لهذا السبب يجب عليك أن تتوقف عن إعطاء النصائح لأحبائك
نشر موقع "مدام فيجارو" الفرنسي تقريرًا قال فيه إن توجيه وتقديم المشورة للأحباء في اختياراتهم يمنعهم من أن يكونوا مستقلين ويصعب عليهم العثور على هوياتهم الخاصة.
وأوضح الموقع في التقرير أننا جميعًا نطرح أسئلة من قبيل: "هل يجب أن أقبل هذه الوظيفة؟"، و"هل يجب أن أعطي فلانا فرصة ثانية، ما هو رأيك؟"؛ حيث نسعى إلى الحصول على رأي أحد أفراد الأسرة لرؤية الأشياء بشكل أكثر وضوحا أو للحصول بشكل نهائي على إجابة بالرفض، والتي يمكننا العثور عليها بمفردنا.
وأفاد الموقع بأنه كان من الأفضل لأصدقائنا فقط الامتناع عن تقديم أي نصيحة لنا، وفقًا لفاربود أخلاغي، الفيلسوف والباحث في كامبريدج، والذي يؤكد لنا في مقال نشره مؤخرًا، أن التدخل في قرارات الحياة يمكن أن يحرم الأصدقاء والمقربين من استقلاليتهم وبحثهم عن هذا الاستقلال.
انتهاك الحق في تقرير المصير
ووفق الموقع؛ يركز موضوع الفيلسوف فاربود أخلاغي على هذه الخيارات التي تؤدي إلى تجارب "تحويلية"، كما يسميها، أو بتعبير أدق؛ أي تجربة توفر المعرفة أو الفهم للذات، والتي لا يمكن الحصول عليها إلا بعد تجربة التجربة؛ أو أي تجربة تعدل القيم والرغبات الأساسية لمن يعيشها.
ونقل الموقع عن أخلاغي تساؤله: "تحت أي ظروف يجوز التدخل لمحاولة منع شخص ما من الحصول على تجربة تحويلية؟ وكيف يمكن حرمان شخص ما من التعلم عن نفسه؟ ووفقًا له؛ فإن التدخل في صنع القرار لأحد أفراد أسرته، وإبداء رأيه، من شأنه أن يرقى إلى انتهاك "الاستقلالية الكاشفة" و"حق تقرير المصير" للشخص، وذلك حتى لو كانت النصيحة مبنية على النوايا الحسنة.
وأكد الموقع على أنه يجب أن يتم اتخاذ القرار بشكل مستقل، كما يقول أخلاغي: "إنها الطريقة الوحيدة لبناء هوية ولمعرفة تفضيلاتنا وقيمنا. والفائدة - وفقا للفيلسوف - أن ندرك أن الشخص الذي أصبحنا عليه هو نتيجة القرارات التي اتخذناها بأنفسنا".
قرار جيد أو سيئ؟
وأفاد الموقع بأنه عند اتخاذ قرارات مثل تغيير الوظائف، أو إنجاب طفل ثالث، أو اختيار دورة دراسية معينة؛ فهناك سبب آخر يجب أن يقودنا إلى الامتناع عن إبداء رأينا، وهو أنه من المستحيل معرفة عواقب الاختيار الذي سيتم اتخاذه طالما أن ذلك الشخص لم يكن لديه الخبرة الكافية، ويخلص فاربود أخلاغي إلى أنه "من واجبنا الأخلاقي إذن التدخل لمحاولة منع ذلك".