أول انتصار لترامب.. إسقاط قضية «الوثائق السرية»
حارس يحمل بندقيته قبل بدء مؤتمر الحزب الجمهوري في ميلووكي | أ.ف.ب
حقق الرئيس الأمريكي السابق والمرشح الحالي دونالد ترامب، أمس، أول انتصاراته بعد حادث الاغتيال الفاشل الذي تعرض له أول من أمس، بعدما قررت قاضية في فلوريدا حفظ القضية المتعلقة باحتفاظه بالوثائق السرية.
بعد هذا القرار القضائي، دعا المرشح الجمهوري للرئاسة الأمريكية إلى إسقاط كل الدعاوى بحقه. وقال ترامب على منصة «تروث سوشال» الخاصة به: «إن حفظ قضية الاتهام غير المشروع في فلوريدا يجب أن يكون الخطوة الأولى، على أن يتبعها سريعاً إسقاط كل الدعاوى».
ويعزز ترامب وضعه في الحزب الجمهوري خلال مؤتمر الحزب لعام 2024 الذي بدأ أمس، بعد أن نجا من محاولة الاغتيال واجتاز العديد من النزاعات القانونية ليصل إلى ترشيح الحزب له في الانتخابات الرئاسية.
ويعتبر مؤتمر الحزب المنعقد في ميلووكي بولاية ويسكونسن فعالية احتفالية لترشيح ترامب رسمياً، إلا أنه يأتي وسط فترة توتر يسجلها تاريخ الولايات المتحدة قبل الانتخابات المقررة في الخامس من نوفمبر بين الرئيس جو بايدن (81 عاماً) وترامب (78 عاماً).
وهناك عدة تساؤلات من بينها هل سيحاول زعماء الحزب تهدئة الغضب بين الجمهوريين؟ أم سيستغلون الفرصة لاتهام الديمقراطيين بأنهم شوهوا صورة ترامب لإظهاره على أنه تهديد للديمقراطية، ما جعله مستهدفاً بالعنف السياسي؟
وقال ترامب لصحيفة واشنطن إكزامينر: «هذه فرصة لتوحيد البلاد بأكملها بل العالم كله. سيكون الخطاب مختلفاً كثيراً عما كان عليه قبل يومين».
وكان بايدن قال في كلمة نقلها التلفزيون من البيت الأبيض الأحد: «لقد صار الخطاب السياسي في هذا البلد ساخناً للغاية، وحان الوقت لتهدئته».
ويخوض ترامب وبايدن منافسة متقاربة وفقاً لمعظم استطلاعات الرأي بما في ذلك استطلاعات رويترز/ إبسوس. وأحدث إطلاق النار الذي وقع يوم السبت تغيراً في موضوعات النقاش حول الحملة الرئاسية، بعد أن كان التركيز ينصب على ما إذا كان ينبغي لبايدن أن ينسحب، بعد الأداء السيئ في مناظرة أمام ترامب في 27 يونيو.
وقال رئيس مجلس النواب مايك جونسون، الذي ينتمي إلى الحزب الجمهوري، لبرنامج «توداي» على شبكة إن. بي. سي الأحد: على جميع الأمريكيين أن يخففوا من حدة خطابهم. واتهم حملة بايدن بشن هجمات مبالغ فيها على ترامب. وأضاف: «على الجميع تهدئة لهجتهم».
ورفضت حملة بايدن التعليق على اتهامات من بعض الجمهوريين بأن تعليقات سابقة للرئيس هي التي هيأت الأجواء التي أفضت إلى إطلاق النار.
وكثيراً ما لجأ ترامب إلى اللهجة الحادة في خطاباته الانتخابية، مستخدماً كلمة «حمام دم»، ومشيراً إلى أعداء متصورين بأنهم «حشرات» و«فاشيون»، كما اتهم بايدن دون تقديم دليل بالتآمر للقضاء على الولايات المتحدة من خلال تشجيع الهجرة غير المشروعة.
وبعد ترسيخ وضعه في الحزب، يستطيع ترامب اغتنام فرصة المؤتمر لإطلاق رسالة الدعوة إلى الاتحاد، أو رسم صورة قاتمة لأمة تحت حصار نخبة فاسدة مثلما فعل في بعض الأحيان قبل ذلك. وسيكون لمدينة ميلووكي دور رئيسي في انتخابات الرئاسة نظراً لأنها أكبر مدينة في ولاية ويسكونسن، وهي واحدة من أكثر الولايات تنافسية سياسياً في البلاد.
نظريات المؤامرة
ومنذ الدقائق الأولى لمحاولة اغتيال ترامب، انتشرت نظريات المؤامرة على الإنترنت، بعضها يتحدث عن مطلق نار «تحت أوامر» الرئيس بايدن أو «الدولة العميقة»، وبعضها يندد بـ«مسرحية مدبرة» لجعل الرئيس السابق بطلاً.
وانتشر في هذا السياق على منصة إكس بعدة لغات منها الانجليزية والفرنسية والبرتغالية، مقطع فيديو مصور عن قرب لامرأة «مشبوهة» تشارك في التجمع الانتخابي وهي ترفع لافتة كتب عليها «بايدن»، وصورة لعناصر جهاز الأمن يبتسمون وهم يحيطون بترامب لإخراجه من موقع الحدث، باعتبارها «أدلة» على أن محاولة الاغتيال «مدبرة» و«مخطط لها».
ويضج الإنترنت بالشائعات، ولا فرق إن كانت العبارة الكاملة على لافتة المرأة تقول «جو بايدن، أنت مطرود» على غرار لافتات المشاركين الآخرين في التجمع، وإن كان تم إدخال تعديلات واضحة على صورة عناصر جهاز الأمن الرئاسي، على ما أظهرت تقصيات وكالة فرانس برس.
دماء ترامب لجمع تبرعات
نشر الموقع الإلكتروني للرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب، صباح أمس، صورته ووجهه ملطخ بالدماء، لحث أنصاره على التبرع لحملته، والتحلي بروح الوحدة والسلام، بعد إطلاق النار عليه في مطلع الأسبوع.
ويعيد الموقع توجيه المتبرعين المحتملين إلى صفحة على منصة (ويند ريد) لجمع التبرعات، والتي تعرض صورة لترامب بالأبيض والأسود التقطها مصور من وكالة أسوشيتد برس الأمريكية، ووصفها ترامب بأنها «خالدة».
وتُظهر الصورة المرشح الجمهوري وهو يرفع قبضته عالياً في تحدٍ والدماء تلطخ وجهه، بعد أن أصابت رصاصة طرف أذنه اليمنى خلال تجمع انتخابي حاشد في بنسلفانيا. ونشر الموقع الصورة مع تعليق يقول «لا خوف».
وجاء في رسالة أسفل الصورة «الوحدة. السلام. لنجعل أمريكا عظيمة من جديد». وحملت الصفحة أيضاً توقيع ترامب وأتاحت لزوار الموقع خيارات للمساهمة على مستويات مختلفة.
وذكر ترامب في مقابلة نشرتها صحيفة نيويورك بوست في وقت متأخر من أول أمس الأحد: «يقول كثير من الناس إنها أكثر الصور روعة التي شاهدوها على الإطلاق... إنهم على حق وأنا لم أمت. عادة عليك أن تموت لتحصل على صورة خالدة».
وقالت السلطات إن رجلاً (20 عاماً) أطلق الرصاص من بندقية نصف آلية على ترامب يوم السبت خلال التجمع الانتخابي الحاشد في بتلر بولاية بنسلفانيا. وجمعت حملة (جو فاند مي) المدعومة من ترامب لصالح ضحايا إطلاق النار أكثر من 3.5 ملايين دولار بنهاية يوم الأحد.