جمال عبد الناصر يلتقى الشاعرة العراقية نازك الملائكة ويكرمها
نشر الشاعر والناقد الكبير شعبان يوسف، على صفحته الشخصية على موقع التواصل الاجتماعى "فيس بوك" صورة تجمع الشاعرة العراقية الكبيرة نازك الملائكة مع الزعيم الراحل جمال عبد الناصر، أثناء إحدى زياراتها لمصر، وذلك خلال مشاركتها فى مؤتمر لاتحاد الكتاب العرب فى مطلع الستينيات من القرن الماضى، وقد منحها حينها وشاحا تقديرا لأشعارها المساندة للوحدة العربية، وعلق على الصورة قائلا: "عبدالناصر يستقبل الشاعرة العظيمة نازك الملائكة.. تقديرا للثقافة".
وكانت الوحدة العربية، هى الحدث السياسى الهام الذى تأثرت به نازك و تفاعلت معه و کتبت عنه أکثر من کل الأحداث، وأخذت حيزا کبيرا من فکر و شعر نازك بالنسبة للأمور الأخری، فعبرت عنه الشاعرة بکلمات تتقاطر لهفة و شوقا و انتظارا لحدوثه و فرحا بمجيئه عند النهاية.
نازك الملائكة عندما سئلت عن حالتها فقالت "أنا مريضة كالعراق" وكان ذلك فى إثر الغزو الأمريكى للعراق وماترتب عليه من أوضاع كارثية وصراعات طائفية فى هذا الوطن العربى الشقيق، ولأن مصر هى الدولة القاعدة أو الدولة الأم فى وعى القوميين العرب الذين تأثرت بهم نازك الملائكة فقد كانت مركز استقطاب لمعظم أدباء وكتاب العالم العربى وكانت نازك من أشهر الشاعرات، انتماء لمصر وحبا لها، ولاشك أن هذا ما يفسر إقامتها الدائمة فى مصر منذ عام 1990 إلى وفاتها فى يونيو 2007 فى عزلة اختيارية بسبب معاناتها من الاكتئاب، وقد احتفل بها المجلس الأعلى للثقافة فى مصر وحضر عنها زوجها كما نالت جائزة البابطين فى الشعر العربى.
نازك صادق الملائكة (بغداد 23 أغسطس 1923- القاهرة 20 يونيو 2007) شاعرة عراقية، ولدت فى بغداد فى بيئة ثقافية وتخرجت من دار المعلمين العالية عام 1944، دخلت معهد الفنون الجميلة وتخرجت من قسم الموسيقى عام 1949، وفى عام 1959 حصلت على شهادة ماجستير فى الأدب المقارن من جامعة ويسكونسن-ماديسون فى أمريكا وعينت أستاذة فى جامعة بغداد وجامعة البصرة ثم جامعة الكويت.
يعتقد الكثيرون أن نازك الملائكة هى أول من كتبت الشعر الحر فى عام 1947 ويعتبر البعض قصيدتها المسماة الكوليرا من أوائل الشعر الحر فى الأدب العربي. وقد بدات الملائكة فى كتابة الشعر الحر فى فترة زمنية مقاربة جداً للشاعر بدر شاكر السياب وزميلين لهما هما الشاعران شاذل طاقة وعبد الوهاب البياتي، وهؤلاء سجلوا فى اللوائح بوصفهم رواد الشعر الحديث فى العراق.