بداية لم أخطط لفكرة الطرح ولكن، كم يكفيني من الوقت كي أدرك الفكرة وأستطيع أن أقول بأن كل يوم نحن فيه هو يوم جديد، وكل يوم ونحن فوق الأرض هو يوم عظيم. وكما أفهم وأدرك كيف يتم تقييم حياتنا من خلال أفكارنا وأفعالنا أو من خلال فتح عقولنا وقلوبنا للعالم من حولنا.
عندما كنت فتاة شابة قرأت اقتباسًا يقول شيئًا: إذا كنت تعيش كل يوم كما لو كان يومك الأخير يومًا ما، فمن المؤكد أنك ستكون على حق. لقد ترك ذلك انطباعًا استثنائيًا لدي، ومنذ ذلك الحين ظللت أقف لفترة طويلة متسائلة: إذا كان اليوم هو آخر يوم في حياتي! فهل أرغب في القيام بما أنا عليه اليوم؟ وكلما كان الجواب لا! أعلم أنني بحاجة إلى تغيير شيء ما.
سأبوح اليوم بحقيقة مذهلة للبعض، وأنا من يقف عند فلسفة الموت وحتميته، وأنا من ينتظر معانقة الموت وإن كان هو من خطف الكثير من أحبابنا! عذرًا أنا لا أدعوك لتبني واعتناق فكري، قد أتفق معك وقد لا يتفق معي أحد! ولعل البعض يتراجع دون قراءة النص، لحظة من فضلك! لم الخوف من الموت؟! هل هناك أحد يبحث عن الخلود في الحياة! وهل هنا أحد يسخر من جرأتي بشأن الموت! نحن خلقنا للفناء! لنقرأ هذه الآية الكريمة (كل شيء هالك إلا وجهه) سبحانك ربي. أعتذر للبعض نعم ولمن يبكي الآن لجرأة الفكرة، وعزائي لمن يبكي قائلة له: لعل البعض يبكيه لغروره بالدنيا فالبعض في غفلة فإذا ماتوا انتبهوا!
خطر ببالي أن أحدًا هنا يضع لي بعض الاستفسارات المزعجة وكأنه يسأل استخفافًا بطرحي الجريء: وهو يرتعش ولا أدري أهو من الخوف أو من البرد، رغم أننا للتو بدأنا بالصيف اللاهب، لماذا نعيش ونتزوج ونكون أسرة وبعدها نموت! على مهلك أيها الإنسان! دعني أسألك كيف سيكون العالم والكون لو لم يكن هناك موت يتربص بنا!وكأني ألمح ملك الموت يقترب مني، حينها لا خيار لي طالما اسمي في القائمة نعم ولعل موعدي قد حان! يا من تزعجك فكرة الموت وتعذبك! فضلًا ضع حدًا لهذا العبث دعني أهمس في أذنك: أرجوك ألا تفكر أن حديثي هنا مفعم برائحة الموت.
يظن البعض أن موتنا بعيد ولا نريد أن نفكر فيه الآن ولكن أطول عمر يتبعه الموت. وبما أننا جميعًا سنعيش لحظة الموت فمن الممكن أن نستعد لها. عادة الكثير منا لا يحب أن يفكر في الموت أو حقيقة أننا سنموت. إن التفكير في الموت يساعدك على معرفة ملء الحياة بما في ذلك حقيقة قاهرة عند البعض أننا سنموت.
لا أحد يريد أن يموت حتى الأشخاص الذين يتوقون للذهاب إلى الجنة لا يتمنون الموت للوصول إلى هناك. ولم يفلت منه أحد من أي وقت مضى. وهذا هو ما ينبغي أن يكون.
الموت هو عامل التغيير في الحياة. إنه يزيل القديم لإفساح المجال أمام الجديد. الجديد الآن هو أنت وأنا والكثير من الأحياء، ولكن يومًا ما ليس ببعيد من الآن، سوف تصبح القديم تدريجيًا وسيتم التخلص منك ومني. آسفة لكوني دراماتيكية جدًا، لكن هذا صحيح وواقع تمامًا. تذكر أيها الإنسان أن وقتك محدود؛ لذا لا تضيعه في عيش حياة شخص آخر. لا تدع ضجيج آراء الآخرين يحجب صوتك الداخلي، والأهم من ذلك أن تكون لديك الشجاعة لتتبع قلبك وحدسك. إنهم يعرفون بالفعل كيف تريد حقًا أن تصبح.
إن خيالي وواقعي بين حين وحين وبين فقد وفقد أنني سأموت قريبًا! هو أهم أداة واجهتها على الإطلاق، لمساعدتي في اتخاذ الخيارات الكبيرة في الحياة. حيث كل التوقعات الخارجية تقريبًا، كل الكبرياء، كل الخوف من المرض والإحراج أو الفشل، كل هذه الأشياء بلا استثناء تسقط في وجه الموت، ولا يبقى إلا ما هو مهم حقًا! إن تفكيري شخصيًا أنني سأموت هو أفضل طريقة أدركها لتجنب التفكير في أن لدي شيئًا ما لأخسره، هل هناك خسارة أعظم من خسارة العمر!
لا يوجد سبب أو مبرر لعدم اتباع قلبك بمجرد أن نعلم أننا لا نستطيع أخذ أي شيء معنا عندما نموت، فمن الطبيعي والمفروض أن نصبح أكثر كرمًا مع الآخرين بل وأكثر قناعة ورضا مع أنفسنا. وبما أننا نتذكر الأشخاص الذين ماتوا فيجب أن ندرك أن الموت يأتي إلينا ويداهمنا يومًا ما جميعًا ولا يستطيع أحد الهروب منه. من فضلك تخيل أنه عندما يموت شخص قريب منا فمن الطبيعي أن نشعر بالألم والحزن عند فقدان أحد أفراد أسرتنا. يجب أن نحترم هذه المشاعر ونعطيها المساحة الكافية.
ألتمس العذر من البعض حيث أدرك تمامًا أن هناك من ارتعد وخاف وضاق صدره من أفكاري السوداوية هنا كما يعتقد البعض، ولكن فكرة الموت تسكنني دومًا، مهلًا أيها الإنسان هل تظن أنك ستكون مخلدًا؟! وإلى متى؟! وماذا بعد؟! حينها بالنسبة لي سأفتقد فيها نبض قلبي وحبر قلمي وسيبقى حينها فقط قهوتي وماذا بعد