بلدية اسطنبول تقوم سنويا بفتح كورسات مجانية لتعليم الهوايات مثل الرسم , الحفر على الخشب , النقش , الخياطة والتطريز, الطبخ ,لغات اجنبية مختلفة وغيرها ويشترك فيه طالبات وطلاب من مختلف الفئات العمرية منهم المتقاعدين , ومنهن ربات البيوت وشباب وبنات من مختلف الاعمار ومن الذين ليس لديهم مهارة مهنية معينة هذه الكورسات غرضها التواصل الاجتماعي ومنح المشاركين في الكورسات فرصة لممارسة هواية بمصاحبة اساتذة , طبعا اكثر الاساتذة هم من الخريجين الجدد الذي لم يتم تعيينهم ولم يمارسوا مهنتهم من قبل لذلك التعليم بسيط جدا.
انا اشتركت في احد كورسات الرسم والتقيت الست فاطمة هناك, هي احد زميلاتنا في الكورس , وهي تبلغ من العمر 83 وهسة اكيد دتقولون هاي منو يوديها ويجيبها ؟ اقللكم الست فاطمة تودينا كلنا وتجيبنا ,
الست فاطمة من اصول بلغارية لكنها من العرق التركي , في نهاية الثمانينات حصلت مشاكل بين تركية وبلغاريا ولما بدأ البلغار بمضايقة المواطنين اللي من اصول تركية , هاجروا الى تركية , في ذلك الوقت ماكان هناك ضغط لاجئين كبير على تركية لذلك استقبلتهم تركية والحكومة اللي كان يترأسها في ذلك الوقت الرئيس تورغت اوزال وقامت بمساعدتهم جدا وتم تعيين ذوي الكفائات وغيرهم في وضائف وتم منحهم بيوت طبعا في اماكن لم تكن مركزية وبعضها خارج المدينة لكنها في النتيجة بيوت , الست فاطمة سيدة ذكية قبل ما تترك بلغاريا قدمت على تقاعد حتى تضمن راتبها التقاعدي هناك وحتى تترك الباب مفتوح لان يجوز ما ترتاح بتركية ! بعد وصولها الى تركية تم تعيينها في احد المدارس حسب اختصاصها.
هي كانت تعمل كمدرسة في احد مدارس الصم والبكم في بلغاريا ,وتقول لا تتصورون احنا كنا نشتغل وناخذ عطلة 3 اشهر ويا الطلاب ! احنا بمجرد ما ينتهي العام الدراسي الحكومة البلغارية كانت ترسلنا للمزارع والحقول حتى نشتغل في اشهر العطلة بالفلاحة والزرع .
يمكن هذا اللي خلاها رغم عمرها قوية ونشيطة وتشارك في كل سنة؛ خمسة ايام في الاسبوع بكورسات مختلفة وعلى مدى السنين اخذ عندك ! هي مشاركة بكورسات الرسم , الحفر على الخشب , تصنيع الزجاج المعشق ,ديكورات منزلية , صبغ الاخشاب ,حياكة , تطريز, تعلم اللغة التركية القديمة (العثمانية ) وعدة كورسات ما اعرفها ,وهي تخصص يومين في الشهر تذهب فيهم للاجتماع بصديقاتها بأحد المطاعم وبالصيف تروح لبيتها الصيفي لاعتناء بالورود وزرعها, هم بتركية يقولون بصورة عامة ان الناس اللي اصولهم من بلدان البلقان اجسامهم قوية ويتحملون اكثر.
شيء مهم ثاني, يخليها ماشاء الله بهاي الصحة والنشاط انها ما تهتم ابدا بأي مشكلة تصيرلها وما تشيل اي قهر واذا قابلتها فد مشكلة؛ تهز ايديها وتقلك أماااااااان اذا هذا الشيء صار صار! ما صار شأسوي مو مهم , المهم صحتي.
احنا العراقيات طبعا مو كللنا , ماشاء الله علينا اذا ماكو قهر نخترعلنة فد شيء ننقهر عليه ! وهذا ليش ماصار وكلله من ورا فلان دمر حياتنا ! ولوما علان ماجان صار هيج! ونقعد نتحسر وننقهر ونتذكر بس الامور اللي تقهر ونخسر صحتنا ونتعب .
وحسب ما تعلمت من الست فاطمة ,العمل يوسع من افق المرأة وفكرها ويقويها ويمكن قليل من الامبالاة يخليها تحتفظ بهدوئها وصحتها وعافيتها سلامي للجميع
بقلمي عبير