شذرات من حياة الإمام الحسين بن علي بن أبي طالب (عليهما السلام) الجزء ( 2 )
الُلُُهمٌ صّلِ ْعلُى مٌحُمٌدِ وَآلُ مٌحُمٌدِ وَْعجْلُ فَرَجُْهمٌ الُشِرَيَفَ
السَلآْم عَلْيُكّمٌ وٍرٍحَمُةّ الله وٍبُرٍكآتُهْ
بطاقة الهوية
ـــــــــــــــــــــــــ ـــ
الاسم : الحسين بن علي بن ابي طالب (عليهم السلام)
اللقب : سيد الشهداء
الكنية : أبو عبد الله
اسم الأب :الإمام علي بن أبي طالب(عليه السلام)
اسم الأم : الصديقة الطاهرة فاطمة الزهراء بنت رسول الله محمد ( صلوات الله وسلامه عليهما )
الولادة : 3 - شعبان - 4 هـ
الشهادة : 10 - محرم - 61 هـ
مدة الإمامة : 10 سنوات
القاتل : يزيد وجيشه
مكان الدفن : كربلاء المقدسة - العراق
الإمام الحسين (ع) قبل الإمامة
ـــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــ
دخلت السنة الرابعة من الهجرة لتشهد الولادة المباركة للإمام الحسين (ع) في بيت علي(ع) وفاطمة (ع) في المدينة المنورة. وتدرّج الإمام الحسين (ع) في كنف جدّه رسول الله(ص) ينهل من منبع علمه الفياض ويقتبس من أنوار أخلاقه ومعارفه. وشملته الرعاية المحمدية ست سنوات "حسين مني وأنا من حسين" ثم انتقل إلى مدرسة والده العظيم علي بن أبي طالب (ع) مقتدياً بنهجه مدّة ثلاثين سنة في حفظ الدين وإدارة شؤون الأمة ومشاركة والده في حروب الجمل وصفين والنهروان. وبعد ذلك عايش أخاه الحسن (ع) أحداث إمامته بما فيها صلحه مع معاوية وكان جندياً مطيعاً لأخيه منقاداً له في جميع مواقفه التي اتخذها في مدّة إمامته التي استغرقت (10 سنوات).
إن الإنسانية في تاريخها الطويل لم تشهد موقفاً كموقف سيد الشهداء عليه السلام في يوم عاشوراء،
ولم تعرف الكرة الأرضية من يوم دحوها رجلاً قابل ببضعة عشر رجلاً من أهل بيته،
ونيف وسبعين من أصحابه الألوف من أعدائه:
بـجـحافـل بـالـطف أولــهـا
وأخـيــرهـا بـالـشـام مـتصـل
إن يوماً واحداً من أيام الحسين عليه السلام - يوم عاشوراء- كبّرت له الدنيا، وخشعت له الإنسانية، وأشغل العالم بأسره:
أحسـين فيما أنت قد حملته
أشغلت فكر العالمين جميعهـا
هذا وكل أيام الحسين عليه السلام خالدة، وكل أدوار حياته مجيدة، واستشهاده عليه السلام قبس منير، ومشعل وضاء،
ينيران لنا الدرب، ويستصرخان ضمير المسلمين للسير في الطريق الذي رسمه أبو الشهداء و الأحرار.
هو ثالث أئمة أهل البيت الطاهر عليهم السلام، وثاني السبطين سيدي شباب أهل الجنة،
وريحانتي المصطفى، وأحد الخمسة أصحاب الكساء وسيد الشهداء.
مولده
ـــــــــــــــــــــــــ ــــــ
ولد بالمدينة في الثالث من شعبان في سنة ثلاث أو أربع من الهجرة وكانت مدة حمله ستة أشهر.
ولما ولد جيء به إلى رسول الله صلى الله عليه وآله فاستبشر به وأذن في أذنه اليمنى وأقام في اليسرى
فلما كان اليوم السابع سماه حسيناً وعق عنه بكبش وأمر فاطمة أن تحلق رأسه
وتتصدق بوزن شعره فضة كما فعلت بأخيه الحسن فامتثلت ما أمرها به.
كان أشبه الناس برسول الله صلى الله عليه وآله، ربعة ليس بالطويل ولا بالقصير،
واسع الجبين، كث اللحية، واسع الصدر، عظيم المنكبين، ضخم العظام، رحب الكفين والقدمين، رجل الشعر،
متماسك البدن، أبيض مشرب بحمرة. نشأ في ظل جده الرسول الأعظم صلى الله عليه وآله،
فكان هو الذي يتولى تربيته ورعايته.
إمامته
ــــــــــــــــ
عاش عليه السلام مع جده ست سنين وأشهراً وقد كمل عمره خمس سنين
ومدة خلافته خمس سنين وأشهر في آخر ملك معاوية وأول ملك يزيد.
نقش خاتمه
ـــــــــــــــــــــــــ ــ
في الفصول المهمة: لكل أجل كتاب، وفي الوافي وغيره عن الصادق عليه السلام:
حسبي الله، وعن الرضا عليه السلام: أن الله بالغ أمره، ولعله كان له عدة خواتيم هذه نقوشها.
شاعـره: يحيى بن الحكم وجماعة.
بوابه: أسعد الهجري.
ألقابه
ــــــــــــــــــــــــ
وأما ألقابه عليه السلام فكثيرة: الرشيد والطيب والوفي والسيد والزكي والمبارك والتابع لمرضاة الله والسبط وسيد شباب أهل الجنة والدليل على ذات الله تعالى والشهيد والمظلوم الشهيد السعيد وأفضل ثقات الله والثاري بنفسه لله والمنتقم من أعداء الله وأجل الأسر والإمام المظلوم والأسير المحروم والقتيل المرجوم والإمام الشهيد والولي الرشيد والوصي السديد والطريد الفريد وذو النسب العلي والإمام الرضي وأبو عبدالله الحسين ومنبع الأمة وشافع الأمة وعبرة كل مؤمن ومؤمنة وأطيب العرق وصاحب المحنة الكبرى والواقعة العظمى وعبرة المؤمنين في دار البلوى ومن كان بالإمامة أحق وأولى والمقتول بكربلاء وابن علي المرتضى وزين المجتهدين وسراج المتوكلين ومفخر أئمة المهتدين وبضعة كبد سيد المرسلين ونورالعترة الفاطمية وسراج الأنساب العلوية وشرف غرس الأحساب الرضوية والمقتول بأيدي شر البرية وطالب الثأر يوم الصراط وأكرم العتر وأزهر البدر ومعظم مكرم موقر منظف مظهر وأجمل الخلق وأطيب العرق ومجتبى الملك الغالب والحسين بن علي بن أبي طالب.
وكنيته : أبوعبدالله ، والخاص: أبوعلي.
كرمه :
ـــــــــــــــــــــــــ ـــ
دخل الحسين عليه السلام على أسامة بن زيد وهو مريضٌ وهو يقول واغمّاه فقال وما غمّك قال دَيْـني وهو ستون ألف درهم فقال هو عليّ قال إني أخشى أن أموت قبل أن يُقضى، قال لن تموت حتىّ أقضيها عنك فقضاها قبل موته.
ولما أخرج مروان الفرزدق من المدينة أتى الفرزدق الحسين عليه السلام فأعطاه الحسين أربعمائة دينار فقيل له إنه شاعرٌ فاسقٌ فقال إنّ خير مالك ما وقيت به عرضك، وقد أثاب رسول الله صلىالله عليه وآله كعب بن زهير وقال في العبّاس ابن مرداس اقطعوا لسانه عني.
وروى ابن عساكر في تاريخ دمشق أنّ سائلاً خرج يتخطّى أزقة المدينة حتى أتى باب الحسين فقرع الباب وأنشا يقول: لم يخب اليوم من رجاك ومن حرّك من خلف بابك الحلقة، فأنت ذو الجود أنت معدنه أبوك قد كان قاتل الفسقة وكان الحسين واقفاً يصلي فخفف من صلاته وخرج إلى الأعرابي فرأى عليه أثر ضر وفاقة فرجع ونادى بقنبر فأجابه لبّيك يا ابن رسول الله صلىالله عليه وآله قال ما تبقى معك من نفقتنا ؟ قال مائتا درهم أمرتني بتفريقها في أهل بيتك فقال هاتها فقد أتى من هو أحقّ بها منهم فأخذها وخرج يدفعها إلى الأعرابيّ وأنشا يقول: خذها فإني إليك معتذرٌ واعلم بأني عليك ذو شفقة لو كان في سيرنا الغداة عصاً كانت سماناً عليك مندفقة لكن ريب الزّمان ذو نكد والكفّ منا قليلة النفقة.
فأخذها الأعرابيّ وولى وهو يقول: مطهّرون نقيّاتٌ جيوبهم تجري الصّلاة عليهم أينما ذكروا وأنتم أنتم الأعلون عندكم علم الكتاب وما جاءت به السّوَر من لم يكن علوياً حين تنسبه فما له في جميع الناس مُفتخر.
وفي تحَف العقول: جاءه رجلٌ من الأنصار يريد أن يسأله حاجة فقال يا أخا الأنصار صن وجهك عن بذلة المسألة وارفع حاجتك في رقعة فإني آت فيها ما هو سارك إن شاء الله فكتب يا أبا عبد الله إن لفلان عليّ خمسمائة دينار وقد ألحّ بي فكلمه أن ينظرني إلى ميسرة فلمّا قرأ الحسين عليه السلام الرّقعة دخل إلى منزله فأخرج صرّة فيها ألف دينار وقال له: أمّا خمسمائة فاقض بها دينك وأمّا خمسمائة فاستعن بها على دهرك، ولا ترفع حاجتك إلا إلى ثلاثة إلى ذي دين أو مروءة أوحسب، فأمّا ذو الدّين فيصون دينه، وأمّا ذو المروءة فإنّه يستحيي لمروءته، وأمّا ذو الحسب فيعلم أنّك لم تكرم وجهك أن تبذله له في حاجتك فهو يصون وجهك أن يردك بغير قضاء حاجتك.
رأفته بالفقراء والمساكين وإحسانه إليهم :
ـــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــ
وجد على ظهره عليه السلام يوم الطّف أثر فسئل زين العابدين عليه السلام
عن ذلك فقال هذا ممّا كان ينقل الجراب على ظهره إلى منازل الأرامل واليتامى والمساكين.
الجزء ( 3 ) ..... اضغط