السيدة نفيسة بنت الحسن رضي الله عنها



السيدة نفيسة بنت الحسن من أهم السيدات التي ذخر الدين الإسلامي بأسمائهن وهي من نسل سيدنا رسول الله صلى الله عليه وسلم وقد عاشت في مصر و توفت ودفنت بها وقد أسماها البعض نفيسة العلم والعديد من الأشخاص حتى الأن يستبشرون بها وبمكان حياتها ومماتها .
من هي نفيسة بنت الحسن
ولدت السيدة نفيسة في الحادي عشر من ربيع الأول من عام 145 ه ، و قد كان ذلك في مكة المكرمة ، أما عن اسمها الكامل فهو ، نفيسة بنت الحسن الأنور بن زيد الأبلج بن الحسن بن على بن أبي طالب ، و قد انتقلت للحياة بصحبة أبيها للمدينة المنورة و قد كانت لم تكمل الخامسة من عمرها ، و تلقت تعليمها و دروسها على يد أكبر الأئمة و الشيوخ ، أن ذاك ، فقد كانت تذهب للحرم النبوي و تتلقى دروسها الدينية فيه ، فتعلمت الحديث و الفقة ، و قد تم تلقيبها بنفيسة العلم قبل أن تصل حتى لسن الزواج .
زواج نفيسة بنت الحسن
بمجرد أن وصلت السيدة نفيسة لسن الزواج ، تقدم الكثيرين لخطبتها ، و ذلك لما عرف عنها من ورع و تدين ، فضلا عن نسبها الشريف ، حتى قبل أباها أن يزوجها من إسحاق المؤتمن بن جعفر بن محمد بن على بن الحسين بن على بن أبي طالب ، و قد عقد قرانهما في رجب من عام 161 هجريا ، و قد أنجبت له أم كلثوم و القاسم .
رحيل السيدة نفيسة إلى مصر
– رحلت السيدة نفيسة إلى مصر بصحبة أسرتها ، و قد مروا بقبر الخليل إبراهيم في إتجاههم إلى مصر ، و ما أن علم المصريون بخبر قدومهم ، حتى خرجوا و استقبلوهم إستقبالا حافلا في مدينة العريش .
– كان وصول السيدة نفيسة إلى القاهرة في السادس و العشرين من رمضان عام 193 هجريا ، و قد شغلت في مصر مكانة علمية راقية ، حتى أن الكثيرين كانوا يفيدون إليها طلبا للعلم ، فكانت توفر لهم العلم و النصيحة ، في أيام معينة من الأسبوع ، و توفر باقي وقتها للعبادة ، حتى أن وفد الأمام الشافعي إلى مصر .
– كان للأمام الشافعي صلة وطيدة بنفيسة العلم ، فكان معتاد على زيارتها باستمرار ، في مسجدها ، الذي دفنت فيه فيما بعد ، فكان يصلي كأماما للمسجد في صلاة القيام ” التروايح ” في رمضان ، و كلما ذهب إليها طلب منها أن تدعو له ، و قد كان من ضمن وصيته أن تصلي عليه السيدة نفيسة حين يموت ، و حين توفاه الله مروا بجنازته فعليا من عند مسجدها تنفيذا لوصيته .
شخصية نفيسة العلم
– عرفت نفيسة العلم بأنها شخصية زاهدة تسعى إلى الله ، و تتقرب له فقد روي عنها ، أنها حين كانت تحيا ب المدينة المنورة كانت تقضي معظم وقتها متعبدة في المسجد النبوي .
– و قد روي عنها من بنت أخيها أيضا أنها خدمتها أربعين عاما ، فقالت أنها طوال هذه الأربعين عام ، لم تراها أبدا تنام ليلا أو تفطر إلا أيام الأعياد و أيام التشريق ، و كانت عمتها تحفظ القرآن كله ، و تعمل على تفسيره و كانت في كل ليلة تسمع صوتها ، يجهش في البكاء و هي تقرأ القرآن .
– من ضمن الأقاويل التي عرفت عنها أنها هي من حفرت قبرها ، و أنها كانت تنزل له و تكثر من الصلاة فيه ، و قد قرأت المصحف فيه فيما يتعدى 190 مرة ، و كانت في كل مرة تقرأ فيها المصحف تبكي فيه بكاء شديدا .
– أما عن دعائها المفضل و هي تتعلق بستائر الكعبة ، إلهي و سيدي و مولاي متعني و فرحني برضاك عني و لا تسبب لي سببا يحجبك عني .