دعونا نمضي برشاقة بلا أحزان !
طاقة حزن هائلة تحرّك الكون كلّه
أفراد هذا الكون بمجمله يسعون سعي الوحوش
أملاً بأن يحظى أحدهم ولو بفتات فرح
حتى النجاح دافعه الخوف من الوقوع في براثن الحزن
الناتج عن إحباط الفشل وعدم الرضا عن النفس
فـ منطقة الرضا عن النفس كـ مثلث برمودا الخرافي
الذاهب إليها نادر ما يصل والداخل إليها لا يعود
الطريق إليها محفوف بالمخاطر ..
لا يعود لأنّ الواصل لهذه المرحلة يكون قد اندمج كليّاً مع ذاته !
فقد أصبحت ذاته بالنسبة إليه كتاب مفتوح
ينظر إليها من خلف سُلوفان شفاف لا يُعتمه وجود بعض الرذاذ عليه!
لذلك من المستحيل أن يعود إلى نفس مستنقعات التخبط الذي يعيش فيها العامّة
فمن ... ذاق الجنّة فلن يقنع بما دونها !
.
الذات تبدأ بذرة خالصة وتكبر كـ شجرة
تشارك في سُقياها الكثير من الأيادي البيضاء ..
وتشارك في قطعها أيادٍ أخرى مارست عليها التشذيب
وأخرى لا تصل إلا حين الجني فتقطف وتغادر !
أتساءل حين أرى انهماك البشر في مارثون الحياة ذات الإيقاع المتسارع:
لمَا أصبحت حياتنا عبارة عن فرارٍ لا استقرار؟
فرارا خوفا من الحزن أو أي شيء آخر ثقيل ..
وليست انطلاقا من استقرار يبعثنا للاستزادة من حالة الفرح والرضا !
هل لأنّ الفرح فشل في انتشال الأشخاص من قبضة الحزن المعتوهة..؟؟
أم لأنّه غائم جزئياً ولم تُلتقط له صورة واضحة قط ..!!
على عكس الحزن صفيق الوجه بشكل استفزازي في أرجاء الكون ..
أم أن عناصر الفرح قليلة إذا ما قورنت بالحزن !
كم من فئة قليلة غلبت فئة كثيرة ...
علماً بأن الحزن لئيم لا يرحل إلا بعد أن يخلّف وراءه وشماً لا تكشطه الأيام مهما هرولت !
لستُ بحديثي هنا أريد محاكمة الحزن؟؟
فقط لأنني في حالة تشبّع من منظر الدمعة على صفحات ووجوه من حولي ..
أيكون السبب لأنّي أعجز عن السيطرة على سقف كفايتي
فكلّما أكاد أكتفي حتى أرى عيناً أخرى أرّهقها الحلم ترمقني بأسترقاق
حتى وجدت أن سقف الكفاية مجرد حكاية محكية لا أقل ولا أكثر ..
لمَ يهلكني صوت دبليو واين وهو يتردد في ذهني بنعيق :" الوصول إلى مرحلة الرضا التامّة
هي أن لا تحاكم العالم من حولك على تصرفاتهم"
هل هو يمارس إصماتي بطريقة مهذبة زائدة عن اللزوم..!!
إذن فاغرب عن ذهني لا حاجة لي بك يا واين .. فإن كنت لا تستطيع حلّ الكوارث
فالأقل أن تمنحنا مقوله مندوحة نقتلع فيها أحزاننا فنرميها وراءنا ..
فنحن نريد أن نمضي برشاقة بلا أحزان!
ومضـه
هل جربت أن تشعل شمعة داخل الماء؟
الشمس تستطيع أن تصل بضوئها إلى أعماق البحر السحيقة وهي تحترق خارجه !
ختاماً
في النهاية أنت الحزن نعم هو أنتَ وأنت بكل انبعاجاتك الفكرية والعاطفية !
فقط كل المطلوب منك جناحين وتعبر تلك الحفرة وإلى الأبد.
مما راق لي