ـ قصة مثل : (ما يملأ عين ابن آدم إلا التراب )
، التراب : كناية عن تراب القبر. ويضرب هذا المثل في الإنسان الجشع ، الإنسان الطمّاع ، الذي لا يقنع بما انعم الله عليه ، ولا يرضى أبدا بما قسم الله له من رزق ، ويتطلع دائما للإستيلاء على المزيد من حطام الدنيا ولا يقنع ، يقضي حياته يلهث وراء مطامعه ولا يشبع منها ، ولا يوقف هذا الطمع ويحدّ منه إلا تراب قبره وهو مدفون تحته ، فلما يموت الإنسان ، يلحد في قبره ، وأعز الناس عليه يهيلون عليه المزيد من التراب ، وهذا الذي حد من طمعه وأوقفه ، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " لَوْ كَانَ لِابْنِ آدَمَ وَادٍ مِنْ ذَهَبٍ الْتَمَسَ مَعَهُ وَادِيًا آخَرَ وَلَنْ يَمْلَأَ فَمَهُ إِلَّا التُّرَابُ ثُمَّ يَتُوبُ اللَّهُ عَلَى مَنْ تَابَ ". وقال الإمام الشافعي في هذا المعنى :
العبدُ حرٌّ إن قَنَـــــعْ ** والحرُّ عبـــــــــدٌ إن طمع
فاقنعْ ولا تطمعْ فلاَ ** شيءٌ يشينُ سوى الطمع
فالإنسان نهم طماع ، يجمع من المال أكثر مما ينفق ، ومن الكتب ما لا يقرأ ، ومن اللباس يبقى بعده من غير ملبس ، يريد التملك لكل شيء ، بيتغي المائة فإن نالها سعى للمائتين ، وإن وصل إلى الألف طمع في الألفين ، ولو كان له واد من ذهب لطلب له ثانيا ، ولا يملأ عين ابن آدم إلا التراب ، واهل يتوب على من تاب .