استنشاق الهواء الملوث يصيب بمرض السكري



كشفت دراسة علمية حديثة عن ضرر غير معروف يتسبب فيه استنشاق الهواء الملوث، إلى جانب المشكلات الصحية المعتادة، كأمراض الرئة المزمنة والنوبات القلبية والسكتة الدماغية والسرطان، موضحةً أنه يمكن أن يزيد خطر الإصابة بمرض السكري من النوع الثاني.
وأكدت الدراسة، التي أجريت في الهند، أن الزيادة الطفيفة في التعرض للجسيمات الملوثة في الجو تؤدي إلى ارتفاع بمستويات السكر في الدم، مشيرةً إلى أن ذلك الأمر يرجع إلى اضطراب يصيب الغدد الصماء، وذلك حسبما ذكر موقع «ذا تايم أوف إنديا» الإخباري.
وقال الدكتور في موهان، أحد مؤلفي الدراسة المنشورة في مجلة «رابطة أطباء الهند»، في وقت سابق من هذا الشهر: «نعلم الآن أن PM2.5 هو اضطراب في الغدد الصماء يؤثر في إفراز الأنسولين، ويؤدي أيضاً إلى مقاومة الأنسولين».
ولفتت الدراسة، التي جاءت بعنوان: «تلوث الهواء: هل هو سبب جديد لمرض السكري من النوع الثاني؟»، إلى أن تلوث الهواء واحد من أكبر التحديات في المناطق الحضرية في الهند؛ مبينةً أنه يقتل ما يقرب من 20 ألف شخص في مومباي، و50 ألف آخرين في دلهي كل عام.
وأوضح الباحثون أن «زيادة قدرها 10 جم/م3 في متوسط التعرض الشهري لـPM2.5 ارتبطت بزيادة قدرها 0.4 ملغم/ديسيلتر في اختبار الدم عن طريق اختيار الإصبع وزيادة قدرها 0.021 وحدة في اختبار HbA1c».
واعتمد العلماء، في بحثهم، على متابعة 12064 بالغاً يقيمون في دلهي وتشيناي على مدار سبع سنوات، ولم تتم ملاحظة القراءات اليومية لتركيزات PM2.5 عبر نموذج التعرض الهجين القائم على الأقمار الصناعية فحسب، بل تم أيضاً رصد القراءات الأرضية، وأخذ مستويات السكر في الدم لدى المشاركين في زيارات المتابعة.
وخلصت الدراسة إلى أن الزيادة في متوسط التعرض السنوي لجسيمات PM2.5 بمقدار 10 جم/م3 ارتبطت بزيادة خطر الإصابة بمرض السكري من النوع الثاني بنسبة 22%.
وقال الدكتور أنوب ميسرا، اختصاصي الغدد الصماء في دلهي: «إن العلاقة بين تلوث الهواء والسكري معروفة بالفعل»، مشيراً إلى أن «هذه الدراسة تفتقر إلى إمكانية تعميمها على مناطق أخرى من الهند».
وأضاف أن «العامل الأكثر أهمية لمرض السكري زيادة الدهون في الجسم»، مؤكداً ضرورة دمجها بالدراسة لكي يكون التحليل قوياً.
وقال الدكتور مانجيش تواسكار، المؤلف المشارك للدراسة: «إن تلوث الهواء أحد العوامل العديدة التي تسهم في وباء مرض السكري في الهند»، لافتاً إلى أن «الهند معروفة بأنها عاصمة مرض السكري في العالم، لكن ملوثات الهواء ليست سوى عامل آخر يسهم في عبء المرض».