للهِ أشكو غادراً عَلّمتُهُ
رَمْيَ السِّهامِ فكنتُ أوّلَ مَن رمَى

وبدَا لقلبي جَنَّةً حتى إذا
نالَ الذي يَرجُوهُ عادَ جَهنّما

وبكيتُ من جُرحٍ شَكَاهُ وحينما
لاحت جراحي النازفاتُ تَبَسَّما

وشكا إليّ عذابَهُ فرَحِمتُهُ
وشكوتُ مِثلَ شَكاتِهِ فتَهَكَّما

وكسَرتُ خبزتيَ الوحيدةَ بيننا
وسَطَا على نِصْفي فلم أَفغَرْ فما

وسَقيتُهُ كأسَ ابتهاجي فارتوَى
ومضى وها أنذا أموتُ من الظَّما

يَجِدُ العطاءَ من الأحبةِ واجباً
وعطاءَهُ مِمّا لديهِ مُحَرَّما

كم حذّروني من دناءةِ طبعِهِ
فنَهرتُهمْ وعصيتُ فيه اللُّوَّما

وأرَونيَ الشاكِينَ من غَدَراتِهِ
لكنني ما كنتُ إلا في عمَى

وبقِيتُ أحفظُ عهدَهُ مع أنني
أَشْتَفُّ مِن عينَيهِ شيئاً مُبْهَما

يا ليتهُ لَمّا جفَا عهدي اكتفَى
لكنّهُ في حِضنِ أعدائي ارتمَى

وأَراهمُ خَلَلَ الجراحِ بمُهجَتي
ورمَوا جميعُهُمُ عليّ الأسهما

هل يغفرُ الجبّارُ خسةَ غادرٍ
ما زلتُ أنزفُ من خساستِهِ دَما؟!

لا تَأسَ يا جُرحي قريباً تشتفي
وتُحيطُ قضبانُ السماءِ المجرِما






فواز اللعبون