بقايا من بقاياهُ
وحده صوت المطر من يطرق أبواب الحنين، أركض نحو أوراقي، أخط لك كلماتي، بدم القلب ودمع العين.
. . . . أما بعد . . . .
ظننت أن الحزن لملم ما تبقى له عندي من بؤس ويأس، وقرر أن يخلي سبيلي، وكنت أنت الفجر الذي طرز بنوره أيامي المظلماتِ، عام كامل لم يعرف فيه قلبي ما هو الغروب ولا كيف يكون؛ كان الحب هو الشروق الأبدي، وردة مغروسة في صدري أتنفس عبيرها كلما طالت مسافات الغياب بيننا، لا سيما بعد ما أخبرتني أنك قتلت الخذلان، وأقسمت أن لا سبيل إليه إلى المساس بنا، وصدقتك!
كان الصدق في كلماتك أصدق من الصدق ذاته، لهذا لم يراودني الشك بك، وما كان ليفعل!
كنت مثل طفل يحمل أحلام نقية وبريئة، أكبرها أن تبقى معي، وبجانبي وفي حياتي، أن تكون وطني ولغتي، اسمي وصوتي وهُويتي، فهل كان حلمي كبيرًا ومستحيلًا وبحاجة لمعجزة ليتحقق؟!
لم يكن كذلك، أنت من كنت صغيرًا أمام الحب وأمام قلبي الذي وهبك حبًا أكبر منك، لقد كنت ضريرة العقل رأيتك رجلًا كاملًا، شهمًا ونبيلًا، رأيتك بك المراسي الدافئة، والصباحات المزهرة، والسعادة المرتقبة الأبدية!
وخاب ظني . . .
على غفلة مني دق جرس الفراق، لحنه الكئيب أعلن انتهاء الحكاية، واستيقظ الحلم الجميل مفزوعًا . .
فهل لك اليوم الخروج من مدن الغياب، لمرة واحدة فقط، لنحمل معًا نعش الحب، ونمضي به إلى مِقبرة النسيان، شرط أن نبتسم أنا وأنت ابتسامة رياء وكبرياء . .
منقول