مفاجأة لمرضى السكري.. البروتين والدهون يحفزان إنتاج الأنسولين أكثر من الكربوهيدرات

كشفت دراسة علمية حديثة أن بعض الأشخاص ينتجون الأنسولين نتيجة لاستجابتهم للبروتينات والدهون أكثر من الكربوهيدرات - المعتقد السائد من قبل -، ولذلك فإن النتائج تمهد الطريق لعلاج الحالات من خلال نظام غذائي مخصص.
وأوضحت الدراسة التي نشرتها مجلة ”Cell Metabolism“ الأمريكية، أنه عند هضم الطعام وإطلاق العناصر الغذائية، تفرز خلايا البنكرياس الأنسولين لإدخال نسبة السكر في الدم إلى الجسم لاستخدامها كطاقة، مشيرة إلى أن المحفز الرئيسي لإفراز الأنسولين هو الجلوكوز، الذي ينتج عن طريق تكسير الكربوهيدرات.
ومع ذلك، فإن تأثير الفئات الرئيسية الأخرى من المغذيات الكبيرة - البروتينات والدهون - على إنتاج الأنسولين لا يزال غير مستكشف نسبيا.
وأجرى باحثون من جامعة كولومبيا البريطانية في كندا أول دراسة واسعة النطاق تقارن بين كيفية إنتاج الأشخاص المختلفين للأنسولين استجابة لكل من المغذيات الكبيرة الثلاثة ووجدوا أنه بالنسبة للبعض، يكون للبروتينات والدهون تأثيرًا أقوى من الجلوكوز.
وقال أستاذ العلوم الخلوية والفسيولوجية في جامعة كولومبيا البريطانية والمؤلف المشارك في الدراسة، ”جيمس جونسون“: إن الجلوكوز هو المحفز المعروف للأنسولين، لكننا فوجئنا برؤية مثل هذا التباين، حيث أظهر بعض الأفراد استجابة قوية للبروتينات، والبعض الآخر للدهون، التي لم يتم وصفها من قبل".
وأضاف ”جونسون“ أن الأنسولين يلعب دورا رئيسيا في صحة الإنسان، في كل شيء من مرض السكري، حيث يكون منخفضا جدا، إلى السمنة وزيادة الوزن وحتى بعض أشكال السرطان، حيث يكون مرتفعا جدا.
ولفت إلى أن هذه النتائج تضع الأساس للتغذية الشخصية التي يمكن أن تغير طريقة تعاملنا مع مجموعة من الحالات وإدارتها. "
بين عامي 2016 و 2022، قاس الباحثون إفراز الأنسولين استجابة للكربوهيدرات ”الجلوكوز“ والبروتينات ”الأحماض الأمينية“ والدهون ”الأحماض الدهنية“ من خلايا البنكرياس المأخوذة من 140 متبرعا من الذكور والإناث المتوفين، وتم إجراء تحليل شامل للبروتين والتعبير الجيني على الخلايا.

وكما هو متوقع، أظهرت غالبية الخلايا المانحة أعلى استجابة للأنسولين للجلوكوز، فإن 9 % من الخلايا كانت لديها استجابات للأحماض الأمينية، و 8 % كانت لديها استجابات للأحماض الدهنية أكبر من استجابات الأنسولين المحفزة للجلوكوز.
وأكد الباحث المشارك في مختبر جونسون بجامعة كولومبيا البريطانية والمؤلف المشارك بالدراسة يلينا كوليك أن هذا البحث يتحدى الاعتقاد السائد منذ فترة طويلة بأن الدهون لها آثار ضئيلة على إطلاق الأنسولين في الجميع.
وأوضح أنه من خلال فهم أفضل لمحفزات الفرد الفردية لإنتاج الأنسولين، يمكن تقديم إرشادات غذائية مخصصة من شأنها أن تساعد الأشخاص على إدارة مستويات السكر في الدم والأنسولين بشكل أفضل.
وفحص الباحثون أيضا مجموعة فرعية من خلايا الجزر من المتبرعين المصابين بداء السكري من النوع 2.
ومما لا يثير الدهشة، أن الخلايا لديها استجابة منخفضة للأنسولين للجلوكوز، ومع ذلك ظلت استجابة الأنسولين للخلايا للبروتينات سليمة
إلى حد كبير.
وقال كوليك: ”هذا يعزز حقا الحالة القائلة بأن الأنظمة الغذائية الغنية بالبروتين يمكن أن يكون لها فوائد علاجية لمرضى السكري من النوع 2 ويسلط الضوء على الحاجة إلى مزيد من البحث في إفراز الأنسولين المحفز بالبروتين“.
وفي المستقبل، يمكن استخدام الاختبارات الجينية لتحديد ما إذا كانت استجابة الأنسولين لشخص ما ناتجة عن عنصر غذائي معين، كما يقول الباحثون، آملين في مواصلة أبحاثهم من خلال إجراء دراسات سريرية على الأشخاص الأصحاء والمصابين بداء السكري من النوع 2 لاختبار استجابة الأنسولين للمغذيات الكبيرة في بيئة واقعي
ة