عبيد الحسن.. من هم؟
ورد في كتبنا الحديثية أن النبي (ص) دخل المسجد فوجد أمير المؤمنين (ع) مفترش الأرض بالمسجد فحركه برجله وقال له قم يا أبا تراب.. مناوئو أمير المؤمنين (ع) اتخذوها مسبة مع أن الناعت رسول الله (ص) وما ذلك إلا أنهم يحتقرون التراب غافلين عن قول المصطفى (ص) ”كلكم من آدم وآدم من تراب“ لتظهر النتيجة أن علي سيد آدم وولده. فالشرف هنا للتراب ”آدم وبنوه“ بأن يكون أمير المؤمنين (ع) أبوهم الإيماني ”يا علي أنا وأنت أبوا هذه الأمة“. انطلاقاً من ذلك فإن الانتساب لأهل البيت (عليهم السلام) بسببٍ وأنسب هو فخرٌ عظيم حتى لو بالعبودية ”عبيد الحسن... نموذجاً“.
السؤال عن العبودية هل هي جريمة الإنسان الكامل أم أنها واقع فرض عليه؟ من يرجع إلى المصادر يجد أن الشريعة شرَّعت أحكاما للقضاء على هذه الظاهرة ”عتق رقبة“ لتحرير بني البشر من هذا الوضع الذي أنتجته الجاهلية ومن الجدير بالذكر أن سيف الاستعباد الفرس والرومان «الشاميون» وغيرهم من أبيضٍ وأسمرٍ. فأهل البيت (عليهم السلام) كانوا يتقربون إلى الله تبارك وتعالى بشراء العبيد وعتقهم ومع ذلك كان المعتقون يبكون حزناً لأنهم عاشوا العز والكرامة في دورهم وعتقهم هو ابتعاد عن هذه النفحات والجنان القدسية الإلهية بل إن أمهات بعض الأئمة الأطهار هنَّ ”إماء“ في رسالة صارخة ضد صورة الاستنقاص اتجاه هذه الفئة المبتلاة من الناس. ومما يروى أن جاراً للإمام الصادق (ع) عرض داره للبيع بثلاثة أضعاف سعرها مبرراً ذلك بأن جوار الإمام (ع) يساوي ذلك فما بالك بمن كان يعيش في داره وفي خدمته صلوات الله وسلامه عليه.
فمن الشرف أن يسمى جماعة أنهم ”عبيد الحسن (ع)“ ذلك الكريم المعز للمؤمنين سبط المصطفى وقلب المرتضى وروح الطاهرة ولو خُيروا بين الحرية والعبودية للإمام أبي محمد الحسن بن علي عليهما السلام لاختاروا العبودية له قطعاً عن آخرهم. فهذا ليس منقصة وأما استعباد الناس هي هفوة في تاريخ الإنسانية لا يعيير بها إلا العنصريون ضيقوا الأفق والمتخلفون. مع العلم أن من يعرفون بذلك منهم من ذرية النبي وبني هاشم عترة رسول الله (ص) ومن الأنصار وغيرهم ممن نسبهم موثق ومعروف وكفى بذلك شرفاً وخراً.
همسات روايات.. عن التكبر «1»
عن النبي المصطفى (ص): "المؤمنون بعضهم لبعض نصحة وأدون وإن افترقت منازلهم وأبدانهم، والفجرة بعضهم لبعض غششة متخاذلون وإن اجتمعت منازلهم وأبدانهم.
الإمام علي (ع): لا تكونوا كالمتكبر على ابن أمه من غير ما فضل جعله الله فيه، سوى ما ألحقت العظمة بنفسه من عداوة الحسد [الحسب]، وقدحت الحمية في قلبه من نار الغضب، ونفخ الشيطان في أنفه من ريح الكبر الذي أعقبه الله به الندامة.
علة التكبر - الإمام الصادق (ع): ما من رجل تكبر أو تجبر إلا لذلة وجدها في نفسه.
- عنه (ع): ما من أحد يتيه إلا من ذلة يجدها في نفسه.
- الإمام علي (ع): كل متكبر حقير.
- عنه (ع): ما تكبر إلا وضيع.
- عنه (ع): لا يتكبر إلا وضيع خامل.
عنه (ع) - لما سأله مولانا الصادق (ع) عن الغائط -: تصغيرا لابن آدم، لكي لا يتكبر وهو يحمل غائطه معه.
علاج الكبر - الإمام الحسن (ع): لا ينبغي لمن عرف عظمة الله أن يتعاظم، فإن رفعة الذين يعلمون عظمة الله أن يتواضعوا، و[عز] الذين يعرفون ما جلال الله أن يتذللوا [له].
الإمام علي (ع): لا ينبغي لمن عرف الله أن يتعاظم.
- عنه (ع): ولو أراد الله أن يخلق آدم من نور يخطف الأبصار ضياؤه ويبهر العقول رواؤه وطيب يأخذ الأنفاس عرفه لفعل، ولو فعل لظلت له الأعناق خاضعة [خاشعة]، ولخفت [لحقت] البلوى فيه على الملائكة، ولكن الله سبحانه يبتلي خلقه ببعض ما يجهلون أصله، تمييزاً بالاختبار لهم، ونفيا للاستكبار عنهم، وإبعادا للخيلاء منهم.
والله الهادي إلى سواء السبيل