جيولوجيون ينفون نشأة الحياة على الأراضي السعودية قبل 3.48 مليار سنة
جيولوجيون ينفون نشأة الحياة على الأراضي السعودية قبل 3.48 مليار سنةالعربية.نت- نادية الفواز
نشر في: 13 يونيو ,2024: 06:18 م GSTآخر تحديث: 13 يونيو ,2024: 08:01 م GST
نفى الدكتور عبدالله النبهان، المدير الأعلى لمركز المسح الجيولوجي والتنقيب عن المعادن في هيئة المساحة الجيولوجية السعودية، صحة ما جرى تداوله بأن الحياة على الأرض قد نشأت في السعودية قبل 3.48 مليار سنة، والمستندة إلى التركيبات العضوية والهياكل الصخرية الحديثة المكتشفة في البحر الأحمر.
صورة تكشف تركيبات الستروماتوليت في جزيرة شيبارة
وكانت قد كشفت دراسة أجراها علماء يعملون على "الستروماتوليتات" الحية (التركيب الرسوبي العضوي) أن الحياة على الأرض ربما نشأت في جزيرة شيبارة السعودية بالبحر الأحمر، قبل 3.5 مليار سنة.
د. عبدالله النبهان - المدير الأعلى لمركز المسح الجيولوجي
وتستكشف الدراسة التي نُشرت في مجلة "الجيولوجيا" الهياكل الميكروبية القديمة، وتقدم لمحة فريدة عن الحياة المبكرة للأرض والظروف البيئية التي سادت منذ مليارات السنين.
الستروماتوليتات الحية "تركيب رسوبي عضوي"في جزيرة شيبارة
وحول ذلك، قال النبهان: "يعد البحر الأحمر وجزره وتكويناته الجيولوجية، وما يحتضنه من بقايا لكائنات حية حديثي التكوين (29 مليون سنة) مقارنة بالعمر السحيق لبداية الحياة على الأرض قبل 3.48 مليار سنة، حيث إن أقدم الأحافير المكتشفة في العالم وجدت في قارة أستراليا والتي يصل عمرها إلى مليارات السنين، والممثلة لبقايا مستعمرات مجهرية لطحالب خضراء مزرقة كأول كائنات حية ظهرت على الأرض، وكانت قادرة على إنتاج غاز الأوكسجين من خلال عملية التمثيل الضوئي، ولها أثر كبير في ازدياد كمية الأكسجين في الكون، وبداية دورة النشاط الحيوي فيه".
وأضاف النبهان: "لا شك بأن اكتشاف تلك التركيبات العضوية للهياكل الصخرية، والتي قد لا تتجاوز أعمارها آلاف السنين في جزر حديثة في البحر الأحمر أمر بالغ الأهمية لندرة تلك الكائنات، وحساسيتها للمؤثرات المحيطة بها، إضافة إلى أن تواجد تلك الهياكل العضوية الميكروبية الحية في عصرنا الحديث أمر هام لمعرفة البيئة الجيولوجية الحديثة ومقارنتها بالقديمة، وعليه فإنه لا يوجد منطق فيما تناقلته بعض وسائل الإعلام حول هذا الموضوع، وإنما هو خلط إعلامي قد يكون غير مقصود لتشعب هذا الموضوع العلمي".
وأردف النبهان: " التقرير الذي تم نشره عبر موقع "ذا ديبريف" الجيولوجي عن الورقة العلمية التي أعدها ونشرها علماء جيولوجيون من جامعة الملك عبدالله للعلوم والتقنية، والتي تسلط الضوء على كيفية تكوّن وتشكل تلك الكائنات المجهرية الحديثة بجزيرة شيبارة في مياه البحر الأحمر بالسعودية، وأنها تشبه مثيلاتها للتركيبات العضوية الحديثة للطبقات الرسوبية النادرة في غرب أستراليا وجزر الباهاما، ولم يرد في البحث بأن الحياة على الأرض ربما تكون قد نشأت في السعودية".
على صعيد متصل، أوضح لـ"العربية.نت" خبير الأحافير لهيئة المساحة الجيولوجية السعودية الدكتور إياد زلموط أن البحر الأحمر وبالتحديد في الجزء السعودي الضحل يعتبر موقعا جديدا يسجل عالمياً لاحتوائه على نوع من الكائنات البدائية المنتجة للأكسجين في بيئات شديدة الاختلاف في الحرارة، وقال: "الهياكل الصخرية الرسوبية تتكيف و تنمو في بيئات بحرية ذات أعماق ضحلة، ودرجات حرارة مياه ما بين 25 و27 درجة مئوية وبعيدة عن الحيوانات الرخوية التي تقتات على الطحالب، وهذه الطبقات معروفة بأحافيرها قبل التاريخ، وقبل ظهور الإنسان والديناصورات بمليارات السنين، حيث إن تكويناتها معروفة في جميع العصور الجيولوجية وبشكل واسع على نطاق العالم، وقد تعد أحياناً نتيجة أحد مصادر تكوين التراكمات البترولية إذا تعرض لضغط وحرارة جعلته ينضج ليتحول لزيت عضوي".
وأضاف زلموط: "بالرجوع إلى تقرير موقع "ذا ديبريف" المختص في أخبار العلوم والتكنولوجيا فهو غير صحيح، حيث إن البحث الأصلي لم يتطرق إلى أن السعودية قد تكون أصل الحياة على الأرض منذ مليارات السنين، وأكاد أجزم بأن كاتبي البحث قد أوضحوا ذلك لمراسل "ذا ديبريف"، وذلك لعلمهم المسبق أن أقدم صخور في المملكة لا يتجاوز عمرها ملياري سنة، وأن أقدم الصخور التي احتوت على هذه "الستروماتولايت" قد تكونت في أستراليا قبل حوالي 3.48 مليار سنة، والأهم في ذلك البحث هو مكان وظروف تكونها في البحر الأحمر و طريقة اكتشافه".
يذكر أن الدراسة التي ذكرت أن الحياة على الأرض قد نشأت في السعودية قبل 3.48 مليار سنة، والمستندة إلى التركيبات العضوية والهياكل الصخرية الحديثة المكتشفة في البحر الأحمر قد تم نشرها عبر موقع "ذا ديبريف" الجيولوجي، وكشفت عن هذه الهياكل الميكروبية الحديثة التكوين وربما تقدم لمحة فريدة عن الحياة المبكرة للأرض والظروف البيئية التي سادت منذ مليارات السنين.
رد مع اقتباس
