TODAY - December 09, 2010
رخصة جديدة لقيادة السيارة في شوارع بغداد الغارقة في فوضى عارمة
بغداد- برشانت راو
بدأت السلطات المعنية في العراق اصدار رخص جديدة لقيادة السيارة وتجديد القديم منها بعد انقطاع تام منذ العام 2003، املا باستعادة النظام في الشوارع التي تعج بالفوضى خصوصا في بغداد.
وتشهد شوارع بغداد يوميا اختناقات مرورية في عموم المدينة، نظرا للاعداد الهائلة من السيارات اضافة الى الاجراءات الامنية المشددة مثل نقاط التفتيش.
ودفعت الفوضى بالسلطات الى فتح مركز لاختبار السائقين في 21 تشرين الاول/اكتوبر الماضي، للحصول على رخصة قيادة، وذلك للمرة الاولى منذ سقوط نظام الرئيس السابق صدام حسين العام 2003.
ويقول داود سلمان (27 عاما) بينما كان يتدرب في مكتب "ميسلون لتعلم القيادة" في منطقة زيونة (شرق) ان "شوارع بغداد مخيفة جدا لمن يريد تعلم القيادة بسبب الزحام الشديد، انها تدفع للاحباط بسبب صعوبتها".
واضاف "لكن عودة العمل برخصة القيادة خطوة جيدة، واعتقد ان نحو ثلاثين الى اربعين بالمئة من السائقين اما لا يجيدونها او انهم يقودون بسرعة فائقة".
وفي بغداد اليوم، فان افضل طريقة لقيادة السيارة لا تكون عبر اتباع انظمة المرور، انما التملص باي شكل من كثرة الازدحام للوصول الى حيث تريد.
والاعداد الهائلة من السيارات سبب رئيسي للاختناقات في شوارع بغداد.
ويقول مدير المرور في العراق اللواء جعفر الخفاجي "كان هناك نحو مليون و250 الف سيارة مسجلة لدى السلطات منذ تأسيس العراق العام 1921 حتى الاجتياح العام 2003".
واضاف الخفاجي "منذ سقوط النظام السابق حتى الان، تم استيراد نحو 1,5 مليون سيارة بشكل رسمي، لكننا لا نعلم اعداد السيارات التي دخلت البلاد بشكل غير قانوني".
واكد الخفاجي العامل في شرطة المرور منذ 36 عاما، انه "خلال السنوات السبع الماضية، لم نصدر رخصا للقيادة، فجميع معداتنا سرقت بعد الاجتياح. ونامل في عدم وجود اي سائق دون رخصة بحلول العامين المقبلين".
واستطاعت دوائر شرطة المرور من اصدار اكثر من ثمانية الاف رخصة مرور جديدة منذ افتتاح الدائرة الخاصة بذلك في 21 تشرين الاول/اكتوبر الماضي، ويتزايد هذا العدد مع زيادة خبرة العاملين في المركز باجهزة الحاسوب وافتتاح دوائر مماثلة في المحافظات الشهر المقبل.
ويتوجب على السائقين الحاصلين على رخصة قبل عام 2003، اجراء الفحص الطبي فقط لتجديدها.
ويتعين على الاخرين اظهار معرفتهم بقانون المرور واشارات الطرق وامور فنية، واجتياز اختبار باشراف مسؤول في شرطة المرور في ساحة مخصصة لذلك عند ملعب الشعب، وسط بغداد.
ويتلقى بعض السائقين الجدد التدريب على يد ابائهم او اقربائم لكن اخرين مثل سلمان يدفعون لمكاتب التعليم النظامية بين 130 الى 155 دولارا في مقابل عشر ساعات تدريب.
وتبلغ كلفة الحصول على رخصة جديدة، يجب تجديدها كل خمس سنوات، 105 الف دينار (حوالى 90 دولارا) من خلال اجراءات تستمر يومين.
وتقدر كلفة اقامة المركز الذي يتولى اعادة اصدار رخص القيادة ب 12 مليون دولار.
ويرى عدي عبد الواحد سائق سيارة اجرة (34 عاما) ان اعادة اصدار الرخص هو ثاني اجراء ايجابي للشرطة بعد فرض حزام الامان رغم ان الالتزام به لا يزال غير كامل.
واضاف بينما كان يكشف عن الرخصة التي حصل عليها ان الشوارع "ستكون اكثر امنا بفضل اصدار الرخص الجديدة".
واكد عبد الواحد "ضرورة توقف عدد كبير من السائقين عن قيادة السيارات كون بعضهم لا يرى بشكل جيد اما لانهم لا يزالون صغار السن".
من جهته، يعتبر وسام جهاد الموظف في احد مكاتب التعليم ان قيادة السيارة في بغداد لا تزال امرا شاقا.
ويقول "في بعض التقاطعات وعندما يغيب شرطي المرور، يكون الوضع اشبه بمعركة حيث انك لا تعرف ان كان عليك التقدم ام لا، لكن يجب ان تتحلى بالشجاعة".
العالم