أربيل – باسم فرنسيس
السبت ٦ أبريل ٢٠١٣
للمرة الأولى حددت الجهة المنظمة للمعرض الدولي للكتاب في أربيل، عاصمة إقليم كوردستان، ضوابط ومعايير وصفت بـ «الصارمة» شروطاً لاشتراك دور النشر في المعرض وتغييب الكتب الداعية والمحرضة على «الطائفية والعنصرية».
وشهد المعرض الذي انطلق لأول مرة مشاركة هي الأولى من نوعها لدور نشر من المغرب العربي وأخرى آسيوية وأوروبية.
عدد عناوين كتب المعرض تجاوز مليوناً ونيفاً، وأكثر من 300 دار للنشر، موزعة على 37 دولة، منها تشارك لأول مرة كالجزائر والمغرب وتونس، فضلاً عن دور نشر من تركيا وإيران وباكستان والهند، وأخرى أوروبية مثل ألمانيا وفرنسا.
وقالت المدير العام لمؤسسة «المدى» التي تنظم المعرض غادة العاملي إن «حجم المشاركة عكس الرغبة في تجاوز نطاق الإقليمية في التوجه نحو توسيع الرقعة الجغرافية، وعكس التنوع الحقيقي للثقافات وكل ما يمكن أن يقدمه الناشر للقارئ».
وأكدت العاملي لـ «الحياة» أن «المعرض شهد للمرة الأولى حصراً وتحجيماً للكتب التي تدعو أو تحرض على الطائفية، أو التفرقة العنصرية، لم تكن العملية رقابية بمقدار ما هدفت إلى تحديد المعايير وضوابط صارمة للمشاركة، وفي المعارض السابقة.
وأكدت: «كنا نحاول إشراك أكبر عدد من الدور، لكننا كنا انتقائيين في اختياراتنا واعتذرنا لأكثر من 114 داراً، بما يخدم المصلحة العامة ويحافظ على التعايش والسلام والأمن». «الدار المتوسطية» التونسية للنشر كانت إحدى الدور التي تشارك للمرة الأولى، تميزت مشاركتها بعرض للموسوعة الكبرى «لاروس»، وهي أحد أكبر الأعمال العربية المترجمة من دار لاروس الفرنسية المختصة بإصدار القواميس والموسوعات.
وقال نائب رئيس دار «المتوسطية» فتحي العزالي لـ «الحياة» إن «أهمية هذه الموسوعة تكمن في شمولها جميع أقطاب المعرفة والعلوم، ولكن بطريقة موجزة، إذ استمرت عملية ترجمتها حوالى أربع سنوات».
العزالي أكد «ابتعاد الكثير من البلدان العربية من القراءة بالمقارنة مع العقود السابقة، فإن فكرة أو مبدأ اعتماد الاختصار كان الصفة الأبرز للموسوعة، وتم بيع حوالى عشرين ألف نسخة منها حتى اليوم».
ومن الدور المشاركة للمرة الأولى «دار أفريقيا الشرق»، وجناح لوزارة الثقافة الجزائرية، تجاوزت عناوين كل منها حوالى 600، توزعت بين الفلسفة والفكر، والنقد والدراسات.
ولم يخلُ المعرض من انتقادات الزائرين، الذين أكد بعضهم أن الأسعار المرتفعة للكتب تتجاوز الحد المعقول، ولا تتلاءم والقدرة الشرائية للمواطن الكوردي العادي.
الزائرة كورال نوري تقول لـ «الحياة»، «لاحظت توافر كتب ذات قيمة، وأسماء دور نشر شهيرة ومعروفة، لكنّ المشكلة تكمن في أن القدرة الشرائية للقارئ الكردي العادي لا يمكن أن تتواءم مع حجم الأسعار، فهناك كتاب بسعر 25 دولاراً، وإذا ما احتسبنا أن القارئ أراد شراء خمسة كتب، فذلك سيشكل له عبئاً كبيراً».
وأضافت «أتمنى أن يتم إيجاد آلية لطرح تخفيضات، أو أن تشارك الحكومة في دفع جزء من سعر الكتب، كي يتمكن المواطن أو القارئ من شراء أكثر من كتاب».
وعلى هامش المعرض أقام المصور الصحافي قيس كاظم زنكنة معرضه الشخصي من أربعة وثمانين صورة تتناول تداعيات الفساد الإداري، والمقارنة بين مستوى التطور في الإقليم، بالمقارنة مع العاصمة بغداد. وضمت صور المعرض نماذج عن استقرار الحياة في نواحي الإقليم وقراه، يقابلها نماذج لأقرانها في العاصمة.
نقلا عن جريدة الحياه اليوميه