غدًا.. الأرض تصل لـ «الأوج»
قال رئيس الجمعية الفلكية بجدة المهندس ماجد أبوزاهرة: إن الكرة الأرضية تصل يوم الجمعة 05 يوليو إلى أبعد مسافة في مدارها حول الشمس ”الأوج“ هذا العام عند الساعة 08:06 صباحًا بتوقيت مكة ”05:06 صباحًا بتوقيت غرينتش“، وذلك بعد حوالي أسبوعين من حدوث الانقلاب الصيفي.
وأوضح أن الأرض تصل أبعد مسافة من الشمس في منتصف الصيف في نصفها الشمالي وهذه من المفارقات التي توضح بأن المسافة من الشمس ليست السبب في حدوث الفصول الأربعة.
وبيّن أن الكرة الأرضية تتحرك في مدار باختلاف مركزي يبلغ 0,017 شبة دائري تقريبًا حول الشمس، لذلك فإن المسافة بين الأرض والشمس لا تتغير كثيرًا، متابعًا: نحن الآن على مسافة حوالي 5 مليون كيلومتر أبعد من الشمس بنسبة 3,4 % عما ستكون عليه بعد ستة أشهر من الآن، وبالمقارنة بمتوسط المسافة من الشمس البالغ حوالي 150 مليون كم.
وتابع: خلال الأوج ستكون المسافة بين مركز الشمس ومركز كوكبنا 152,100,000 كيلومتر وفي هذا الوقت يكون الحجم الظاهري لقرص الشمس أصغر قليلًا عن المعتاد ولكن هذا غير مرصود بالعين المجردة.
وأكمل: سبب حدوث الفصول الأربعة يرجع لميلان محور دوران الأرض البالغ 23,4 درجة، فنحن الآن نعيش فصل الصيف بسبب أن كوكبنا في موقع من مداره حيث النصف الشمالي يميل معظمة بإتجاه الشمس في حين أن النصف الجنوبي يميل بعيداً عن الشمس لذلك هناك الآن فصل الشتاء.
وبيّن أن المسافة المتغيرة بين الأرض والشمس ليست سبب حدوث الفصول إلا أنها تؤثر في طول مدتها، فعندما تكون الأرض بعيدة عن الشمس - كما هو الآن - فإنها تتحرك بشكل بطيئ حول الشمس وهذا ما يجعل الصيف أطول الفصول الأربعة في النصف الشمالي للأرض والشتاء أطول الفصول في النصف الجنوبي.
واستطرد: بشكل عام وصول الأرض إلى أقرب وأبعد نقطة من الشمس ليس مرتبطا بالانقلاب الصيفي أو الشتوي، صحيح أن الأرض في أبعد مسافة عن الشمس كل عام في أوائل شهر يوليو، بعد حوالي أسبوعين من الانقلاب الصيفي في شهر يونيو، وصحيح أن الأرض تكون الأقرب إلى الشمس في أوائل شهر يناير بعد حوالي أسبوعين من الانقلاب الشتوي في شهر ديسمبر إلا أن هذه مجرد مصادفة فقط، فعلى مدار فترة زمنية طويلة تتغير تواريخ أقرب وأبعد نقطة للأرض من الشمس بالنسبة للانقلابين.
واختتم: نظرًا للتغيرات في الإختلاف المركزي لمدار الأرض فإن التواريخ التي تصل فيها إلى الحضيض أو الأوج ليست ثابتة، ففي عام 1246 كان الانقلاب الشتوي في ديسمبر هو نفس اليوم الذي وصلت فيه الأرض إلى الحضيض، ومنذ ذلك الحين، كانت تواريخ الحضيض والأوج تنجرف يوماً كل 58 عاماً، وعلى المدى القصير يمكن أن تختلف التواريخ حوالي يومين من سنة إلى أخرى.