01, Apr, 2013
"ابنة الابناء" مهنة تشييع الأموات في تايوان
يعد تنظيم الجنائز المهيبة للأقارب المتوفين في تايوان أمر بغاية الأهمية، ولذلك تلجا بعض العائلات الغنية إلى استئجار أشخاص محترفين للبكاء والعويل والزحف في الشوارع لإظهار شدة حزنهم على المتوفي.
انتشرت هذه الظاهرة في السبعينات عندما بدأ الأبناء يتوجهون إلى المدينة للعمل بعيداً عن أهاليهم. وفي حال وفاة أحد الوالدين ولم يتمكن الابن أو البنت حضور الجنازة بسبب نقص وسائل النقل، يلجأ الأبناء إلى استئجار ما يطلق عليه "ابنة الابناء" (filial daughter) لتأخذ مكانهم في استقبال التعازي والبكاء على المتوفي.
بالنسبة لبعض التايوانيين، إظهار الحزن بطريقة دراماتيكية هو أعلى تقديس للأقارب الذين وافتهم المنية، وتعتبر الجنازات مناسبة لتقدير الميت وهي في غاية الأهمية لها علاقة مباشرة بشرف العائلة. ولكن ليس لدى الجميع القدرة على العويل والصراخ لإظهار الألم والحزن في الأماكن العامة، ولذلك تستأجر العائلات موظفات متخصصات في "تنظيم الحداد" للبكاء والعويل والرقص لتحريك مشاعر الجمهور ودفعهم إلى البكاء والحزن على الميت.
لين ليو يونيو (30 عاما)، هي واحدة من هذه الموظفات، تقول أن مهنتها تستوجب منها التصرف كفرد من العائلة التي وظفتها وهي تندمج بسرعة مع دورها في كل مناسبة. وأضافت "مع أنني أعتبر نفسي "ممثلة" غير أن الدموع التي أذرفها حقيقية فهي تنزل تلقائيا عند رؤية الحزن على وجوه أفراد العائلة والأصدقاء. وتقول أنها تمارس هذه المهنة منذ 19 عاماً وهي اليوم أشهر "ابنة الأبناء" في تايوان.
طقوس الحداد تبدأ بمجموعة من الفنانين الذين يصطفون خارج قاعة الجنازة، استعداداً لدخولها زحفاً وهم يبكون ويصرخون عبر مكبر الصوت، مرتدين لباساً أبيض وجلباب تقليدي لإخفاء وجوههم ودموعهم.
تقليد توظيف المشيعين المحترفين بدأ يزول شيئاً فشيئا في تايوان. إذ أن الأجيال الشابة تفضل الجنازات المتحفظة والهادئة، في حين لا تزال الأجيال الأكبر سنا متمسكة بتنظيم الجنائز المهيبة.
من جانبها حظرت السلطات العامة هذا النوع من العادات في بعض أنحاء البلاد بسبب الضجيج الذي تسببه.
ولا تقتصر هذه التقاليد على تايوان فحسب، إذ تنتشر أيضا في عدد من الدول الإفريقية والآسيوية منها الصين وكينيا.