أنا اليمنيُّ من وَجَعِ المَخاضِ ..وُلِدتُ، وكلُّ شيءٍ باعتراضِ
كأنَّ الكونَ يَرفضُ لي وجودًا
بأرضي، بالسماوات العِراضِ
فمَنبوذٌ من الدنيا كأنّي..
لقيطٌ كان من دونِ التراضي
أُغَـرَّبُ من بلادي، ثُمّ أحيا...
مُغطّى الوجهِ في كل الأراضي
وأمضي حيثُما الآلامُ تَمضي
وأركضُ والمنايا في ركاضِ
أرى بعضًا من الأفراحِ لكنْ ..
أراها في شرودي وافتراضي
..
..
أنا اليمنيُّ في وَجعِ المنافي
أُنازِعُ والخلائقُ في تَغَاضي
نَساني العالمونَ فصِرتُ وَهمًا ..
تُصادفُهُ النواظرُ في اغتماضِ
..
..
لقد كُنتُ الحِمَى يومًا وكانت ..
سيوفي دائماتِ الانقضاضِ
ومَجدي كان للشعراء وَحيًا،
ونبضًا للمحابرِ والبَيَاضِ
وكنتُ أُنافسُ العليا عُلوًّا
فأملأُ رأسها بثرى انْخفاضي
وأُطعمُ من شراييني بُطونًا
وأسقيها الزمازمَ من حِياضي
..
..
ولكنَّ المصائبَ أرهقتني
بأوجاعٍ وأحداثٍ مِراضِ
أعيشُ كمَيِّتٍ من غير اِسمٍ
أعيشُ بلا انبساطٍ وانقِباضِ
وإنّي صِرتُ أرنو للمرايا
فألمحُ في شظاياها انقِراضي
فيا وطنَ المواجع لَيتَ شِعري ..
متى سيَحينُ بَعثي وانتفاضي ؟!
أبوبكر شداد