صفحة 7 من 13 الأولىالأولى ... 56 789 ... الأخيرةالأخيرة
النتائج 61 إلى 70 من 121
الموضوع:

رسالة الى حبيبتي بغداد ( متجدد ) - الصفحة 7

الزوار من محركات البحث: 79 المشاهدات : 2373 الردود: 120
جميع روابطنا، مشاركاتنا، صورنا متاحة للزوار دون الحاجة إلى التسجيل ، الابلاغ عن انتهاك - Report a violation
  1. #61
    من أهل الدار
    تاريخ التسجيل: November-2020
    الدولة: بغداد
    الجنس: ذكر
    المشاركات: 35,695 المواضيع: 10,477
    التقييم: 29373
    مزاجي: متفائل دائماً
    المهنة: موظف حكومي
    أكلتي المفضلة: البرياني
    موبايلي: غالاكسي
    آخر نشاط: منذ 13 ساعات
    مدينة العاب بغداد اول مدينة العاب في الشرق الاوسط





    بقلم: عبدالكريم الحسيني


    كان عام 1963 عاما عصيبا على العراقيين بعد الاحداث الكبيره التي حدثت وتخلخل الامن والاقتصاد وانحسار نزعة اللهو والترويح عند البغداديين حيث كانت بغداد لاتزال تحت مظاهر الاحكام العرفيه والعسكريه وعندما اطل عام 1964 كانت بشائر الامل بعهد جديد وتحسن في الاقتصاد ومباشرة الحكومه في تنشيط عجلة الاقتصاد ولكن هذا الاقتصاد اصيب بخيبة امل عندما اقدمت حكومة المرحوم طاهر يحيى بعملية التأميم المعروفه والتي اثرت سلبا في حركة السوق واحجام رؤوس الاموال من المشاركه في المشاريع ولغرض ترويج المشاريع وتشجيع الاستثمار فيها عمدت الحكومه الى المشاركه بواسطة شخصيات منها لغرض ابداء حسن النيه للاخرين ..



    لم يكن في بغداد مدينة العاب او مدينة ملاهي كما يطلق عليها وكان حدائق السكك في منطقة علاوي الحله مجاور المحطه العالميه هي المتنفس الوحيد للعوائل ولكنها كانت محدوده جدا وصغيره وتعتمد على مسرح للاعياد ومشتل زهور وبعض الالعاب البسيطه ومطعم وكازينو وبعض الاكشاك الصغيره مما حدى بالتفكير الى انشاء مدينة العاب نموذجيه ومتطوره واسست شركه لهذا الغرض ..
    في عام 1964 وضع الحجر الاساس للعديد من المشاريع منها ملعب الشعب الرياضي ومدينة الالعاب ومشروع قصب السكر وغيرها وكانت شركة مدينة الالعاب كشركه مساهمه في عام 1964 وسجلت تأسيسها (شركة مدينة العاب بغداد في عام (1964) ) لتكون أول مدينة ألعاب في الشرق الأوسط آنذاك وهي مسجلة في دائرة تسجيل الشركات وسوق العراق للأوراق المالية، وقد تعاقدت الشركة مع أمانة بغداد عام (1964) على تأجير الأرض المقامة عليها المدينة حالياً بموجب عقد مدته (35) سنة انتهت في عام (1999) لتوفير الأجواء الملائمة لمرح الأطفال والى مواطنينا المتطلعين الى أيام تخفف عنهم عناء الحياة التي تمادت في قسوتها وتزرع البهجة والأمل في نفوس أطفالهم المتطلعين الى مستقبل عراقي باسم،



    وبوشر في عرض الاسهم للاكتتاب وساهم فيها عدد قليل خوفا من اجراءات اقتصاديه شبيه بالتأميم الذي حصل وبادر المرحوم طاهر يحيى رئيس الوزراء الى المساهمه شخصيا بشراء عدد من الاسهم تشجيعا وطمأنة للاخرين وبشر العمل بعد ان وضع الرئيس المرحوم عبد السلام عارف حجر الاساس لهذه المدينه التي اعتبرت اول مدينة العاب حديثه في الشرق الاوسط وسميت ( عروس بغداد ) ..



    تمكنت الشركه من توقيع عقد مع امانة بغداد لايجار الارض التي أقيمت عليها هذه ألمدينه في جانب الرصافه مقابل قناة الجيش والتي كانت هي أيضا حدائق غناء تمتد على مسافة اكثر من 10 كم والتي كانت سابقا عبارة عن برك من المياه الاسنه تسمى (شطيط) اقيمت فوقها هذه المدينه التي كانت تعتبر في حينها من اجمل مدن الالعاب في الشرق الاوسط..



    اعتبرت مدينة العاب بغداد المتنفس الرئيسي لعوائل بغداد والعراق وحتى الخليج وكانت بحق عروس تحتضن قناة الجيش وتستقبل الزوار بحدائقها الغناء والعابها الحديثه التي كانت مثار اعجاب الجميع وكان الاطفال والشباب والصبايا والكبار كلهم يستمتعون بهذه الوسيله المتاحه للترفيه ايام الاعياد والعطل الاسبوعيه وكانت اسعارها رخيصه ولايتجاوز الدخول اليها سوى ( 20 ) فلسا واكثر الالعاب وخاصة الاطفال بهذا السعر او يزيد خمسة فلوس عليه والطعام متوفر بانواعه بمطاعم منتشره واكشاك متفرقه ومن الالعاب الجميله التي لاتزال في الذاكره :
    الخيول ، دولاب الهوا ، النفق المرعب ،قطار المدينه ، الطيارات المقاتله ، الطائرات السمتيه ، المراجيح ، المرايا المقعره ، التل فريك المعلق ، الباص التنقل ، السيارات الكهربائيه ، سباق السيارات ، العاب القوه ، التهديف ، النزهه النهريه ، سكة الموت ، الدوده الزاحفه ... وغيرها من الالعاب التي تسر الجميع ..



    تم تطوير المدينه على مدى سنين واضيفت اليها العاب كثيره وتم تحديث العابها القديمه وبالرغم من انتهاء عقد ايجارها عام 1999 الا ان امانة بغداد مددت العمل بالعقد خدمة للمواطنين حتى جاء عام 2003 حيث اغلقت واصابها الاهمال والتآكل والعبث واستلوت عليها امانة بغداد وحصلت مشاكل مع الشركه ولاتزال المدينه معلقه ومتروكه ولايستفاد منها لاي غرض مع الاسف الشديد بعد ان كانت عروس الشرق الاوسط ..

    عبد الكريم الحسيني



  2. #62
    من أهل الدار
    "العبقري مصطفى جواد عاشق اللغة العربية وحارسها، وصاحب قل ولا تقل، ذاكرة باقية في وجدان العراقيون"



    "العبقري مصطفى جواد عاشق اللغة العربية وحارسها، وصاحب قل ولا تقل، ذاكرة باقية في وجدان العراقيون"


    تعتبر اللغة العربية من أهم اللغات في العالم وأكثرها انتشارا، وتكتسب اللغة العربية أهميتها من أنّها لغة القرآن، وهي اللغة التي تقوم بها سائر العبادات، وهي أيضا لغة رئيسية لدى العديد من الكنائس المسيحية في الوطن العربي، وكتب بها الكثير من الأفكار اليهودية في العصور الوسطى، حيث صارت افصح من كل اللهجات التي كانت سائدة في الجزيرة العربية وباقي البلدان كالعراق والشام ومصر، واصبحت الآن لغة أكثر من 23 دولة.
    لم تعرف اللغة العربية النحو والصرف، بل كانت لغةً محكيةً متمرسة بالسليقة والفطرة لأبن الجزيرة العربية، وتثريها بيئته بكل ما يناسبها من تعابير وألفاظ. ومع اتساع رقعة البلاد التي سيطر عليها المسلمون، وشروعهم في مشروع دولةٍ فعلي، كثُرت مراسلاتهم، كما قادت الفتوحات شعوبًا لم تعرف العربية لتصبح جزءًا من المجتمع العربي، فأصبحت الحاجة ملحة لضبط قواعد اللغة العربية حفاظًا عليها مما يداخلها ايام الخلافة العباسية. لم يكن ذلك ممكنًا لولا وجود قائمةٍ من علماء اللغة العربية الذين أسهموا في بناء الصرح البديع للغة العربية، ووضعوا قواعده وشيدوا بنيانه، وقفوا حياتهم للحفاظ عليها من الشوائب التي قد تخالطها. وهم: ابو الأسود الدؤلي والفراهيدي وسيبويه والجاحظ والكسائي وابن جني والجوهري والزمخشري وابن مالك وابن منظور وابن آجروم والجرجاني والاصمعي والمبرد وابن خروف ومجد الدين الفيروزآبادي وابن عقيل وبن سيده والجزولي، وهم الذين نحتوا اللغة وضبطوها وطوروها حتى لا يصيبها الجمود ثم نشروها، انها لغة محفوظة وقابلة للبقاء والإثراء مهما كانت التحديات التي تشخص أمامها، لغة جميلة باقية الى يومنا هذا، لانها مرتبطة أكثر من اللغات الأخرى بالكيان العربي نفسه، بالذات العربية نفسها، بحالة الارتباط النفسي للفرد العربي والعقلية العربية التي تشكلها.
    في يوم هادىء في ساعت الصبح، جلست مع الاصدقاء، في مقهى السافويا وعلى ضفاف بحيرة الممزر في الشارقة، كان المقهى.. هو مكان اللقاء والحوار.. لم يكن مجرد مكان جميل يصلح للجلوس وقضاء الوقت.. بل ان المقهى هو للاستمتاع والتأمل من شرفته الامامية لفضاء البحيرة من سماء زرقاء وهواء عليل، ومنها ينطلق حديث الحوار حول شؤون بلدنا ومتابعة احداث الساعة وغيرها، طرح احد الاصدقاء بعد قرائته لمقالاتنا حول علما اللغة والشعر في العراق في القرن العشرين وهم الكرمي والاثري والزهاوي والرصافي،

    واقترح ان نكتب عن احد فرسان لغة الضاد العالم الدكتور مصطفى جواد، كما هو حال اللغويين العرب القدامى، والذي كان شغفه اللغوي وهيامه باللغة العربية قاده ان يكون من اقطابها واحد البارزين بها في القرن العشرين على المستوى العراقي والعربي، من النادر ان يجود الزمن بمثله، لاقى اقتراحه تشجيع الآخرين، وبدأ القلم يشق طريقه لتحقيق ذلك، عن عاشق اللغة العربية واحد جهابذتها تحدثاً وكتابة، وهو المعروف بالدقة والموضوعية في كل ما يقول او يكتب، وهو شاهد على القرن العشرين منذ ولادته وحتى موته، وفي مقالنا هذا سنقدّم لكم الدكتور مصطفى جواد.
    الولادة والاصول والثقافة:
    انجبت بغداد أعلاما في السياسة والفكر والعلم والأدب بينهم مصطفى جواد، ولد مصطفى جواد عام 1904 من ابوين تركمانيين من عشيرة سرايلي وسرايلي تركمان من الصرايلو في محلة شعبية اسمها عقد القشل في الجانب الشرقي من بغداد، وهي المأمونية ايام بني العباس بجوار جامع المصلوب، كان جده مصطفى بن ابراهيم ينظم الشعر بالتركية، ووالده جواد امي خياط يتكلم بالتركية، كما يتكلم بالعربية العامة، وأصل أسرته من (قرة تبة) احدى نواحي محافظة التأميم(كركوك).
    ومن بغداد مسقظ رأسه، انتقل مع ابيه الى دلتاوة(الخاص) ودخل كتاب(اللملة صفية) لتعليم الابجدية وحفظ القرآن، ثم دخل الابتدائية في (دلتاوة) واستمر بها حتى دخول جيش الاكليز لبغداد شتاء 1917، ثم لم يلبث ان توفي والده، عاد إلى مسقط رأسه بغداد بعد الاحتلال البريطاني للعراق فكفلهُ أخوه (كاظم بن جواد) وكان يعد من أدباء بغداد في التراث الشعبي، واستفاد من رعاية اخيه له الذي برع في العلوم العربية، وهو الذي أسهم ببناء قاعدة العشق اللغوي في شقيقهِ، ونشأ في بستان لأسرته واغرم بحياة الريف في دلتاوة، عاد الى بغداد كتلميذ في المدرسة الجعفرية الاهلية عام 1918 ويتركها فيما بعد بسبب الفاقة، ويستقر في مدرسة باب الشيخ الرسمية، ثم يرحل من بغداد الى دلتاوة ويكمل دراسته الابتدائية في مدرستها، لم يستفد من المدرسة الابتدائية فائدة كبيرة، بل بفضل اخيه وجهده الذاتي وبتشجيع من احد اساتذته الذي اعجب به في المدرسة الجعفرية من دخوله الى دار المعلمين الابتدائية، فجرى قبوله بامتحان ظهر تفوقه فيه وصار في عداد الصف الاول في دار المعلمين الابتدائية عام 1921م، وفي هذه الدار التي امضى فيها ثلاث سنوات منذ 1921، لفت نظر العلامة طه الراوي، فعني به وشجعه على استمرارية الحفظ من الشعر والرواية والنصوص الادبية وبعض الكتب، و مدير الدار عز الدين الناصري الذي عهد اليه وهو طالب في الصف الثالث بأن يقوم مقام اخيه بتدريس العربية في مدرسة التطبيقات الابتدائية، في حالة غياب اخيه، ودرس عدة ساعات، وكذلك الاستاذ ساطع الحصري، حيث أهداه قلماً فضياً بعد ان وجد قابليات تلميذه تتجاوز عمرهُ الفتي بمراحل، وكانوا يقولون له:
    أنت أفضل من أستاذ..
    فهو يكمل عجز البيت الشعري اذا توقف الأستاذ عن ذكرهِ، ويحلل القصيدة ويتصيد الأخطاء ويشخص المنحول بقدرة استقرائية غير مستعارة من أحد، وفي دار المعلمين الابتدائية تألفت لديه ذخيرة حببت اليه آداب اللغة العربية وقويت عنده الرغبة في دراستها وحبيت اليه تتبع التاريخ الاسلامي والتعمق في التاريخ العربي وتاريخ العراق في العصور الاسلامية بصورة خاصة كما نشر شعرا مدرسيا، وكان خطيب المدرسة في السنة الثالثة وشارك في التمثيل، ولعل ما حصل عليه من رعاية وعناية في دار المعلمين الابتدائية، اضافة إلى ما لاقاه من الرعاية نفسها في المدرسة الجعفرية الابتدائية من قبل قد مكنته من بلورة اهتماماته الثقافية وتحديد اتجاهها، كما وسعت من أفقه ومحيط دائرة اهتمامه.

    عين مدرساً للمدارس الإبتدائية عام 1924م، ومارس التعليم في المدارس تسع سنوات (1924- 1933)م، متنقلاً بين محافظة الناصرية والبصرة والكاظمية والخالص، ثم عاد الى بغداد وعمل كاتب تحريرات في وزارة المعارف.

    خلال سنة 1925 تعرف بالعلّامة اللغوي الأب أنستاس الكرملي وكان للكرملي مجلس أدب ولغة في الكنيسة اللاتينية يؤمه أدباء الدرجة الأولى في بغداد، فلازمه واستفاد من خبرته وعلمه وفضله، وكتب في مجلة (لغة العرب)، كذلك اعانته مكتبة الكرملي العامرة بالكتب المخطوطة والمطبوعة والنادرة بالاضافة الى امهات الكتب والمراجع المعروفة، وظهر نتاجه في مجلة العرفان اللبنانية وجريدة العراق والعالم العربي، ونشر بعض البحوث النفسية في مجلتي سومر والمقتطف، كما تولى نقد الكتاب الذي وضعه روفائيل بطي ابو اسحق لقواعد اللغة العربية، والذي اقرته وزارة المعارف تدريسه في المدارس الابتدائية، وقال في خاتمة نقده"ان ثلاثين غلطة كافية لقتل لغة القرآن الكريم، فكيف بكتاب كله اغلاط"، كما عالج نظم رباعيات الخيام بالعربية عام 1930، ونظم شعراً سياسياً واجتماعياً.

    كانت حياة مصطفى جواد بعد تخرجه واشتغاله بالتعليم نحو طلب العلم وتحصيله، فحقق وكتب وبحث قبل ان تتهيأ له مواصلة دراسته، فاشتهر وذاع اسمه، فرشحته وزارة المعارف لبعثة علمية سنة 1934 للتخصص من امريكا، الا انه وجد ان الطريق طويلا، فغير وجهة بعثته الى فرنسا، وسافر الى القاهرة، في كلية الآداب لتعلم مباديء اللغة الفرنسية، ثم سافر الى الى السوربون لنيل الشهادة، وفي باريس عام 1934، جوبه بصعوبة تعادل شهادته التي نالها في دار المعلمين الابتدائية ببغداد، فاستعان بمستندات علمية هي بعض جهوده في النشر والتأليف وترجمها إلى الفرنسية بمساعدة المستشرق المعروف «لويس ماسنيون»، فقبل في كلية السوربون لاعداد الدكتوراه فاختار موضوع «سياسة الدولة العباسية أواخر عصورها» بمساعدة زوجته الفرنسية، تفتحت له آفاق جديدة من حيث الدراسة الواسعة وتنوع المصادر بالاضافة الى تعرفه للعالم القزويني الذي كان يعيش هناك، حيث الذي عرفه، واتخذ من بيته ومكتبته الغنية مجلساً يؤمه، اكمل دراسة الدكتوراه عام 1939 بالفرنسية ، لم تتهيأ له الفرصة دون ان يتمكن من من الدفاع عن رسالته العلمية بسبب الحرب العالمية الثانية، ولا تزال هذه الرسالة العلمية بعيدة عن الباحثين والقراء العرب والمسلمين ، كانت الفترة الباريسية التي أنهتها الحرب العالمية الثانية سنة 1939، من أخصب سنوات عمره. فلقد حقق كشوفات علمية أعلنها في مجلة البحوث الاسلامية لوزارة المعارف الفرنسية سنة 1938.

    استدعي لأداء خدمة الاحتياط، ثم عين استاذاً في دار المعلمين العالية، ثم دعي لتعليم الملك الصغير فيصل الثاني من القراءة الخلدونية، كما اشرف على الاساتذة المختصين بتدريس الملك الأدب العربي،

    تداول البعض وعلى مواقع التواصل الاجتماعي لوثيقة نادرة لدرجات التقييم للملك فيصل الثاني(1944-1945) موقعة من قبل العلامة ومؤرخ اللغة العربية مصطفى جواد، ولصعوبة الجمع بين التدريس في دار المعلمين العالية وبين تعليم الملك الصغير، نقل الى مديرية الآثار ثم اعيد الى التدريس في دار المعلمين العالية التي اصبحت كلية التربية بعد تأسيس جامعة بغداد ثم ندب لتأسيس معهد الدراسات الاسلامية وانيطت يه عمادته حتى عام 1963، اعيد الى كلية التربية ومرض بعد ذلك فاعفي من التديس واصبح استاذا متفرغا عام،1967، من المناصب العلمية المناصب العلمية التي تقلدها، حيث اختير عضو المجمع العلمي العراقي عام 1949، اصبح نائبا لرئيس المجمع العلمي عام1953،واسهم في تحرير المجمع العراقي منذ 1950، وعضو المجمع العلمي العربي في سوريا، كما ساهم في تحرير مجلة المجمع العلمي العربي، وانتخب مراسلاً لمجمع اللغة العربية في القاهرة، كما شارك في المؤتمرات المختصة باللغة العربية.
    بالرغم من اشتداد مرض القلب الذي ضل يعاني منة الى اخر حياتة واصل النشر والكتابة والبحث، وعند اشتداد المرض عليه اشعر وقال:
    رشحتني الاقدر للموت ولكن***اخرتني لكي يطول عذابي
    ومحت لي الآلام كل ذنوبي***ثم اضحت مدينة لحسابي
    توفي الدكتور مصطفى جواد بتاريخ (17-1-1969) وكان لموته أثر كبير وحزن عمّ اصدقاؤه وتلاميذه ومن انتفع لعلمه والأوساط العلمية والأدبية كالمجاميع العلمية واللغوية، سار في تشييعه في بغداد رئيس الجمهورية العراقية أحمد حسن البكر والفريق صالح مهدي عماش نائب رئيس الجمهورية وبعض من قادة الدولة والوزراء، وفي النجف ثم ووري الثرى فكان قبره في بداية شارع كربلاء العام يضم بعض من أعلام الحضارة في العراق في القرن العشرين، وأقيمت في الذكرى الأربعينية لوفاته حفلة تأبينية كبرى حضرها مندوب عن رئيس الجمهورية وعدد كبير من الوزراء والمسؤولين وشعراء الدول العربية والإسلامية وجمهور غفير من أصدقائه وطلابه ومحبيه، ثم نظمت وزارة الثقافة والإعلام معرضا يضم مخلفاته وآثاره الشخصية والعلمية افتتح يوم 25 مارس 1970.
    تبارى الشعراء في رثائه وبيان فضله، منها ما رثاه الشاعر مصطفى جمال الدين، ومما جاء في القصيدة وهي بعنوان (حارس اللغة):
    ضاحٍ على وهج الحروف توقدا *** هيهات يُطفئ لمحَ عينيه الردى
    ومحطمٌ سُدَفَ الخلود بروحه *** هل كيف يلقاهُ رتاجاً موصدا
    يا حارس اللغة التي كادت على *** صدأ اللهى أن لا يرنّ لها صدى
    هبّت عليها الحادثات فلم تدع *** غصناً بعاصف حقدها متأوّدا
    فأقام محنتها على حيث إلتقى *** بيديه صحو الأمس يبلغها الغدا
    كما رثاه الدكتور الشاعر زكي المحاسني بقصيدة طويلة مطلعها:
    تلبس الروح فيك ثوب الحداد *** مصطفى يا بن خيرٍ وجوادِ
    غير أنا نبكي إذا ما فقدنا *** علما كالجواد بعد الجهادِ
    كان يسمو بطرفه نحو دار *** هي للعلم والحجى والسدادِ
    عبقريا قضى السنين عليماً *** باعثاً للتراث دأب اجتهادِ
    معجمي الآدابِ ألّف فيها *** كل سفر مخلد الأبراد.
    اما الدكتورة عاتكة الخزرجي فقد كتبت الى روح استاذها جاء فيها:
    مضى مصطفى فينا حميدا ومامضت***له الباقيات الصالحات الخوالد
    مضى مصطفى لكن الى فيء رحمة***وظل رحيم يرتجي ويناشد
    العلامة مصطفى جواد احد عباقرة اللغة العربية، علم عرفته الاقطار العربية والاسلامية، عرفته هذه الاقطار كعلم من اعلام القرن العشرين، وكان موسوعة
    معارف في البلاغة والسبر والاخبار، وهو المؤرخ الجغرافي والموسوعي لتأريخ العراق، فعلاقته باللغة العربية علاقة وجودية، فرغم معرفته بكثيرٍ من اللغات الأخرى، فإن حرصه على اللغة العربية كان من منطلق هوياتي وتاريخي، ومن منطلق ثقافي لساني أدرك من خلاله أن هذه اللغة هي الفضاء والجسر والمقاومة والوعي، من الرواد البارزين في العراق الذين خدموا اللغة العربية وشغفوا بعلومها وأسّسوا قواعدها، معلماً وأديبا بارعاً، ومؤرخاً عبقريا.
    كان الدكتور مصطفى جواد يعد التعريب الوسيلة الثانية من وسائل تنمية العربية بعد الاشتقاق، لسدّ حاجتها من المصطلحات العلمية والفنية، وحاجة العربية شديدة في هذا العصر إلى المصطلحات العلمية والفنية.
    التعريب في الأصل أخذ الكلمة غير العربية وإحداث بعض التغيير اللفظي فيها بحسب ما يقتضيه النطق العربي من قلب أو تغيير، وصب الكلمة المستعارة في قالب عربي. وكان يرى في القرآن كلمات معربة فإن (الكلمة وإن كان أصلها من لغة أخرى فإنها إذا عرّبت في العربية واستعملها أهلها فقد صارت عربية كسائر ما تتخاطب عليه العرب من كلامها، لذلك جاز أن يخاطب الله بها العرب، لقد أجاز المجمع اللغوي المصري التعريب في قراراته الأولى بقوله (يجيز المجمع أن يستعمل بعض الألفاظ الأعجمية عند الضرورة على طريقة العرب في تعريبهم).

    مؤلفاته:
    ترك الدكتور مصطفى جواد ثروة عظيمة من التآليف المطبوعة والخطية، منها ماوضعه بنفسه ومنها ما شارك فيها غيره، فضلاً عن الكم الهائل من التحقيقات والدراسات والبحوث والمقالات التي نشرها في عشرات المجلات العراقية العربية.
    الحوادث الجامعة، سيدات البلاط الأموي، سيدات البلاط العباسي، سيرة أبي جعفر النقيب، المباحث اللغوية في العراق، تأريخ العراق،الأمير خلف واميرة الصين، بغداد في رحلة نيبور،عصر الامام الغزالي، الجامع الكبير وصناعة المنظوم في الكلام، خارطة بغداد قديما وحديثا مع درويش وأحمد سوسة، الأساس في الأدب مع بهجت الأثري وكمال إبراهيم، أمالي مصطفى جواد في فن تحقيق النصوص، دراسات في فلسفة النحو والصرف واللغة والرسم، أشعار النفوس بخلل(تاج العروس)، دليل خارطة بغداد المفصل مع الدكتور أحمد سوسة، قل ولا تقل، رسائل في النحو واللغة مترجمة عن الفرنسية، وترجم بغداد مدينة السلام تأليف البريطاني ريتشارد كوك، علق عليها الدكتور وشارك فى الترجمة الأستاذ فؤاد جميل (جزءان)، وهناك الكثير.
    شعره
    له في هذا المجال ديوان شعر مخطوط (الكلام المنضم في الشعور المنسجم،كما كتل في القصة والرواية، والقصة الشعرية، كما نشر شعرا للتوجع والاثارة لمحمد عبد الكريم ايام محاربته الاستعمار الفرنسي منها مايقول:
    قل لي اين الغضنفر سيقا***او لم يجد في العالمين شفيعا
    وبعد وفاة شوقي كتب ابياتا قال فيها:
    يا شعر غاض معينك الثرثار*** فاليوم روضاك قاحل مقفار
    وانقض من فلك القريض ذكاؤه***فاليوم في الظلم الشديد يدار
    ما قيل عنه:
    يقول الدكتور عناد غزوان احد الاساتذة الكبار في اللغة العربية عن العلامة الدكتور مصطفى جواد في مقدمة كتاب الضائع في معجم الادباء: "يقف مصطفى جواد علما بارزا من اعلام النهضة العربية في ثقافتنا وحضارتنا وفكرنا وتاريخنا الانساني فقد كان رحمة اللة عاشقا طبيعيا للحقيقة مخلصا لها تلك الحقيقة هي حبة العميق للغة العربية لغة الحضارة والفكر الانساني لم يُعرف عنه مدى حياته إلا طيبة النفس، ودماثة الخلق، والتواضع الجم"
    قال عنه الراحل الدكتور صفاء خلوصي عميد الأدب العراقي:
    "ان الدكتور مصطفى جواد مفخرة لكل العراقيين و كان اعجوبة الدهر ومعجزة الزمان في التاريخ واللغة، وكانت احواله اللغوية احيانا شبيهة بالغيبيات وكان مجتهدا في الصياغه اللغوية يصيب ولا يخطيء ومصححا اخطاء القدماء والمحدثين، وكان دائرة معارف متنقلة تمشي على أرجل بما حفظ ووعى من دقائق الأشياء، وله القدرة على الإجابة عن أي سؤال يوجه له في أي وقت، وكنت اشاركه في برنامجه الشيق: قل ولا تقل، وكان يعرف اسماء جميع احياء بغداد في العصر العباسي و مواقع بيوت الخلفاء والوزراء حتى مدراء الشرطه وكنا معا نقدم برنامجا باسم خطط بغداد. وقد كان حياديا فى فكره التأريخي، إذ سما فوق الأهواء حين قال لقد طلقت المذاهب كلها من دون استثناءالى غير رجعة ومع ذلك فان هذا لم يجرده من حبه لآل البيت، الذى هو نهج المذاهب فى جوهرها جميعا، و مهيع كل من يرى ويفسر المذاهب تفسيرا صحيحا، فحبه لآل البيت هو الذى جعله يختار الخليفة الناصر لدين الله المحب لآل البيت مثلا أعلى له، وقد كتب فيه وفى عصره موضوع رسالته للدكتوراه تلك الرسالة التى لم يتح لها مجال المناقشة بسبب قيام الحرب العالمية الثانية".
    ويقول عنه الدكتور يوسف عز الدين:
    "وجدته يمتاز بأدب جم، وخلق عال سام، وطالما أثر أدبه في كثير من تصرفاته وفي نقده".
    ذكر الناقد مثنى كاظم صادق:
    "باعتباري ناقداً ارى ان الدكتور مصطفى جواد دخل اللغة عن التأريخ لأنه عندما ذهب الى فرنسا للدراسة في جامعة السوربون، كان يحمل شهادة المعلمين فقط،فلم يتم قبوله وكان عليه ان يقدم بحثاً مع الشهادة لكي يعادل طلب الماجستير، فألف كتاباً اسماه(سيدات بلاط العصر العباسي)، وتحدث فيه عن ابرز نساء ذلك العصر، وهو اشبه بمعجم نسوي فتم قبوله في الجامعة، ثم دخل عن طريق المدن الى اللغة العربية فلا يوجد مؤرخ للمدن والقصبات العراقية الا ويستشهد بالدكتور مصطفى جواد، لأنه كان يعرف ليس تأريخ مدينته –مثلا- بكاملها بل يعرف حتى الفاظ كلمات اهلها، وكان يستهويه تأريخه اللغوي فعلى الرغم من مرور اكثر من اربعين عاماً على رحيله، ما زال اغلب الاساتذة يستشهدون ببعض المفردات التي اوجدها".

    قل ولا تقل:
    كان العلامة مصطفى جواد يصر على تصحيح ما يتداوله الناس العاديون في الأسواق والاماكن العامة من مفردات وهو يردد : "قل ولا تقل"، اقتحم البيوت في خلواتها، كان حديث البغداديين خاصة والعراقيين عامة،، هو مسكوكة مصطفى جواد: قل ولا تقل. وذلك هو المعنى السياسي للرسالة. لقد نجح نجاحاً منقطع النظير. كان على لسان كل مخلوق في الطبقات الشعبية المسحوقة خاصة: العمال والجنود وسائقي التاكسي وبائعي الخضروات … وقد وصل الى سوق الهرج، يقول الاديب الصديق مالك المطلبي: إذ سمعت شخصياً، وكنت بصحبة الراحل القاص موسى كريدي، أحد بائعي الملابس المستخدمة"المعروفة في اللغة الدارجة باللنكات" يقول وهو ينادي على بضاعته "قل ملابس عتيقة ولا تقل لنكات"!! محاولاً تقليد صوت الدكتور مصطفى جواد، وكذلك من خلال حضورة المستمر في الرنامج التلفزيوني الندوة الثقافية الذي كان يقدمة الدكتور حسين امين وبعدة الاستاذ سالم الالوسي وقد اكسبة ذلك شهرة واسعة في الاوساط الشعبية.

    كان الدكتور مصطفى جواد واحداً من الذين كانوا يترددوا على صالون الفنانة القديرة عفيفة اسكندر الفني الثقافي الذي كانت تقيمه، كما كان هناك رئيس وزراء العراق السابق نوري السعيد والوزير الشبلي والنائب السامرائي وجمع من الوجهاء أغلبهم كان معجباً بغناء وثقافة عفيفة اسكندر، كما كان الدكتور مصطفى مصححا لغويا لأغني الفنانة المطربة عفيفة اسكندر منها اغانيها يا حلو يا أسمر و اغنية يا عاقد الحاجبين ولها أيضا اغاني كثيرة باللجهة العراقية منها جوز منهم لا تعاتبهم بعد واغنية حرقت الروح لمن فارقتهم.

    من الطرائف التي قيلت عنه:
    فى منتصف عام 1960 استدعى الزعيم الراحل عبد الكريم قاسم الدكتور مصطفى جواد والدكتور أحمد سوسة والاستاذ محمود فهمى درويش وطلب منهم تأليف دليل للجمهورية العراقية الفتية، وأن يباشروا بذلك فورا، ووعدهم بمساندته الكاملة لهم فى هذا المشروع الوطني. ويُذكر أن الدكتور جواد تقدم برجاء الى الزعيم فى ذلك الاجتماع أن يضم حرف الجيم فى كلمة (جمهورية) بدلا من فتحه كما كان يفعل الزعيم فى خطبه، فضحك الزعيم وقال انه سيفعل ذلك إذا ما شرح له الدكتور جواد السبب. فكان جواب الدكتور أن أصل الكلمة هى (جُمهور) وليس (جَمهور) لأن وزنه الصرفي هو فعلول. وتم العمل بالدليل وقدم المؤلفون نسخة منه الى الزعيم فى يوم 14 تموز1961.
    في يوما ما كان في طريقة الى الجامعة لتأدية عملة وكان مذياع سيارة الاجرة التي كان يستقلها قد بدا باذاعة حلقة من برنامج قل ولا تقل فانزعج السائق الذي كان يجهل شخصية مصطفى جواد واغلق المذياع بانفعال قائلا بلهجة بغدادية
    اسكت تنكة، فرد علية مصطفى جواد مباشرة: قل صفيحة ولا تقل تنكة.
    اما الصحافي الرائد المرحوم رشيد الرماحي والذي فيه تتعرف على الوجه الآخر لمصطفى جواد، وهو الجانب الطريف المرح في شخصيته
    ينقل عن الصحفي المعروف رشيد الرماحي طرفة عن مصطفى جواد قائلاً :
    أثناء إجراء لقاء مع طبيبه الخاص الدكتور شوكت الدهان الذي ذهبت إليه في عيادته في شارع الرشيد وحدثني انه كان معجباً كثيراً بشخصية الدكتور جواد وكان يتمنى أن يتعرف عليه، وأنه مرة كان قادماً إلى عيادته فوجد الدكتور جواد يتمشى في شارع الرشيد فتقدم إليه وسلم عليه قائلاً: أنت الدكتور مصطفى جواد وأنا الدكتور شوكت الدهان وأحب أن أتعرف عليك... فاشترط جواد أن يعرف اختصاصه الطبي أولاً ولما أخبره بأنه اختصاص قلب ومفاصل وافق على أن يتعرف عليه.
    يقول الدكتور شوكت الدهان: جئنا إلى العيادة، ودار بيننا حديث طويل عن الطب والأدب واللغة.
    وفي أثناء هذا الحديث شكا لي الدكتور جواد معاناته من مشكلة عويصة تحولت الى آلام مبرحة في الظهر والمفاصل، وأخبرني أنه راجع العديد من الأطباء من دون أن يفلح احد منهم في إيجاد علاج ناجع، فطمأنته إلى أن ما يعاني منه أمر بسيط ولا يدعو الى القلق، واعطيته علبتين من حبوب (دلتابوتوزولدين) وأوصيته أن يتناول منها ثلاث حبات يوميا، وقلت له إذا شعرت بتحسن فاتركها بالتدريج. وبعد ثلاثة ايام جاءني مصطحبا معه ابنته لأعالجها وأخبرني بأنه تحسن كثيرا، وانه لا يدري لماذا لم يرشده الاطباء الذين راجعهم الى مثل هذه الحبوب. وكررت عليه تعليماتي السابقة بوجوب تركها.
    ثم غاب عني لمدة شهرين لم اره خلالهما حتى اتصلوا بي هاتفيا لان صحته متدهورة فذهبت الى داره، وفحصته فوجدته يعاني صدمة وضيقاً في التنفس وألماً شديداً في الصدر، فاتصلت بالاسعاف من فوري، ونقلته الى مستشفى (ابن سينا)
    واجريت له تخطيطا للقلب، فلم أستطع أن اخفي عنه شيئا، واخبرته بأنه يعاني من (جلطة قلبية) وكنت أتوقع ان يحزن مصطفى جواد لهذا الخبر وينزعج منه، ولكنه ابتسم وقال:
    (قلي: يا دكتور... قل غلطة قلبية... ولا تقل جلطة قلبية)!
    وذات يوم كان مسافرا خارج العراق وعند وصوله مطار البلدة التي يروم السفر إليها طلب منه الموظف المسؤول إبراز وثيقة التطعيم ضد الجدري فأخطأ في نطق الكلمة بكسر الجيم ورفع التشديد فرد عليه الجواد قل الجدري برفع الجيم وتشديد الدال فهز الموظف رأسه مستغربا وسمح له بالمرور.
    صدر عن وزارة الثقافة والاعلام –دائرة الشؤون الثقافية- الكتاب المعنون" مصطفى جواد وجهوده اللغوية" تأليف الدكتور محمد عبد المطلب البكاء عام 1978، وهو كتاب قيم انصح بقرائته لغزارة معلوماته، كما ألف الدكتور محمد ضياء الدين خليل كتابه "الدكتور مصطفى جواد وجهوده ومنهجه في التحقيق".

    عام 1969، كان هناك تمثال عن ثورة العشرين في ساحة مدخل “الخالص”، وتم رفعه ونصبه في احدى المحافظات الجنوبية، ووضع تمثال الدكتور مصطفى جواد بدلا عنه، تمثال عملاق اللغة العربية الراحل مصطفى جواد، قبل فترة صعد إليه من يهشم يده التي فيها القلم، كما يعاني منذ سنين طويلة من تآكل في جوانبه بسبب العوامل المناخية ما قد يؤدي إلى انهياره في أي لحظة، المطلوب من وزارة الثقافة بـ"التدخل العاجل لمنع انهيار التمثال وإعادة صيانته من جديد باعتبارها جهة الاختصاص".
    وحينما أسست جامعة ديالى اطلق الدكتور رياض الدباغ رئيس الجامعة اسم العلامة على احدى القاعات تخليدا له.
    كان "مصطفى جواد"، الذي قضى معظم حياته للدفاع عن الضاد، العبقري والذكي والطريف. ستظل دراساته اللغوية وفقهها، وتحقيقاته الخططية المتألقة في المواقع والآثار العراقية، ستضل ذكراه باقية لدى العراقيين والعرب، ومن الله التوفيق
    سرور ميرزا محمود

  3. #63
    من أهل الدار
    الروائي الكبير ....غائب طعمة فرمان



    الروائي الكبير ....غائب طعمة فرمان



    ولد عام 1927 في أحياء بغداد الفقيرة ( محلة الفضل ), وأنهى دراسته الابتدائية والثانوية فيها ،أصيب بالتدرن في وقت مبكر ، وينحدر غائب من عائلة فقيرة كانت تسكن في أحياء بغداد الشعبيه القديمة، وكان والده أحد سائقي السيارات الأوائل في بغداد، وكان (يحدثه في طفولته عن انطباعاته ورحلاته، مما ادى إلى تعلقه بالماضي والذكريات فصوّرها فيما بعد في روايته ( المخاض).


    نجيب محفوظ
    سافر غائب إلى القاهرة عام 1947 لغرض الدراسة في كلية الآداب رغم فقر والده، الذي كان يرسل له خمسة دنانير بين فترة وأخرى. واستفاد الكاتب من حياته في مصر، فتعرف على نجيب محفوظ وحضر جلساته في مقهى الأوبرا، وسلامه موسى وطه حسين ونشر بعض قصصه القصيرة ومقالاته الأولى في المجلات المصرية مثل ( الرسالة) و( الثقافة) و( الثقافة الوطنية) وغيرها
    وتعكس قصص غائب ومقالاته الأولى مفاهيمه وأفكاره عن مختلف قضايا الحياة الإجتماعية والأدبية متجنبا القضايا السياسية المباشرة. وعند عودته إلى بلده العراق بعد ثلاثة أعوام وبضعة شهور من إقامته في مصر، عمل غائب في صحيفة ( الأهالي) لسان (حال الحزب الوطني الديمقراطي برئاسة الديمقراطي الليبرالي العراقي المعروف ( كامل الجادرجي)

    كامل الجادرجي
    واكتسب غائب من عمله في هذه الصحيفه خبرة كبيرة تجسدت فيما بعد في نتاجاته الروائية، وبخاصة في رواية ( خمسة أصوات) . صوّر غائب في هذه الرواية حياة المثقفين العراقيين في الخمسينات من خلال خمسة أبطال من امزجة مختلفة واهتمامات ادبية واجتماعية متنوعة. ولدى قراءة هذه الرواية يطلع القاريء على الحياة الأدبية العراقية ومفاهيمها في الخمسينات


    وبعد عام 1954 أُضطر غائب إلى مغادرة العراق متجها نحو لبنان وسوريا حيث شارك في مؤتمر الأدباء العرب، الذي عُقد في مدينة بلودان وأنتخب عضوا في لجنة ( الأدب الجديد) ، التي أصدرت بيانها حول ضرورة التوفيق بين اللغة العربية الفصحى والعامية في النتاج الأدبي
    ثم توجه غائب إلى القاهره مرة ثانية ومكث فيها فترة قصيرة، أصدر فيها كتابه ( الحكم الأسود في العراق) عام 1957 المكرّس لممارسات النظام الملكي العراقي
    وشارك غائب مع الناقد المصري محمود أمين العالم في كتابة مقدمة طويلة لمجموعة قصص قصيره صدرت عام 1956 بعنوان ( قصص واقعيه من العالم العربي) . تضمنت هذه المقدمة أهم أفكار غائب ومفاهيمه عن الواقعية الجديدة في الأدب، التي لاتختلف في حقيقة الأمر عن الواقعية الاشتراكية. وقد ذكر غائب فيما بعد في حواراته الشخصية بأنه هو الذي اعد هذه المقدمة
    وأسقطت عن غائب الجنسية عندما كان متجها إل بوخارست للمشاركة في مهرجان الشبيبه، فأضطر إلى السفر إلى جمهورية الصين الشعبيه، حيث أخذ يعمل منذ ذلك الحين في وكالة أنباء الصين الجديده
    وبعد ثورة 14 تموز 1958، التي أطاحت بالنظام الملكي، عاد غائب إلى العراق وعمل في الصحافة لفترة قصيرة، إلا أنه غادره بعد سنتين أو أكثر بقليل إلى الاتحاد السوفييتي حيث أقام فيه ثلاثين عاما حتى رحيله الأبدي
    وأُسقطت الجنسية عنه مرة أخرى بعد انقلاب 8 شباط 1963 العسكري، الذي أطاح بحكومة الزعيم عبدالكريم قاسم
    ومن الجدير بالذكر أنه لم يكن سياسيا نشطا ولم يقم بأعمال تنظيمية مغامرة أو صدامية عنيفة ولم تكن صحته لتساعده عل ذلك فقد عانى من مرض خبيث، إلا أنه كان قريبا جدا من أوساط الحزب الوطني الديمقراطي والحزب الشيوعي بالذات الذي رعاه واهتم بأدبه

    الراحل غائب طعمه فرمان مع د. زهير ياسين شليبه، موسكو 1982
    في الاتحاد السوفييتي عمل غائب في مجال الابداع والترجمة، فانتقل من الأساليب الواقعية البسيطة والبدائية، التي انعكست في مجموعتيه ( حصيد الرحى) 1954 و( مولود آخر) 1959 إلى الطرق الفنية الناضجة المتجسدة في روايته الأولى ورائعة الأدب العراقي ( النخله والجيران) 1966، التي عدّها النقاد أول عراقية فنية ناضجة تتوفر فيها مقومات الرواية الحديثة مثل الحوار والحوار الداخلي أو المناجاة والوصف الخارجي والداخلي للشخصيات والاهتمام بالبطل الروائي الخاص، الذي يجب أن يعبر عن ملامح العصر، إضافة إلى الزمان والمكان وتغييراتهما وتقاطعاتهما الزمكانية.

    لقطات من مسرحية النخلة والجيران
    ونُقلت رواية ( النخلة والجيران) إلى المسرح من قبل فرقة المسرح الفني الحديث، ذات التوجهات الديمقراطية، وحصلت على شهرة واسعة ليس في أوساط المثقفين فحسب، بل مختلف فئات المجتمع. وقد لعب الحزب الشيوعي ومؤسساته الثقافية دورا كبيرا في زيادة الوعي لدى الناس بأدب غائب وكل المؤلفين الديمقراطيين
    هذا وقد اهتم غائب برواياته الثماني بموضوعات مثل الغربة والحنين الى الوطن والعودة الى الجذور والتراث أو ما يسمى بالناستولجيا وحرية المرأة، إلا أن كل ذلك كان يحدث بطريقة غيرمباشرة وتقريرية كما تعودنا عليه في قصصه القصيرة الأولى
    وعلى الرغم من أن غائبا عاش فترة طويلة في الاتحاد السوفييتي وروسيا إلا أنه لم يتناول في أدبه موضوعات الحياة السوفييتيه، التي كان يعرفها بشكل جيد بسبب عمله هناك وزواجه من امرأة روسيه. ويبدو لنا أن سبب ذلك يكمن في عدم رغبته في اثارة مثل هذه القضايا الحساسة والخطيرة التي كان يمكن ان تجلب له الكثير من المتاعب على مختلف الأصعدة

    فاروق أوهان يحاور الروائي العراقي الأشهر غائب طعمة فرمان في بيته بموسكو 1988
    هذا وقد نُقلت روايته ( خمسة أصوات) إلى السينما، وتصلح كل رواياته الأخرى للأعمال السينمائية والمسرحية كونها تؤرخ لحقبات من تاريخ العراق وتتناول مختلف شرائح مجتمعه. وكذلك تم اخرجها الفنان محمود ابو العباس مسرحيا بعنوان (خمسة اصوات). وقد ترجم غائب الى العربية مجموعة كبيرة من القصص والروايات الروسية والسوفييتية لكتاب روسيا الكبار مثل تولستوي ودوستوييفسكي وبوشكين، وكان يستعين بالانجليزية اضافة الى الروسية التي لم يتقنها في ترجمته لهذه الأعمال. وقد أعانته معرفته الجيدة للغة الأنجليزية في الاطلاع على أعمال فوكنر وجويس وميلر وهمنغواي وطبعا الروس ايضا. ومما يجدر ذكره أن غائبا ذهب الى العراق في زيارة قصيرة وبقي فيه فترة قصيرة عام 1974 وهي المرة الأخيرة التي التقى فيها بذويه، إلا أن أخته زارته قبل أحداث الخليج
    وكان سعيدا بوجودها الى جانبه وقد عبّر من خلاال حديث هاتفي لاحدى الصحف التي اجرت معه الحوار في الدنمارك عن فرحته بزيارتها له، لكنه تمرض بعد رحيلها مباشرة وتوفي في المستشفى كما قال اصدقاؤه العراقيون المقربون له وزوجته التي اتصلت بها هاتفيا من الدنمارك حالما سمعت بالخبر المؤلم

    وهكذا الكاتب الروائي الكبير غائب طعمة فرمان توفي يوم السبت الثامن عشر من آب عام 1990 في موسكو حيث دفن فيها.

    عبد الرحمن منيف
    وقال عبد الرحمن منيف عن غربة غائب ( لا أعتقد أن كاتبا عراقيا كتب عنها كما كتب غائب ، كتب عنها من الداخل في جميع الفصول وفي كل الأوقات ، وربما إذا أردنا أن نعود للتعرف على أواخر الأربعينات والخمسينات لابد أن نعود إلى ما كتبه غائب )

    د. يمنى العيد
    وتقول د. يمنى العيد عن رواية المركب ( المركب وسيلة عبور وعنوان مرحلة للمدينة التي غادرها غائب ولم يعد إليها ، المركب لا تحكي الماضي بل الحاضر المكتظ بالمعاناة التي تدفع راكبيه إلى الالتفات إلى ماضيهم بحسرة ).

    محمد دكروب
    ونشر محمد دكروب ذكرياته مع غائب طعمة فرمان ، وكذلك فعل سعد الله ونوس كل النقاد العراقيين يتفقون إن رواية النخلة والجيران هي البداية الحقيقية للرواية العراقية المعاصرة

    جبرا إبراهيم جبرا
    وجبرا إبراهيم جبرا يقول عنه (يكاد يكون غائب طعمة فرمان الكاتب العراقي الوحيد الذي يركب أشخاصه وأحداثه في رواياته تركيبا حقيقيا)
    رحم الله الروائي الكبير غائب طعمة فرمان من كُتب عليه الغياب، هي لعنة الاسم ربما!!! أو هو قضاء التاريخ العراقي الحديث الذي شتت الكثير من المثقفين وقذف بهم إلى المنفى سادا وراءهم كل طرق الرجعة حاكما عليهم بالغياب
    المصدر مقالات متنوعة عن الروائي الكبير غائب طعمة فرمان


  4. #64
    من أهل الدار

    جقماقجي



    إعداد و إشراف / إيمان البستاني



    لم يدر في خلد المرحوم الحاج فتحي چقماقچي ان هوايته في جمع اسطوانات الغناء المتداولة بشكل محدود آنذاك، ستصبح في يوم ما واحدة من أهم مصادر التراث الموسيقي والغنائي العراقي، فلم يكن الشاب فتحي موسيقيا أو مطربا، بل مجرد مصلح أسلحة لا تعدو عن كونها بنادق بدائية قديمة مصنوعة في اسطنبول كان يستخدمها الجيش العثماني آنذاك، وقد سعى لامتلاك احد (الكرامافونات) التي تعمل بالكوك كونه هاويا لسماع الموسيقى والغناء، فترسخت الهواية لديه وهاجر إلى بغداد وأسس أول شركة اسطوانات في العراق والمنطقة، وظل لقب الجقماقجي الذي حصل عليه من اسطنبول ملازما له حتى وفاته


    اذ جاءت التسمية من صوت البندقية عند حشوها خلال عملية التصليح وتجربتها قبل تسليمها إلى الزبون، فهي عندما تفتح تصدر صوت (چق) وعندما تغلق (ماق) وعند إطلاقها (چي) وكان الناس يسمون مصلح الأسلحة في تركيا جقماقجي ككلمة شعبية دارجة على من يعمل في تصليح البنادق في الأسواق وليس في الجيش فقط، في ذلك الوقت كانت الأغنيات تسجل على الاسطوانات الحجرية التي تعمل على الكرامافون اليدوي، فعمد الجقماقجي بتأسيس أستوديو تسجيل خاص بالشركة التي أسسها، وبدأ بتسـجيل حفــلات المطربين الخاصة، في وقت لم يكن أي أستوديو تسجيل في العراق، عدا استوديو الإذاعة اللاسلكية، إذ كانوا يستضيفون المطرب والفرقة الموسيقية والكورس معا، ثم ترسل نسخة التسجيل إلى معامل صناعة الاسطوانات الحجرية في اليونان ليتم استنساخها حسب العدد المطلوب لتعاد بعدها الى العراق فتتولى الشركة تسويقها، وقد راجت عملية تداول الاسطوانات في الأسواق وخاصة بعد أن أصبحت تصنع من مادة البلاستيك، من ابرز المطربين الذين سجلت أغانيهم على اسطوانات الشركة، داخل حسن، ومسعود العمار تلي، وحضيري أبو عزيز، وناظم الغزالي وبقية المطربين والمطربات
    أسس الحاج فتحي جقماقجي شركته "شركة جقماقجي" عام 1918م، وكانت الانطلاقة من شارع غازي في الموصل واقتصرت البداية على استيراد الأجهزة الكهربائية وبصورة خاصة التلفزيونات والكرامافونات، وساعده فيما بعد ابنه الأكبر محمد عارف حتى عام 1940م

    أم كلثوم في محلات أسطوانات جفمقجي / ١٩٣٢
    وفي سنة 1940 انتقل الأبن الأكبر محمد عارف إلى بغداد وفتح له فرع لشركة جقماقجي في منطقة ساحة الغريري، وفي عام 1942 انتقلت العائلة إلى بغداد والتحقت بابنهم الأكبر وتولى مسؤولية إدارة الشركة في الموصل (الأبن الثاني) المرحوم عبد الله بالتعاون مع ابن عمه وصهره محمد النجم (ابو صلاح). وبعد سنتين التحق هو الآخر بالعائلة في بغداد
    وفي عام 1944 فتح الأبن الثاني عبد الله فرعا للشركة في منطقة الحيدر خانة (مقابل مقهى خليل) في منتصف شارع الرشيد، ثم توسعت وفتح الأبن الثالث سامي، الذي كان طالبا في كلية التجارة، فرعاً آخر في الباب الشرقي عام 1951 عند مدخل شارع الرشيد بالإضافة الى فرع الحيدر خانة في حين سافر محمد واجد الى انكلترا لغرض الدراسة
    تميز المرحوم عبد الله بالتركيز على هوايته المفضلة وهي التسجيلات والمسجلات وكان يهتم بتسجيل حفلات المطربين العرب والعراقيين.

    عبدالحليم حافظ مع سامي جقمقجي صاحب اسطوانات جقمقجي في سينما النصر/ ١٩٦٤
    في حين ركز المرحوم سامي على تسجيل الأسطوانات وتطويرها وتصنيعها في السويد والباكستان بالإضافة الى مد جسور تواصل مع الفنانين العرب، مثل: أم كلثوم، ومحمد عبد الوهاب، وعبد الحليم حافظ، ومحرم فؤاد، وصباح وفائزة أحمد...الخ ومع الفنانين العراقيين، مثل:

    ناظم الغزالي، وحضيري ابو عزيز، وزهور حسين، وسليمة مراد، طاهر توفيق ، ومحمد عارف جزراوي ، حسن جزراوي ، رسول گردي ...وغيرها

    واحتفظ عبد الله بنسخ أصلية لتسجيلات نادرة كانت تغلط فيها ام كلثوم فتعيد التسجيل أكثر من مرة وهي جزء من مكتبة صوتية ضخمة فيها أكثر من تسجيل للأغنية الواحدة، بالإضافة إلى الأشرطة التي تسجل الإحداث والوقائع النادرة، وهي مازالت موجودة لدى أحفاده، وقد عرضت الحكومة الكويتية عرضا لشرائها في سبعينيات القرن الماضي، الا ان حفيد چقماقچي رفض بيعها رغم المبالغ الكبيرة التي دفعها الكويتيون اذ اعتبرها ثروة وطنية ثمينة وجزءا من تاريخ الشركة والتراث العراقي

    اتخذت محال چقماقچي في بداية شارع الرشيد من جهة الباب الشرقي موقعا متميزا منذ سبعينيات القرن المنصرم اذ كانت مرجعا لطلبة معاهد الموسيقى والغناء في بغداد والمحافظات، وكذلك لجميع هواة الموسيقى والغناء، آلاف الاسطوانات وأشـرطة الكاسيت لمختلف المطربين العراقيين والعرب المشهورين وغير المعروفين وفي كثير من الأحيان كانت الإذاعة والتلفزيون تستعين بتسجيلات القماقچي لتقديم بعض البرامج الفنية التي لا تجد لها أرشيفا في مكتبتها الحكومية، وكباقي الرموز التراثية التي اندثرت بسبب الإهمال وعدم الاهتمام من قبل المؤسسات الرسمية المعنية، لم تستطع آخر بقايا أول شركة تسجيل في العراق من مقاومة رياح التجدد في تقنيات علم التسجيل والسماع وبروز أقراص السي دي وأنظمة البلوتوث وغيرهما من الوسائل الاخرى، لكن السبب الحقيقي و الرئيس في تلاشي شركة الجقماقجي للتسجيلات هو لامبالاة القائمين على المؤسسات التراثية وتركها لوحدها تواجه مختلف التجاوزات والمضايقات ما جعلها تغلق أبوابها في منتصف التسعينيات ولم يبق منها سوى الاسم الذي مازال عالقا في أذهان محبي الموسيقى والغناء
    المصدر - مقال في جريدة الزوراء العراقية
    مقالة آل جقماقجي في الكاردينيا....أول شركة تسجيل في العراق.... بقلم/سهام سامي جقماقجي





  5. #65
    من أهل الدار
    حافظ القاضي


    حافظ القاضي





    حافظ بن عبدالله القاضي تاجر وكاتب وشخصية بغدادية تراثية معروفة ، ولد في بغداد محلة باب الشيخ في اسرة من عشيرة الكروية الساكنة في ضواحي جلولاء والسعدية وهو رجل عصامي وعلم من اعلام العراق في الأقتصاد وعقل مفكر في جذب الوكالات والاستثمارات الأجنبية ..

    واليه تنسب ساحة حافظ القاضي ببغداد جانب الرصافة القريبة من جسر الاحرار.

    وحافظ القاضي تاجر بغدادي كبير انتقل الى رحمة الله اواخر الستينات من القرن الماضي وعند ذاك تحول بيته الى محل متخصص للتحف والسجاد النادر وبأسم : (دار الديوان ) يشرف عليه ثلاثة شبان جمعتهم هواية البحث عن النوادر والانتيكات من بينها سجادة صنعت للملكة فكتوريا التي توفيت سنة 1901 عثر عليها في احد المحلات القديمة في بغداد .



    كان حافظ القاضي مقربا من صناع القرار في العهد الملكي 1921- 1958 وكان معروفا بأريحيته وكرمه ونخوته كأي بغدادي اصيل وكان من اسرة متوسطة الحال ونشأ عصاميا إعتمد على نفسه في تكوين ثروته . وقد وصفه المرحوم طالب مشتاق في مذكراته وقال عنه انه من (الاجاويد ) لابناء محلته باب الشيخ وكانت محلاته التجارية في رأس جسر الاحرار - مدخل شارع الرشيد وقد تحولت فيما بعد الى محلات بيع الاحذية .




    ويظهر في الصورة وهو يرتدي الزي العربي ضمن وفد غرفة التجارة العراقية الى نيويورك عام 1944

    ارتبط حافظ القاضي ( من أثرياء بغداد ) بتاريخ بغداد من خلال محلاته بشارع الرشيد ببغداد ولشيوع اسمه فان الساحة التي امام بنايته صارت تعرف بساحة القاضي رغم ان اسمها كان ساحة الملك فيصل الثاني بالعهد الملكي وساحة الوثبة بالعهد الجمهوري وكانت تعتبر مركز بغداد قبل ان تصبح ساحة التحرير مركزاً لها


    حافظ القاضي هو اول عراقي حصل على وكالة لتوزيع الراديوات في بغداد ووكالة بيع سيارات فورد الاميركية المعروفة كان من اصدقاء حافظ القاضي عدد من السياسيين العراقيين منهم صادق البصام وعبد الرزاق الشيخلي وكان في بيت حافظ القاضي مجموعة طيبة من لوحات للفنانين العراقيين البارزين فضلا عن بعض اللوحات العالمية وان فضية وزجاجية بلورية وصحون مزينة بصور ملوك العراق وساعات للجيب وبيانو مصنوع في اميركا ومجموعة من السيوف والخناجر والبنادق البارودية والحلي والاساور الفضية والمسبح الكبير المشيد في نهاة حديقة الدار التي كثيرا ما شهدت دعوات وسهرات و أن أول من حاول الإنتاج السينمائي في بغداد التاجر المعروف حافظ القاضي سنة 1938 وقد نشرت صحيفة العلم العربي أن السيد مصطفى القاضي وهو شقيق حافظ قد سافر بالطائرة إلى انكلترا لجلب الأجهزة واللوازم السينمائية تمهيدا لإنتاج فلم سينمائي لكن ذلك لم يتم. وقد امتد العمر بحافظ القاضي ووجد نفسه وحيدا مريضا في بيروت وعندما اشتد به المرض طلب اعادته الى بغداد ليموت فيها .
    بعد وفاته الت تركته الى اخاه مصطفى وكان في لندن وقد توفي 1998 م وقد ورث حافظ ومصطفى قريب لهما وهو خالد القاضي .

  6. #66
    من أهل الدار
    بلند الحيدري....



    بلند الحيدري..




    بلند الحيدري ولد في بغداد في 26 أيلول سبتمبر 1926 شاعر عراقي، كردي الأصل واسمه يعني شامخ في اللغة الكردية. والدته فاطمة بنت إبراهيم أفندي الحيدري الذي كان يشغل منصب شيخ الإسلام في إستانبول..

    العائلة الحيدرية
    والد بلند كان ضابطا في الجيش العراقي، وهو من عائلة كبيرة أغلبها كان يقطن في شمال العراق ما بين أربيل وسلسلة جبال السليمانية، ومن هذه العائلة برز أيضا جمال الحيدري الزعيم الشيوعي المعروف والذي قتل في انقلاب الثامن من شباط فبراير عام 1963 مع أخيه مهيب الحيدري. وهناك إلى جانب بلند الأخ الأكبر صفاء الحيدري وهو شاعر بدأ كتابة الشعر بالطبع قبل بلند وله دواوين شعرية عديدة مطبوعة في العراق، وصفاء هذا كان يتصف بنزعة وجودية متمردة، ذهبت به للقيام بنصب خيمة سوداء في بساتين بعقوبة لغرض السكنى فيها، وهناك في بعقوبة تعرّف على الشاعر الوجودي المشرد حسين مردان الذي بدوره عرّفه على بلند

    المنافسة بين بلند وصفاء
    كانت بين الأخوين بلند وصفاء منافسة واضحة، فعندما كان صفاء على سبيل المثال ملاكما كان بلند ملاكما أيضا، وعندما برز اسم صفاء الحيدري في ساحة الشعر العراقي ظهر اسم بلند ليتجاوزه وينال حظوة وشهرة في العراق والعالم العربي. وكان صفاء يكتب رسائل لبلند ويخبره بأنه غطى عليه وانه حطمه الخ..


    حياة مضطربة
    في بداية حياته تنقل بلند بين المدن الكردية ؛ السليمانية وأربيل وكركوك بحكم عمل والده كضابط في الجيش. في العام 1940 انفصل الوالدان. ولما توفيت والدته التي كان متعلقا بها كثيرا في العام 1942 انتقلت العائلة إلى بيت جدتهم والدة أبيه. لم ينسجم بلند في محيطه الجديد وقوانينها الصارمة فحاول الانتحار وترك دراسته قبل أن يكمل المتوسطة في ثانوية التفيض، وخرج من البيت مبتدءاً تشرده في سن المراهقة المبكر وهو في السادسة عشرة من عمره
    توفي والده في عام 1945 ولم يُسمح لبلند ان يسير في جنازته. نام بلند تحت جسور بغداد لعدة ليال، وقام بأعمال مختلفة منها كتابة العرائض (العرضحالجي) أمام وزارة العدل حيث كان خاله داوود الحيدري وزيرا للعدل وذلك تحدي للعائلة. بالرغم من تشرده كان بلند حريصا على تثقيف نفسه فكان يذهب إلى المكتبة العامة لسنين ليبقى فيها حتى ساعات متأخرة من الليل إذ كوّن صداقة مع حارس المكتبة الذي كان يسمح له بالبقاء بعد إقفال المكتبة. كانت ثقافته انتقائية، فدرس الأدب العربي والنقد والتراث وعلم النفس وكان معجب بفرويد وقرأ الفلسفة وتبنى الوجودية لفترة ثم الماركسية والديمقراطية، علاوة على قراءته للأدب العربي من خلال الترجمات. وتوفي بلند سنة 1996 في مستشفى بنيويورك

    وقد اختص بيروت التي عشقها بـ 14 قصيدة ضمنها ديوان صغير (إلى بيروت مع تحياتي) 1989 وفي إحدى هذه القصائد يخاطب زميل دربه خليل حاوي بعد أن فجع بحادثة انتحاره
    قف كالنخلة فارعة أو قف كالطود الشامخ واجمع في فوهة سوداء لبركان صارخ صوتك واعلن موتك
    وأخيراً صدر لبلند ديوان (دروب في المنفى) قبل أيامٍ من رحيله إلى مثواه الأخير
    وظل بلند الحيدري ملتزماً بالمقالات والأبحاث والدراسات والأشعار التي يطل بها اسبوعياً على قراء مجلة (المجلة) منذ سنوات نشأتها الأولى. ونظراً لمكانته الأدبية وإسهاماته الإيجابية في العطاء الصادق فما كان يستقر لأيام معدودات في بيته، وإذ بالمهام الأدبية والفكرية التي أناطته بها المؤسسات الثقافية في الوطن العربي.. والتي قد فرضت عليه أن يرحل من موقع لآخر في أرجاء العالم..

    ولبلند – الشاعر – دراسات أخرى في حقول الأدب والنقد والفكر
    زمن لكل الأزمنة 1979
    نقاط ضوء 1979
    مدخل إلى الشعر العراقي الحديث 1987
    لهذه الأسباب وغيرها، فلم يكن لدى بلند الحيدري من الوقت الكافي للخوض في معارك دون كيشوتية، إن معركته الحقيقية مع الواقع المعاش كانت تأخذ منه جل إهتمامه ووقته. ولكن مع كل هذا فإن الشهادة له بالريادة في الشعر الحديث قد جاءته من المتعاركين أنفسهم، فانتصر لنفسه في معركة الريادة في الشعر الحديث دون أن يخوض تلك المعارك!! فها هو بدر شاكر السياب يسجل اعترافه لبلند الحيدري عام 1956 حينما كتب بلند الحيدري، هذا الشاعر الممتاز الذي أعتبر العديد من قصائده الرائعة أكثر واقعية من مئات القصائد التي يريد منا المفهوم السطحي للواقعية أن نعتبرها واقعية
    وقبل تاريخ كلمة السياب بأربع سنوات، كانت هناك شهادة عبد الوهاب البياتي الذي يندر أن يصدر شهادة لأحد إلا إذا كان قد استحوذ على إعجابه وفرض عليه نفسه.. كتب البياتي عام 1952
    إن بلند شاعر مبدع في أساليبه الجديدة التي حققها.. وفي طريقته التي لا يقف فيها معه الا شعراء قلائل من العراق وقد توسعت دائرة الاهتمام بمعطيات الشاعر بلند الحيدري لتجتاز الحدود العربية بعد أن قام ديزموند ستيوارت بترجمة أشعاره إلى الإنجليزية
    أن شعر بلند يعبر عن الشعور بالخيبة الذي يكتنف العصر الحديث، وهذا التعبير هو أصدق من قصائد الحماسة المتعمدة التي ينظمها الشعراء السياسيون، حيث يهاجمون جميع الناس لجميع الأسباب".. وديزموند ستيوارت – الذي ترجم أشعار بلند الحيدري 1950 – قد أظهر إعجاباً منقطع النظير بشعره دون سواه من أقرانه. ثم توالت الترجمات المختلفة للغات المختلفة لشعر بلند الحيدري، الذي كرمته فرنسا قبيل رحيله في محفل أدبي كبير لا يكرم فيه عادة إلا الكبار في عطاءاتهم الأدبية في العالم. .. نستنتج مما سبق أن الشاعر الإنسان بلند الحيدري لم يكن لديه من الفراغ ما يملأ به تلك السجالات التي تدور في فلك (لمن الأولويات في ريادة الشعر الحديث)، فقد كانت الأولوية عند بلند للقصيدة وللبحث.. وللحضور الأدبي والفكري والثقافي
    أما عن خصائص بلند الحيدري الشعرية، فإن الحديث يطول بنا فهناك العديد من الدراسات الأكاديمية التي قامت بها أعداد كبيرة من الدارسين والدارسات في مناطق متعددة من جامعات العالم قد استفاضت في تحديد وتشخيص ملامح القصيدة الشعرية عند بلند. ولكن هناك شبه إجماع من النقاد العرب بأن نازك والسياب والبياتي لم يدركوا الرومانسية في الشعر العربي إلا في أيامها الأخيرة.. ولم يكن تبنيهم لها في مجاميعهم الشعرية الأولى لمرحلة حضارية عاصروها، كما كانت جماعة (أبوللو).. لأن هذه المرحلة في حياة المجتمع العربي بدأت بالانحسار على إثر انفتاح هذا المجتمع – بعد الحرب العالمية الثانية – على ملامح واقع جديد، وتيارات فكرية وفنية جديدة، وانما كان تبنيهم لها تمثيلاً لمرحلة ذاتية كان يمر بها هؤلاء الشعراء الشباب. .. ومما يؤكد ذلك أن ديوان بلند الحيدري الأول (خفقة الطين) كان ينطوي على بوادر كثيرة للإبداع الفني مما ينفي عنه صفة الشاعر المبتدئ. أما عن التأثيرات التي صقلت موهبة بلند الحيدري فإنه يعترف بها في محاضرة ألقاها في صنعاء ودونها الدكتور عبد العزيز المقالح في كتابه (الشعر: بين الرؤيا والتشكيل) حيث تحدث بلند الحيدري عن فترة تكوينه ونشأته الفكرية وتأثره بالمدارس الثقافية السائدة في عصره حيث قال: " في تلك الفترة نشأنا بالقرب من تجربة الجواهري، والياس أبي شبكة، وعمر أبو ريشة، ومحمود حسن إسماعيل، وعلي محمود طه.. وكذلك تجربة شعراء المهجر، ولا سيما إيليا أبو ماضي ونسيم عريضة.


    من اليمين : الشاعر احمد مطر / الشاعر بلند الحيدري ،نزار قباني ،الشاعر ادونيس ، الشاعر العراقي سعدي يوسف
    • وكنا نحاول أن نلتقي ونفترق في آن واحد.. لأن العصر كان يمر بمنعطف، وهذا المنعطف كان يجمع ويفرق في آن واحد.. وإذا كنتم تسألونني عن المضمون – والكلام لازال لبلند الحيدري في صنعاء – فالمضمون بلا شك هو الذي يغير الشكل، ولكن ليس بالضرورة أن يكون المضمون تجديداً تقدمياً، فـ (إليوت) من أكبر المجددين في بنية القصيدة الإنجليزية الحديثة.. إلا أنه ينطلق من خلال ثلاث بؤر رجعية في فكره أهمها: هيمنة الكنيسة والطبقة الحاكمة، ويراها مصدراً من مصادر القوة لكل العالم.. وكذلك هو (عزرا باوند) – استاذ اليوت – كان من المجددين، لكنه يحمل فكراً فاشياً." وينهي بلند محاضرته قائلاً: " ما نقوله نحن في التجديد في الشكل قد لا يكون تقدمياً، ولكن ثمة مضامين فرضت تغييراً في الأشكال " إلا أن بعض النقاد قد قارنوا بين قصائد بلند الحيدري، وقصائد أخرى لشعراء كبار مثل إلياس أبو شبكة حيث تمت المقارنة بين قصيدة (شمشون) وقصيدة بلند (سمير اميس).. وتبين من هذه المقارنة أن بلند الحيدري قد أُعجب بشعر أبي شبكة وبالذات في موقفه من الجنس مما أدى إلى ذلك التشابه بين القصيدتين في الروح والوزن والقافية.. رغم أن قصيدة أبي شبكة قد اتخذت المنهج العمودي في وضوح الصور والمعاني وجزالة التركيب، بينما أضفى بلند على قصيدته طابعاً من الغموض والهجس..
    وأشار النقاد إلى تأثر بلند الحيدري أيضاً بأسلوب (عمر أبو ريشة) ويرون أن الحيدري حاول تقليد أبو ريشة في بعض موضوعاته عندما كتب قصيدة (موت شاعر) واعتبروها الأخت الصغرى لقصيدة عمر أبو ريشة (مصرع فنان)... ووجد النقاد كذلك نفس القصيدة (موت شاعر) تلمح فيها ظلال من قصيدة (المساء) لإيليا أبو ماضي، ويستشهدون بقول بلند الحيدري
    كفى التألم واهجعي
    سلمى زمانك لا يعي عبثاً
    ترومين الصباح.. وصبح سعدك قد نعي
    ولكي لا نقفز على مجرى تتابع الأحداث في حياة الشاعر بلند الحيدري فلا بد من الاشاره إلى أهم المحطات التي أثرت في تاريخ مجرى حياته
    بلند الحيدري يجسد الأنموذج الأمثل – بعد عباس محمود العقاد – للمثقف العصامي الذي أدار ظهره لصروح الأكاديميات، وأخذ ينهل بشغف من الثقافات الإنسانية المتنوعة، مما هيأة لأن يكون حجة ومرجعاً لكل ما يمت إلى تلك المعارف الانسانية في مضمار الآداب والفنون بصلة
    وعندما عمل في مؤسسة الزراعة العراقية، وساهم في انشاء مجلة الزراعة، كان يشاركه في تحريرها صديقه الشاعر حسين مردان، وجد أن تلك الوظيفة وتلك المجلة، لا تحققان ما تطمح إليه نفسه فتركها لينضم إلى مجموعة من الثائرين على المألوف، أطلقوا على أنفسهم مجموعة (الوقت الضائع) حيث ضمت هذه المجموعة عدداً من الفنانين التشكيليين من أبرزهم جواد سليم ونزار سليم وبلند الحيدري وكانت هذه المجموعة تحظى بتشجيع وتأييد دعاة التجديد في الفنون ومن بينهم جبرا ابراهيم جبرا
    وبعد قيام ثورة الرابع عشر من تموز، كان بلند الحيدري من أبرز الأعضاء المؤسسين والنشطين في اتحاد الأدباء في العراق، حيث استمر في عطائه، إلى أن زُج به في السجن بسبب التقلبات السياسية التي اتخذت من العراق مسرحاً لها بعد قيام الثورة أو الانقلاب العسكري فيها

    وأطلق سراح بلند الحيدري من السجن بصعوبة بالغة ليرحل إلى بيروت وليتولى سكرتارية التحرير في مجلة علمية متخصصة، ظن القائمون عليها أن الحيدري متخصص في دراسة العلوم ويمارس هوايته في كتابة الشعر
    عاد إلى العراق بدعوة رسمية ليشارك في مهرجان الاحتفال بذكرى (أبو تمام) الذي أقيم في مدينة الموصل.. ولما رجع إلى بيروت وجد أن الحرب الأهلية قد استعرت.. فشد الرحال إلى بغداد ليعمل في وزارة الاعلام كمسئول في مجلة آفاق عربية
    لكن بلند الحيدري لم يكن يحتمل ما يحدث من انتهاكات وتجاوزات بحق شعب العراق، فجاء إلى لندن ليستقر فيها منذ ذلك التاريخ حيث انطلق من العاصمة البريطانية بذلك الزخم الكبير من الانجازات الثقافية والسياسية التي كان يقوم بها عبر نشاطاته المستمرة دون هوادة.
    منذ سنوات، رحل بلند الحيدري إلى مثواه الأخير، وقد حفلت الصحف والمجلات ووسائل الإعلام الأخرى بذكر هذا الرزء المؤلم، وكتبت العديد من المقالات والمرثيات التي جاءت على الكثير من تاريخ حياته وأشادت إلى معطياته، وتحدثت عن صفاته وسجاياه الطيبة في وطنه وفي منفاه. ولا أحسب أني بقادر على الإتيان بجديد عما قيل في بلند الحيدري سوى أن أطلعكم على ما كتبه بلند الحيدري عن بلند الحيدري قبيل دخوله المستشفى بساعات: " كان المنفى قائماً في داخلي منذ أن وعيت نفسي كائناً شعرياُ وكائناً سياسياً في آن واحد.. والغربة بهذا المعنى، كانت في داخلي، غربتي عن عائلتي البرجوازية المتشبثة بالحكم البائد، مما دفعني – يومذاك – بالهرب من داري في قصر العائلة لأتشرد في شوارع بغداد، وأنام على أرصفتها بصحبة الشاعر حسين مردان.. ولكي أجسد ثورتي الحقيقية على عائلتي البرجوازية، فقد فقد وضعت كرسياً ومنضدة متهرئة لأغدو كاتباً للعرائض – (عرضحالجي) – أمام بوابة وزارة العدلية التي كان خالي داوود باشا الحيدري يشغل منصب الوزير فيها.. وهذا التمرد على العائلة كان صدى لتمردي على الشكل العشائري الموروث. ربما بدأ المنفى في حياتي يوم عشت غربة حقيقية في داري حيث توزع حب والديّ ما بين حب أمي لأخي الكبير وحب أبي لأخي الصغير وهذا ما أشعرني بالكثير من الاغتراب في حيز العائلة، وهو مادفع بي إلى الهرب من البيت. إذن فالمنفى كان في نفسي منذ البدء، وكبر هذا المنفى بمعان مختلفة عندما وقفت، وأقف سياسياً ضد النظام السائد في العراق

    بلند الحيدري وبتول الفكيكي مع شقيقها اديب
    وعن تجربته الكبيرة أثناء اقامته في بيروت يكتب بلند الحيدري: في بيروت وقعت في البيت ذي الأبواب العديدة، كان لكل منا أن يجد نفسه في الباب التي يريد عبورها.. المسلم مسلم، والمسيحي مسيحي.. في بيروت أدركت أهمية أن أكون ديموقراطياً وأن أفهم الآخر، وأن أؤكد على كل الأبواب المفتوحة على بعضها بعضاً. طريقي إلى بيت يوسف الخال كان مفتوحاً، وطريقي إلى بيت حسين مروه كان مفتوحاً وطريقي إلى بيت أدونيس كان مفتوحاً، ومن خلال بيتنا خرجت (مواقف) يومذاك: وكل هذا الكلام على التوجهات المتناقضة التي تعودت أن أتعامل معها علمني أن أكون ديموقراطياً، وحسبي أن أذكر صداقتي لتوفيق صايغ رغم اختلافنا اختلافاً جوهرياً. في هذا البلد – بيروت – تعلمت أهمية احترام الرأي الآخر والدفاع عن الرأي الآخر عندما يكون الهجوم على هذا الرأي هو منال منك – أيضاً - في يوم آخر، في هذا البيت الكبير عقدت الصداقات مابين أدونيس والشيوعيين، وفي هذا البيت عقدت صداقات مابين القوميين وخليل حاوي.. وبين الآخرين المناوئين لتوجهاته.. إذن تشكل في بيروت المنحى الأهم في تجربتي الشعرية وتجربتي السياسية في الآن ذاته" بيروت.. يا موتاً اكبر من تابوت.. يا موتا لا يعرف كيف يموت.. لن يعرف كيف يموت
    لا أظنني في هذا الموضوع قد وفيت الشاعر الأديب المثقف الانسان بلند الحيدري حقه.. ولهذا سآتي على جزء من قصيدة له قال فيها:" خسئتم.. من قال: مات لا.. لم يمت.. مازال صوت خطاه يملأ عرق.. ها.. نحن آتون به..مواكباً تسأل عن طريقها في الموت والفداء"..رحم الله الشاعر الانسان بلند الحيدري

  7. #67
    من أهل الدار
    بالأسماء: أكثر من ٨٠ امرأة عراقية رائدة غيّرن تاريخ العراق!



    (السومرية نيوز) - في تاريخ العراق المعاصر ، وبعد تشكيل الدولة العراقية الحديثة سنة 1921 ، برزت أسماء نساء رائدات عملن مع أشقائهن الرجال في استكمال بنيان الدولة والمجتمع في مختلف المجالات وخاصة التربوية ، الادارية، الصحية ،الادبية والثقافية .
    وقد سبق ان كتبتُ دراسة عن " دور المرأة العراقية في تاريخ العراق المعاصر" نشرت ، وهي متوفرة على النت ، وفي بعض الصحف .
    وكان لابد ان اعود لأقف عند أولئك النسوة الرائدات ، ممن هن من مواليد مطلع القرن العشرين والسنوات من 1900 وحتى سنة 1929 . وقد اعتمدت على ماهو متوفر في المصادر الرئيسة ومنها : (الدليل الرسمي العراقي لسنة 1936 ) تحرير الياهو دنكور ، ومحمود فهمي درويش ، و(دائرة المعارف العراقية ) للاستاذ محمود الجندي ، و(موسوعة أعلام وعلماء العراق ) للاستاذ حميد المطبعي ، و(موسوعة اعلام الموصل في القرن العشرين ) للاستاذ الدكتور عمر الطالب، وموسوعة الاستاذ جواد عبد الكاظم محسن التي أصدرها بثلاثة أجزاء بعنوان : ( معجم الاديبات والكواتب العراقيات في العصر الحديث ) ومصادر اخرى .
    يقينا ان المرأة العراقية ، أكدت ، ولاتزال انها رائدة في الكثير من الميادين ، وتستحق أن نذكرها ونُذْكرْ بها.
    وفيما تأتي أسماء عدد من النسوة العراقيات الرائدات مع نبذة موجزة جدا عن سيرتهن الذاتية :
    1- أمت سعيد: تربوية ، عملتْ مدرسة في عدد من المدارس الثانوية ، ثم عينتْ مديرة للتعليم النسوي في وزارة المعارف . كما عملتْ مديرة للمدرسة الثانوية المركزية للبنات في بغداد ، وهي من فضليات الاديبات الكاتبات .
    2- أمينة الرحال : كاتبة ادبية، اشتغلت بالتعليم في مدارس البنات سنوات . وفي سنة 1936 كانت مدرسة في مدرسة باب الشيخ في بغداد .
    3- انجيل أرستاكيس : مديرة مدرسة هدية منشي صالح ب‍بغداد ، وهي من فضليات الكاتبات.
    4- بهرمان الزهاوي : من فضليات الكاتبات العراقيات ، لها يد في النهضة النسوية في العراق.
    5- حسيبة الزهاوي : من الاديبات الفاضلات والكاتبات المثقفات.
    6- خيرية نوري : مديرة مدرسة الفنون البيتية ، وهي من فضليات الكاتبات في العراق .
    7- رباب الكاظمي 1918-1998 ، وهي الشاعرة الرقيقة، إبنة الشاعر الكبير عبد المحسن الكاظمي. في سنة 1936 كانت تدرس على نفقة وزارة المعارف العراقية في مدرسة الاميرة فوزية بمصر. لها شعر رقيق جزل .
    8- رفيعة الخطيب : ممن أسهمن في النهضة النسوية في العراق وهي من فضليات الكاتبات الاديبات .
    9- روز فرنسيس : كاتبة بارعة ، لها بحوث شتى في التدبير المنزلي والتاريخ والاجتماع . وقد أرسلتها وزارة المعارف الى الجامعة الاميركية في بيروت لاكمال دراستها حيث درست فيها سنة واحدة، ثم سافرت الى انكلترا للتخصص في العلوم التربوية والنفسية .
    10- صبيحة الشيخ داؤد ( 1912- 1975) : القاضية في محكمة الاحداث، وصاحبة كتاب (أول الطريق الى النهضة النسوية الحديثة ) ، وتعد من المربيات الحصيفات الفاضلات .
    11- عفيفة رؤوف : من فضليات المربيات في العراق، لها أسلوب طريف في الكتابة ، وعُينت في سنة 1936 مديرة مدرسة باب الشيخ الابتدائية للبنات .
    12- عفيفة اسماعيل : أديبة فاضلة ، وكاتبة بارعة . أنيط بها التدريس في مدرسة الدهانة للبنات.
    13- كوزين صبيح نشأت : من فضليات الكاتبات العراقيات ولها يد طولى في النهضة النسوية العراقية.
    14- مريم نرمة الصحفية المعروفة ( 1890 – 1972 ): هي مريم روفائيل يوسف رومايا أول صحفية عراقية نزلت الى الحقل الصحفي سنة 1921. في سنة 1937 أصدرت صحيفة (فتاة العرب ) وهي من الكاتبات الفاضلات لها بحوث ادبية بإسلوب شيق لطيف.
    15- مديحة تحسين : في سنة 1936 كانت مديرة دار المعلمات في بغداد وهي من فضليات المربيات والكاتبات الاديبات.
    16- مديحة الهاشمي : من المثقفات الراقيات لها إلمام في البحوث والدراسات الادبية وكانت في سنة 1936 لاتزال تدرس في الكلية الاميركية في بيروت .
    17- نزهة الزهاوي : كاتبة وأديبة مثقفة، لها أعمال أدبية تنم عن اسلوبها الرقيق، وكتابتها الممتازة .
    18- آسيا توفيق وهبي ( 1901 – 1980 ) من رائدات النهضة النسوية في العراق ورئيسة الاتحاد النسائي العراقي . ترأست تحرير مجلة (الاتحاد النسائي ) منذ سنة 1949 .زوجها هو الكاتب والضابط العراقي الكردي والعالم في اللغة الكردية والوزير توفيق وهبي .
    19- ابتهاج عطا امين :شاعرة ولدت ب‍بغداد سنة 1927 ، لها قصائد في صحف ومجلات عراقية وهي خريجة دار المعلمين العالية ب‍بغداد .
    20- أم نزار الملائكة هي الشاعرة سلمى عبد الرزاق الملائكة ( 1909 – 1953): كتمت إسمها الصريح في كل ما نشرته وهي شقيقة الشاعر المحامي عبد الصاحب الملائكة. ولدت ب‍بغداد سنة 1908 ، ساعدتها بيئتها على ان تتردد على الحلقات الادبية وتنهل منها. تزوجت من الشاعر صادق الملائكة توفيت في لندن ودفنت هناك .
    21- أميرة نور الدين: ولدت في بغداد سنة 1925 شاعرة مجيدة ، حصلت على شهادة البكالوريوس من كلية الاداب – جامعة فؤاد الاول (جامعة القاهرة ) ، ولها مؤلف مطبوع بعنوان : (درر من شعر اقبال ) . وأغلب قصائدها من الشعر الاجتماعي والوطني، وهي لاتميل الى الشعر الحر .
    22- إحسان الملائكة :كاتبة وشاعرة، خريجة دار المعلمين العالية ب‍بغداد من مواليد سنة 1925.
    23- اديبة ابراهيم رفعت : من مواليد سنة 1925 وهي أول من أسست في العراق حضانة للاطفال سنة 1956 . خريجة دار المعلمين العالية ، وعملت مفتشة في وزارة التربية ، ولها يد في النهضة النسوية في العراق .
    24- البرتين ايليا حبوش من مواليد سنة 1929: خريجة دار المعلمين العالية لها بحوث متقدمة في الكيمياء .
    25- باكزة رفيق حلمي ( 1924-2003): باحثة وخريجة دار المعلمين العالية ب‍بغداد. حصلت على دكتوراه من جامعة القاهرة وأسست قسم اللغة الكردية في كلية الاداب –جامعة بغداد. لها بحوث ودراسات منشورة .
    26 -بهيجة أحمد شهاب:

    27- بياتريس أوهانسيان ( 1927- 2008 ): رائدة في العزف على البيانو ، حصلت على ماجستير في الموسيقى من اميركا .
    28- ثانية النافوسي من مواليد سنة 1929: استاذة في الرياضيات عملت في جامعة الموصل ، ولها كتب مؤلفة في مبادئ الرياضيات العامة .
    29- حفصة خان النقيب ( 1891-1953): شخصية نسائية عراقية كردية متزوجة من ابن عمها الشيخ قادر الحفيد . كان لها مجلس ادبي واجتماعي في السليمانية .عملت من أجل قضية شعبها .
    30- خالدة القيسي : من مواليد سنة 1924 ، واحدة من رائدات الحركة النسوية في العراق . طبيبة ، تخرجت من الكلية الطبية الملكية ب‍بغداد سنة 1947 ولها بحوث ودراسات .
    31- خيرية محفوظ : من مواليد سنة 1929، حصلت على ليسانس اداب من كلية الملكة عالية ب‍بغداد سنة 1950، ثم نالت دبلوم كلية الصحافة المصرية في القاهرة سنة 1953 . كما درست في كلية الاداب والعلوم الانسانية بجامعة باريس 1963-1967، من مؤلفاتها (مدرسة الرصافي العراقية ) 1975.
    32- رشدية سليم الجلبي :من مواليد الموصل سنة 1915 . قاصة وكاتبة رائدة في ادب الاطفال .
    مربية عملت معلمة في عدد من مدارس البنات في الموصل . من أعمالها (المفتاح الذهبي )، (البنت الصالحة) ، و(الخريف ) وكلها مجاميع قصصية مبسطة للاطفال. توفيت سنة 1990 .
    33- رمزية احمد النجم : من مواليد الموصل 1926 ، هي كاتبة وباحثة تربوية من أعمالها ( تقرير عن الادارية التربوية في العراق )، و(مشروع خطة لمكافحة الامية في الجمهورية العراقية )، قامت بتأليفه بالاشتراك مع باحثين آخرين .
    34- رمزية الاطرقجي ( 1928-2001): مؤرخة متخصصة بالتاريخ الاسلامي تحمل شهادة الدكتوراه ولها كتب منها ( بناء بغداد في عهد ابي جعفر المنصور) .
    35- رني بشير سرسم (من مواليد سنة 1923 ): هي أول فتاة عراقية تحصل على شهادة الماجستير في الرياضيات من جامعة مشيغان بالولايات المتحدة الاميركية .عملت مدرسة في كلية الملكة عالية ب‍بغداد.
    36- زاهدة ابراهيم محمد أغا (من مواليد سنة 1926 ): خريجة كلية الحقوق 1950 متخصصة بالمكتبات. من اعمالها (كشاف الصحف والمجلات العراقية ).
    37- سعاد خليل اسماعيل (من مواليد سنة 1928): تحمل شهادة الدكتوراه في التربية من جامعة كاليفورنيا بالولايات المتحدة الاميركية . هي اول وزيرة للتعليم العالي والبحث العلمي في العراق (1970).
    38- سليمة مراد ( 1905-1974) : مطربة عراقية متميزة إحترفت المقام والبستات ، وكانت قمة شهرتها في الثلاثينات، وزوجها هو ناظم الغزالي المطرب العراقي الكبير .
    39- صابرة العزي ( 1918-1995) : هي خديجة محمود العلي العزي السامرائي، أطلقت على نفسها اسم (صابرة العزي ) تخفيا وكانت شاعرة . من دواوينها (نفحات الايمان ) ، و( نسائم السحر)) .
    40- صبرية نوري قادر (من مواليد سنة 1928) : شاعرة عراقية كردية ، ولها عدة مجموعات شعرية منها (باقة بنفسج) ، و( نشيد الشم).
    41- صبيحة الدباغ : هي الدكتورة صبيحة عبد الرزاق مصطفى الدباغ ، طبيبة ، زوجها الدكتور صفاء خلوصي . لها مؤلفات ودراسات ومقالات في مجالات التراث الطبي الاسلامي وتنظيم النسل في العراق.
    42- صديقة الملاية ( 1909- 1974 ): مطربة الاذاعة والتلفزيون ، واسمها الحقيقي ( فرجة عباس ) وتجيد المقام العراقي إجادة تامة .
    43- عاتكة وهبي الخزرجي ( 1926- 1997) : شاعرة رقيقة ، تحمل شهادة الدكتوراه في الادب العربي من جامعة السوربون 1950 . ولها دواوين كثيرة منها : (انفاس السحر ) ، و(قواف الزهر ) عملتْ استاذة في كلية التربية –جامعة بغداد في الستينات .
    44- عادلة عبد القادر صاحبقران ( 1859- 1924) : هي خانم عثمان باشا الجاف، زوجها الشيخ عثمان باشا بن محمد باشا من زعماء عشائر الجاف. وبعد وفاة زوجها سنة 1910 ورثت سلطات زوجها على العشائر ، وكانت لها شخصية قيادية قوية .
    45- فطينة النائب وهي فطينة حسين عبد الوهاب النائب ( 1917-1993 ): شاعرة ، ومربية عملت في التدريس الثانوي ، والاشراف التربوي من مجاميع شعرها (لهيب الروح ) ، و(رسيس الحب ). كانت تنشر بإسم مستعار هو : (صدوف العبيدية ).
    46- لمعان أمين زكي ( 1924-2000 ): طبيبة وباحثة. كان لها دور في تأسيس مجلة (الام والطفل )، عملت في مواقع كثيرة منها مديرة مؤسسة لرعاية الامومة والطفولة في العراق حتى سنة 1958 .لها كتب ألفتها مع آخرين منها كتاب : (مشكلات التشوهات الخلقية).
    47- لميعة البدري (من مواليد 1920 ): طبيبة مبتكرة في علم الولادة والطب النسائي، لها دور في تأسيس (منظمة نساء الجمهورية ) . هي أول امرأة تنال درجة الاستاذية في جامعة بغداد سنة 1962 .
    48- لميعة عباس عمارة : شاعرة كبيرة من مواليد سنة 1929 . خريجة دار المعلمين العالية ب‍بغداد. لها مجموعات شعرية كثيرة منها : (الزاوية الخالية ) ، و(عودة الربيع ) ، و(ويسمونه الحب ) ، و(البعد الاخير).
    49- ماركريت بشير سرسم : طبيبة رائدة في الامراض النسائية في العراق، من مواليد سنة 1926 . في كركوك أسست ردهة للامراض النسائية ، وصالة للولادة حين كان والدها الدكتور بشير سرسم رئيسا لدائرة الصحة هناك .
    50- ماهرة النقشبندي : من مواليد سنة 1929 وهي ( ماهرة حسين عبد الوهاب النائب ) قاصة وكاتبة، تحمل شهادة ماجستير في علم النفس من جامعة بغداد 1967 ، وهي شقيقة الشاعرة فطينة النائب . لها قصائد منشورة في مجلات عراقية ولبنانية ومنها : الهاتف العراقية ومجلة العرفان الصيداوية اللبنانية .
    51- مليحة رحمة الله (من مواليد 1925): مؤرخة دكتوراه في التاريخ الاسلامي من جامعة القاهرة لها كتب منها كتابها الشهير ( الحالة الاجتماعية في العراق في القرنين الثالث والرابع الهجريين ).
    52- نادرة عزوز (من مواليد سنة 1927 ): تشكيلية، حصلت على بكالوريوس فنون من الكلية المركزية للفنون في لندن 1960. أقامت عدة معارض لها داخل العراق وخارجه .
    53- نازك الملائكة (1923-2007) : شاعرة رائدة في الشعر الحر، نشرت لها عدة دواوين منها (عاشقة الليل ) و(قرارة الموجة ) و(شظايا ورماد ) خريجة دار المعلمين العالية ب‍بغداد .من مؤلفاتها (قضايا الشعر المعاصر).
    54- نجيبة صابر (من مواليد سنة 1928): فنانة تشكيلية من مواليد كركوك . وهي خريجة كلية البنات ب‍بغداد. أقامت عدة معارض، أسست معهدا لتنسيق الزهور .أول عراقية تحوز على شهادة الماجستير في فن وجمالية تنسيق الزهور من معهد اوهارا باليابان، ولها كتاب عن تنسيق الزهور .
    55- نزيهة سليم ( 1927-2008 ): فنانة تشكيلية ، خريجة معهد الفنون الجميلة في باريس 1951 ، وهي من (جماعة بغداد للفن الحديث ). أقامت معارض عديدة داخل العراق وخارجه .
    56- نزيهة جودت الدليمي : أول وزيرة في العراق الحديث . بعد ثورة 14 تموز 1958 تولت وزارة البلديات سنة 1959 وهي كاتبة يسارية .
    57- وداد الاورفلي (من مواليد سنة 1929): فنانة تشكيلية كبيرة أقامت عدة معارض لها في داخل العراق وخارجه .
    58- وديعة جعفر جواد الشبيبي (من مواليد سنة 1925 ): شاعرة وكاتبة وهي خريجة كلية الملكة عالية ب‍بغداد. سنة 1948 عملت مدرسة في الاعدادية الشرقية للبنات ولها ديوان شعر بعنوان (خواطر ملونة ) ، وكتابها عن ( ام كلثوم في آفاق الشعر والفن ) كتاب رائد في موضوعه .
    59- اليزة سليمان جبري (من مواليد سنة 1900 ): من النسوة الرائدات في تأسيس رياض الاطفال ، وهي خريجة المدرسة الاميركية في الموصل – قسم رياض الاطفال سنة 1928 .
    60- زكية الفخري (من مواليد سنة 1928 في الموصل ): خريجة كلية الملكة عالية ب‍بغداد ، سنة 1949 عملت مدرسة في عدد من مدارس الموصل منها اعدادية الموصل للبنات ودار المعلمات .
    61- سامية سليم الصباغ (من مواليد الموصل سنة 1919 ): عملت معلمة في بعض مدارس الموصل منذ سنة 1938 ، وكانت قبل تقاعدها سنة 1970 تعمل مديرة لمدرسة الكواكب الابتدائية في الموصل .
    62- سعدية سليم الصباغ (1917-1995 ) : من اوائل المعلمات اللواتي تفرغن لتدريس الرياضيات. كانت مديرة لعدد من مدارس البنات منها مديرة مدرسة الفلاح ، واختيرت مفتشة تربوية ، ثم احيلت على التقاعد سنة 1968 .
    63- سيرانوش الريحاني (من مواليد سنة 1920 ): طبيبة نسائية مشهورة في الموصل ، وكانت لها عيادتها في شارع نينوى ، وهي خريجة الكلية الطبية الملكية ب‍بغداد سنة 1944 .
    64- فضيلة خليل (من مواليد سنة 1927): خريجة قسم الطبيعيات في دار المعلمين العالية 1947 وقد درست في عدد من المدارس منها اعدادية الموصل للبنات سنة 1953 .
    65- فوزية اسماعيل الكتبي (من مواليد الموصل سنة 1928 ): خريجة كلية الملكة عالية --بغداد 1951 متخصصة باللغة العربية. درست في مدارس عديدة في الموصل منها متوسطة الشعب 1963 واعدادية البنات 1964 وقد احيلت على التقاعد سنة 1980 .
    66- ماركريت فتح الله كساب : طبيبة تخرجت من الكلية الطبية الملكية ب‍بغداد سنة 1946 وحصلت على دبلوم الامراض النسائية والتوليد من كلية المولدين في لندن وعملت في الردهات النسائية في مستشفيات بغداد.
    67- نهاد سليم خياط (من مواليد سنة 1925): تسمى أيضا نهاد اللوس لان زوجها من آل اللوس في الموصل. تخرجت من دار المعلمين العالية ب‍بغداد سنة 1947 وعملت لفترة مدرسة في عدد من مدارس الموصل منها اعدادية البنات وحصلت على الماجستير وكانت عميدة لكلية البنات التي افتتحت في الموصل. سنة 1967 وبعد الغائها سنة 1969 عادت لتعمل استاذة مساعدة في قسم اللغات الاوربية بكلية الاداب ––جامعة الموصل .
    68- كواكب جليميران : من الرائدات في مجال التعليم .كانت مديرة مدرسة الوطن الابتدائية للبنات في الموصل .
    69- شاهزنان الجليلي : مربية رائدة وكاتبة وادارية ناجحة . كانت مديرة مدرسة ابي تمام النموذجية في الموصل.
    70- سالمة نامق : مربية فاضلة وكاتبة .عملت مديرة لمدرسة الفتوة النموذجية في الموصل .
    71- باحثة الجومرد : مربية ومترجمة وكاتبة . رائدة في مجال تدريس اللغة الانكليزية ومن ترجماتها كتاب (صحافة بلا دموع) .
    72- امينة حسن ترك : مربية فاضلة ومديرة ناجحة .عملت مديرة لاعدادية البنات في الموصل .
    73- منيرة عزيز نقاشة : مربية فاضلة ، ومدرسة لغة انكليزية رائدة في الموصل .
    74- فخرية شاشا : مربية فاضلة ومديرة لثانوية البنات في الموصل.
    75- اميرة دنو : مربية فاضلة، عملت مديرة لمدرسة الروضة الرسمية في الموصل.
    76- فريال جبوري غزول : استاذة الادب والنقد في الجامعة الاميركية في القاهرة . من مواليد الموصل لها كتب منشورة واطروحتها للدكتوراه عن (الف ليلة وليلة) .
    77- بولينا حسون ( 1895- 1969 ): من الصحفيات العراقيات الرائدات، أصدرت اول مجلة نسائية في العراق هي مجلة (ليلى ) في 15 تشرين الاول 1923 .عملت بالتعليم لفترة .
    78- جهادية عبد الكريم القره غولي ( 1916-1995) : هي اديبة ، مربية ومؤرخة، ولها يد في الحركة النسوية العراقية . تحمل شهادة الدكتوراه في التاريخ الاسلامي ، واطروحتها التي قدمتها الى جامعة عين شمس بمصر سنة 1974 كانت بعنوان :" التنظيمات الادارية والعسكرية في العراق والشام خلال العصر العباسي الاول 132-232 هجرية " .
    79- درة عبد الوهاب يوسف (من مواليد سنة 1928 ): من الصحفيات العراقيات الرائدات ، ولها كتابات في الصحف والمجلات العراقية واللبنانية . أصدرت سنة 1948 مجلة ب‍بغداد نصف شهرية بإسم ( بنت الرشيد).
    80- ناجية مراني (من مواليد العمارة سنة 1918): هي ناجية غافل مران المراني، أديبة، كاتبة، باحثة، ومترجمة . خريجة دار المعلمات ب‍بغداد سنة 1935. أكملت دراستها في ما بعد، وتحمل الماجستير في الادب الانكليزي المقارن من الجامعة الاميركية ببيروت . لها مؤلفات منشورة . كما ان لها ترجمات . ومن مؤلفاتها : ( مفاهيم صابئية مندائية ) ، ومن ترجماتها كتاب صموئيل كريمر : (هنا بدأ التاريخ ) .هذا فضلا عن عشرات المقالات المنشورة .
    81- ابتهاج عطا امين ( 1927-2000 ): مربية واديبة وكاتبة وشاعرة ولها ديوان وهي خريجة دار المعلمين العالية ب‍بغداد .
    82- اسماء القزويني ( 1866-1924 ): هي ابنة صالح الزويني، أديبة وشاعرة ولدت في مدينة الحلة . ولها ديوان شعر ومجموعة مكاتبات ورسائل وكان لها مجلس ادبي نسائي .
    83- نبيهة عبود ( 1897-1981 ): باحثة واكاديمية متخصصة بالتراث الاسلامي .تحمل شهادة الماجستير في التاريخ من جامعة بوسطن بالولايات المتحدة الاميركية سنة 1925 .عملت في المعهد الشرقي في جامعة شيكاغو ولها بحوث وكتب منشورة باللغة الانكليزية منها كتابها : Two Queens of Baghdad المنشور في شيكاغو سنة 1946 .
    84- نادرة سعيد جمعة : كاتبة واديبة موصلية نشرت بعض كتاباتها في جريدة (فتى العراق ) الموصلية منذ سنة 1955 .
    85- بشرى محمد نذير الغلامي : كاتبة وأديبة موصلية نشرت بعض كتاباتها في جريدة (فتى العراق ) الموصلية في الخمسينات .
    86- شرقية فتحي الراوي كاتبة ، واديبة موصلية . لها كتابات وقد افتتحت اول كشك لبيع الصحف والمجلات في الباب الشرقي ب‍بغداد خلال الستينات .وكانت لها كتابات بعد سنة 1955 في جريدة (فتى العراق ) الموصلية .

  8. #68
    من أهل الدار
    امناء العاصمة ١٩٣٦ ـ ١٩٥٨: مالهم وما عليهم



    امناء العاصمة ١٩٣٦ ـ ١٩٥٨: مالهم وما عليهم

    شغل منصب أمين العاصمة خلال مدة الدراسة ثمانية أمناء تمايزت فترات شغل منصب البعض منهم فترات كبيرة والبعض الآخر لم يبق إلا مدة قصيرة، وشغل أرشد العمري منصب أمين العاصمة خلال فترة 12/تشرين الثاني/1936 – 4/حزيران/1944،

    ولابد من الإشارة إلى أن أرشد العمري كان قد تسلم مدة أمين للعاصمة قبل هذه المدة في 25/تشرين الثاني/1931 – 23/تشرين الأول/1933، وتم تعيينه بناء على اقتراح من وزير الداخلية، بعد أن أطلع مجلس الوزراء على كتاب وزارة الداخلية. وأقر تعيينه على وفق أحكام الفقرة (أ) من المادة(3) من قانون تعديل إدارة البلديات رقم 84 لسنة 1931.

    وأبرز حدث تزامن مع رئاسة أرشد العمري لأمانة العاصمة هو اندلاع انتفاضة العراق عام 1941 وبعد اندلاع الحرب العراقية البريطانية في مايس عام 1941، انسحب أعضاء حكومة الدفاع الوطني إلى إيران، ومنهم رشيد عالي الگيلاني. والعقداء الأربعة. فأدى ذلك إلى احتلال القوات البريطانية مدينة بغداد وسقوط حكومة الدفاع الوطني، ثم تشكلت لجنة الأمن الداخلي وتم اختيار أرشد العمري أمين العاصمة رئيساً لها، وتشكلت (لجنة الأمن الداخلي) بموجب كتاب مجلس الوزراء المرقم 2205 والمؤرخ في 28/5/1941، وقررت ما يأتي:
    1. تأمين سلامة الأهليين وممتلكاتهم، وتنظيم حياتهم خلال الطوارئ وفي حالة الانسحاب من بغداد.
    2. القوة المتيسرة –أ- قوة شرطة بغداد. ب. الانضباط العسكري.
    3. الخطة – أ – عند حدوث أسباب قاهرة بانسحاب الجيش من العاصمة، يصدر متصرف لواء بغداد أمراً بمنع التجوال داخل العاصمة مدة الانسحاب، ويتوجب على السكان الإقامة في بيوتهم، واتخذت اللجنة الكثير من القرارات منها استمرار الحراسات على السفارة البريطانية، تقسيم العاصمة إلى أقسام لغرض الإشراف على الأمن في العاصمة، وتأسيس نقاط ثابتة في الميادين الرئيسية. وبعد لجوء رشيد عالي الكيلاني إلى إيران، وعين يونس السبعاوي نفسه حاكماً على العراق لكنه لم يصمد وانسحب أيضاً مع القادة والعقداء الأربعة والقادة الذين قاموا بالحركة، حيث بقي أرشد العمري أمين العاصمة وحده في بغداد للحفاظ على الأمن، بعد أن أصبحت بغداد في يد البريطانيين وانقطعت المواصلات في كل مكان وأصبحت ثلاث أرباع بغداد معزولة، أدى هذا الوضع إلى تشتت الجيش العراقي من جبهات القتال لعدم وجود قيادة له.

    وفي هذه الأثناء تولت (لجنة الأمن الداخلي) التي يترأسها أمين العاصمة أرشد العمري مسؤولية مفاوضة السفارة البريطانية وأخذت موقع الوسيط لعقد هدنة مع الجيش البريطاني وأسفرت المفاوضات عن عقد الهدنة. بعد أن حضر أرشد العمري إلى السفارة البريطانية، فقام السفير البريطاني كورنواليس (K.Karnawils) بتوجيه رسالة باللاسلكي إلى قائد القوات البريطانية في الحبانية لإيقاف القتال. وقد تولى صياغة شروط الهدنة الجنرال كلارك
    ( S.Calrk) ومارشال الجو داليبك(W. Dalibiek ) والسر كورنواليس السفير البريطاني، وصادقت عليها هيئة الأركان العامة في لندن، ونصت الهدنة على:
    1. تتوقف الحركات العسكرية ما بين الجيشين على الفور.
    2. يسمح للجيش العراقي الاحتفاظ بأسلحته.
    3. يطلق جميع أسرى الحرب.
    4. تعطى جميع التسهيلات إلى السلطات البريطانية.
    ولابد من الإشارة إلى ما ذكره العميد الركن طه الهاشمي في يومياته بتاريخ 31 مايس 1941م، إذ قال: "طلبني أمين العاصمة فذهبت إليه وكان نور الدين محمود، وأمين العمري، وحميد نصرت، وحميد رأفت، ومصطفى راغب، والرئيس رفيق عارف، وحسام الدين جمعة، وخالد الزهاوي وغيرهم حاضرين، وأطلعني على شروط الهدنة فكانت فيها بعض المواد التي تلفت النظر ودار البحث حول المواد الصعبة، كتسليم الألمان، والطليان، وانسحاب البريطانيين لمعسكراتهم، وكان رفيق عارف أكثر تحمساً لصيانة شرف الجيش والاستمرار بالمقاومة، وكان أمين العمري أكثرهم تحمساً لقبول الشروط، أما أمين العاصمة فقال أنه يتحمل المسؤولية وحده بقبول شروط الهدنة، وقد وقعها كل من اللواء إسماعيل نامق والعميد الركن حميد نصرت والعقيد نور الدين محمود نيابة عن الجيش".
    ومن المفيد بمكان أن نذكر هنا أن أرشد العمري حصل على وسام القلادة الذهبية من لندن تقديراً لما قام به من سيطرة على بغداد بعد أحداث انتفاضة عام 1941 وجرى الاحتفال بهذه القلادة في بهو الأمانة وخلال الاحتفال تقلد السيد أرشد العمري القلادة.

    ومما يؤخذ على أرشد العمري عدم اهتمامه بالآثار العراقية، فقام بهدم باب بغداد القديمة وجعله متنزهاً (حديقة الأمة) في منطقة الباب الشرقي، وهدم بعض الدور التراثية في الكاظمية وشارع الرشيد، وهدم جزء من ساحة جدار جامع مرجان فوجهت الانتقادات إليه وخرجت المظاهرات تهتف ضده .
    وخلال مدة توليه أمانة العاصمة للمدة الثانية أظهر نشاطاً إدارياً ملحوظاً في توسيع وتطوير مدينة بغداد، ومن جملة أعماله هذه تنظيم منطقة الجادرية، وفتح شارع في وسطها عرضه 60 متراً وفي 25 كانون الأول 1936 جرى انجاز وفتح شارع غازي ، كما قام بدفن الخندق المحيط ببغداد حيث حوله إلى متنزهات ومناطق عامة سياحية، واستطاع شق شارع حديث وهو شارع الملكة عالية (شارع الجمهورية عام 1952).

    ومن جانب آخر قام بتشييد المباني منها قاعة الملك فيصل الأول، كما أشرف على تشييد القصر الأبيض كدار للضيافة، كذلك تشييد وبناء قاعة أمانة العاصمة ودار الأوبرا، ومن أهم أعماله هو إنشاء بارك السعدون الذي نفذ بين عامي 1939-1941، وكان يتابع الأعمال بنفسه ويتجول بسيارته ليلاً ونهاراً ليراقب الأعمال.
    ومن الجدير بالذكر أن أرشد العمري كان من مؤسسي جمعية الهلال الأحمر العراقية.
    وبعد أرشد العمري تولى منصب أمانة العاصمة حسام الدين جمعة. وجاء تعيين حسام الدين جمعة بناء على اقتراح وزارة الداخلية، إذ وافق مجلس الوزراء بجلسته المنعقدة بتاريخ 11/تشرين الثاني/1944 على تعيينه أميناً للعاصمة وذلك وفقاً للمادة (23) من قانون الخدمة المدنية رقم (64) لسنة 1939 والمادة (8/أ) من قانون إدارة البلديات رقم (84) لسنة 1931.
    وشغل حسام الدين جمعة منصب أمين العاصمة في 11/تشرين الثاني/1944 – 31/مايس/1946، وخلال عهده وتحديداً عام 1945 تم بناء مدينة (بغداد الجديدة) بجانب الرصافة وهي مدينة عصرية تحتوي على الشوارع والمتنزهات والبيوت الجميلة. أقام السيد حسام الدين جمعة حفلاً تكريماً للسفير البريطاني السيد كيهان كورنواليس،بمناسبة نهاية مهمته في بغداد وقدم له خلال الحفلة شارة بغداد كتكريم للسفير البريطاني، وقدم له مصوغات فضية بغدادية تمثل تراث العراق، وتبادل الطرفان الكلمات التي تعبر عن أعجاب بعضهم بالبعض. وفي عهده تم فتح خط جديد للباصات يبدأ من تمثال الملك فيصل في جانب الكرخ وينتهي عند كرادة مريم وابتهج سكان هذه المنطقة بهذا الخط لأنهم كانوا بحاجة ماسة له.

    وبعد حسام الدين جمعة تولى منصب أمين العاصمة الدكتور فائق شاكر عام 1946 وباشر بوظيفة أمانة العاصمة اعتباراً من 29/أيلول/1946 ومن المعروف عنه أنه كان يتصف بالمرح، ولم تكن له كفاءة إدارية إذ كان محبوبا وليس إدارياً حازماً.
    واستمر في منصب أمانة العاصمة سنتين من المدة 29/أيلول/1946-17/آذار/1948 وفي عهده تم بناء مسبح الأمانة وهو مسبح عصري حسن الهندسة وجميل البناء في جهة الكرادة الشرقية على شاطئ النهر، وقد شيدت على مقربة منه (كازينو) عصرية وأحاطها بحدائق جميلة تمتد على ضفاف دجلة، وأطلق عليها اسم (أمباسي) فضلاً عن ذلك اهتم الدكتور فائق شاكر بالأعمال العمرانية خلال مدة شغله المنصب في سنتين، ومن أهم الأعمال هي تبليط الشوارع وأهمها شارع المهدي في الكرادة وقد خصص له 1100 دينار، وشارع بني سعيد وخصص له 1500 دينار وشارع زيد بن ثابت وخصص له 1350 ديناراً عراقياً، وشبكة من الشوارع في باب الشيخ وخصص له 150 ديناراً عراقياً وشارع عمودي متصل بشارع أبي نؤاس خصص له ثلاث ألف دينار، وقامت الأمانة في عهده أيضاً بتسوير 34 عرصة وردم المستنقعات.
    وفي عهد الدكتور فائق شاكر تم تبليط الشوارع في بغداد على طراز عصري حيث مدت المجاري تحت الأرض وتم انسياب مياه الأمطار والغسل إلى بالوعات تصب في المجاري. وبعد الدكتور فائق شاكر تولى الدكتور عبد الهادي الباجه جي. منصب أمين العاصمة، حيث حددت الإدارة الملكية بنقل الدكتور فائق شاكر إلى وزارة الشؤون الاجتماعية ..

    وصدرت بإسناد منصب أمانة العاصمة إلى الدكتور عبد الهادي الباجه جي. ومن الجدير بالذكر أن الدكتور عبد الهادي الباجة جي تسلم منصب أمانة العاصمة للمدة من 18/آذار/1948 إلى 9/أيلول/1949.
    وقد عرف عنه أنه رجل إداري ومحمود السيرة، ولكنه لم يبقِ مدة طويلة في منصبه إلا سنة واحدة ونصف تقريباً، وقد سار على نهج الأمناء الذين قبله من خلال تبليط الشوارع وتقديم الخدمات إلى المواطنين والعناية بالعاصمة بغداد. ومن الجدير بالإشارة أنه خلال مدة عام 1948-1949 أنجزت أمانة العاصمة 48 مشروعاً وكان من ضمنها 34 شارعاً بلطته، كذلك في نهاية سنة 1949 أنشأت مجرى تصريف المياه القذرة في شارع أبي العتاهية، وشيدت أعمدة الكهرباء في شارع الملك غازي. وبعد الدكتور عبد الهادي الباجه جي تسلم منصب أمين العاصمة مظفر أحمد للمدة من 10/أيلول/1949 إلى 30/أيلول/1951. وقد سبق للسيد مظفر أحمد أن شغل منصب متصرف بغداد سنة 1949.
    ومن المشاريع التي أنجزت خلال مدة شغله المنصب هي تبليط عدة شوارع منها في محلة المهدية وشارع عمر بن عبد العزيز في منطقة الأعظمية، وتفرعات الطرق المؤدية إلى سوق الشورجة، وكذلك شوارع الكرادة، ومن الأعمال الأخرى أيضاً إنشاء مجرى للمياه القذرة تبدأ من محلة باب السفينة في منطقة الأعظمية حتى نهر دجلة. وقام أيضاً بفتح شارع الهادي البالغة مساحته 1600م2 والذي يوصل شارع الملك غازي (الكفاح حالياً) بشارع الشيخ عمر، وقام بإنشاء مجرى للمياه القذرة والأمطار في جانبي شارع الملك غازي ابتداء من ساحة زبيدة حتى ساحة الفضل.
    ومن المفيد بمكان أن نذكر أن عهد السيد مظفر أحمد شهد صدور قانونين مهمين هما (قانون تعديل قانون صندوق الاحتياط للجنة إسالة الماء لمنطقة بغداد رقم 61 لسنة 1943. كذلك (قانون التعديل الثالث لقانون مصلحة نقل الركاب في العاصمة رقم (38) لسنة 1938).
    ثم تبوأ منصب أمين العاصمة بعد مظفر أحمد السيد عبد الله القصاب من 1/تشرين الأول/1951 ولغاية 1/شباط/1953. وأبرز ما يلفت الأنظار خلال مدة شغله المنصب هو حضوره مؤتمر لتنظيم المدن في لندن، حيث وجه المعهد الثقافي البريطاني الدعوة إلى عدد من الشخصيات ورجال الصحافة للاستماع إلى المحاضرة التي سيلقيها المستر التوني مينو يدير (Altone Mendeoer) وقد ترأس هذا الاجتماع السيد عبد الله القصاب أمين العاصمة. وأهم وأبرز قانون صدر في عهده هو (قانون رفع المواد القذرة) وتأسيس مصلحة تعرف باسم (مصلحة رفع المواد القذرة) وذلك عام 1952.وتابع السيد عبد الله القصاب أمين العاصمة تبليط طرق فرعية عديدة بناء حدائق جديدة في عام 1951.

    وبعد السيد عبد الله القصاب تسلم منصب أمين العاصمة فخري الطبقجلي للمدة من 1/نيسان/1953 إلى 29/ نيسان/1954. ولعل من أبرز أعماله هو وضع الحجر الأساس لمدينة فيصل سنة 1953 في مدينة الشماعية. ولم يدم السيد فخري الطبقجلي سوى سنة واحدة وهي مدة قليلة، كما وأنه شغل منصب وزير الداخلية لمدة أربعة أيام عام 1954. وشغل منصب أمين العاصمة في 10/أيار/1954 إلى 16/تموز/1958 فخري الفخري.
    ومن أهم أعماله هو انجاز شارع الملكة عالية (شارع الجمهورية حالياً) والذي قرر أن يكون عرضه (40) متراً ومدخله من الباب الشرقي (50) متراً. ومن أبرز القوانين التي شرعت في عهده هو (قانون مصلحة المجاري لسنة 1955)، و(قانون مصلحة إسالة الماء لمنطقة بغداد). وبموجب هذين القانونين جعل من كل مصلحة من هذه المصلحات مصلحة ذات شخصية حكمية لها مدير هو أمين العاصمة وأربعة أعضاء آخرون. ومن الجدير بالذكر أنه خلال مدة شغله للمنصب تم تشكيل مصلحة كهرباء بغداد. وكما يذكر السيد فخري الفخري أنه بذل جهوداً كبيرة لوضع تخطيط لمدينة بغداد عام 1956، ذلك بعد تقديمه طلباً إلى الجهات المختصة لاستقدام المستشارين البريطانيين (مينوبويو وشبلي وماكفارلين) للقيام بأعداد الدراسة الشاملة من أجل وضع التصاميم.
    المدى/وهيب حسن العبودي

  9. #69
    من أهل الدار
    لورا البغدادية.. صاحبة أول مدرسة للبنات في بغداد




    لورا البغدادية.. صاحبة أول مدرسة للبنات في بغداد


    فيْ سلسلة بغداديات وفي باب اماكن وشخصيات كانت لنا كلمات عن اول مدرسة للبنات في بغداد واول امرأة بغدادية تؤسس مدرسة للبنات وهذه السيدة البغدادية هي السيدة لورا من عائلة بغدادية يهودية مشهورة هي عائلة خضوري ذلك ان المدرسة اسمها مدرسة لورا خضوري الابتدائية والمتوسطة التي تاسست سنة 1893 في حين ان اول مدرسة حكومية رسمية للبنات في بغداد تاسست سنة 1900 اي بعد سبع سنوات من تاسيس مدرسة لورا ..
    ومدرسة لورا هي مدررسة اهلية اسست في بغداد عندما كانت بغداد ولاية عثمانية قي سنة 1908 ..

    جلالة الملك فيصل الأول في زيارة الى مدرسة لورا
    بدأ تاسيس عدد من مدارس البنات وازدادت في العهد الملكي وقام (السير) اي حامل لقب فارس من الحكومة البريطانية (ايليا خضوري) بتشييد بناية جديدة لهذه المدرسة سنة 1911 تخليدا لذكرى زوجته لورا خضوري وهو الذي اطلق اسم زوجته على هذه المدرسة تخليدا لذكراها وقد استمرت هذه المدرسة في الدراسة حتى سنة 1950 عندما وصل عدد طلابها الى 930 طالبة و45 طالبا في القسم الابتدائي و271 طالبا في القسم المتوسط و180 طفلا في الروضة التي كانت جزءا من هذه المدرسة منهم 120 من الاناث و55 من الذكور .

    ومدرسة لورا للبنات هي المدرسة الثالثة التي تاسست في بغداد بعد مدرسة (مدارش تلمود وتوراة) او مدرسة تاسستفي بدغدا سنة 1832 من قبل رجل الدين اليهودي (موشي لاوي) وكانت تعنى بالتعليم الديني بشكل خاص وان كانت تعلم الطلبة اللغة الفرنسية في العطلة .
    والمدرسة الثانية هي مدرسة (الاليانس) تلك المدرسة التي تاسست في بغداد سنة 1864 وهي اكثر المدارس شهرة حيث تخرج منها الكثير من رجال السياسة والحكم والثقافة والاقتصاد في ذلك الزمن وان كانت هذه المدرسة تدرس (التلمود) للطلبة اليهود بالاضافة الى الدروس الاخرى كما انها تدرس اللغة الفرنسية والانكليزلة والتركية والعربية والعبرية وتمنح طلبتها شهادة الدراسة الموازية لشهادة التخرج من المدارس الاعدادية الفرنسية

    وبناية مدرسة لورا خضوري واملاك اخرى كانت قد تولى زوجها وقف هذه الاملاك لصالح المدرسة اي ان واردات هذه الاملاك الكثيرة جعلها السير خضوري لتامين المتطلبات المالية لهذه المدرسة في زمن كانت مدارس البنات معدومة وكان التعليم الاهلي هو السائد ذلك ان اغلب المدارس التي اسست كانت الدراسة فيها مجانا بالنسبة للطلبة لوجود واردات مالية للمدارس المذكورة .
    والسيد ايلي خضوري زوج السيدة لورا ولد في بغداد سنة 1867 وكان والده صالح خضوري من التجار المعروفين في بغداد والعالم واتم دراسته في مدينة مومباي الهندية لوجود شركات تعود لهم في دولة الهند وساهم مع اخيه المولود في بغداد ايضا سنة 1865 في افتتاح شركات ومحلات تجارية في دول عديدة من العالم منها بريطانيا والصين والهند وهونغ كونغ والبرتغال وسوى ذلك من المناطق وجنوا ثروة عظيمة وكبيرة ورصدوا جزءا قليلا منها بمشاريع الخير ومنها افتتاح المدرسة المذكورة.
    ومما يلاحظ على هذه العائلة البغدادية ان ابناءها وصلوا الى حد مرتبة سير ومرتبة لورد وان يكون احدهم حاكما لمقاطعة هونغ كونغ الصينية في خمسينيات القرن الماضي قبل عودة هونغ كونغ الى الصين.

  10. #70
    من أهل الدار
    "بيوتات العوائل والقابها ومسمياتها ازدهر بها المجتمع البغدادي تبقى حاضرة في الوجدان"



    " بيوتات العوائل والقابها ومسمياتها ازدهر بها المجتمع البغدادي تبقى حاضرة في الوجدان"



    تشير الوثائق التاريخية إلى أن نشأة العوائل بدأت مع الإنسان الأول الذي استوطن الأرض وركز همه على تأمين الغذاء واستمرار البقاء، ومنها بدأت التجمعات البشرية. فاعتمد على الملاحظة التي شكلت مع الحاجات الضرورية لحياته أساس الاكتشاف التي عمقت المعرفة الأولية وحولت المكتشفات إلى منتجات حرفية شكلت فيما بعد قاعدة النمو والتطور.‏
    تعتبر بغداد من المدن العريقة في نشاتها وتاريخها وتراثها وعائلاتها، وهي التي قامت بدور مهم في عصر الخلافة العباسية واحتضنت العرب والمسلمين والمسيحيين واليهود، فكانت الحضن الدافىء والملاذ الآمن لهم، وبرز منهم علماء في الفقه واللغة والتاريخ والعلوم والطب والهندسة والجيش والمهن والحرف الأخرى.
    وراء كل اسم عائلة بغدادية قصة، فلكل منها تاريخها وروايتها التي تحكي اصولها وجذورها، فحتى القبيلة او العشيرة الواحدة انقسمت بسبب ظروف اجتماعية او مناطقية او حرفية او مهنية الى أفخاذ في حين ان بعض العائلات تعود في جذورها الى طائفة ما ومع ذلك نجدها موجودة في اكثر من طائفة والسبب في ذلك الظروف السياسية والاجتماعية، هناك عائلات حملت اسماء قبائل عربية، ولكن مع مر السنين فإن عدداً من القبائل تغير اسم قبيلتها لأسباب مهنية او اجتماعية او اقتصادية او جغرافية او عسكرية، فالكتابة عن الاسماء والعوائل والالقاب هي احساس وغريزة، ونبل الاحساس والغريزة بحب الوطن من اسم العائلة.

    تزخر بغداد بموروث حضاري وتاريخي قديم، كما يعد العراق من الدول التي تنوعت فيها مفردات المهن والحرف التراثية والتاريخية منذ عهود مضت وحافظت على هذه المفردات العظيمة متمسكة بعراقة الماضي وانسانيته، كأحد ملامح الاهتمام بالحاضر المشرق بهذه المنظومة الشاملة من التاريخ والتراث، انتشرت الالقاب منذ امد بعيد، اي منذ العصر العباسي الى وقتنا الحالي، والاسباب كثيرة ومختلفه للالقاب، فهناك أفراد من عائلات عريقة وقبائل وبطون وأفخاد وعشائر،عندما نشأت بغداد فيها أسواق مهنية ولم يكن هناك تخصصات مثل الآن بل مهن، فمنها انشأت القاب حسب المهنه او حسب ضروف يمر بها اوحالة، ففي بغداد نرى بأن هناك سوق العطارين وهناك عائلات من آل العطار، وفي سوق الصفافير هناك عائلات من آل الصفار، كما قيل ان اللقب انتشر بسبب تشابه الاسماء في العائلة الواحدة والحي الواحد، ومنها ما يرتبط بالمقام والرتبة والروابط العائلية مثل الآغا والباشا وخواجه والقاضي والبيك.
    إن مَعرِفة بغداد والمناطق التي انحدَرتْ منها تلك العوائل والبيوتات، يلقِي الضوء على طبيعةِ المؤثرات الحضارية التي تؤثر في مجتمع المدينة المذكور، وتوضح إلى حد كبير أصولَ تلك المؤثرات.
    تمثل العوائل، باسمائها او القابها، والحرف والمهن سواء كانت دينية ام علمية ام ادارية ام حرفية ام تجارية، الرصيد الثقافي والحضاري والإنساني للشعوب، لأنها تعرف عن تراثهم وأصالتهم، وخصوصيتهم التي تميزهم عن الآخرين، وهي تؤرخ لجغرافية المكان وتقرأ تاريخه ومحيطه العام، كما أنها تعبر عن طبيعة حياة السكان المعيشية، والجتماعية ومهنهم التقليدية التي يمارسونها في مختلف البيئات والمناطق.
    اول قائمة دونت للعوائل والبيوتات المعروفة في بغداد دونها شاعر بقصيدة هو السيد محمد جواد السباهبوش <توفى عام 1831> " الدكتور عماد عبد السلام رؤوف< بيوتات بغداد في دراسة المؤرخين المحدثين>:
    آل مِخلف، آل الشالجي، آل المَراياتي، آل كُبَّة، آل عيشة، آل المِزراقجي، آل الباجه جي، آل زَهرة، آل دَلَّة، آل المَعْمَلجي، آل الدامِرجي، آل الطاطاني، العَطْعَطيون (آل عطا)، آل الزهاوي، آل القيمجي، آل ونَّة، آل الدَّرقزلي (الدَّركزلي)، آل عَرْمُوش، بيت الفارسيَّة (بيت كاتب الفارسية، أو بيت الفارسي)، آل سلطان حَمود (سلطان حمودة)، العودديون (آل العَوَّادي)، بنو الرَّهْبي (آل الرحبي)، الجلجيون (آل الجلجي)، المكاريون، آل حَرباء (آل الحَرباوي)، آل الجَرجَفي (آل الجرجفجي)، آل القشطيني، الرَّفرفيون (آل رَفَّة)، آل الأورفلي، آل قهرية، آل مصبغة، آل سَنَد، آل كافل الحسين، بنو البيري، آل طليقاني (آل الطالقاني)، آل بني عيسى (آل السيد عيسى)، آل زركوشة (آل الزركشي)، النيل فروشي، أزارقة، مليَّة (آل الملي)، عمشة.
    وثاني نص تاريخي يتناول بالبحث بيوتات بغداد المعروفة، هو الكتاب الذي عنوانه (تاريخ بيوتات بغداد في القرن الثالث عشر للهجرة)؛ لمؤلفه الشيخ عبدالرحمن حلمي بن محمد عبدالمحسن العباسي السهروردي (المتوفى سنة 1870)، من أبرز بيوتات بغداد وأكثرها شهرة، وهي:
    بيت أحمد شكري، بيت السيد فتاح، بيت رفَّة، بيت الملا إسماعيل، بيت الدباغ، بيت الملا سليمان الجُورَه بجي، بيت أوده باشي، بيت السيد حسين رفَّة، بيت معروف، بيت مصطفى أغا، بيت فتحي الموصلي، بيت علاوي، بيت فشتني، بيت مصطفى، بيت شيخ عمر، بيت إبراهيم نديم، بيت السُّويدي، بيت العُشاري، بيت الأعظمي، بيت مهدي جلبي، بيت عبدالرحمن الأعظمي، بيت اليَمَنجي، بيت عبدالرزاق الشيخلي، بيت الشُّوشة جي، بيت أمين، بيت محمد رفيع، بيت الرَّواف، بيت تاتار اغاسي، بيت الخاصكي، بيت نائب بغداد، بيت بكتاش، بيت وهب أغا، بيت عبُّود، بيت البرزنجي، بيت ينكجري أفنديسي (وهم آل الرهاوي، أو آل الأورفلي)، بيت النقيب، بيت الحاج طه، بيت العُشاري،
    بيت الراوي، بيت عبدالكريم أفندي، بيت القيَّار، بيت الفناهرة، بيت مصطفى الخليل، بيت الحاج صالح، بيت يوسف بك،. بيت عزير أغا، بيت الحاج حبيب، بيت رضوان أغا، بيت نائب زاده، بيت السويدي، بيت محمود بن زكريا النقيب، بيت محمد سعيد المفتي، بيت يحيى المزوري، بيت مرزا أغا، بيت أغا زاده، بيت الجاويش، بيت خليل أفندي (الدفتري)، بيت بكتاش، بيت الدوري، بيت متولي الدور (وهم آل السُّهْرَوَردي)، بيت محمد سعيد نقيب بغداد، بيت الحاج رسول أفندي.
    كتب العالِم البغدادي إبراهيم فصيح بن صبغة الله الحيدري في كتابه <<عنوان المجد في بيان احوال بغداد والبصرة ونجد>>، ضمنه فصلاً كبيرًا في بيان البيوت الطيبة من ذوي العلم والسيف والتجارة والحرف من ذوي الجاه الاجتماعي في بغداد، وهي:
    بيت الدركزلي، بيت الحيدري، بيت الشاوي، بيت صمناجي زاده، بيت المفتي،
    بيت كوسه دفتردار، بيت العلقبند، بيت سميكه، بيت الحاج إسماعيل المفتي، بيت أحمد الطبقجلي، بيت محمد سعيد المفتي، بيت عبدالله بن مرتضى المفتي، بيت الرحبي، بيت الخطيب، بيت جميل. بيت ياسين المفتي، بيت رفَّه، بيت السويدي، بيت الراوي، بيت الشواف، بيت بكتاش أفندي، بيت مِدلج، بيت شطّي، بيت أحمد النائب، بيت عبدالرحمن الروزبهاني. بيت الحاج أسعد أفندي، بيت فرهاد، بيت عبدالباقي العمري، بيت عبدالرحمن أفندي الأعظمي، بيت الإمام عبدالله، بيت جرجيس، بيت الألوسي، بيت السيد عبدالغفور المشاهدي، بيت سيد محمود الأورفلي، بيت إسماعيل كهيه، بيت محمود كهيه، بيت خليل أفندي الدفتري، بيت علوش أفندي، بيت علوش، بيت درويش أغا القائم مقام، بيت نعمان أفندي القائم مقام، بيت بكر كهيه، بيت أحمد أفندي الزندي، بيت الزهاوي، بيت صالح أغا رئيس الكتاب، بيت عبدالجليل بك، بيت عبدالرحمن الأورفلي، بيت صاري كهيه، بيت حسن بك، بيت الجرجفجي، بيت طويق. بيت نظمي زاده، بيت الروزنامجي، بيت أحمد أفندي المصرف، بيت السيد رحمة الله الجيبه جي، بيت عمر أغا الجيبه جي، بيت الغرابي، بيت القشطيني، بيت مينه، بيت عرموش، بيت وزنكر، بيت الباجه جي، بيت الملا عبدالرزاق، بيت الخضيري، بيت دَلّه، بيت الحاج سعيد البقال، بيت الأدهم، بيت سَند، بيت الوِتري، بيت الإمام، بيت عطا، بيت هاشم، بيت المِزرقجي، بيت كبَّه، بيت سيد عيسى، بيت شالجي موسى، بيت القيْمَقجي، بيت المراياتي، بيت الخاصكي، بيت الأعرجي، بيت جلال،. بيت المعملجي، بيت سيد يحيى، بيت القصابجي، بيت هلال، بيت الدامرجي، بيت اسطيفان، بيت كُزبَرخان، بيت يوسف جبرة، بيت جبرة أصفر، بيت إلياس عيسى، بيت عِزره صرَّاف باشي، بيت سوميح، بيت ساسون، بيت أبي قبلاغ، بيت بحر. بيت كرجي، بيت الطالقاني، بيت التوكمه جي.
    فهذه البيوتات بعض منها ذكرت في قصيدة الشيخ عبد الرحمن، وهناك اضافة لها ، أكثر تلك البيوتات والعوائل ممن وفد إلى بغداد واستقر فيها، خلال القرنين الأخيرين، منهم عرب وكرد وتركمان ومسيحيين ويهود ومسلميين، وساد المجتمع البغدادي عادات وقيم وتقاليد تحكمم العلاقات بين الناس في بيوتاتهم واحيائهم واسواقهم وسائر اماكن حياتهم الاجتماعية، ولم يخنعوا لأي تعصب ديني او قومي او مذهبي.

    كانت بغداد حتى اواخر القرن التاسع عشر مدينة متناثرة، نكبتها الغزوات منذ العهد الهولاكي والتيمورلنكي والصفوي وغيرهم، ولكنها قاومت بفضل رجالاتها وأفقهم الأصيل ان يجعلوها واحة للنهوض، في العهد الملكي الذي ساده الأمن، فتوسعت بغداد نتيجة المتطلبات الاجتماعية والاقتصادية والسكانية،
    وإنشأت دور العلم والمعرفة والمعالم الأخرى، واشتهرت بمقاهيها ومكتباتها واسواقها، ومع تطور العمران فيها وضواحيها أخذت هذه المنطقة تشهد كثافة سكانيّة وأصبحت شوارعها تتسع وتمتد وتحمل أسماء تميزها بعضها عن بعض الماضي، وتميزت به وجهود رجالات من حكمها وتجارها وأهلها وعائلاتها المرموقة، ومن العوائل التي برزت هي:
    بيت الداغستاني، بيت الدرة، بيت آل جعفر هاشم، بيت آل ياسين، بيت السعيد، بيت ابو طبيخ، بيت الاسترابادي، بيت المميز، بيت الصواف، بيت الملائكة، بيت النواب، بيت المختار، بيت الجنابي، بيت الصائغ، بيت الدهان، بيت الحبوبي، بيت الأثري، بيت القاضي، ببت البيروتي، بيت العلاف، بيت البستاني، بيت العطار، بيت الصفار، بيت القلمجي، بيت الصافي، بيت آل رجب، بيت الحيالي، بيت سري، بيت العياش، بيت آل الجادرجي، بيت الهاشمي، بيت الدبوني، بيت الخالدي، بيت الملي، بيت العسكري، بيت الجندي، بيت العسكري، بيت الساعاتي، بيت القصير، بيت البير، بيت الطويل، بيت الصالحي، بيت السامرائي، بيت عارف اغا، بيت السهروردي، بيت الجبوري، بيت الطيار، بيت الوزان، بيت الجاف، بيت الحمامي، بيت الياسري، بيت الايوبي، بيت عباس التميمي، بيت الكتبي، بيت الصراف، بيت مولود باشا، بيت البيك..
    أرخ الاستاذ إبراهيم بن عبدالغني الدروبي البغدادي في كتابه<<البغداديون اخبارهم ومجالسهم>> (ت 1959م)، ليقدِّم آخر صورةٍ لأسر بغداد بتاريخها، وصلاتها، ومجالسها، وأعلامها قبل أن تعصف بها رياح التغيير الاجتماعي بُعَيد قيام ثورة تموز 1958م، وكان شرط الدروبي في اختيار أُسَره يتمثَّل في وجود (مجلس) خاص بها، يؤمُّه الناس في أوقات محددة والتي تمتعت بالوجاهة والسمعة والنبل،
    تناول 202 أسرة تنتمي إلى أصول قومية مختلفة، أكثرُها من العرب، وبعضها من الترك والكرد والمماليك، وهم الذين انحدروا من أصول كرجية في النصف الأول من القرن الثاني عشر للهجرة (18م) وغيرهم، وعرف بعض هذه العوائل باسم (بيت) وبعض آخر (آل)
    تناول البيوت المسلمة، وهي:

    السيد علي الكيلاني نقيب الأشراف، السيد سلمان الكيلاني، السيد عبدالرحمن الكيلاني، السيد محمود حسام الدين الكيلاني، السيد داود ضياء الدين الكيلاني، السيد حسن سالم الكيلاني، السيد عبدالله الكيلاني وأحمد الكيلاني، السيد إبراهيم سيف الدين الكيلاني السيد موسى شرف الدين الكيلاني، السيد محيي الدين الكيلاني، السيد عبدالقادر الكيلاني، السيد أحمد السيد ياسين الكيلاني، السيد محمد حامد الكيلاني، السيد حسين ناصر الدين الكيلاني، آل الواعظ آل السويدي، أبو الثناء محمود الألوسي، آل الجميل، آل الشاوي، آل الطبقجلي، آل الحيدري، الشيخ عبدالرحمن الروزبهاني، الشيخ طه الشواف، عبدالملك الشواف، قاسم البياتي، عبدالرحمن الأدهمي، عبدالباقي العمري، الحاج حسن الهندي، عبدالغفار الأخرس، صالح التميمي، بيت عطا، الشيخ إبراهيم الراوي، بيت دلة، بيت السنوي، الشيخ عبدالوهاب النائب، السيد عباس القصاب، آل القشطيني الشيخ محمود الديملاني، القاضي الشيخ عبدالحميد الشيخ علي، داود السعدي، آل عبدالجليل بك، بيت الزيبق، الشيخ سليمان الغنام، بيت الوسواسي، بيت الخنيني، بيت المدلل، سليمان الصالح، بيت الريس، السيد محمد سعيد المصطفى الخليل، بيت الربيعي، الحاج حسن الكوله، سليمان فائق، الحاج إسماعيل شطي، الشيخ عيسى البندنيجي، آل الأورفلي، بيت سميكة، درويش أغا القائممقام، عبدالغفور المشاهدي، نعمان أغا القائممقام، آل الوتري، آل القلعه لي، آل مدلج، آل الخضيري، آل القيارة، آل عزير أغا طاهر جلبي آل الراضي، محمد درويش بن عزيز، آل القيماقجي، آل التتار، أمير اللواء محمد باشا الدياربكري، بيت الباجه جي، الملا عبدالحميد الضاحي، آل البرزنلي، آل ثنيان، الشيخ عبدالحليم الحافاتي، آل الدفتري، معروف الرصافي، عبدالعزيز المطير، الشيخ عبدالسلام الشهير بالشواف، آل العمري، الشيخ قاسم الغواص، إبراهيم بك المميز، آل شاكر أفندي، الحاج أمين كاتب الخزينة، آل الكتخدا، آل المصرف، بيت سند، السيد أحمد خطيب الأعظمية، بيت العلقبند، آل مامو، آل عارف أغا، آل الروزنامه جي، آل فرهاد، آل الفارسي، آل الجادرجي، رفعت بك ينكجري آغاسي، آل الجيبه جي، بيت متولي الأعظمي، الجوربه جي، آل رئيس الكتاب، بيت الرحبي، غلام رسول الهندي، بيت كوسه دفتردار، آل الزهاوي، فهمي المدرس، الشيخ أمجد الزهاوي، الشيخ رشيد الكردي، الشيخ محمد أمين الكردي المعروف بالملا معنوي، بيت البزركان، حسين أفندي الغرابي، آل البقال، الحاج محمود التحميسجي، أيوب اليتيم، عبدالله الخياط، بيت ونة، بيت الخطيب، آل متولي سليمان باك، السيد أحمد الراوي، السيد إبراهيم البرزنجي، آل رفة، فتاح باشا، الشيخ رضا الطالباني، بيت الشيخلي، بيت الشابندر، آل سلطان حمودة، آل الرحال، آل شيخ الحلقة القادرية، بيت الريزه لي، الشيخ أسعد الدوري، الشيخ أحمد الفكيكي، آل القره غولي، آل يمنجي علي، الشيخ خالد النقشبندي، الشيخ أبو بكر عبدالرحمن بن أبي بكر المصنف، أحمد أفندي التكية، الشيخ داود النقشبندي،طه جلبي، توفيق وهبي بك، قاسم القيسي مفتي بغداد، الشيخ نعمان الأعظمي، عبدالفتاح المدرس، آل الوتَّار، آل الحاج خالد الجلبي، الشيخ محمد شريف العاني، آل بابان، السيد خضر أفندي الطائي، الحاج محمود جلبي التكريتي، السيد أمين الأعظمي، ياسين باشا الهاشمي، آل مصطفى سليم جلبي، الدكتور ناجي بك الأصيل، السيد طه الراوي، بيت العسافي، بيت الدركزنلي، آل ملوكي، آل الشيخ قادر، الحاج علي والحاج أحمد الشيخلي، الحاج حمدي الأعظمي، الشيخ محمد القزلجي، السيد عبدالحميد الأتروشي، آل البسام، السيد حسن البغدادي، عبدالله الشيخلي، الشيخ عبدالرحمن الزبير، آل شلال القيسي، السادة الهيتاويين، جميل صدقي الزهاوي، أسعد أفندي الموصلي المدرس، السيد أحمد السيد عثمان الخطيب، الشيخ نوري الشيرواني، توفيق بك البرزنجي، أسرة الشوكة، الشيخ خضر بن عباس العجاج، محمد باشا الداغستاني، محمد باك أكريبوز، السيد حسن الصدر، آل كبة، بيت شالجي موسى، بيت المراياتي، الشيخ شكر، أحمد الظاهر، بيت المزرقجي، المعمله جي، بيت القيمجي، بيت الطالقاني، علي كافل حسين، بيت الجرجفجي، آل الدامرجي، بيت السيد عيسى، بيت الخاصكي، آل الشالجي، السادة الحلاويين، السيد حسين يحيى، الشيخ كاظم الدجيلي، السيد جواد السياهبوشي، بيت السوز، بيت جلال، آل الدجيلي، آل المولى، آل حسين النجم الطائي، آل الشبيبي، آل الفكيكي.
    تناول 10 بيوت مسيحية، أكثرها من أصول موصلية، وبعضها من أصول حلبية، وأرمنية، وجميعها يسكن الجانب الشرقي من بغداد، وهي:

    آل عيسائي، آل غنيمة، يعقوب سركيس، الأب أنستاس الكرملي، آل عواد، آل مسكوني، سكندر اسطيفان، بيت جرجي، بيت نازو، بيت مراد الشيخ.
    كما تناول11 بيوت يهودية، وهي:

    مناحيم دانيل، عزره مناحيم دانيل، الحاخام ساسون خضوري، أنور شاؤول المحامي، مير بصري، داود سمره، يوسف الكبير، نعيم زلخة، إبراهيم حييم، روبين بطاط، صالح قحطان.
    وهناك كتاب كتبوا عن بيوتات في بغداد، منهم الدكتور حسين علي مظلوم، حيث كتب عن بيوتات الكاظمية، والدكتور هاشم الدباغ " الاعظمية والأعظميون"، والدكتور عماد عبد السلام رؤوف عن الفضل، والاستاذ شاكر البغدادي"تأريخ الكرادة الشرقية وعوائلها"، والاستاذ امين المميز " بغداد كما عرفتها"، كما ان كتاب الكاردينيا، شاركوا بكتاباتهم عن بعض البيوتات ومنهم الدكتور اكرم المشهداني ، كتب عن العطيفبة ومحلات الكرخ، والدكتور عبد الستار الراوي عن محلات الكرخ، والاستاذ عبد الوهاب الجواري عن الكرخ ومحلاتها، والاستاذ عبد الكريم الحسيني، عن الكرادة وعرصات الهندية، والاستاذ سعد الهزاع عن الكرخ ومحلاتها، والاستاذ شامل الحيالي عن النساء ودورهم في المجتمع، وكاتب المقالة عن محلات الاعظمية، وبالتأكيد هناك اوراقاً ومصادر لم ترى النور، وهناك شهود عيان لم يشاركوا باعطاء المزيد من اسماء العوائل وبيوتاتها،
    ومن أبناء وأحفاد ما ذكرناه من المصادر والمعلومات اعلاه، خرج الكثير من القادة العسكريين ورجال الإدارة والأدباء والشعراء والفقهاء والعلماء والاطباء والمهندين والاقتصاديين ورجال العلم والمعرفة والتجار والفنانين، وأسدوا خدمات جليلة لوطنهم ،
    كانت بغداد بحاراتها وأحيائها متداخلة، تدل على العيش المشترك، أصيلون، كما أن المنازل كانت متداخلة على اختلاف طوائف أهلها، ولم تشكل أحياء مقفلة إلا حين جاء الاحتلال وما بعده باصطفافات الطبقة السياسية الممسكة برقاب وعبادها.
    وهناك من يسأل هل تستعيد بغداد هويتها وثقافتها واصالتها ام ذلك اصبح من الماضي؟
    نقول ان محطات بغداد المشرقة كثيرة، وأسماء كثيرة من أهلها كان لها دور ثقافي واجتماعي ونضالي تاريخي، فلا يختصر تاريخها بشخص أو جماعة. هي لأهلها ومخلصيها وشهدائها الذين صنعوا مجدها منذ العهد الملكي، ولا سيما في مواجهة العدوان والإحتلال الإمركي وما تبعه، فبغداد التأريخ محفوظاً بين ذرات ترابها وازقتها، فهو تأريخ منقوش ومسطر كل الايام، تبقى شامخة متحفزة مهما مر عليها من مآسي، ومن الله التوفيق.
    سرور ميرزا محمود

صفحة 7 من 13 الأولىالأولى ... 56 789 ... الأخيرةالأخيرة
تم تطوير موقع درر العراق بواسطة Samer

قوانين المنتديات العامة

Google+

متصفح Chrome هو الأفضل لتصفح الانترنت في الجوال