قصيدة (تسيرُ بعكس ما تجري الرياح)
أترحلُ عن بلادٍ تستباحُ
بها قد باتَ يجلدكَ النواحُ
أحقا قد حَملتَ إلى قراها
بقلبكَ حينما طلعَ الصباحُ
لتنأى كالطيورِ لأرضِ بعدٍ
بجنحٍ حينَ يحملها الجناحُ
تؤوّلكَ الشوارعُ حين تمشي
بأنّك في مسافتها جراحُ
شحوبكَ حين تبصركَ المرايا
يترجمُ كيف أرهقكَ الكفاحُ
لمن كافحتَ؟ تسألكَ المعاني
فلا فكرٌ هناكَ ولا صلاحُ
ولكن ثورةٌ سُرقتْ وزاغتْ
محالٌ أن يحالفها النجاحُ
عناوينٌ هنالكَ خادعاتٌ
دماؤكَ في مبادئها تباحُ
تعضُّ على الجراحِ غدوتَ فيها
فحلمكَ فيه قد طعنت رماحُ
على أسفٍ تهاجرُ بتّ عنها
ولا تدري أجدٌ أم مزاحُ؟!
تدورُ دوائرُ المعنى وتغدو
تَسيرُ بعكسِ ما تجري الرياحُ
عسى يوما تعودُ إلى قرانا
وفي الأحوالِ والمعنى انزياحُ
لأنّكَ في معانينا جمالٌ
إلى ذكراكَ في القلب انشراحُ
احمدالركابي
@