرية للأثاث "فيترا"، وهي شركة عريقة في أوروبا، صاحبها هو المعماري رولف فيهلبوم الذي سيترأس خلال الفترة ما بين 2004-2010 جائزة بريتزكر للهندسة، وهي معادِلة لجائزة نوبل.
    فقد طلب المهندس السويسري من زها تصميم مستودع لرجال الإطفاء داخل شركته، وكعادتها ستفاجئ الجميع بتصميم فريد من نوعه، يمزج بين الإسمنت والزجاج وأشكال قطرية حادة تصطدم مع بعضها البعض في المركز. هذا التصميم البديع جعل صاحب المؤسسة يقرر تحويله من مبنى لرجال الإطفاء إلى معرض لتصاميم أهم المعماريين الأوروبيين، وهذه كانت البداية الفعلية لزها حديد.

    مبنى سكني في ولاية نيويورك الأمريكية والذي قامت بتصميمه المعمارية زها حديد
    سيدة المعمار في العالم
    مرت سنوات على أول وصول زها حديد للعاصمة البريطانية لندن، كطالبة بطموح حدوده السماء وخيال جامح، سنوات تعرضت فيها المعمارية العراقية لنكسات، وأيضا تعرضت لنجاحات أكثر، وتحول مكتبها في لندن إلى محج لحكومات الدول من مختلف القارات، وباتت أيقونة الهندسة في العالم، حتى سنة 2005 عندما تم اختيارها السيدة البغدادية الأصول لتصميم ملعب الرياضات المائية استعدادا لاستقبال العاصمة البريطانية للألعاب الأولمبية سنة 2012، هذا الملعب الذي تقول زها إنها استلهمته من "الحركية السائلة للماء" ووصفته صحيفة غارديان بأنه "المكان الأكثر ملكية ورقيا من بين كل الملاعب الأولمبية" وذلك بفضل سقفه المتموج. وتقول الصحيفة إن زها حررت الهندسة المعمارية من الجمود وأعطتها هوية من الأحاسيس والدينامية.
    ولعل زها حديد من المعماريين الذين حققوا شبه إجماع لدى النقاد إزاء موهبتها الفذة وتصاميمها الخارجة عن المألوف التي تمزج الجمال مع الصرامة، فقد كتبت صحيفة نيويورك تايمز بعد وفاة حديد في مارس/آذار 2016 "إن بنايات زها بلغت درجة الخيال وأعادت تشكيل الهندسة المعمارية في العصر الحديث، وإن ما أنجزته جعل من الشك فنا، وتدفع كل متأمل لأعمالها لطرح أسئلة وجودية عن علاقة الإنسان بالفضاء. لقد جسدت حديد العبقرية وقدمت المعجزات".

    زها الأيقونة
    كل هذا المديح لم يكن من فراغ بل نتيجة لعمل عقود واجتهاد أبهر العالم. أما ديان سودجيك، وهو مدير "ديزاين ميوزيم" (Design Museum) في لندن فيقول "إنها مهندسة أولا تخيلت، ثم أثبتت أن الفضاء يمكن أن يتم تطويعه بطريقة جديدة، وطيلة مسيرتها كمدرسة للهندسة كانت دائما متحمسة وتستمد الطاقة من الشباب ولم تكن تحبذ حتى فكرة تصنيفها كمهندسة امرأة، فهي مهندسة وفقط".
    وتفسر زها حديد تجنبها التصنيفات حسب الجنس في حوار مع مجلة "أيقونة" (Icon)، بأنها لم تستعمل أبدا توصيف مهندسة امرأة "لكن إن كان هذا الوصف سيلهم الشباب بأنهم قادرون على اختراق كل الحواجز فلا بأس في الأمر"، وبالفعل فقد اخترقت زها كل الحواجز، ويكفي أنها هزت عرش أشهر المعماريين الرجال وتفوقت على معظمهم.
    ولم تَسلم مسيرة زها من انتقادات لكنها تبقى نادرة، فمثلا سنجد أن متحف المتروبوليتان في نيويورك يصف أعمالها بأنها غير تقليدية وتتحدى منطق التصميم والبناء، كما وجه نفس المتحف الانتقاد لزها بأن كل بناياتها باذخة ونفقاتها عالية.
    أما مجلة نيويوركر فقد وصفت أعمال زها بأنها "تجريدية أكثر من اللازم"، كما وجهت لها انتقادات عن التأخر أحيانا في تسليم بعض مشاريعها بالنظر للكلفة العالية التي تتطلبها، ومع ذلك فقد حرصت كل الدول التي تخوض غمار المنافسة على الظفر بتنظيم كأس العالم أو الألعاب الأولمبية أن يتضمن ملف ترشيحها تصميما يحمل توقيع زها حديد، كما فعلت اليابان وبريطانيا والصين وقطر.

    جائزة "نوبل" للهندسة
    اختراق الجدران السميكة كانت هواية زها حديد المفضلة، وكما كسرت احتكار الرجال للصف الأول في عالم الهندسة، فقد كانت أول سيدة تفوز سنة 2004 بجائزة بريتزكر للهندسة، وهي جائزة تعادل نوبل في مجال المعمار، كما فازت بأرقى جائزة تمنح للمهندسين في بريطانيا ويتعلق الأمر بجائزة ستيرلينغ عامي 2010 و2011، وبعدها بسنة كانت زها حديد على موعد مع الملكة البريطانية إليزابيث لتحصل على لقب "سيدة" (Dame) وهو أرقى لقب يمنحه التاج البريطاني للنساء، وذلك تكريما لها على الخدمات التي قدمتها للهندسة في البلاد، وفي سنة 2015 كانت أول امرأة تكرم بالميدالية الملكية الذهبية التي يمنحها المعهد الملكي للهندسة البريطانية.
    وخلال تسليمها جائزة بريتزكر سنة 2004، قال رئيس اللجنة اللور روتشيلد إنه "بالتوازي مع عملها النظري والأكاديمي، أظهرت زها حديد طيلة مسيرتها التزامها الشديد بالتحديث والحداثة، وكانت دائما مبتكرة بابتعادها عن النمطية السائدة وغيرت من أشكال البنايات في العالم".
    وكانت زها دائما ما تلجأ للعبارات المكثفة للحديث عن أسلوبها في التصميم والهندسة، وتعتبر هذه الكثافة وقود أسلوبها المتفرد الذي عجز النقاد عن تصنيفه في مدرسة بعينها، وتقول عن طريقة عملها إن "الفكرة هي عدم الوصول إلى زاوية بتسعين درجة، ففي البداية كان هناك الخط المائل، وهو الذي يحيل على فكرة الانفجار الأول الذي شكل الفضاء"، وكأن زها كانت تسعى من خلال أعمالها الخارجة عن الجمود أن تتماهى مع الموسيقى الكونية.

    زها تتصدر التصنيفات والجوائز
    صنفتها مجلة فوربس سنة 2008 في المرتبة 69 ضمن مئة امرأة الأكثر تأثيرا في العالم، وفي سنة 2010 صنفتها مجلة "تايم" الأمريكية ضمن مائة مفكر مؤثر في العالم، وبعدها بثلاث سنوات صنفتها شبكة "بي بي سي" ضمن أكثر مئة امرأة الأقوى في المملكة المتحدة، وذلك بعد أن قال عنها المعهد الملكي للهندسة البريطانية إن "زها حديد تعتبر قوة مذهلة ولها تأثير على الصعيد العالمي في مجال الهندسة ولها قدرة هائلة على التجريب وطموحها ليس له حدود".
    وفي الحقيقة لم يبق أي لقب أو جائزة مرموقة في مجال الهندسة لم تحصل عليه زها حديد، ومع ذلك لم تتوقف أبدا عن الإبداع إلى أن باغتتها أزمة قلبية في مارس/آذر سنة 2016 تسببت في وفاتها، لتترك من خلفها إرثا حضاريا سيعمر لعقود وربما لقرون، ولعل الغصة الوحيدة التي ظلت عالقة في حلق زها هي أنها لم تحقق واحدة من أحلامها، وهو المساهمة في إعادة إعمار بلادها الأصلي، العراق، حيث كانت تردد في الكثير من حواراتها أنها تنتظر بفارغ الصبر اليوم الذي تعود فيها إلى هناك وتضع لمستها في إعمار بلادها المنهك بالحروب.

  7. #87
    من أهل الدار
    التشكيلية العراقية سعـاد العطار.. رائحة الأساطير الحالمة



    التشكيلية العراقية سعـاد العطار.. رائحة الأساطير الحالمة

    تعد العراقية سعاد العطار،المولودة في بغداد العام 1942 من الجيل التالي لمرحلة الرواد في العراق ، ولأنها من الفنانات اللاتي لهن فلسفة ولغة فنية معاصرة ومنطلقات تعبيرية خاصة ، استطاعت من خلال تجاربها أن تضع بصمة مميزة في عالم التشكيل ، وصل إلى قمة الإبداع والنجاح... فحققت الشهرة التي جعلتها محط اهتمام المتاحف ونقاد الفن ، لذلك لم تلق أية فنانة في الوطن العربي ما لقيته سعاد العطار من تقدير لأعمالها الفنية ،سواء على الصعيد المحلي أو العالمي.

    وتعتبر تجربة»العطار ، امتداداً طبيعياً لتجربة جيل الرواد من حيث تأكيد القيم الواقعية في الفن ، والتأكيد على الإنسان وما يحيط به كقيمة أساسية في العمل الفني ، فكانت لوحاتها وصورها الأولى ، إيقاعا متناسقاً تدور حول الحياة الشعبية التي استلهمتها من مدينتها وأسواقها والحكايات الشعبية والمرأة البغدادية.. وأظهرت من خلال تلك الأعمال النابضة بالحيوية والصدق والتفاؤل ، براعة في الربط بين الواقع والخيال والقدرة في التعبير عن روحها أو عن المرأة التي ترى نفسها فيها ، برقة شديدة وألوان جذابة ، نذكر من أعمال هذه المرحلة ذات الأشكال المتحركة والمتنوعة الإيماءات على سبيل المثال: ( في السوق ) و ( حاملات الحطب ) و ( صندوق الأعاجيب ).
    في المرحلة الثانية تبين لسعاد العطار أن عناصرها وشخوصها الأولى قد استنفذت طاقتها ، فأخذت تتراجع وتمضي لحال سبيلها ، لصالح عناصر وشخوص أصبحت ساكنة وصامتة ، يكاد المتلقي أن ينفذ إلى أعماق نظراتها الجوفاء الشاكية والمتهمة.
    ولعل من يتابع تطور تجربة سعاد من مرحلتها الأولى إلى مرحلتها الثانية يتبين كيف أنها توصلت إلى أسلوب متميز له الكثير من الخصوصية ، يعتمد بالغالب على أسلوب الفن العربي ، خصوصاً الرسم البغدادي للمرحلة المتوسطة ، وركزت في هذه المرحلة على الجانب التراثي ، عندما استلهمت الكثير من الأشكال التراثية مثل: ( سومرية ، إسلامية ، شعبية معاصرة ).

    كما نلاحظ في لوحات هذه المرحلة تأثرها الكبير بالفن الآشوري ، وهذا عائد لإعجابها البالغ بتلك الحضارة ، بالإضافة لتأكيدها على التأثيرات العباسية والحس الأسطوري ، حيث استلهمت من الأسطورة فكرة»الخصب»أو»النمو»كما في اللوحات التالية: ( من وحي التاريخ ، وقاتلهم لغد أفضل ، ومولد إنسان ).
    والفنانة هنا كما يقول الناقد العراقي عادل كامل:»تكشف عن رؤيتها الجمالية وفي الوقت نفسه عن البعد»الغريزي»لعملية الخصب والتطور «.
    في التجربة التالية تحتفل سعاد العطار»بالطبيعة ، والإنسان والحيوان» حتى أنها منحت عناصر ورموز لوحاتها ، قيمة جمالية من خلال دراسة الأشجار والأزهار والخيل والعصافير والفراشات والأسماك والجمال ، ورموز أخرى مثل القمر والمرأة.. الخ.

    لكنها في هذه التجربة ركزت على عنصر شجرة»النخلة»ككائن حي لها تاريخ ضارب في أقدم الأزمان ولها فلسفتها المتعددة ، فنجدها في العصور القديمة من الأشجار المقدسة ، وهي تمثل شجرة الحياة في عدن ، وبين آلهة الإخصاب عشترون ، وأيضاً جعل العرب منها في العصر الجاهلي إلهاً... ويقول القزويني عنها:»إنها خلقت من فضلة طينة آدم»هذا بالإضافة إلى أن عنصر النخلة عنصر بيئي تمتلئ به العراق من أقصاها إلى أقصاها.
    وهي أيضاً اختصار لمعان قديمة ومعتقدات شعبية تدل على أن هذا الرمز يعني النمو والخصب ، كما أنها تحولت في أعمال»العطار» التي أشرنا إليها ، كرمز شخصي ووجداني ملئ بالإسقاطات الإنسانية والاجتماعية.. واستخدمته الفنانة في أعمالها بذات المعنى إلى جانب بقية الرموز والعناصر النباتية ، من أشجار ذات أفرع متعددة ، وزهور وأوراق وسيقان ونباتات زراعية.
    وقد أكدت الفنانة على الجانب الجمالي للنخلة حين اختصرتها إلى حوار بين صرامة الخط المستقيم ورقة الخط المقوس ، حتى أنها أشعرت المتلقي من خلال عنصر الضوء الذي استخدمته من اجل أداء وظيفة تعبيرية وجمالية ، بالإيقاع ألطقسي الناتج عن التوالي لصفوف النخيل المنتصبة بجذوعها بكل شموخ وكبرياء.
    تلك الرموز التي بدأتها في الأعمال الغرافيكية ، واستمرت في لوحاتها الزيتية ، جمعت لصالح فكرة الخصب ، وهي تشكل في أعمالها رمزاً للإنسانية بشكل عام.
    كما أن العناصر والرموز التشخيصية التي وظفتها على مسطح لوحاتها ورغم أنها قريبة من الأجسام المحنطة ، إلا أنها تسرح بالخيال وتذكر بالأحلام ، وتحمل دلالة القوة والنماء والاستمرارية ، وهي ذات معان في التراث العراقي ، فمثلاً يشكل الإنسان سواء كان امرأة أو رجل مع الشجرة عالم واحد ، أما الشكل الكروي الذي يملأ فضاء لوحاتها فهو يرمز إلى الإنسان.

    لقد حاولت الفنانة عبر رموزها أن تكشف عن علاقة جدلية لا يمكن فصلها: علاقة ليست قائمة على الشكل والمضمون حسب ، وإنما قائمة أساساً على محتوى الفن ، وهذا ما حاولت التعبير عنه الفنانة سعاد العطار في تجربتها كما يقول عادل كامل.
    وتكشف الفنانة سعاد العطار من خلال تجربتها الجديدة التي عرضتها مذ فترة في»لندن»عن الجانب التراجيدي الدامي لعراق اليوم ، تلك التجربة تضمنت ستة لوحات بحجم كبير ، حملت عنوان» مدينتي المحترقة»وهو عنوان مغاير لعنوان معرضها ـ مدينتي الملونة ـ الذي أقامته في العام 1991 ، وقد عكس المعرض ـ مدينتي المحترقة ـ رؤية الفنانة لما تتعرض له مدينتها ومسقط رأسها بغداد من دمار واحتراق للبيوت والنخيل وللأرض والسماء من جانب ، وقتل وتشريد وترويع للسكان الآمنين من جانب آخر..
    وتختلط مع تلك العناصر وجوه غارقة في حزن مأساوي تغلي وراء قسماتها مراجل غضب وازدراء لأناس لا يعترفون بهزيمة ، ورغم كل العذاب والقهر ليس أمامهم سوى الصمود.. ولكن قمر العشاق وأساطير لوحاتها ما زال في الأعماق يتسلق السماء.
    إن أعمال سعاد العطار التي تتسم بالتعبيرية والرمزية المستقاة من الواقع والأحلام والتراث والحكايات العراقية ، التي تعبر عن مشاعر الحب والخير والبراءة والنماء ، تحمل كثيراً من المردودات الفكرية من خلال علاقة الرمز التي تحاول أن تذهب به إلى دنيا الحقيقة برؤية حالمة.
    أخيراً إن تواصل»العطار»مع موروثها الثقافي والحضاري له علاقة متصلة لتأكيد الهوية العراقية ، وهي هنا تستشعر النبع الروحي للمنمنمة الإسلامية والموروث الشعبي.

    بقي أن نشير بأنها بأن الفنانة سعاد العطار قد أقامت أول معرض لها وهي في ربيع عمرها العام 1958 ، وبعد عامين حصلت على دبلوم رسم من كاليفورنيا ، وفي سن ألـ 21 كان لها زوج وثلاثة بنات ، ورغم أعباء البيت فقد كانت ترسم وتدرس وتشارك بالمعارض بكل جد واجتهاد ، بعد ذلك تخرجت في كلية البنات العام 1964 ، ثم أتمت دراسة الاختصاص العالي في فن الحفر لمدة 5 سنوات في لندن.
    أقامت أكثر من 25 معرضاً ، في عواصم عديدة من العالم بيروت والكويت ودبي وباريس ولندن ونيويورك وغيرها إضافة إلى المعارض التي أقامتها في بغداد.
    شاركت في المعارض الوطنية التي أقيمت خارج العراق وساهمت في المعارض المشتركة داخل العراق وهي عضو جمعية الفنانين التشكيليين العراقيين وعضو نقابة الفنانين العراقيين. حصلت على العديد من الجوائز الدولية منها»ميدالية ذهبية»في فن الحفر من القاهرة عام 1984 وجائزة معرض بيكاسو - ميرو الذي أقيم في بغداد عام 1985 وجائزة تقديرية من البرازيل عام م1985 أيضا وجائزة تقديرية من بينالي مالطا عام 1995م.
    أعمالها موزعة على العديد من المتاحف العربية والعالمية ، وهي أول فنان عربي يشارك في المعرض السنوي للأكاديمية الملكية للفنون في لندن ، وبيعت أعمالها مؤخراً في مؤسسة»ساوثبي» العام 2001 وطبعت أعمالها في كتب ووزعت على العالم ، كما قدمت للمتحف العراقي الكثير من الأعمال الفنية التي يمكن عدها من نفائس الفن النسوي.

  8. #88
    من أهل الدار
    محمد غني حكمت .. مدرسة فن النحت

    محمد غني حكمت.. مدرسة فن النحت
    وُلدَ محمد غني حكمت في بَغداد، وبدأ في صنع الأشكال والمسجمات وهو في سن الرابعة، وَدرس النَحت على يَد الأُستاذ جواد سَليم في معهد الفنون الجميلة في العراق وَتخرج مِنه عام 1953، ثُمَ بعث إلى روما وَحَصل على دُبلوم النحت مِن أكاديمية الفنون الجميلة هُناك عام 1955، وفي عام 1957 حصلَ على دبلوم المداليات من مدرسة الزكا في روما، وَبعدها تَوجه إلى فلورنسا وَحصل فيها على شِهادة الاختصاص في صَب البرونز عام 1961.
    يُعتبر محمد غني حِكمت من الأعضاء المؤسسين لِجماعة الزاوية وتجمع البُعد الواحد، كما يُعتبر عضو في جَماعة بغداد للفَن الحَديث حيثُ ساهم في الكَثير من مَعارضها، وَلكن لَه دور فعال في المعارض الوَطنية المَحلية والدَولية، كما أقام عِدة معارض شَخصية في روما، وَبيروت، وَبغداد، وَفي عام 1964 حصل على جائزة أحسن نَحات على مُستوى العالم من مُؤسسة كولبنكيان.
    لم يكن أحد من أفراد عائلته قد مارس فن الرسم أو النَحت، وتُعتبر أُسرته من الأُسر المُحافظة حيثُ كان يَنظر البَعض إلى فَن النَحت على أَنه من الأُمور المُحرمة في نظر الشرع. استناداً إلى مقابلة مع النحات محمد غني حكمت ذكرَ فيها أنَّ قد يكون هُناك أثر لِطفولته في سبب اختياره لهذه المِهنة، حيثُ كانَ يَذهب إلى نَهر دجلة وَيعمل من الطين الحر أَشكالاً لحيوانات أو قد تكون الزخارف والمقرنصات والقباب التي كانت تزين الأضرحة في مدينة الكاظمية الأثر الخفي في نُزوعه إلى فن النحت.

    يعد من أبرز رواد الحركة التشكيلية العراقية والعربية، ويمثل مدرسة فنية في مجال النحت. وقد جملت تماثيله المبدعة العديد من ميادين العاصمة العراقية بغداد وساحاتها فضلا عن عواصم ومدن عربية وعالمية.
    ومن أبرز أعمال الفنان الراحل تمثال شهريار وشهرزاد وكهرمانة (علي بابا والأربعين حرامي) وجدارية مدينة الطب وتمثال أبي الطيب المتنبي وبساط الريح والخليفة أبي جعفر المنصور والجنية والصياد في بغداد. كما ساهم في تنفيذ نصب الحرية الضخم الذي يقع في ساحة التحرير وسط بغداد نهاية خمسينيات القرن الماضي إلى جانب مصمم النصب أستاذه النحات الراحل جواد سليم.

    أعمال متنوعة
    ومن أعماله الفنية الهامة أيضا التي كان يستوحي عادة مضامينها ويستلهم أفكارها ودلائلها من عوالم ألف ليلة وليلة والنحت السومري والميثولوجيا البغدادية، نصب قوس النصر المنجز في ثمانينيات القرن الماضي ويجسد الانتصار العراقي في الحرب مع إيران.
    وأنجز شيخ النحاتين العراقيين في ثمانينيات القرن الماضي إحدى بوابات منظمة اليونيسيف في باريس وثلاث بوابات خشبية لكنيسة "تيستا دي ليبرا" في روما ليكون بذلك أول نحات عربي مسلم ينحت أبواب كنائس في العالم.
    كما أنجز جدارية الثورة العربية الكبرى في عمان وأعمالا أخرى مختلفة في البحرين تتضمن خمسة أبواب لمسجد قديم وتماثيل كبيرة ونوافير.

    وانتهى النحات الكبير من إنجاز أربعة نصب جديدة لبغداد وهي: مصباح علاء الدين السحري الذي سيوضع في ساحة الفتح بالقرب من المسرح الوطني، وتمثال عن شموخ بغداد سيوضع في ساحة الأندلس، وتمثال عن إنقاذ مسلة التاريخ العراقي على شكل رجل يدفع بمسلة سيوضع في حدائق منطقة المنصور، وأخيرا نافورة تحوي شعرا لمصطفى جمال الدين ستوضع في منطقة الكاظمية.
    وأقام الراحل معارض فنية عديدة في لندن والولايات المتحدة وباريس وإيطاليا وبيروت وحصل على جوائز عالمية ومحلية عديدة، منها جائزة أحسن نحات من مؤسسة كولبنكيان عام 1964.

    مدرسة فنية
    هو أول من أدخل صب البرونز ونحته إلى العراق ليدرج في مناهج أكاديميات ومعاهد الفنون الجميلة، كما أدخل تدريس النحت على الخشب والحجر والمرمر والطرق على النحاس وهي تخصصات لا تزال معتمدة في المعاهد العراقية، مستفيدا من تجربته الدراسية الغزيرة التي أمضاها في إيطاليا.
    وكان حكمت عضوا مؤسِّسًا في "جماعة الزاوية" و"تجمع البعد الواحد" وعضوا في "جماعة بغداد للفن الحديث" وساهم في معارضها، كما ساهم في الكثير من المعارض داخل العراق وخارجه.
    وتتلمذ على يديه في معهد الفنون وأكاديمية الفنون الجميلة في بغداد العشرات من فناني النحت العراقي الذين يعدون الآن امتدادا لتجربته ومنهم خالد عزت وطه وهيب وآخرون.
    واعتبر النحات العراقي طه وهيب أن "الحركة التشكيلية فقدت أحد أبرز رموزها وأحد مؤسسيها، كما أكد الناقد صلاح عباس أن رحيل حكمت "خسارة كبيرة للفن العراقي وقيمه ودلائله التي توهجت بعطائه ومسيرته"، مضيفا أن "أعماله الكبيرة ستخلده وتجعله حاضرا دائما ليس عند الأوساط الفنية بل لدى كل العراقيين الذين يستيقظون وينامون على رؤية هذه الأعمال".

    ويعتبر حكمت واحدا من العديد من الفنانين الذين تعرضت أعمالهم للنهب والسرقة إثر الغزو الأميركي عام 2003. وأدى الاحتلال الأميركي إلى تدمير وسرقة 150 تمثالا من منحوتاته من البرونز والخشب والحجر و300 وسام وميدالية وشارة من الذهب والفضة والنحاس والبرونز كانت معروضة في أحد متاحف بغداد.
    أَعماله الفَنية
    صَمَمَ مُحمد حكمت مَجموعة من التَماثيل والنُصب وَالجداريات في بَغداد، وَمن أهمها:
    تِمثال شهريار وَشهرزاد.
    نَصب كهرمانة في ساحة كهرمانة وَسط بغداد.
    علي بابا والأربعين حرامي.
    تِمثال عشتار في فندق عشتار شيراتون، وهوَ أحد فنادق وَمعالم بغداد المَعروفة.
    حمورابي.
    جِدارية مدينة الطب.
    تِمثال للشاعر العربي المَعروف أبو الطَيب المُتنبي.
    نَصب الحرية: من إعداد النَحات المعروف جواد سليم ويعد هذا التَصميم مُجسداً لمسيرة الشعب العراقي من زَمن الاحتلال البريطاني إِلى العهد الملكي ثُم النظام الجمهوري حَتى وافاه الأجل، وَأكمل محمد حكمت إنجازه.
    نصب إنقاذ الثقافة
    نصب الفانوس السحري
    نصب العراق ينهض من جديد
    كَما أنجز حِكمت في ثمانينات القرن الماضي إحدى بوابات مُنظمة اليونيسيف في باريس وَثلاث بوابات خشبية لِكنيسة تيستا دي ليبرا في روما لِيكون بذلك أول نحات عربي مُسلم ينحت أبواب كنائس في العالم، فضلاً عن إنجازه جدارية الثَورة العَربية الكُبرى في عَمان وَأعمال مختلفة وَمتنوعة لَه في البحرين تَتضمن خمسة أبواب لِمسجد قديم وَتماثيل كبيرة وَنوافير.
    وَتُوفيَ في عمان في الأُردن يوم 12 أيلول عام 2011

  9. #89
    من أهل الدار
    مفخرة عراقية (أول طبيبة في تأريخ وزارة الصحة العراقية) !



    مفخرة عراقية (أول طبيبة في تأريخ وزارة الصحة العراقية) !

    المرحومة الدكتورة انة ستيان هي كريمة المحامي كيروب ستيان ولدت في بغداد محلة الكريمات سنة 1914 م درست الابتدائية والمتوسطة في مدرسة الارمن ثم أكملت الاعدادية في مدرسة الامريكان ومن ثم في كلية النساء في الجامعة الامريكية في بيروت تخرجت من كلية الطب الجامعة الامريكية في بيروت سنة 1937 م رجعت الى الوطن وتم تعينها كأول طبيبة في تأريخ وزارة الصحة العراقية في المستشفى الملكي ثم قررت عام 1945م قررت السفر الى المملكة المتحدة لاكمال دراستها وعملت في مستشفى همرسمث وبعدها في دبلن ايرلندا وبذلك حصلت على شهادة دبلوم الاختصاص في النسائية والتوليد في سنة 1947 م رجعت مرة ثانية الى الوطن ومارست ودرست في مجال النسائية والتوليد وقد احببت التدريس حباً جماً عملت في الردهة العاشرة في المستشفى الملكي حيث عدد الاسرة 60 سريراً نصفها لامراض النسائية والآخر للتوليد عينت استاذة مساعدة في الكلية الطبية سنة 1955 م ثم عينت استاذة في قسم النسائية والتوليد سنة 1965م تعتز بتدريس أجيال الاطباء مثل (آمنة صبري مراد، سالم الحيدري، خالد ناجي، احسان البحراني، غانم عقراوي ولبيب حسو) لها أسلوب أصيل في فحص وعلاج بعض الامراض والحالات النسائية قدمت عدة دراسات وبحوث في موضوع الاختصاص في عدة مؤتمرات في امريكا حصلت على عضوية شرف في كلية الجراحين الامريكية توفيت بعد عمر مديد قارب المئة قضت معظمه في خدمة مرضها وطلبتها !

  10. #90
    من أهل الدار
    الطبيب الجراح والفنان التشكيلي الراحل قتيبة الشيخ نوري


    الطبيب الجراح والفنان التشكيلي الراحل قتيبة الشيخ نوري


    اعداد : بدري نوئيل يوسف

    ولد في بغداد عام 1922 من عائلة كردية معروفة في بيت علم ودين ، وكان والده الشيخ نوري الشيرواني رجل دين متنورا ودنيويا وكان في حياته شيخ الطريقة النقشبندية في العراق ، وهو الشيخ نور الدين ابن الشيخ اسماعيل ابن الشيخ حسن الشيرواني ، ولد في اربيل سنة 1866 م وتوفي سنة 1942 م وشغل في حياته مناصب كثيرة ، من بينها مدير لمستشفى الغرباء في بغداد في زمن العثمانيين ، وشيروان مدينة صغيرة تابعة لمحافظة اربيل واليها ينسب اهلها ومنهم الشيخ نور الدين الشيرواني.
    عمل الشيخ نوري في مهنة التدريس مدة خمسون سنة اسس خلالها دار المعلمين في البصرة ، ودار العلوم في الاعظمية وله عدة مؤلفات مترجمة منذ العهد العثماني .
    اكمل الراحل الدكتور قتيبة الدراسة الابتدائية في الكرخ وكذلك المتوسطة والإعدادية ، وتخرج من الكلية الطبية العراقية عام 1948 م ، وبرزت شخصية الدكتور والفنان منذ نشأته الاولى بالذكاء المتفوق والعطاء الفني في كل مجالات الحياة اليومية وهو عراقي اصيل متمسك بعراقيته .
    اسس وقاد نشاطات الطلاب الاجتماعية والثقافية في الكلية الطبية والمعاهد العالية ، وساهم في الحركة الوطنية ، وأحيى عدة حفلات موسيقية واوركسترا عراقية لأول مرة في العراق، وهو لا يزال طالب في الكلية ، كما ساهم في تنشيط الحركة المسرحية الطلابية ، وبعد تخرجه من الكلية الطبية عمل في الطبابة العسكرية وكان متميزا في نشاطاته العلمية والفنية عام 1948 ، وحصل على اختصاص الجراحة من انكلترا في الاذن والأنف والحنجرة سنة 1952 ـ 1954 وتميز خلال الخمسينات بجراحة الاذن الدقيقة تحت المجهر وتصنيع طبلة الأذن، والقى بحثا عنه في المؤتمر الطبي العراقي لأول مرة وكان الرائد والأشهر في حقل اختصاصه الطبي .
    بدأ يرسم وهو طالب في الكلية وأقام معرضا للرسم لطلاب الكلية الطبية ، وساهم به وساهم مع الفنان فائق حسن وجماعته على تأسيس جماعة الرواد للفن الحديث عام 1950 م .

    وساهم وأسس مع الفنانين العراقيين الاوائل جمعية الفنانين التشكيلين واشترك في الكثير من المعارض داخل العراق وخارجه : ـ
    •جميع المعارض لجمعية الفنانين التشكيلين العراقية السنوية .
    •المعارض السنوية لجمعية الرواد (1950 ـ 1959) .
    •جميع معارض جماعة البعد الواحد (1971 ـ 1972 ـ 1975 ).
    •معرض الملصقات الجدارية في قاعة المتحف الوطني للفن الحديث 1970 .
    •معرض الفن المعاصر قاعة نادي الاعلام العراقي 1971 ومهرجان الواسطي الفني في بغداد 1972.
    •معرض الفن العراقي الشامل 1973 .
    •معرض السنتين العربي الاول (البينالة ) 1974 .
    •معرض اسبوع النضال العربي في جمعية الفنانين التشكيلين العراقيين 1974 .
    •معارض الفن العراقي المتجول خارج العراق بولونيا ، السويد ، النرويج ، دمشق والكويت وغيرها
    من عام 1975 ـ 1977 .
    •انتخب رئيسا لجمعية الفنانين التشكيلين العراقية مرتين 1972 ـ 1974
    القى عدة محاضرات فنينة في العراق والعالم العربي عن : ـ
    •الفن العراقي المعاصر وتاريخ البوستر ومميزاته ، البوستر السياسي العراقي
    •الحرف العربي ، العلاقة الفلسفية بين العلم والفن ، الفن البصري .
    •الرسم الفوتوغرافي ، الفن الاسباني المعاصر ، الجدران في الاندلس
    الراحل قيتبة هو من مؤسسي جماعة البعد الواحد في الفن ( الفن يستلهم الحرف).
    انتخب ممثلا للعراق في سكرتارية الاتحاد العام للفنانين التشكيلين العرب عام 1972 وأقام ستة معارض شخصية على قاعة المتحف الوطني للفن الحديث ببغداد (1969 ، 1971 ،1971 ،1972 ،1975 ،1977 ) وله مؤلف فني كتاب منجز غير مطبوع من البوستر (200) صفحة ومؤلف منجز عن الفن والعلم. له مجموعة سلايدات تزيد عن ستمائة سلايد عن الفن العراقي المعاصر . ويملك مجموعة كبيرة من الافلام الفوتوغرافية عن مختلف الفنون والمعارض الفنية في العراق وخارجه ،كان محبا للسفر والترحال للتتبع والاستزادة من العلوم والفنون لحد الادمان ، توفي في حادث سيارة خلال سفره الى الكويت عن طريق ناصرية ـ بصرة الصحراوي .
    يوم 11 نيسان 1979 اهتزت الاوساط الفنية والعلمية والاجتماعية لوفاته داخل العراق وخارجه ، وأقيمت على روحه الطاهرة حفلة تأبينية بمناسبة مرور اربعين يوما على وفاته في حديقة جمعية الفنانين التشكيلين العراقية ، القيت فيها كلمات التقديرية لشخصيته الفذة ، وقصائد وقطع موسيقية ترك الفقيد اثارا عميقة في الحركة الفنية العراقية المعاصرة والبحث العلمي والجراحة .
    من كلماته المأثورة عن الحياة ( انني اؤمن بالحب من خلال حبي احاول أن اترجمته الى عمل ، فأتمنى من كل الناس الطيبين أن يترجموا عواطفهم الحلوة الطيبة الى أعمال لخلق علو حلو جميل مملوء بالمحبة الملونة).

    وتقول زوجته المصون الدكتورة سميرة بابان اديب : ـ
    ((عرفت قتيبة لأول مرة عند دخولي كلية الطب عام 1946 وقد اعجبت وانبهرت بشخصيته المتدفقة في كافة المجالات فقد كان بحق قائدا للطلبة في المجال الوطني والثقافي والاجتماعي ، وكان قتيبة رئيسا للجنة الطلبة في الكلية وشعلة النشاط لا النشاط السياسي والوطني الذي كان ملتهبا في حينه بين اوساط الطلبة ضد الحكم الملكي والاستعمار فحسب بل في كافة اوجه النشاطات الفكرية والاجتماعية في الكلية)) .
    ((لقد حقق قتيبة ما اختطه لنفسه وللطلبة من غزارة العلم وتعدد الافاق ، فكان جراحا ماهرا رائدا في الاذن والأنف والحنجرة لا يكل من الاستزادة من العلم ومن حضور المؤتمرات والندوات العلمية وكان فنانا دءوبا باحثا لا يكل عن تتبع ما ينشر في مجالات الفنون التشكيلية والتصوير والموسيقى والفلسفة والأدب، وتعلمت منه عدم الجمود عن المعرفة بل مناقشه ومجادلته وكل ما أقرا واسمع للوصول الى الحقيقة فقد كان يؤمن بالإنسان وبحرية الفكر التي تجعل من الانسان خلاقا مبدعا مجددا وبعد فقد عشت حياة مليئة بكل جوانبها مع قتيبة )).
    قال عنه الدكتور الجراح خالد عبد العزيز القصاب : ـ
    ((برز قتيبة بصورة خاصة في معرض الرواد السنوي الثالث 1953 وكان المعرض حصيلة جدال حاد وحازم بين افراد الرواد وأصدقائهم عن مقدار الالتزام الفكري للفنان وكان قتيبة ومحمود صبري روادا للفكر معبرين عن السخط العام للأوضاع قبل ثورة تموز 1958 وبعد ذلك بدأت صور قتيبة تتصاعد بشكل واضح وسريع في الحركة الفنية في العراق والعالم العربي ، وان قتيبة قد صنع نفسه بنفسه وكان مندفعا للتطور دائما ولا يعرف الكلل والتعب ،لم يمنعه نشاطه الفني أن يكون اكثر الاختصاصين شهرة في هذا الفرع وأن يترك وراءه جمهورا كبيرا من المرضى لا ينسون عنايته العلمية الصحيحة وسجلاته الطبيبة المنظمة )).
    ((انصب اهتمام قتيبة في الاذن بصورة خاصة وبرز بصورة واضحة في عمليات الاذن وغشاء الطبلة الدقيقة التي تجري تحت المجهر وواكب هذا التطور العلمي في هذا الاختصاص وسافر الى لندن واختص هناك ثم سافر اليها لحضور اجتماعات الجمعية البريطانية لإمراض الاذن والأنف والحنجرة اربع مرات )).
    قال الدكتور عز الدين مصطفى رسول رئيس اتحاد الادباء الاكراد في المرحوم قتيبة الشيخ نوري : ـ
    ((واحد من الشخصيات العراقية البارزة الذي لمع اسمه كانسان فذ في اكثر من ميدان ، ان اتحادنا الذي وجد في الفقيد واحدا من اوائل من دعوه منذ تأسيسه ماديا ومعنويا ، والطبيب العالم والفنان الكاتب والمناضل الوطني المؤمن بشعبه وبلاده بقضية الانسان العادلة العامل بروح لاتكل ولا تعرف الخور والتشاؤم ، من أجل كل هذا العالم الشامل ومن اجل المسائل الواسعة التي ربط بها نفسه من اعماق واسعة صحية ومتفتحة ، ولقد كان قتيبة الشيخ نوري الشيرواني سليل اسرتين كرديتين عريقتين في العطاء في ميادين العلم والفكر والأدب والفداء الوطني وكان شموخه وخروجه الى عالمه الواسع وفيا للمنبت محبا له يزيد اصالته بالجديد المتطور وبعمق مشهود وبشيء رائع هو خاصيته الشخصية المتميزة والفذة ، وأول اسم في قائمة اول معرض للفنانين التشكيلين الاكراد وكان اسمه في اطارات اخرى اوسع بكثير من هذا الاطار الذي كسب فيه عندنا شرف سجله فناننا التشكيلي )).
    وقال عنه الدكتور غانم عقراوي : ـ
    (( لقد عملت مع قتيبة في المجال الطبي اكثر من 15 سنة كان نعم الزميل، نعم الطبيب بشهادتي وشهادة كافة زملاءه الذين عملوا معه من ابرز وابرع الجراحين خاصة في حقل اختصاصه الذي يتطلب الدقة والتركيز في الفن وفي الفحص والتشخيص والعلاج وكأنه جمع الفن والبراءة على صعيد واحد ، لقد شاركته العمل في صالة عمليات مستشفى الراهبات مع زملائي الاطباء والممرضات والمعنيين وكان يملأ المكان غبطة وفكاهة وانشراح ، ولم يكن قتيبة ينظر الى مهنة الطب نظرة ربح واستغلال ، بل كان ينظر اليها نظرة عالم انساني فنان ، وكان من الطلائع في عملية تصنيع طبلة الاذن تلك العملية الدقيقة في الفن البلاستيكي ، وهو اول بحث من بحث الموضوع في العراق في احدى مؤتمرات الجمعية الطبية العراقية ، وكان يساهم كل سنة تقريبا في المؤتمرات الطبيبة العالمية في فرنسا وايطاليا واسبانيا وسويسرا وغيرها ليكون دائم الاطلاع على ما جد من جديد في حقل اختصاصه لما يعود بالنفع لمرضاه في الوطن . وكنت شخصيا اشارك قتيبة في حبه للموسيقى الكلاسيكية فلقد كان ذا افق واسع في حبه وشغفه بها وبغيرها من انواع الموسيقى، وبدأ ولع قتيبة بالموسيقى منذ أيام الدراسة اذا كان عضوا في لجنة الموسيقى والفن في الكلية العلمية وساهم في اعداد وتحضير الكثير من المناهج الثقافية والحفلات والفعاليات والمعارض الفنية والتمثيليات بضمنها عزف اسطوانات مع شرح وتعليق . وعند سفره للخارج للاختصاص زاد ولعه بالموسيقى وكان يحضر الكثير من الحفلات الموسيقية العالمية وتطورها من القديم الى الحديث ساعده بذلك احساسه الفني المرهف ، وجمع الكثير من الاسطوانات والأشرطة والتسجيلات حتى اصبحت لدية مجموعة كبيرة منها ستكون تراثا فنيا كبيرا لعائلته والوطن وكانت الموسيقى تلعب دورا مهما في حياته كطبيب وكفنان وكانسان )) .

    أقيم أمسية يوم الأربعاء 13 ـ 8 ـ 2014 في غاليري الاورفلي في العاصمة الاردنية عمان حفلة توقّيع الكاتب والناقد العراقي المغترب حمدي التكمجي كتابه الجديد الذي يستعرض فيه سيرة حياة أحد رموز الحركة التشكيلية العراقية الحديثة الراحل الفنان والطبيب قتيبة الشيخ نوري ، ويحمل الكتاب الصادر عن دار الاديب البغدادية عنوان "قتيبة الشيخ نوري: الطبيب والفنان المبدع" ويتضمن لوحات فنية انجزها الفنان الراحل في بغداد وأثناء دراسته الطب في لندن، وشارك في حفل توقيع الكتاب الذي تديره سميرة بابان زوجة الراحل قتيبة الشيخ نوري، التكمجي ، والمسرحي يوسف العاني، والفنان التشكيلي إبراهيم العبدلي ويأتي الكتاب ضمن سلسلة يؤرخ فيها التكمجي لأدباء العراق ورواده ومفكريه ومبدعيه ، وأوضح التكمجي أن كتابه جاء ضمن سلسلة كتب أنجزها في عمان توثق سيرة حياة رواد الحركة الثقافية والفنية الحديثة في العراق بهدف تعريف الاجيال المقبلة بالإرث الفني المتميز لمبدعين قادوا النهضة الثقافية العراقية أبان خمسينات القرن الماضي بإبداعاتهم المختلفة من ادب ومسرح وفن تشكيلي والتي عبرت عن أوجاع الشعب وهمومه.
    أشاد الفنان التشكيلي ابراهيم العبدلي بعطاء الفنان الراحل قتيبة الشيخ نوري، وقال ان "قتيبة قدم الكثير للثقافة والفن التشكيلي العراقي، خاصة عندما تسلم رئاسة جمعية التشكيليين العراقيين، حيث أستقطب شريحة مثقفة واسعة من اطباء ومهندسين وأدباء وشعراء للانضمام الى الجمعية، كونه كان من الشخصيات الثقافية المؤثرة في المجتمع العراقي، فضلاً عن المحاضرات الثقافية والفنية التي كان يقيمها في الجمعية اسبوعياً، وكان يستضيف فيها فنانون عرب وعالميون في شتى المجالات .
    اما الفنان محمود طه فيقول عن الدكتور قتيبة في ملخص مفيد بان هذا الفنان كان يحظى باحترام كافة الفنانين العراقيين وكان له ود واحترام كبيران عندهم وربما كان مرد ذلك الى ثقافته الطبية وما انعكس عليها من تعاملات إنسانية ويتابع محمود طه فيقول .. لو انك تتأمل اي ناد ثقافي عربي فلا بد ان تجد في داخله اكثر من صراخ وخصوصا بين الفنانين فليس هناك انسجام بين فنان وأخر بل نادرا ما يتفق ثلاثة فنانين عرب على قيمة فنان معين ولكن قتيبة لم يعترض احد على اسمه وقيمته كفنان على الاطلاق.
    ويقول محمود طه لقد شاهدت اعمالا كثيرة لقتيبة ومنها معرض البعد الواحد الذي شارك به مع الفنانين هاشم الخياط وضياء العزاوي وشاكر حسن ال سعيد ووجيه نحلة من لبنان وكان ابرز ما لفت نظري في لوحات قتيبة ان استغلاله للحرف العربي كقيمة تشكيلية كان متميزا حقا، ويفسر الفنان طه ذلك بالقول ان قتيبة كان ضمن جماعة فناني البعد الواحد وهم ممن اتجهوا في خط جواد سليم وهو من اوائل من بدا باستخدام الخط العربي في الفن التشكيلي وكان اكثرهم ارتباطا بعلاقة حميمة مع المرحوم هاشم الخطاط من اجل الدراسة والتثقيف في الخط من خلال معايشتهم له.
    اما الفنان محمود صادق فيقول انني لا اقدر على التحدث في الخصوصيات عن الفنان الراحل الدكتور قتيبة فمعرفتي به قليلة، اما بشكل عام فقد كان من الشخصيات العراقية التي يفتخر بها الفن التشكيلي العراقي وكان يجمع ما بين الثقافة العميقة جدا والفن، لقد كانت ثقافته عالية جدا وكان يحظى باحترام الجميع، لذا فقد كان كثيرا ما يستعان به في العراق من اجل التحكيم في المعارض المقامة فقد كان حياديا ولم يعرف عنه ابدا انه كان متعصبا لفنه او لمنهجه بل كان منفتحا على كل الاتجاهات وكان يمتدح اعمال الفنانين الاخرين اكثر من اعماله، وقد حدث هذا امامي في إحدى المرات اثناء اقامة معرض جماعة الرواد في بغداد قبل سنوات.
    اما عن سبب عدم معرفتنا الوافية بأعمال وقيمة هذا الفنان العربي الكبير الراحل فان محمود طه يفسر ذلك بان هذا عائد الى تدني مستوى الثقافة الفنية عند الفنانين العرب، فهي ثقافة محدودة رغم ان كثيرين منهم قد درسوا في ايطاليا ومصر وغيرها ولكنك حين تسألهم عما يعرفونه عن فائق حسن او جواد سليم او حتى وجيه نحلة الذي اشتهر باستخدامه في الحرف العربي او ضياء العزاوي الذي اشتهر منذ اواخر الستينات على المستوى العربي والدولي فانك لا تجد إلا القليل القليل ممن يعرف هؤلاء و غيرهم من الفنانين العرب الكبار تماما مثلما يجهلون اولا يعرفون تماما قيمة فنان كبير راحل مثل الدكتور قتيبة الشيخ نوري.

صفحة 9 من 13 الأولىالأولى ... 78 91011 ... الأخيرةالأخيرة
تم تطوير موقع درر العراق بواسطة Samer

قوانين المنتديات العامة

Google+

متصفح Chrome هو الأفضل لتصفح الانترنت في الجوال