عندما يطلق سياسي مخضرم هكذا تصريح لا يسعنا ألا التعجب, فالانتخابات القادمة هي انتخابات خدمية والتنافس يجب أن يكون على اساس الكفاءة والقدرة على أصلاح الواقع الخدمي المتردي في العراق، أما الأغلبية السياسية فالاستفادة منها يكون بالانتخابات البرلمانية للإسراع بتشريع القوانين التي قد تخدم الجانب الخدمي، ولا أعتقد أن الكتلة تحتاج أصلا الى هذه الأغلبية السياسية، لأن كتلة السياسي البرلمانية في البرلمان لم توافق في الدورة الحالية على أغلب القوانين والمبادرات الخدمية، أو وافقت على مضض وبعد جهد جهيد (ومنها قانون التقاعد ومنحة الطلبة ورعاية الطفولة والبصرة عاصمة أقتصادية ومبادرة تأهيل ميسان....الخ)، فما الذي سيتغير أن حصلت هذه الكتلة على مقاعد أكثر في البرلمان؟
أما بالنسبة لمجالس المحافظات نفسها فقد حققت هذه الكتلة الأغلبية بالفعل في الانتخابات السابقة، ورغم الميزانيات الضخمة بقى الواقع الخدمي للمحافظات مترديا ولم تعترف هذه الكتلة بوجود أي خطأ في إستراتيجيها وإدارتها للبلد، على الرغم من ان العراق أحتل المرتبة الثالثة بالفساد عالميا، وحسب التقرير السنوي لهيئة النزاهة فان قيمة الفساد لسنة 2011 كان 2،8 ترليون دينار انخفضت في سنة 2012 الى 133مليار دينار عراقي!!!
وأكدت الهيئة أن وزارة الداخلية تحتل المرتبة الأولى بالفساد، فلماذا نستغرب تردي الأوضاع الأمنية وما الذي سيتغير بالنسبة للمواطن العراقي أن أستمرت هذه الكتلة في الحكم؟
وأن "عدد المشمولين بالعفو بلغ 804 شخصا في العام 2012، بقيمة فساد 489.577.917 دينارا عراقيا، فيما كان عددهم في العام 2011 (5980) بقيمة 3.488.404.713 دينارا عراقيا"، مع أن السياسي المخضرم وعد العراقيين ان المتهمين بقضايا الفساد لن يشملهم العفو!!
وعلى الرغم أن السياسي يدعي تنفيذ القانون فقد كان أول من خالفه بوضع صوره مع صور مرشحي ائتلافه مع انه غير مرشح بمجالس المحافظات، وأستخدم كل سلطته القانونية بحكم منصبه لأغراض غير قانونية لدفع المواطنين لانتخاب مرشحيه، ومع ذلك فشل برنامجه الانتخابي في محافظة كربلاء حيث كان الحضور هزيلا لم يتعدى الالفين وبقيت الكثير من المقاعد فارغة!
هذا السياسي يقول أنه المنقذ والسياسي الأوحد ولولا وجوده لأنهار العراق، وأنا وغيري نقول أن شاب في السابعة عشر من العمر قد يقود العراق افضل منه، وذلك لأن عراق الحضارة والتاريخ لا يمكن أن يختزل بشخص واحد، إلا ان كان نبي او معصوم وأكيدا أنه ليس منهم .