من أعجب عجائب الطف،
التي لم تكن لها سابقة، ولاتلحقها لاحقة، هو التسليم المطلق من كل من حول الحسين للحسين عليه السلام، فتارةً نقول أن العباس سلّم وتارةً نقول زينب سلمّت، ولكن الأمر يتسع فيضم جميع البيت الهاشمي وهم كلهم شباب، مافيهم كهل، فأكبرهم أبو الفضل وله ست وثلاثون عاما، وفيهم حرارة الشباب وعنفوانه وهم زعماء الدنيا والدين، ويتسع ليضم الأنصار الأوفياء رضوان الله عليهم، ولنقل أن هؤلاء كلهم عرفوا وعلموا فأطاعوا، ولكن الخدم والعبيد والنساء والأطفال، لم يشككوا بشيءٍ ولا إعترضوا على أمر، ولم يقل أحد منهم لو لم يفعل الحسين عليه السلام كذا، أو لو فعل كذا، فلم يذكر لنا التأريخ أي إعتراض، ولو كان لطبلوا له وزمروا، بل وصل الأمر الى أنه وبالرغم من الكثرة الكاثرة للأكاذيب على العترة وعلى فاجعتهم العظمى، ولكن لم يجرأ حتى الوضاعون على أن يصفوا إحدى نساء الحسين أو جواريه أو أحد أطفاله إعترض أو تنازل أمام أطغى الطغاة، ونحن نعلم حال أصحاب الأنبياء السابقين، وحال أصحاب نبينا صلى الله عليه وآله وسلم، وحال اصحاب امير المؤمنين عليه السلام وحال أصحاب الحسن، فكلهم قد إعترض أو تأول أو خرج عن الموازين، بل حتى أصحاب المهدي عج سيعترضون كما في بعض الروايات الشريفة، ولكن أصحاب الحسين وأهله وعيالاته وأطفاله وعبيده وجواريه وخدمه لم يبلغنا عنهم من إعتراض لاقبل الفاجعة ولاأثنائها ولا بعدها وإلى اليوم.. سيدي أبا عبد الله إحسبنا من خدمك المسلّمين لك بل نحن لك عبيد ونرجوا أن تسترقنا الى أن تدخلنا برقنا الى الجنة فأنت باب الرحمة وأنت الذي إسترققت القلوب بما لقي قلبك من سهام واسترققت النفوس والمهج بما لاقت نفسك ومهجتك من ألم العطش والحر..فدتك النفوس قربة الى الله تعالى وحبّا بجدك وأبيك وأمك وأخيك وإتباعا لكم سادتي الى أن نكر مع ولدك المهدي عج في طلب ثأرك ..اللهم فأدركنا ثأرنا مع إمامنا المنتظر عليه السلام