النتائج 1 إلى 4 من 4
الموضوع:

في اليسار المتطرف.. رؤية من الداخل

الزوار من محركات البحث: 4 المشاهدات : 161 الردود: 3
جميع روابطنا، مشاركاتنا، صورنا متاحة للزوار دون الحاجة إلى التسجيل ، الابلاغ عن انتهاك - Report a violation
  1. #1
    من أهل الدار
    تاريخ التسجيل: November-2020
    الدولة: بغداد
    الجنس: ذكر
    المشاركات: 36,778 المواضيع: 10,668
    التقييم: 29871
    مزاجي: متفائل دائماً
    المهنة: موظف حكومي
    أكلتي المفضلة: البرياني
    موبايلي: غالاكسي
    آخر نشاط: منذ 17 ساعات

    Rose في اليسار المتطرف.. رؤية من الداخل


    الثقافة الإسلامية مثل أي ثقافة لا يمكنها أن تتقدم إلا بالنقد الذاتي (مواقع التواصل الاجتماعي)
    إن أية حركة سياسية أو فكرية، تمارس الإقصاء هي نمط من التفكير المتطرّف. وهو نمط، نخطئ – كما عوّدنا الثقافيّون الغربيون والعرب على ذلك – حين نربطه بالإسلام ـ والذي لا يمكننا فهمه حسب محمد أركون إلا في صيغة الجمع ـ أو نعتبره نتيجة ضرورية لمبادئ الدين الإسلامي، حتى وإن كنا لم نقرأ هذه المبادئ، أو لم نترجمها بعد إلى لغة الحداثة.
    قراءات اختزالية
    إنه نمط في التفكير يرتبط بفشل المشروع التحديثي، أو مشروع الدولة الوطنية في السياق العربي. ويقوم هذا النمط من التفكير على إقصاء الآخر المختلف من الحقيقة، ومن الفضاء العام، وممارسة الوصاية عليه، وتهميش إرادته السياسية وثقافته والحطّ من تقاليده المتوارثة.
    وقد عبّر هذا النمط الإقصائي في التفكير عن نفسه من خلال صيغ مختلفة، ومنها: صيغة "الدولة ضد المجتمع" أو "النخبة ضد الشعب" أو "العلمانية ضد الإسلام" وهلمّ جرا. وهو نمط سابق بعقود على ظهور الحركات المتطرفة، بل وهو الذي عبّد الطريق لظهور الإسلام السياسي.
    وقد تحدّث الفيلسوف الأميركي مايكل والزر عن ذلك في كتابه: "مفارقة التحرر" (2015)، وأوضح كيف انتهى فشل المشروع التحرري العلماني إلى عودة المكبوت الديني، وذلك ليس فقط في سياق عربي. ومن هنا شرعية الحديث عن يسار متطرف في الثقافة العربية المعاصرة، ارتبط بجيل الدولة الوطنية والنخب التي أنتجتها وارتبطت بها، وانتهت به مغالاته اليوم إلى الدفاع عن دول الممانعة، أو دول الاستعمار الداخلي، وعن حداثة مفرغة من مضمونها السياسي والحقوقي.
    وما لا نلتفت إليه كثيرًا، هو أن جناية هذا اليسار على الثقافة العربية لا تنحصر فقط في حربه الشعواء على كل ما هو إسلامي، وأنا أستعمل هنا عن قصد مفردة الحرب، لأنني مؤمن بأن الثقافة الإسلامية مثل أي ثقافة لا يمكنها أن تتقدم إلا بالنقد والنقد الذاتي، كما علّمنا علال الفاسي، ولكنها لا تتقدم في ظل اليسارية المتشددة منها واليمينية، أو لا تتقدم وتتطور في سياق يحكمه العنف.
    إن جناية اليسار المتطرف على الثقافة العربية، تتمثل أيضًا في القراءة التي قدمها ويقدمها للحداثة الغربية. ومثلما كانت قراءته للتراث العربي الإسلامي متسرعة، اختزالية، أيديولوجية، قد تنتهي في بعض الأحيان إلى نوع من الحقد على الذات، فإن قراءته للحداثة الغربية ومنجزها الفكري لا تقل اختزالية، بل ولا تقل عنفًا.




    أيديولوجيا استئصالية
    ويمكننا توضيح ذلك من خلال مفهوم العلمانية الذي ساد الفكر العربي لعقود كثيرة، والذي تحول إلى نوع من الأيديولوجيا الاستئصالية التي ستبرر هيمنة البعثيين على المجتمع. وحتى وإن كنا لا نوافق محمد عابد الجابري في دعوته لنا إلى التخلص من هذا المفهوم والاكتفاء باستعمال مفهومي الديمقراطية والعقلانية، فإنه لا يمكننا إلا أن نتفهّم هواجسه، وخصوصًا بالنظر للاستعمالات الأيديولوجية للمفهوم في السياق العربي.
    ولكن، يظل من الضروري أن نسلط الضوء على تعددية التجارب والتصورات الحديثة عن العلمانية، كما يتوجب أن نفعل ذلك مع مفاهيم وتصورات وتجارب أخرى، مثل: الديمقراطية، والتنوير، والعقلانية. ويمكن تقديم مثال آخر – يوضح بشكل أفضل القراءة الاختزالية والانتقائية والناقصة للحداثة من طرف اليسار المتطرف، والذي يمكننا أن نميز داخله، بين يسار قومي، ويسار ستاليني، وثالث ليبرالي، أو بالأحرى نيوليبرالي – هو تلك القراءة التي سيقوم بها الفكر العربي، في صيغته القومية، للفلسفة الألمانية في القرن التاسع عشر، أو للتيار الرومانسي المتمرد على التنوير، وخصوصًا لفيشته.
    فبسام طيبي، يذكر في كتابه الشهير عن القومية العربية، وعن رائد الفكر القومي عربيًا ساطع الحُصري، أنه لم يقرأ من فيشته إلا "خطابات إلى الأمة الألمانية"، وبلغة أخرى، فإنه اكتفى بفيشته القومي، وفيشته التربية القومية، ولم يطلع أو لم يلزم نفسه الاطلاع على فيشته الكوسموبوليتي.
    طابور خامس
    بل الأكثر من ذلك أن الحُصري سيكتفي، وهو ما لم يقله بسام طيبي، بقراءة أيديولوجية للخطب، ضاربًا صفحًا عن القراءات الأخرى التي كانت ترى في التربية القومية لفيشته تربية على الإنسانية وليس دفاعًا عن القومية أو الشعب الألماني. ولا بأس من التذكير بأن كتاب "الخطب" لفيشته، هو الذي سيحظى باهتمام حسن حنفي أيضًا، وستتردد تصوراته الرومانسية في مقدمته السحرية لكتابه: " مدخل إلى علم الاستغراب".
    أما المثل الثالث الذي يمكننا تقديمه، فهو الذي يعبر عنه بشكل واضح الشاعر والمفكر السوري أدونيس، وبعض من حوارييه الصغار، والذي، في شططه اليساري سيربط العنف والإرهاب وكل ما يعانيه اليوم العالم العربي ـ الإسلامي بفكرة التوحيد، وهو موقف نلتقيه، في صيغة أقل كاريكاتورية، عند عالم المصريات يان آسمان، في تحليله لسفر الخروج وصورة الإله الغيور في "العهد القديم"، أو الفيلسوف الألماني أودو ماركفارد في نقده للأديان التوحيدية.





    ولكنه، مع أدونيس، يظل موقفًا سطحيًا، يناقش الأعراض وليس الأسباب، ولا يقول شيئًا عن سياق التخلف والاستبداد، ولا يقول شيئًا عن الدكتاتوريات العربية التي ظلت تحارب كل مظاهر "الانقسام الاجتماعي" كما يسميها لوفور أو كل مظاهر التعددية، والتي ليست بالضرورة حكرًا على الحداثة الغربية في صيغتها الديمقراطية، ولكنها ظلت دومًا تميز الثقافات والمجتمعات الإسلامية، ليس في لحظات ازدهارها فحسب، ولكن حتى في لحظات تقهقرها.
    ويكفي هنا أن نقارن، بين القراءة التي يقدمها محمد عزيز لحبابي لمفهوم التوحيد في "الشخصانية الإسلامية"، والذي يرى فيه تحقيقًا للمسلم كإنسان فرد وحر، كشخص وليس كعبد، وبين تصور أدونيس الذي يتماهى، في لاوعي، مع أكثر القراءات رجعية.
    إن تطرف الأفكار منظومة شمولية متسلطة ومغلقة، تحكم اليسار واليمين، الليبرالي والقومي والإسلاموي، وتعبر عن نفسها في الخطب السياسية والأدبيات الفكرية، وبرامج الأحزاب والكتب المدرسية، بل وتعبر عن نفسها في العلاقات الاجتماعية والمؤسسات التربوية، من أسرة ومدرسة وجامعة، ولا يمكن التأسيس لثقافة عربية تصالحنا مع ذاتنا وتاريخنا ومع العالم، دون نقد هذه المنظومة الشمولية، وهو ما لن يتحقق، إذا لم نحرر الثقافة العربية من سدنتها وسماسرتها، الذين ما برحوا يتعاملون معها بمنطق الغنيمة، أو في حزبية ضيقة وروح غير نقدية.
    إنّ تحرير الثقافة العربية لن يتم في ظل السلطوية، بل هو يبدأ حين نبدأ بتحريرها من هذه السلطوية. وهنا قد تلعب المنافي الغربية دورًا كبيرًا، على الرغم من أن سطوة السلطويات العربية ستطارد المثقفين الأحرار إلى تلك المنافي، بل ولن تتورع عن التحالف مع الإسلاموفوبيا ودعمها ضدهم، وضد أي حضور نوعي للمسلمين في أوروبا، يساعدها في ذلك طابور خامس، يقول عن نفسه عربي، أضحى القاصي والداني مدركًا لدوره الهدّام.

  2. #2
    مشرفة المقهى الفني
    تاريخ التسجيل: July-2024
    الجنس: أنثى
    المشاركات: 2,357 المواضيع: 121
    التقييم: 3239
    آخر نشاط: منذ 20 ساعات
    انا شفت الموضوع لما كنت اتصفح من التلفون ولانه موضوع مهم بالنسبة لي , فقررت اطبع الموضوع على ورق حتى استطيع قرائته بتركيز اكثر , وراح ارد عليه باجر تحياتي لك .

  3. #3
    مشرفة المقهى الفني
    طبعا ما صبرت طبعت المقال وحبيت ارد , صاحب المقال تحدث عن اليسار المتطرف في الوطن العربي يااخي هو اليسار وينه؟ حتى يكون هناك يسار متطرف جاني ! اكثر الاحزاب او التنظيمات اليسارية كانت ولا تزال من الاحزاب والتنظيمات المغضوب عليها وتحت المراقبة المستمرة , و اليسار العربي على مدى السنين لم يستطيع تحقيق اي مكاسب سياسية وحتى لو حقق فانها محدودة جدا ولا تلعب اي دور في دستور اي دولة عربية ولا سياستها الداخلية او الخارجية ,حتى الناس اللي تم استقطابهم في البلدان العربية ناس اعدادها قليلة جدا , فكيف يرتكب اليسارجناية على الثقافة العربية ,
    يمكن الاحزاب والتنظيمات القومية كان لها تأثير اكبر ابتداءا من ستينيات القرن الماضي لحد بداية الالفينيات لكن الحروب والاوضاع الاقتصادية الصعبة والخسائر اللي تكبدتها الشعوب دفعتهم الى الاتجاه للدين اكثر من شيء اخر , ومع ان الدين لا يجب ان يكون له علاقة بالسياسة الا ان تسييس الدين هو سمة هذا العصر ,
    وطبعا ظهور اليمين المتطرف والتيارات الدينية المتشددة هو ايضا من الامور اللي ظهرت في السنين الاخيرة وهذا الشي هو الذي يشكل خطر على الناس وعلى الثقافة العربية.
    وبصورة عامة بين كل فترة وفترة يتغير الوضع ما حول العالم من تشدد ديني الى يمين متطرف الى يسار , ومثل ما تعرفون اليسار فاز في الانتخبات الرئاسية في كل من انكلترة وفرنسا .
    حتى لا اطول عليكم , التعددية بالاحزاب والافكار يمكن افضل و امر مستحسن بدل ما الكل ينساق لاطاعة رجل واحد وحزب واحد وفكر واحد وبهذا الشكل الثقافة العربية لن يجني عليها احد
    .
    شكرا على المقالة تحياتي لك

  4. #4
    من أهل الدار
    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة عبير الياسمين مشاهدة المشاركة
    طبعا ما صبرت طبعت المقال وحبيت ارد , صاحب المقال تحدث عن اليسار المتطرف في الوطن العربي يااخي هو اليسار وينه؟ حتى يكون هناك يسار متطرف جاني ! اكثر الاحزاب او التنظيمات اليسارية كانت ولا تزال من الاحزاب والتنظيمات المغضوب عليها وتحت المراقبة المستمرة , و اليسار العربي على مدى السنين لم يستطيع تحقيق اي مكاسب سياسية وحتى لو حقق فانها محدودة جدا ولا تلعب اي دور في دستور اي دولة عربية ولا سياستها الداخلية او الخارجية ,حتى الناس اللي تم استقطابهم في البلدان العربية ناس اعدادها قليلة جدا , فكيف يرتكب اليسارجناية على الثقافة العربية ,
    يمكن الاحزاب والتنظيمات القومية كان لها تأثير اكبر ابتداءا من ستينيات القرن الماضي لحد بداية الالفينيات لكن الحروب والاوضاع الاقتصادية الصعبة والخسائر اللي تكبدتها الشعوب دفعتهم الى الاتجاه للدين اكثر من شيء اخر , ومع ان الدين لا يجب ان يكون له علاقة بالسياسة الا ان تسييس الدين هو سمة هذا العصر ,
    وطبعا ظهور اليمين المتطرف والتيارات الدينية المتشددة هو ايضا من الامور اللي ظهرت في السنين الاخيرة وهذا الشي هو الذي يشكل خطر على الناس وعلى الثقافة العربية.
    وبصورة عامة بين كل فترة وفترة يتغير الوضع ما حول العالم من تشدد ديني الى يمين متطرف الى يسار , ومثل ما تعرفون اليسار فاز في الانتخبات الرئاسية في كل من انكلترة وفرنسا .
    حتى لا اطول عليكم , التعددية بالاحزاب والافكار يمكن افضل و امر مستحسن بدل ما الكل ينساق لاطاعة رجل واحد وحزب واحد وفكر واحد وبهذا الشكل الثقافة العربية لن يجني عليها احد
    .
    شكرا على المقالة تحياتي لك

    لا يشترط بالضرورة ان يكون اليسار حزباً سياسياً محدداً تحت عنوان احترافي خاص
    كلا ..
    لكن الظاهر الكثير يعتقدون بأن كل ما يأتي مصطلح اليسار يذهب ذهنهم
    الى الاحزاب الشيوعية والماركسية وهذا غير صحيح
    من الممكن جدا ان يكون حزباً قومياً لكن نهجه يساري
    من الممكن جدا ان يكون هناك حزباً ديمقراطيا ونهجه يساري
    اليسار هنا موقف وسلوك

    نعم اتفق معكم في التنوع الحزبي والسياسي سيكون افضل
    مثلما التنوع الاقتصادي يكون افضل من الاقتصادي الاحادي
    اثبتت الواحدية هنا قصورها التوعوي والتنموي بشكل كبير
    فكل تنوع سيكون افضل ايجابيا ويخلق الجديد والمزيد

    ممنون منكم جدا
    ربي يحفظكم ويخليكم

تم تطوير موقع درر العراق بواسطة Samer

قوانين المنتديات العامة

Google+

متصفح Chrome هو الأفضل لتصفح الانترنت في الجوال