أعلن باحثون أميركيون عن كشف جديد من شأنه السيطرة على الانتشار الثانوي لسرطان البروستاتا في الرجال، الذي يعد أحد أكثر الأورام الخبيثة فتكا حول العالم. وأشار الباحثون إلى أن الكشف الجديد يبشر بإمكانية السيطرة على الخلايا السرطانية للبروستاتا في موضعها الأولي (بداخل أنسجة الغدة)، دون أن تنتقل ثانويا إلى أنسجة الجسم الأخرى، وهو الأمر الذي يتسبب في وفاة المصابين بالمرض.
* وقف انتشار السرطان
* وأوضح علماء مركز أبحاث السرطان في جامعة كلورادو الأميركية، في بحثهم الذي نشر على موقع الجامعة الإلكتروني وكذلك في دورية الكيمياء البيولوجية «Journal of Biological Chemistry» خلال الأسبوع الحالي، أن الدراسات السابقة أشارت إلى وجود علاقة بين بروتين على سطح الخلايا يدعى «إي - كادهيرن (E - Cadherin)» وقدرة الخلايا السرطانية للبروستاتا على الانتشار، منوهين بأن نقص البروتين يقلل قدرة الخلايا الورمية على الالتصاق بأنسجتها المحيطة، مما يسمح لها بـ«الارتحال» عبر مختلف الوسائل (مثل الأوعية الدموية أو الليمفية أو الانتشار المباشر للأنسجة الملاصقة).
واكتشف العلماء في بحثهم المختبري أن هناك بروتينا آخر يدعى «عامل النسخ» -SPDEF the transcription factor SPDEF، يقوم بدور هام في التحكم في إفراز بروتين «إي - كادهيرن»، وأن نقص عامل النسخ الأول بالخلايا المصابة بالسرطان يؤدي بدوره لنقص إنتاج البروتين الثاني.
وخلال تجاربهم، قام العلماء بإمداد الخلايا السرطانية بعامل النسخ SPDEF، فلاحظوا عودة تلك الخلايا لإنتاج البروتين السطحي «إي - كادهيرن»، وعدم قدرة هذه الخلايا على الانتشار الثانوي (metastasis) إلى أجزاء أخرى من الجسم.. وقال البروفسور هاري كول، الباحث بالمركز ومدير وحدة أبحاث الجهاز البولي بكلية الطب في جامعة كلورادو، إن «الخلايا المعالجة خلال التجربة فقدت القدرة على الانتشار وظلت في مكانها.. لقد أظهرت سلوكا أشبه بالخلايا الطبيعية».
وتشير الدراسات العلمية والمراجع الطبية إلى أن أسباب الوفاة في مرضى سرطان البروستاتا تتعلق إجمالا بالانتشار الثانوي للورم في العظام والرئة والكبد وغيرها، فيما يبقى سرطان البروستاتا «غير المنتشر» مرضا بطيء النمو وغير قاتل. وبينما يجري كول وفريقه مزيدا من الأبحاث حول اكتشاف وجود علاقة بين نقصان بروتين «إي - كادهيرن» وقدرة خلايا سرطانية أخرى (غير البروستاتا) على الانتشار، يسعى الفريق حاليا إلى العمل على دراسة كيفية تطبيق اكتشافهم عمليا على الجسم البشري، والوصول إلى طريقة فعالة لحث الجين المسؤول عن إنتاج عامل النسخ SPDEF لإعادة إنتاجه في الخلايا المصابة بسرطان البروستاتا.
ورغم التقدم الهائل في التقنيات المختبرية المساعدة على الاكتشاف المبكر للإصابة بالمرض، وتعدد وسائل التعامل العلاجي بين التدخل الجراحي للاستئصال الكلي لغدة البروستاتا، والعلاج الإشعاعي والكيميائي والهرموني (بحسب التقييم الطبي لكل حالة مرضية)، فإن سرطان البروستاتا - حسب الإحصاءات العالمية - يعد المسبب الثاني للوفاة لدى الرجال المصابين بالأورام الخبيثة على وجه العموم بالعالم الغربي بعد سرطان الرئة، فيما يأتي في المركز السادس عالميا في قائمة الأورام المسببة للوفاة لدى الجنسين.
ياهو