زهير الغزال - الأحساء 19 / 6 / 2024م - 9:01 م
أكد رئيس الجمعية الفلكية بجدة المهندس ماجد أبوزاهرة أن العاصفة الجيومغناطيسية التي حدثت في 10 مايو 2024، تسببت في أكثر من مجرد أفضل ظهور لأضواء الشفق القطبي منذ 500 عام، إلا أنها كذلك كهربت الكوكب.
وأوضح أنه بحسب جامعة ألاباما، رصدت أجهزة الاستشعار تغيرًا كبيرًا في كهرباء الغلاف الجوي، وأن الدائرة الكهربائية العالمية بأكملها تأثرت بالعاصفة.
وأضاف: الأرض لديها دائرة كهربائية عالمية، تنشأ بواسطة العواصف الرعدية، والتي تؤدي إلى تكوين فرق شحن بين الأرض والغلاف الأيوني على ارتفاع 50 كيلومتر، وهناك حوالي 40,000 عاصفة رعدية يوميًا في جميع أنحاء الأرض، ويمكن أن نعتبرها بمثابة بطاريات تضخ الكهرباء إلى أعلى الغلاف الجوي.
وبيّن أن الهواء في حد ذاته ليس موصلًا جيدًا للكهرباء ومع ذلك فإن الأشعة الكونية القادمة من الفضاء السحيق تؤين غلافنا الجوي مما يخلق موصلية كافية لتدفق التيارات استجابة لتلك ال 250 ألف فولت وبالتالي فإن الهواء الذي تتنفسه يصبح مكهربًا.
وتابع: نشر علماء جامعه ألاباما بحثا في أبريل 2024 في مجلة ”سبيس ويذر“ حول العواصف الشمسية والدائرة الكهربائية العالمية ووصفوا كيف أن الانبعاث الكتلي الإكليلي الذي يقترب من الأرض يزيل الأشعة الكونية مما يقلل من شدتها وهذا ما يسمى ”انخفاض فوربوش“ نسبة إلى الفيزيائي الأمريكي سكوت فوربوش الذي درس الأشعة الكونية في أوائل القرن العشرين.
وأكد أنه أثناء ”انخفاض فوربوش“ يتوفر عدد أقل من الأشعة الكونية لتأين الغلاف الجوي للأرض وهذا بدوره يغير موصلية الدائرة الكهربائية العالمية بأكملها. وجد العلماء أن ”انخفاضات فوربوش“ الكبيرة عززت المجالات الكهربائية في الغلاف الجوي.
واستطرد: تسببت الانبعاثات الإكليلية التي ضربت الأرض في 10 مايو 2024 في انخفاض كبير جداً في فوربوش الأمر كان ذلك بمثابة هدية للقائمين على هذه الأبحاث.
ولفت إلى أن العلماء فحصوا محطتين لمراقبة المجال الكهربائي في مرصد كاسليو في الأرجنتين، وهو موقع يستخدمونه لمراقبة الدائرة الكهربائية العالمية، خلال عاصفة 10 مايو قفزت الحقول الكهربائية بنسبة 10% إلى 15%، وهي زيادة استمرت لأكثر من أربعة أيام هذا يتوافق مع توقعات العلماء التي جاءات في ورقتهم البحثية.
وقال: إن مثل هذه التغيرات في كهرباء الغلاف الجوي يمكن أن تؤثر على أشياء كثيرة تتراوح من احتمال هطول الأمطار والبرق إلى مسارات طيران ”العناكب“ التي تركب المجالات الكهربائية عبر الهواء. ربما كانت العناكب على علم بهذه الظاهرة منذ فترة طويلة لكن البشر لم يتعلموا عنها إلا الآن.