على منبر الحياة . .
إنه صوت الحياة . .
ذلك الصوت القابع في أروحنا . .
الحياة التي لا يمكن أن ينطفئ بريقها إلا عند الموت، ولا يخبو إلا حين يمسنا المرض، فنحن البشر في جهاد مستمر معها، نخوض معركة شرسة لن ينتصر فيها من كان ضعيفا أو مترددا .
وكما هو الحال، فإننا نلهث خلفها، نطمع في الوصول إلى قمة متاعها، والحصول على كل جميل خلق فيها . .
تارة ننتصر وتارة أخرى نتعثر ونسقط ونهزم . . .
في هذه الرحلة المضنية جميعنا وبدون استثناء تعرضنا لرياحها الهوجاء، لنارها المستعرة من الهموم والأحزان، ورغم كل هذا ما زلنا نمضي قدمًا فيها نحو ذلك المجهول من أقدارنا.
نعيش تحت سماء الأمل والتفاؤل، نتناسى الفشل والعجز واليأس، ونجتهد من جديد في بلوغ وتحقيق أهدافنا وأحلامنا.
قد تتسلل السعادة إلى قلوبنا ولكن من المحال أن تسكن فيها طويلا!
أليست هي دار الاختبار، الشقاء، والبلاء؟!
إذن توجب علينا ما دمنا على قيدها أن نرتشف من كؤوسها الصبار، لا بد لنا أن نمشي على أشواكها وننصهر في مرجل عذابها، ولا نجاة لنا إلا بالصبر، والرضا والثبات . . .
وحده الإيمان العميق بالله من يعيننا عليها، هو الملاذ الأمن الذي لن يخوننا أو يخذلنا . . .
ولتعلموا أيها الناس أننا مأجورين فيها، وأن الخير الذي نزرعه اليوم على أرضها هو ما سيكون حصادنا في ذلك الغد، عندما تحلق أرواحنا إلى السماء، وتسافر أعيننا بعيدًا عن هذا الكوكب "الحياة" ...
رؤى المخلافي