شذرات من حياة الإمام الحسين بن علي بن أبي طالب (عليهما السلام) الجزء ( 4 )
الُلُُهمٌ صّلِ ْعلُى مٌحُمٌدِ وَآلُ مٌحُمٌدِ وَْعجْلُ فَرَجُْهمٌ الُشِرَيَفَ
السَلآْم عَلْيُكّمٌ وٍرٍحَمُةّ الله وٍبُرٍكآتُهْ





أهـل بيته
ـــــــــــــــــــــــــ ـ

أما أهل بيته من أبنائه وأخواته وبني أخيه وبني عمّه فكانوا خيرة أهل الأرض وفاءً وإباء وشجاعة وإقداما وعلو همم وشرف نفوس وكرم طباع،
أبوا أن يفارقوه وقد أذن لهم وفدوه بنفوسهم بذلوا دونه مهجهم وقالوا له لما أذن لهم بالانصراف:
ولم نفعل ذلك لبقي لنبقى بعدك لا أرانا الله ذلك أبدا،
ولما قال لبني عقيل: حسبكم من القتل بصاحبكم مسلم،
اذهبوا فقد أذنت لكم، قالوا: سبحان الله!فما يقول الناس لنا،
وما نقول لهم إنا تركنا شيخنا وسيدنا وبني عمومتنا خير الأعمام ولم نرم معهم بسهم ولم نطعن
معهم برمح ولم نضرب معهم بسيف ولا ندري ما صنعوا، لا والله ما نفعل،
ولكنا نفديك بأنفسنا وأحوالنا أموالنا وأهلينا ونقاتل معك حتى نرد موردك ،
فقبح الله العيش بعدك، فقتلوا جميعا بين يديه مقبلين غير مدبرين،
وهو الذي كان يقول لهم ، و قد حمي الوطيس واحمر البأس مبتهجا بأعمالهم:
صبرا يا بني عمومتي صبراً يا أهل بيتي فوالله لا رأيتم هوانا بعد هذا اليوم أبدا.
فلله درهم من عصبة رفعوا منا الفخر ولبسوا ثياب العز غير مشاركين فيها وتجلببوا جلباب الوفاء،
وضمخوا أعوام الدهر بعاطر ثنائهم ونشروا راية المجد والشرف تخفق فوق رءوسهم،
وجلوا جيد الزمان بأفعالهم الجميلة، وأمسى ذكرهم حيا مدى الأحقاب والدهور مالئا المشارق والمغارب
ونقشوا على صفحات الأيام سطور مدح لا تمحى وإن طال العهد وعاد سنا أنوارهم يمحو دجى الظلمات ويعلو نور الشمس والكواكب.

أصحابه
ـــــــــــــــــــــــــ ـ

وأما أصحابه فكانوا خيرأصحاب فارقوا الأهل والأحباب وجاهدوا دونه جهاد الأبطال وتقدموا مسرعين إلى ميدان القتال
قائلين له أنفسنا لك الفداء نقيك بأيدينا ووجوهنا يضاحك بعضهم بعضا قلة مبالاة بالموت وسرورا بما يصيرون إليه من النعيم،
ولما أذن لهم في الانصراف أبوا وأقسموا بالله لا يخلونه أبدا ولا ينصرفون عنه قائلين أنحن نخلي عنك وقد أحاط بك
هذا العدو وبم نعتذر إلى الله في أداء حقك، وبعضهم يقول لا والله لا يراني الله أبدا
وأنا أفعل ذلك حتى أكسر في صدورهم رمحي وأضاربهم بسيفي ما ثبت قائمه بيدي
ولو لم يكن معي سلاح أقاتلهم به لقذفتهم بالحجارة ولم أفارقك أو أموت معك و بعضهم
يقول والله لو علمت إني أقتل فيك ثم أحيا ثم أحرق حيا يفعل بي ذلك سبعين مرة ما فارقتك
وبعضهم يقول والله لوددت أني قتلت ثم نشرت ألف مرة وأن الله يدفع بذلك القتل عنك و عن أهل بيتك
وبعضهم يقول أكلتني السباع حيا إن فارقتك ولم يدعو أن يصل إليه أذى وهم في الأحياء ومنهم من جعل نفسه كالترس له
ما زال يرمي بالسهام حتى سقط وأبدوا يوم عاشوراء من الشجاعة والبسالة
ما لم ير مثله فأخذت خيلهم تحمل وإنما هي اثنان وثلاثون فارسا فلا تحمل على جانب من خيل الأعداء إلا كشفته.
ومن أصحابه عليه السلام عبدالله بن يقطر رضيعه وكان رسوله رمي به من أعلى القصر بالكوفة وأنس بن الحارث الكاهلي وأسعد الشامي وعمرو بن ضبيعة ورميث بن عمرو وزيد بن معقل وعبدالله بن عبدربه الخزرجي وسيف بن مالك وشبيب بن عبدالله النهشلي وضرغامة ين مالك وعقبة بن سمعان وعبدالله بن سليمان والمنهال بن عمرو الأسدي والحجاج بن مالك وبشر بن غالب و عمران بن عبدالله الخزاعي.

زوجاته :
ـــــــــــــــــــــــــ ـــــــ

وأما زوجاته عليهن رضوان الله تعالى؛ ليلى أو برة بنت أبي عروة بن مسعود الثقفي أم علي الأكبر،
وشهربانويه (شاه زنان) بنت كسرى يزدجرد ملك الفرس أم السجاد وعلي الأوسط،
الرباب بنت أمرئ القيس بن عدي أم محمد وعبدالله،
وقضاعية أم جعفر وأم اسحاق بنت طلحة بن عبيدالله التميمي،
أم فاطمة رضوان الله عليهن جميعا لما لهن من مآثر بعد مقتله.

أولاده :
ـــــــــــــــــــــــــ


وأما أبناؤه عليه السلام علي الأكبر الشهيد وعلي الإمام وهو علي الأوسط
وعلي الأصغر ومحمد وعبدالله الشهيد من الرباب وجعفر،
وبناته سكينة بنت أم الرباب وفاطمة وزينب ورقية، وأعقب الحسين عليه السلام
من إبن واحد وهو زين العابدين وإبنتين عليهم رضوان الله تعالى، وفي (كشف الغمة)
قيل: كان له عليه السلام ست بنين وثلاث بنات علي الأكبر الشهيد معه في كربلاء
والإمام زين العابدين وعلي الأصغر ومحمد وعبدالله الشهيد معه وجعفر وزينب وسكينة وفاطمة
وقال الحافظ عبدالعزيز الجنابذي: ولد للحسين بن علي بن أبي طالب عليهم السلام ستة منهم أربعة ذكور وإبنتان
كما مذكور آنفا وقال الزهري: ما رأيت هاشميا أفضل منه.

الجزء ( 1 ) ..... اضغط
الجزء ( 2 ) .....اضغط
الجزء ( 3 ) .... اضغط